هآرتس: مجلس الحرب فقد السيطرة وقد يقود إسرائيل لحرب إقليمية
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
خلص تحليل إخباري، للكاتبة رافيت هيشت بصحيفة هآرتس، إلى أن مجلس الحرب في إسرائيل فقد السيطرة على الأمور وربما يقود إلى حرب إقليمية بسبب إصرار وزرائه على توجيه ضربة لإيران ردا على هجومها بالصواريخ والطائرات المسيرة السبت الماضي.
وقالت الكاتبة إن الآثار المترتبة على تورط إسرائيل مع إيران، لا سيما إذا ردت على ذلك الهجوم، ستؤدي على الأرجح إلى تفاقم أزمة الأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مما يُعرِّضهم جميعا إلى الخطر.
وأردفت قائلة إن ترتيب حركة حماس في سلم أولويات أهداف إسرائيل العسكرية سيتراجع لصالح حرب إقليمية قد يصعب احتواؤها.
ووفق التحليل الإخباري، فإن شن عملية انتقامية قوية ضد إيران، والذي يحظى بإجماع داخل مجلس الحرب -كما تقول المصادر- قد يحقق حلم زعيم حماس في غزة يحيى السنوار بـ"توحيد الجبهات" وهو هدف لم يتجسد في الهجوم الذي شنته حركته على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ضابط أميركي متقاعد: الإبادة الجماعية في غزة نذير شؤم على مستقبل الكوكبlist 2 of 4لاكروا: تسارع محموم للاستيطان في الضفة الغربيةlist 3 of 4باحث بريطاني: هل يشعل الصراع بين إسرائيل وإيران حربا عالمية ثالثة؟list 4 of 4يني شفق: خلفيات الأزمة السودانية والدور التركي المطلوبend of listوتزعم الكاتبة بالصحيفة الإسرائيلية أن سيناريو من هذا القبيل سيجعل السنوار يتحول من "مجاهد مارق" إلى عضو في تحالف منظم وجيد التدريب يُمطر إسرائيل بشواظ من نار وكبريت بدعم من روسيا.
وإذا حدث ذلك -تضيف الكاتبة- فإن السنوار لن يكون راغبا في إبرام صفقة تفضي إلى حل قضية الأسرى، وهو ما يحبذه اليسار الإسرائيلي، في حين أن الحل المفضل لدى اليمين المتمثل في الضغط العسكري المتواصل على حماس لم يعد مقبولا كذلك "لأن الأولوية ستكون لجبهات أخرى".
وتعتقد الكاتبة أنه لن يكون هناك عمل عسكري ملموس في غزة حتى قبل أن تنزلق إسرائيل وإيران إلى الحرب، إذ تحول الحديث عن هجوم على مدينة رفح إلى "مهزلة مأساوية" نالت من مصداقية إسرائيل وأضعفت قدرتها على الردع.
وأشارت إلى أن هناك علاقة طردية بين زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتدهور مكانة إسرائيل على الساحة الدولية حيث بات يُنظر إليها على أنها دولة "لمجرمي الحرب" تتعمد تجويع مليوني فلسطيني.
وحذرت من أن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي ما يزال ملتزما بالدفاع عن إسرائيل حتى الآن على الأقل، قد يطرأ تغيير على تفكيره، وهو ما اعترف به مصدر في مجلس الحرب، لم تفصح الكاتبة عن هويته.
ولفتت إلى أن مجلس الحرب يعتمد تقييم مؤسسة الدفاع بأن الرد على إيران لن يشعل حربا إقليمية، مضيفة أن أعضاء هذا المجلس هم نفس الأشخاص الذين لم يتوقعوا الهجوم الإيراني غير المسبوق انتقاما لاغتيال القيادي البارز بالحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي، في غارة جوية على مجمع سفارة طهران لدى دمشق مطلع الشهر الجاري.
وأضافت الكاتبة أن إسرائيل لم تعترف بمسؤوليتها عن تلك الحادثة ناهيك عن إخفاقها في درء هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وزراء مجلس الحرب باتوا أسرى نزعة تجنح نحو الانتقام والقتال، ولا يقدمون تفسيرا ومبررات مقنعة لسلوك حكومتهم رغم حجم وتداعيات المخاطر المحدقة بالبلاد.
ولسبب ما يرى مجلس الحرب أن الرد على هذا الفشل غير المبرر يتجاوز تعقيدات الوضع مع إيران. ومن شأن التورط في مواجهة معها أن يزيد بشكل حاد من احتمال مشاركة حزب الله اللبناني في حرب شاملة، وهو الذي أرهق إسرائيل طيلة 6 أشهر وتسبب في نزوح 60 ألف إسرائيلي من منازلهم دون جهد يذكر، على حد تعبير المقال.
وواصلت كاتبة التحليل الإخباري انتقادها للقيادة الإسرائيلية، وقالت إنه من الصعب التخلص من الشعور بأن مجلس الحرب فقد السيطرة، وبدلا من أن يفرض أجندته على الأحداث تصرف كشخص مندفع دون إستراتيجية.
وختمت الكاتبة بأن وزراء مجلس الحرب باتوا أسرى نزعة تجنح نحو الانتقام والقتال، ولا يقدمون تفسيرا ومبررات مقنعة لسلوك حكومتهم رغم حجم وتداعيات المخاطر المحدقة بإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات مجلس الحرب
إقرأ أيضاً:
هآرتس: الطبقة السياسية في إسرائيل تسير خلف نتنياهو نحو الهاوية
في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، شبّه الكاتب عودة بشارات الطبقة السياسية في إسرائيل بقطيع يسوقه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو الهاوية، في إشارة إلى غياب القيادة الواعية وحالة الانقياد الجماعي الأعمى في الساحة السياسية.
وقال الكاتب إنه شاهد على الشبكة مقطع فيديو متداولا يُظهر راعي أغنام عراقي يقود قطيعه نحو النهر ثم يقفز في الماء فيتبعه الكلب، ثم تقفز الأغنام الواحدة تلو الأخرى، بترتيب مثالي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالمlist 2 of 2صحيفة بريطانية: غزة مشرحة مفتوحة ورائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكانend of listوأضاف أن هناك فيديو آخر يقدم قصة مشابهة بالرسوم المتحركة، ولكن على متن سفينة في عرض البحر، حيث تقفز الحيوانات المسكينة بحماس في أعماق البحر.
وعلّق قائلا "يؤسفني أنني لا أستطيع أن أدخل إلى عقل الخروف الذي يقفز بحماس أو استسلام خلف الراعي وكلبه الوفي. هل هو انقياد أعمى للزعيم؟ أم ضغط اجتماعي؟ أم هو الخوف من أن تُكسر قواعد الجماعة؟".
"بيبي قال"كما يؤكد الكاتب أن الواقع السياسي في إسرائيل يذكّره بلعبة شهيرة في الطفولة تُعرف بـ"حسن قال"، حيث يطيع اللاعبون الأوامر فقط عندما تبدأ بجملة "حسن قال"، بينما يخسر من يطيع أمرا لا تسبقه تلك الجملة.
واعتبر بشارات أن هذه اللعبة تُمارس اليوم في الساحة السياسية الإسرائيلية، لكن اسمها "بيبي قال"، فإذا قال نتنياهو إنه لن يعترف بالدولة الفلسطينية، يقفز خلفه يائير لابيد ثم بيني غانتس، ثم بقية المعارضة، دون أي تفكير، فالكل ينفذ فقط ما يقوله بيبي.
ويرى الكاتب أن تفاخر إسرائيل بديمقراطيتها وتعدد الآراء فيها، ليس إلا ادعاء زائفا لأن تلك الآراء فارغة وتفتقد إلى العمق ولا تناقش القضية الأهم، أي طريقة إنهاء الصراع مع الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الإجماع شبه التام بين الأحزاب الكبرى على رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية يفضح العجز الجماعي عن اتخاذ قرارات مصيرية تتجاوز شعارات التعددية.
عودة بشارات: إذا قال نتنياهو إنه لن يعترف بالدولة الفلسطينية يقفز خلفه يائير لابيد ثم بيني غانتس ثم بقية المعارضة دون أي تفكير لا حلولويقول الكاتب إنه في ظل صمت الطبقة السياسية الإسرائيلية عن المجاعة في غزة باستثناء عضو الكنيست غلعاد كاريف، وغياب أي أفكار لحل الأزمة واستشراف اليوم التالي للحرب، شعر ببعض التفاؤل قبل أيام عندما وجد مقالا لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك بعنوان "نداء طارئ"، لكن سرعان ما تبددت آماله عندما انتهى من قراءة المقال ولم يجد فيه أي خطة عملية أو فكرة للخروج من الأزمة.
إعلانأما من تبقى من "أنصار السلام"، فقد وصفهم الكاتب بمقولة القائد الإسلامي طارق بن زياد "أيتام على موائد اللئام"، في إشارة إلى أنهم معزولون، بلا دعم ولا ظهير سياسي، مثل عضو الكنيست، اليساري عوفر كسيف، الذي حُوصر إعلاميا بسبب مواقفه الجريئة المدعومة بمعرفة تاريخية دقيقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.