صحيفة التغيير السودانية:
2025-07-29@12:04:57 GMT

صور المفارقة المفزعة في زمن الحرب

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

صور المفارقة المفزعة في زمن الحرب

صور المفارقة المفزعة في زمن الحرب

خالد فضل

الدكتور (ق)، قريب وصديق وزميل وحبيب يحمل أرفع درجة علمية في القرية، ما فوق الدكتوراة، وهو أستاذ جامعي مرموق وخبير عالمي يشار إليه بالبنان وتطلبه كل المنتديات والمراجع البحثية عبر القارات، أفنى ردحاً من عمره في الدروس والبحث العلمي الرفيع والتحصيل حتى بلغ شأواً ذا شأن في مضمار تخصصه الزراعي المرغوب والمطلوب عالمياً…

قرر عساكر السودان، الذين تحددت معارفهم ومداركهم في سقف الأوامر والنواهي للجنود، قرروا تدمير ما تبقى من أفق إصلاح للبلاد، فأطلقوها حرباً مدمرة وقودها الناس ومستقبل البلاد واستطاع بعض عناصر الإسلاميين من استثمار تغلغلهم في قيادة القوات المسلحة بصورة خاصة وأشعلوها حرباً ضروساً يعلم خبرها القاصي والداني، ويصطلي بنيرانها وتبعاتها الإنسان السوداني في أي صقيع ومن أي منحدر، وهي حرب خسران مبين كما يعلم حتى راعي الضأن في الخلاء البعيد فما هي القيمة المضافة التي يجنيها هذا الطرف أو ذاك من أطراف الحرب، غير الخزي والعار وصفات الذم واللعنات صباح مساء.

ذلك العالم والخبير المرموق طردته الحرب من داره قرب جامعة في الخرطوم، انطلق بأطفاله وأمهم المريضة توفاها الله في غضون الحرب- لها الرحمة والغفران- يمم صوب الجزيرة حيث أهله وعشيرته، ولكن في الجزيرة طاردته الحرب ولعنتها، فقد زوجه في ظروف إنسانية بالغة الأسى، مع كل تلك الأهوال والمفارقات دهمه داهم من عسكر الدعم السريع، سلبوه السيارة التي هي إحدى أدوات عمله ولم يجزع ثم واصل حياته في القرية، فانقطعت الكهرباء والماء وانعدم غاز الطبخ طبعاً وانقطعت شبكة الاتصالات تماماً، صار العالم بالنسبة لذلك العالم الكبير منحصراً في حكاوي الدكاكين وثرثرة القرية، أين منصات المؤتمرات وورش العمل ومختبرات البحث العلمي المهني التي أمضى فيها عشرات السنين؟ أين صالات المطارات في كل القارات تلك التي مشت عليها خطواته الواثقة المبدعة؟ أين قاعات الدرس والمحاضرة، أين حقل التجريب، وشلة الطلبة والدارسين والباحثين الذين كان فيهم يحاضر ويناقش ويصوب ويزيد ويستزيد، أين وأين وأين وهو مضطر لحمل إناء الماء وجلبه من الجيران ليتوضأ أو يستحم، هو مضطر لجر العود ليحرقه فحماً على طريقة الكمائن البدائية وهو من يحاضر حول أحدث الطرق والتكنولوجيا الحيوية وسلامة البيئة.

تُرى كم من عقل جهيز أهدرته هذه الحرب الرعناء، كم من خبير ومبدع وفنان وعالم وطبيب ومفكر فقدنا تحت قذف البراميل المفخخة ولهب المدافع المصوبة لتصيب عقل الوطن في مقتل، وتصيب فؤاد الوطن بالحزن المقيم، إنها لعنة الحرب يا صاحب، فلا تحزن ولا تيأس.. إن غداً موجود رغم الغيوم، وأشد ساعات الليل عتمةً تلك التي تسبق الفجر بقليل إن شاء الله.

لا للحرب.. نعم للسلام..

الوسومالإسلاميين الجامعة الجزيرة السودان القوات المسلحة الكمائن خالد فضل طبيب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإسلاميين الجامعة الجزيرة السودان القوات المسلحة الكمائن خالد فضل طبيب

إقرأ أيضاً:

صحفي اسرائيلي: إسرائيل تفشل استراتيجيا” لم نستعد الرهائن ولا قضينا على حماس”

#سواليف

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالا شديد اللهجة والنقد بسبب المأزق الأخلاقي والسياسي والإعلامي الذي تمر به إسرائيل جراء #التجويع المتعمد في قطاع #غزة.

وأكدت الصحيفة في خطاب نادر أن “العالم لا يرى سوى صورة طفل جائع، وهي صورة لا يمكن تفسيرها بأي منطق يمكن للعقل البشري استيعابه”.

وكتبت الصحيفة أن “الشكوى المتكررة من #الفشل_الإعلامي_الإسرائيلي أمام الصور التي تخرج من #غزة ليست إلا ستارا يغطي على الحقيقة الأعمق، وهي أن المشكلة ليست في الإعلام أو في قدرة الترويج، بل في الواقع ذاته”. مشيرة إلى أنه “لا يوجد تفسير مقبول للنظرة الفارغة لطفل جائع، وبرميل التبريرات قد جف منذ زمن”.

مقالات ذات صلة 6 وفيات جديدة في غزة نتيجة المجاعة وسوء التغذية 2025/07/27

وأضاف المقال أن “تشكيل لجان تحقيق أو استقدام خبراء إعلام أو تجنيد مشاهير لن يغير من حقيقة أن #إسرائيل تخوض حربا بلا أهداف واضحة، باتت نتائجها كارثية على الجميع: #الرهائن، الجنود، و #سكان_غزة من غير المحسوبين على #حماس”. فيما يرى كاتب المقال أن “تغيير نظرة العالم لإسرائيل لا يحتاج إلى ترويج جديد، بل إلى واقع جديد”.

وفي مقال آخر ضمن “يديعوت أحرونوت”، كتب المحلل الإسرائيلي غادي عازرا أن “هذه الحرب تشهد حالة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، إذ أصبحت المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل، والتي كان يفترض أن تعزز صورتها الدولية، عاملا يقوض شرعيتها”.

وأشار عازرا إلى أن “سوء التخطيط وغياب التنسيق في إدارة المساعدات الإنسانية، وتحول نقاط التوزيع إلى بؤر للفوضى والصراع، أضعف موقف إسرائيل أمام العالم بدلا من تحسينه”. “الجوع”، كما كتب، “هو أحد أكبر المحفزات الأخلاقية في ضمير المجتمع الدولي، بعد الفقر مباشرة، وفقا لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة”.

وبينما كانت إسرائيل تأمل أن تظهر عبر هذه المساعدات إنسانيتها، فقد تحولت الصورة إلى عكس ذلك تماما، خاصة مع تكرار مشاهد الاندفاع نحو صناديق الطعام والفوضى وموت مدنيين في مناطق توزيع المساعدات.

وشدد عازرا على أن المعضلة الأساسية هي أن إسرائيل تدير حربا دون أفق، ودون استراتيجية واضحة للخروج.

بدوره، اعتبر الكاتب الإسرائيلي عكيفا لام أن إسرائيل تعاني من فشل استراتيجي، حيث لم تحقق حتى الآن أيا من أهدافها المعلنة: لا تحرير للرهائن، ولا انهيار لحماس، ولا ضمان لأمن سكان الجنوب.

وأشار إلى أن “الضغط العسكري لا يحرر الرهائن بل يقتلهم”، في وقت تنفذ فيه إسرائيل انسحابات وتراجعا مستمرا عن مواقفها، فيما تزداد السيطرة الفعلية لحماس على الأرض وخطوط الإمداد.

وأكد لام أن المشاهد القادمة من غزة ، أطفال جائعون، عائلات مشردة، دمار شامل، تحدث أثرا عالميا لا تستطيع إسرائيل احتواءه، لأن الخطاب لم يعد يركز على من بدأ الحرب، بل على من يبقيها مستعرة.

ويؤكد على أن “الرواية الإسرائيلية لم تعد مقنعة فالعالم غير مهتم بالسياقات أو الخلفيات، لا يكترث لحسابات الائتلاف أو قوانين الإعفاء أو تعقيدات المفاوضات. العالم يرى الحد الأدنى، والحد الأدنى هو صورة طفل جائع على الصفحة الأولى من ديلي إكسبريس، كما يؤكد الكتاب الإسرائيليون”.

ويضيف هؤلاء أن “التعاطف ليس استراتيجية”، وأن تجاهل الواقع القائم على الأرض، سواء من جانب قادة إسرائيل أو مناصريها، سيفضي إلى مزيد من الانهيار الأخلاقي والسياسي، داعيا إلى وقف الحرب بشكل عاجل والبحث عن حلول حقيقية تنقذ ما تبقى من شرعية إسرائيلية مفقودة.

مقالات مشابهة

  • لبيد: العالم بأسره سينبذ إسرائيل إذا لم توقِف الحرب
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • رغم أنف الحرب.. زراعة مليون فدان في مشروع الجزيرة
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • إحباط إسرائيلي: التجويع في غزة وضغوط العالم لوقف الحرب تدفعنا للزاوية
  • علماء المسلمين: مصر قادرة على قيادة تحالف إسلامي لإنهاء الحرب ورفع حصار غزة
  • القرية الأولمبية لألعاب 2026 الشتوية تواجه تحقيقات فساد
  • الدبلوماسية التي تغير العالم تبدأ بالتعاطف
  • صحفي اسرائيلي: إسرائيل تفشل استراتيجيا” لم نستعد الرهائن ولا قضينا على حماس”
  • أحمد موسى: لا بدائل عن قناة السويس التي تستقبل أكبر الحاويات في العالم