قمة رفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب تستضيفها العاصمة النيجيرية أبوجا بحثا عن حلول خارج الصندوق لمواجهة الآفة المنتشرة في عدة دول بالقارة السمراء.
القمة التي بدأت أمس الإثنين وتختتم أعمالها اليوم الثلاثاء يشارك بها العديد من القادة الأفارقة، في القمة رفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب، والتي تنظمها الحكومة النيجيرية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.


وتناقش القمة التعاون الإقليمي في مجال التصدي للإرهاب، وستكون بمثابة فرصة لمراجعة طبيعة وخطورة تهديد الإرهاب في القارة، وفق الرئاسة النيجيرية.
وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها القارة الأفريقية من جراء الإرهاب، حيث تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، وإعادة تشكيل الرد الجماعي على الإرهاب في أفريقيا.
ومن بين القادة المشاركين في القمة، الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو، والرئيس التوغولي فورغناسينغبي، والرئيس البنيني باتريس تالون، والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، ورئيس الوزراء الموريتاني محمد بلال، وذلك بدعوة من الحكومة الفيدرالية النيجيرية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب .

التحدي الكبير
من جانبه، قال الدكتور محمد تورشين الباحث السوداني المتخصص في الشؤون الأفريقية إن هذه القمة تأتي لمعالجة أسباب ارتفاع معدلات الهجمات الإرهابية سواء من تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي أو جماعة بوكو حرام، لا سيما العمليات العسكرية والإرهابية في منطقة البحيرات العظمى وآخرها الهجوم الكبير الذي نفذ في منطقة “كابو” في موزمبيق.
وأضاف تورشين لـ “العين الإخبارية” أن “التحدي الكبير الذي يواجه قمة أبوجا هو إيجاد مقاربة أو صيغة أفريقية تختلف تماما عن المقاربات أو الاتجاهات الأخرى التي تتبعها الكثير من الدول لمكافحة الإرهاب”.
واعتبر أن الظروف العامة التي نشأت فيها الجماعات الإرهابية في أفريقيا تختلف تماما عن كثير من الدول في ظل انعدام التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل لدى الشباب.
وأضاف أن كل هذه العوامل مجتمعة أسهمت في توفير مساحات واسعة للجماعات الإرهابية لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الشباب للانخراط في صفوفها.
وقال إن “المقاربة التي اتبعتها الكاميرون جيدة، وحققت مكاسب كبيرة جدا، وأسهمت بشكل أو بأخر في انخراط عدد كبير من الشباب في المبادرة الحكومية وتركهم الجماعات الإرهابية، وخصوصا أن الحكومة الكاميرونية قدمت ضمانات بعدم ملاحقتهم قضائيا وقانونيا، وأتاحت لهم فرص الحصول على مهن والانخراط في المجتمع”.
وأضاف “معظم دوافع هؤلاء الشباب للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، هي دوافع مرتبطة بالفقر وعدم توافر فرص جادة للعمل”.
وأشار إلى أن مناقشة صيغ وآليات واستراتيجيات مكافحة الإرهاب لجعلها أكثر فاعلية هو تحد كبير جدا، ويحتاج لشراكات من خارج الاتحاد الأفريقي لتوفير دعم وتمويل تلك البرامج.
قوة مشتركة
من جهته، قال عبدالله امباتي الصحفي الموريتاني المتخصص في الشؤون الأفريقية إن القمة تناقش إنشاء قوة أفريقية مشتركة لمحاربة الإرهاب”.
وأضاف امباتي لـ”العين الإخبارية” أن نيجيريا تريد تشكيل هذه القوة المشتركة ولكن هذا الأمر سيكون صعبا على أرض الواقع”.
وأشار إلى أن نيجيريا تعاني من جماعة بوكوحرام، وتحالف دول الساحل الأفريقي يعاني من تنظيمي القاعدة وداعش، إضافة إلى حركات التحرر، أما تشاد لديها أيضا مشاكل مع الانفصاليين.
وقال إن “بقية الدول في وضع مستقر، لذا لا تريد أن تحارب بالنيابة عن الدول الأخرى، بل تفضل التركيز على الاقتصاد والتنمية، بمعنى أنها لن تبحث عن المشاكل مع هذه التنظيمات”.
واعتبر أن هذه القمة لن تخرج سوى بتوصيات بشأن القوة الأفريقية المشتركة، مشيرا على وجود قوة تضم دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، لكنها غير مفعلة، بسبب انسحاب كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو من الإيكواس.
وبحسب امباتي فإن أفريقيا لا يمكنها مكافحة الإرهاب بمفردها بدون القوات الدولية التي خرج معظمها من الساحل الأفريقي على رأسها القوات الفرنسية والأمريكية.
توقيت سليم
أما اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب خبير إدارة الأزمات في مجموعة أفريقيا جنوب الصحراء فأكد أهمية قمة أبوجا معتبرا أنها “جاءت في وقتها تماما”.
وقال مجذوب لـ “العين الإخبارية” إن “القمة تدرس انتشار الجماعات الإرهابية في دول أفريقيا جنوب الصحراء، فالقارة تعاني منذ انتهاء تنظيمات القاعدة وداعش في العراق وسوريا والتي انتقلت إلى أفريقيا ودول الساحل الأفريقي”.
وأضاف أنه “تم تنفيذ العديد من العمليات في السنوات الماضية، وتم ملاحظة أن هذه الجماعات قد تحركت جنوبا، وقامت بتهديدات كبيرة جدا، وتهدد الآن الأمن الإقليمي الأفريقي في هذه المنطقة، وكان لابد من أن تتصدى القارة الأفريقية لهذا الأمر بدعم من المجتمع الدولي”.
وأوضح أن قمة أبوجا ستعنى ببحث التغيرات التي حدثت في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وليبيا والسودان، وقال إن “هناك حروب تدور في هذه المنطقة وصراعات خفية ربما تؤثر تأثيرا كبيرا على الاستقرار، فهي منطقة مفتوحة، تجد الجماعات الإرهابية فيها طرق برية إلى داخل عمق القارة وهذا ما تخشاه دول غرب أفريقيا وجنوب الصحراء والقرن الأفريقي”.
وتوقع خبير الأزمات في أفريقيا أن تخلص القمة إلى إقامة مركز لدراسات الإرهاب في هذه المنطقة لدراسة هذه الأسباب الجذرية لانتشار الإرهاب، ومعالجة الأسباب الاقتصادية من البطالة والهجرة غير الشرعية، ووجود بعض الدول التي تعاني من ضائقة اقتصادية، ومعالجة هذه الأمور بتكاتف مع المجتمع الدولي.
وقال مع ضرورة إنشاء قوات احتياطية تكون موجودة للتحرك ومجابهة هذه الأعمال الإرهابية، مشيرا إلى أنه قبل 4 سنوات كانت هناك قوة مكونة من دول الساحل الأفريقي تقودها فرنسا وتشرف عليها، وتتكون في مجملها من تشاد ومالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وأضاف أن هذه القوة توقفت وتوقف الدعم لها، لتنتشر بعد ذلك الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وأكد ضرورة إزالة أسباب عدم الاستقرار في القارة الأفريقية، وقال إن “الاستقرار الأمني يصاحبه استقرار اقتصادي وتنمية ورفاهية لدول المنطقة ومن هنا جاءت أهمية هذه القمة”.
مجذوب تابع حديثه قائلا “نحن كدول جنوب الصحراء يجب أن نتكاتف، لأن العدو المشترك واحد يستهدف الموارد والموقع الجيواستراتيجي لدولنا جميعا”.
وشدد على ضرورة التعاون لوقف زحف هذه الجماعات الإرهابية إلى داخل دول المنطقة، ووقف الاضطرابات ومعالجة أسباب عدم الاستقرار.

العين الاخبارية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجماعات الإرهابیة فی لمکافحة الإرهاب الساحل الأفریقی قمة أبوجا هذه القمة وقال إن

إقرأ أيضاً:

المغرب..عفو ملكي يشمل 1526 سجيناً بمناسبة عيد الأضحى

رام الله - دنيا الوطن
أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، عفوًا عن 1526 شخصًا بمناسبة حلول عيد الأضحى، بينهم 15 مدان بقضايا تطرف وإرهاب بعد مراجعة مواقفهم.

وقالت وزارة العدل، في بيان، إن العفو الملكي جاء عشية عيد الأضحى، الذي يصادف السبت، أول أيامه في المملكة.

وذكرت أن "العفو الملكي شمل 1305 سجناء، و206 أشخاص في حالة سراح (صدرت بحقهم أحكام ابتدائية ولم يتم البت في استئنافها بعد)، إضافة إلى 15 شخصًا مدانين في قضايا الإرهاب أو التطرف".

وأوضحت الوزارة أن "العفو عن المدانين في قضايا الإرهاب جاء بعدما أعلنوا رسميًا تشبثهم بثوابت الأمة ومقدساتها وبالمؤسسات الوطنية، ومراجعتهم لتوجهاتهم الفكرية ونبذهم للتطرف والإرهاب".

وأقرت البلاد في 2016، استراتيجية جديدة تتعلق بالمعتقلين وموظفي السجون، تهدف إلى ضمان أمن وسلامة النزلاء، وتشمل "أنسنة (جعلها إنسانية) ظروف الاعتقال" و"إعداد المعتقلين للاندماج الاجتماعي والاقتصادي".

وفي العام التالي، أطلقت المندوبية العامة لإدارة السجون، بالشراكة مع "الرابطة المحمدية للعلماء" و"المجلس الوطني لحقوق الإنسان"(حكوميتان)، برنامج "مصالحة".

ويعمل البرنامج على محاربة التطرف، بالاعتماد على التربية الدينية والمواكبة النفسية، وتنظيم ورش عمل تُعنى بالقانون ونشر ثقافة حقوق الإنسان وتقديم تأطير سياسي اقتصادي، حسب السلطات.

مقالات مشابهة

  • أحمد زيزو: سأحترم جماهير الزمالك إذا سجلت في القمة
  • المغرب..عفو ملكي يشمل 1526 سجيناً بمناسبة عيد الأضحى
  • جزيرة توتي تؤدي صلاة العيد بعد عامين من انتهاكات المليشيا الإرهابية
  • الفيلق الأفريقي الروسي يعلن بقاءه في مالي بعد مغادرة فاغنر
  • الوجود الأفريقي في مكة قصة عريقة عمرها قرون
  • بيان جديد وعاجل من مجلس الأمن.. دعوة خاصة لجماعة الحوثي الإرهابية ورسائل داعمة للوحدة
  • الحركة الشعبية تدعو لمراجعة السياسات البيئية وتسريع تفعيل الميثاق الوطني للتنمية المستدامة
  • مفوضية الاتحاد الأفريقي: قلقون من الحظر الأمريكي على دخول الليبيين و 11 جنسية أخرى
  • الروقي عن تعاقد الهلال مع إنزاغي: بداية جديدة والزعيم دائمًا في القمة
  • 5 معلومات عن خلية البساتين الإرهابية بعد نظر أولى الجلسات.. تفاصيل