صنية بشاميل تتصدر قطاع غزة| مذا فعل الأطفال؟.. وكيف جمعت المكونات؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
رغم الحرب والدمار في غزة إلا أن “صينية بشاميل” استطاعت أن تهرب من القصف، وتتصدر الترند، وحولها وجوه أطفال تظهر على ملامحهم السعادة والفرحة.
"بعد 7 شهور حرب، عملنا مكرونة بشاميل بعد ما وفرنا المكونات على مراحل، وفرحنا الأطفال اللي فرحتهم بالدنيا كلها، الحمد لله على نعمته و فضله".
منشور على فيسبوك لسيدة فلسطينية تعبر عن سعاداتها لتمكنها من تحضير المكرونة البشاميل، وفرحة الأطفال بعد معاناة لعدة أشهر، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
مريم حجي هي صاحبة “المنشور” الذي تم تداوله بكثرة، تبلغ من العمر 30 عاما، من سكان غزة ونازحة في رفح الفلسطينية، كشفت في تصريحات إعلامية، أن الأطفال هم أولاد أختها من دير البلح، آتوا لزيارة خيمتها في العيد.
وأضافت: توفرت لديهم المكونات عن طريق الطرود الغذائية لنستطيع في النهاية إعداد “البشاميل”، بالاستعانة بأدوات المطبخ الخاصة بالجيران في الخيم.
وعربت "حجي" عن سعادتها لتصدر البوست الترند في مصر، وهي تتحدث عن معاناتهم منذ بدء الحرب، ونزوحهم لأكثر من مكان إلا أن وصلوا إلى آخر نقطة “جنوب الحدود المصرية”، إضافة إلى المجاعة التي مروا بها ومازالت مستمرة إلى الآن بسبب نقص المواد الغذائية.
وعلقت:"اتحرمنا من أكلات كثير"، و هذه الطبخة أعدت بعد معاناة كبيرة، وأعدت على الحطب، إذ أن كل النازحين يجدون صعوبة في توفير أدوات المطبخ، ويطبخون على الحطب.
تابعت:"الحمد لله قدرنا نوفر اللحمة بكمية بسيطة وعملنا البشاميل"، وظهرت السعادة على وجوه الأطفال الذين اعتادوا تناول الأكلات اللذيذة في غزة سابقا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع غزة معاناة أهالي فلسطين فلسطين
إقرأ أيضاً:
كيف نشأت نظريات المؤامرة؟ ما حقيقة دوافعها وكيف نتعامل معها؟
واستضاف البرنامج أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر الدكتور محمد المختار الشنقيطي، الذي قدّم مقاربة تحليلية دقيقة حول هذا النمط الفكري الذي يسود كثيرا من الخطاب العام.
وانطلقت الحلقة بتوصيف موجز لطبيعة هذا التفكير، حيث وصف الشنقيطي "نظرية المؤامرة" بأنها تفسير للوقائع الجلية بأسباب خفية دون براهين مقنعة، يقوم على افتراض وجود جماعة ذكية وشريرة تدير الأحداث من وراء الستار، وهو ما يضفي على العالم طابعا من الشك والتوجس المفرط.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مقال بالإندبندنت: مروجة المؤامرات لومر لها تأثير مرعب على ترامبlist 2 of 4القتل الجماعي.. كيف نفهم السلوك الإجرامي الأكثر رعبا بالعالم؟list 3 of 4لورا لومر صحفية يهودية تحمل لواء معاداة المسلمين في أميركاlist 4 of 4صهاينة أميركا.. ماذا تعرف عن الشخصيات الخفية التي أنشأت إسرائيل؟end of listوأشار إلى أن المؤامرات الواقعية لا تُنكر، بل هي جزء من طبيعة الحياة السياسية والعسكرية، غير أن ما يميّز التفكير التآمري هو اتساعه ليشمل كل ما يمكن تخيّله، إذ يتحول أي احتمال ممكن إلى حقيقة واقعَة، دون تمييز بين الإمكان والوقوع، وهي فجوة معرفية ومنهجية في التفكير.
وتوقف الشنقيطي عند المسألة المتعلقة بالمؤسسات الرسمية، موضحا أن الشك فيها لا يعني نسف الثقة بها كلية، فرفض الروايات الرسمية لا ينبغي أن يتحول إلى حالة عدمية تشكك في جميع مصادر المعرفة، فالثقة المتوازنة، لا السذاجة أو الارتياب، هي ما يضمن بقاء الحياة الاجتماعية قائمة.
كما نبّه إلى أن الإعلام قد يُستعمل أداة لبناء سرديات مقصودة، إلا أن ذلك لا يبرر القفز نحو تأويلات غير عقلانية، لأن الإنسان العاقل يملك قدرات تحليلية تمكّنه من التمييز، مؤكدا ضرورة ربط المعلومة بالدليل، دون الاكتفاء بالشبهات أو التهيّؤات، وأن الخلط بين ما هو ممكن وما هو واقع أحد أبرز علل هذا التفكير.
إعلان البيئات المغلقةوحذر من أن البيئات المغلقة سياسيا واجتماعيا تمثل بيئة مثالية لازدهار نظرية المؤامرة، بسبب غياب الرأي الآخر واحتكار الصوت الرسمي، بينما تنحسر هذه الظاهرة في المجتمعات المفتوحة التي تحتكم إلى تعددية المصادر الإعلامية وتعدد الآراء.
وانتقل الشنقيطي إلى توضيح البعد النفسي، معتبرا أن الحاجة للشعور بالأمان، وتجنّب الاعتراف بالحقائق الصادمة، هما من أبرز دوافع اللجوء إلى التفكير التآمري.
وأضاف أن بعض الناس يجدون صعوبة في قبول فكرة أن جماعات صغيرة أو أفرادا من ثقافتهم قد يكونون وراء أحداث جسيمة، فيلجؤون إلى تفسيرات بديلة تحميهم من صدمة الواقع.
ولفت إلى أن نظرية المؤامرة قد تُبنى أحيانا على مركّب نقص، كأن يعجز المرء عن تصديق أن فئة من بني جلدته استطاعت القيام بعمل معقد كالذي حدث في أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، فينسبه إلى قوى عظمى، نافيا بذلك عن نفسه وعن جماعته القدرة على الفعل، حتى لو كان سلبيا.
ورأى أن الانحيازات النفسية المختلفة، كتحيز تأكيد الرأي أو التحيز العاطفي، تلعب دورا كبيرا في تعزيز هذه النظرية، فالبعض يصدق ما يتماشى مع رؤيته المسبقة للعالم، ويرفض الأدلة المناقضة لها، فيقع في فخ الانتقاء المعرفي بدل الموضوعية.
وفي السياق ذاته، حذّر من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي التي عمّقت هذه الظاهرة، نظرا لاعتمادها على الخوارزميات التي تعزّز المواد التي تثير التفاعل العاطفي لا الدقة المنطقية، مما يجعل الفرد يتعرض لمحتوى يعيد إنتاج رؤاه المسبقة، فيتأكد منها بصورة مضللة.
وأكّد أن الذكاء الاصطناعي زاد من تعقيد المسألة، حيث أصبح من السهل إنتاج محتوى مزور يصعب على الجمهور العادي تمييزه، مما يتطلب إنشاء ضوابط أخلاقية وتقنية للحد من التلاعب بالمعلومة، دون الوقوع في فخ التعميم التآمري.
التفكير التآمريوربط الشنقيطي بين التفكير التآمري والنرجسية الفكرية، مشيرا إلى أن البعض يدّعي امتلاك معرفة خفية لا يدركها الآخرون، ويبحث عن التميز عبر تبني أفكار خارجة عن المألوف، معتبرا أن هذا الميل يكشف أحيانا عن رغبة في الظهور أكثر من كونه بحثا عن الحقيقة.
إعلانوشدد على أن انتشار هذه النظرية ليس مقتصرا على المجتمعات المتراجعة أو المنهزمة، بل يمتد إلى البيئات المتقدمة أيضا، إذ تتعدد دوافع التبني ما بين التهرب من المسؤولية أو البحث عن تفسير أخلاقي مريح للواقع، وهو ما يسميه بـ"الإزاحة الأخلاقية" التي تنقل اللوم إلى طرف خارجي وهمي.
وأكد أن هذه الطريقة في التفكير تفشل في بناء إستراتيجية عقلانية للتعامل مع الخصوم، فهي إما تضخّم العدو بشكل مبالغ فيه، أو تنفي قدرة الذات، وفي الحالتين تُلغى إمكانية التفاعل الواعي والفعال مع الواقع.
ورأى أن إحدى أبرز مخاطر التفكير التآمري تكمن في استغلاله من قبل الأنظمة الاستبدادية، التي توظفه لنزع المسؤولية عنها وتبرير الإخفاقات، من خلال تصدير صورة العدو الخارجي المتآمر وتخويف الناس به لتبرير القمع وتقييد الحريات.
وقال إن نظرية المؤامرة تُستخدم لتفسير الفشل العسكري والسياسي، فينسب الحاكم الهزيمة إلى مؤامرة كونية بدل أن يتحمل مسؤوليته، مذكّرا بأنه في المجتمعات الديمقراطية تُدرس أسباب الهزيمة وتُحاسب القيادات، عكس ما يحصل في الأنظمة الاستبدادية.
ولفت إلى أن الاستفادة من حدث ما لا تعني بالضرورة اختلاقه، إذ إن بعض السياسيين ينجحون في استثمار الأزمات لتمتين موقفهم، لكن ذلك لا يبرر اتهامهم بافتعالها، وهو ما ينطبق على نظريات طُرحت عقب أحداث كبرى كـ11 سبتمبر أو محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016.
أدبيات مزيِفةوحذر من الأدبيات التي غذّت هذا التفكير في العالم العربي، مثل كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج"، مشيرا إلى أنها أرست صورة مزيّفة عن العالم وكأن ثمة جهة واحدة تحكمه وتتحكم بمصيره، وهو اختزال مخل للواقع المعقد.
وأكد أن بعض الخطابات التي تبدو مناهضة للصهيونية تسهم في تعظيمها عن غير قصد، وهو ما نبّه إليه المفكر عبد الوهاب المسيري، الذي رأى في هذا النمط خطابا مضادا غير واع يصب في صالح الدعاية الصهيونية بتصويرها قوة خارقة.
إعلانودعا إلى التمييز بين حقيقة الممارسات الإسرائيلية الموصوفة بالوحشية، وبين اختلاق وثائق مزيفة كـ"بروتوكولات حكماء صهيون" التي ثبت أنها مفبركة، معتبرا أن الاقتصار على الواقع كاف لإدانة الاحتلال من دون الحاجة لتوثيق زائف.
واختتم الشنقيطي بالتحذير من أن التفكير التآمري هو في جوهره عقل كسول يرفض مسؤولية الفهم والتحليل، داعيا إلى بناء تفكير إستراتيجي موضوعي يستند إلى تقييم واقعي لعناصر القوة والضعف عندنا وعند خصومنا.
واعتبر أن التفكير النقدي عنصر مهم في مواجهة هذا النمط، لكنه لا يكفي وحده، بل لا بد من ترسيخ التفكير الإستراتيجي السنَني، الذي يربط بين الأسباب والنتائج، ويسعى لوضع الجهد في موضعه، لبناء وعي قادر على التحليل لا على التبرير.
ودعا الشنقيطي إلى الحوار الهادئ مع أصحاب هذا التفكير، دون تهكم أو استهزاء، فالسخرية ليست سبيلا للإقناع، بل الحوار المنهجي القائم على الاحترام والعقلانية هو الكفيل بإعادة الاعتبار للعقل في زمن طغت فيه الروايات الزائفة على الحقيقة.
28/5/2025