مفوض عام الأونروا: المجاعة تحكم قبضتها على غزة
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، فيليب لازاريني، الأربعاء، من أن مجاعة يتسبب فيها الإنسان "تحكم قبضتها" على أنحاء قطاع غزة، واتهم إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات والسعي لتصفية أنشطة الوكالة في القطاع.
وقال أمام مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا "اليوم، تجري حملة ماكرة لإنهاء أنشطة الأونروا، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين".
وتوفر الوكالة المساعدات وخدمات التعليم والصحة لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان. ويصف كبار مسؤولي الأمم المتحدة الوكالة بأنها العمود الفقري لعمليات المساعدات منذ اندلاع الحرب قبل ستة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وقال لازاريني "في جميع أنحاء غزة، تُحكم مجاعة من صنع الإنسان قبضتها... في الشمال، بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف. وعلى الجانب الآخر من الحدود، ينتظر الطعام والمياه النظيفة. لكن لا يُسمح للأونروا بتقديم هذه المساعدات وإنقاذ الأرواح".
واتهمت إسرائيل في يناير عشرة من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة بالتورط في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر وأدى إلى مقتل 1200 شخص. وأسفر الهجوم الذي أطلقته إسرائيل على قطاع غزة ردا على ذلك عن مقتل أكثر من 33 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.
وأقال لازاريني الموظفين المتهمين ويجري تحقيق داخلي للأمم المتحدة في هذه الاتهامات. وذكر تقرير منفصل للأونروا في فبراير أن بعض الموظفين الذين اعتقلتهم إسرائيل أفادوا بأنهم تعرضوا لضغوط من قبل السلطات الإسرائيلية للاعتراف كذبا بأن الأونروا لديها صلات مع حماس وأن موظفين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر.
ومن المقرر الانتهاء من مراجعة مستقلة حول قدرة الأونروا على ضمان الحياد هذا الشهر.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: رجل إسرائيل في غزة يبدو مراهقًا لا أمير حرب.. زعيم ميليشيا بخوذة كبيرة على رأسه
#سواليف
نشرت مجلة “ #إيكونوميست ” تقريرًا عن #عصابة_ياسر_أبو_شباب التي سلّحتها #إسرائيل لقتال “ #حماس ” في #غزة.
وقالت إن عصابته معروفة بسمعتها السيئة في #سرقة_المساعدات، ولا تحظى بشعبية بين الفلسطينيين. وقالت: “يبدو كمراهق يلعب دور الجندي، أكثر من كونه أمير حرب، وخوذته أكبر من رأسه، وبندقيته نظيفة جدًا. وتطلق عصابته على نفسها “القوات الشعبية”، وهو اسم جليل لمجموعة يقودها أقل رجال غزة شعبية: فقد تبرأت منه عائلته”.
يصفه بعض داعميه بأنه “روبن هود غزة”، حيث يسرق المساعدات لتقديمها إلى المحتاجين. ولكنه بعيد عن هذا الوصف
وتقول إن أبو شباب وعد بالإطاحة بحكم “حماس” في غزة، وهذا مجرد طموح، فليس لديه سوى بضع مئات من المقاتلين، مقارنة مع “حماس” التي لديها الآلاف. ولدى جماعته مناطق نفوذ في مدينتي خان يونس ورفح المدمرتين، وقوته ليست ضاربة، ومع ذلك وجد راعيًا قويًا له.
وكشفت إسرائيل، بداية الشهر الحالي، أنها زودت مجموعة أبو شباب ببنادق “إي كي-47″، ومنحتها رخصة للعمل في أجزاء من غزة تُعتبر محظورة على الفلسطينيين.
ويتساءل بعض الغزيين إن كانت المجموعة تحصل على نصيحة وتمويل من الخليج، فالمحتوى الإعلامي لها يبدو مهندمًا أكثر من قدرة مجموعة محلية.
وتعلّق المجلة أن إستراتيجية إسرائيل لدعم عصابة أبو شباب لا تقوم على طموح لتمكينه من حكم غزة في يوم ما، فهذا بعيد المنال، لكن الهدف هو تشجيع آخرين على أن يفعلوا مثل ما يقوم به ضد “حماس”، بشكل يقصقص من سلطة الحركة على القطاع.
وتذكر المجلة أن تاريخ إسرائيل في غزة يقول عكس هذا، وربما تنقلب الخطة رأسًا على عقب.
فقد ظلت الشائعات تنتشر حول الدعم الإسرائيلي لأسابيع، ثم أكدها النائب المعارض ووزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان، والذي شجب، في 5 حزيران/يونيو، السياسة، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، وكتب فيه أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، “ينقل الأسلحة لعشائر مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية”، وهو ما دفع نتنياهو للاعتراف بوجود السياسة، وإن بطريقة غير مباشرة: “تعمل إسرائيل على هزيمة حماس بطرق عدة”.
ولم يكن اتهام ليبرمان لأبو شباب وارتباطه بتنظيم “الدولة” الوحيد، بل وتحدثت دعاية “حماس” عن هذه العلاقة، مع أنه لا توجد أدلة على قسمه الولاء لتنظيم “الدولة”، ويصف نفسه بأنه وطني فلسطيني يقبل الدعم الإسرائيلي لقتال “المسلمين”.
إلا أن قبيلته (الترابين) لها تاريخ في التهريب بين مصر وغزة، ولديها أفراد على جانبي الحدود، وهذا يعني أنها عملت قبل عقد في تهريب الأسلحة إلى تنظيم “الدولة” في غزة.
وساعد الجهاديون في شبه صحراء سيناء بدو الترابين على التهريب، وحصلوا على حصة من الأسلحة. ومع ذلك ظلت العلاقة انتهازية، حيث هاجم تنظيم “الدولة” في 2017 عمليات تهريب السجائر التي تقوم بها القبيلة باعتبارها حرامًا. وانضمت القبيلة لاحقًا إلى الجيش المصري لمواجهة التنظيم.
لكن أبو شباب وجد فرصة جديدة بعد هجمات تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث قالت الأمم المتحدة إنه الجاني الرئيسي في عمليات سرقة المساعدات الإنسانية من قوافل المساعدات في العام الماضي.
وقام المسلحون العاملون معه بنصب كمائن للشاحنات المحمّلة بالمساعدات وقتلوا- على ما يُقال- عددًا من السائقين. ويصفه بعض الداعمين له بأنه “روبن هود غزة”، حيث يسرق المساعدات لتقديمها إلى المحتاجين. ولكنه بعيد عن هذا الوصف، فقد قامت مجموعته بتخزين المسروقات، أو إعادة بيعها بأسعار كبيرة، وبدون تقديم أي مساعدات للمحتاجين في غزة.
أشارت المجلة إلى تجربة إسرائيل مع “المجمع الإسلامي”، الذي غضّت الطرف عن نشاطاته الخيرية من أجل تقويض حركة “فتح”، إلا أنها ندمت لاحقًا بعدما خرجت منه “حماس”
وتقول المجلة إن دوافع أبو شباب “القذرة” مفهومة، فهو ليس أيديولوجيًا ولا خيّرًا، وتعاونه مع إسرائيل في وقت أصبحت فيه إسرائيل المسار الوحيد للمساعدة هو الخطوة المنطقية.
وأشارت المجلة إلى تجربة إسرائيل في الثمانينيات من القرن الماضي، مع “المجمع الإسلامي” في غزة، الذي غضّت الطرف عن نشاطاته الخيرية من أجل تقويض الدعم لحركة “فتح”، إلا أنها ندمت لاحقًا بعدما خرجت منه حركة المقاومة الإسلامية، “حماس”. وعادة ما يكون عدو عدوك… عدوك أيضًا.
وهذا لا يعني المبالغة في تقدير فرص “القوات الشعبية”، فهي ليست محبوبة بين الفلسطينيين الذين يرون أفرادها كلصوص، وتبرأت قبيلة الترابين علنًا من أبو شباب، خوفًا من انتقام “حماس” على الأرجح. وقد تصبح شراكة إسرائيل في غزة تهديدًا، أو تتلاشى وتختفي.
وترى المجلة أن اعتماد إسرائيل على مجموعات كهذه هو إدانة لإستراتيجيتها، أو لغيابها في الوقت نفسه. فقد رفض نتنياهو الحديث عمن سيحكم غزة بعد الحرب، ورفض أي دور للسلطة الوطنية الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية.
وقد فكّر مستشاروه في قوات حفظ سلام عربية، وحكومة يديرها وجهاء محليون. لكن بعد ما يقرب من عامين من الحرب، لم يتوصلوا إلى شيء يُذكر، باستثناء ميليشيا صغيرة يقودها رجل عصابات يرتدي خوذة كبيرة على رأسه.