قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
قمة رفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب تستضيفها العاصمة النيجيرية أبوجا بحثا عن حلول خارج الصندوق لمواجهة الآفة المنتشرة في عدة دول بالقارة السمراء.
القمة التي بدأت أمس الإثنين وتختتم أعمالها اليوم الثلاثاء يشارك بها العديد من القادة الأفارقة، في القمة رفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب، والتي تنظمها الحكومة النيجيرية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وتناقش القمة التعاون الإقليمي في مجال التصدي للإرهاب، وستكون بمثابة فرصة لمراجعة طبيعة وخطورة تهديد الإرهاب في القارة، وفق الرئاسة النيجيرية.
وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها القارة الأفريقية من جراء الإرهاب، حيث تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، وإعادة تشكيل الرد الجماعي على الإرهاب في أفريقيا.
ومن بين القادة المشاركين في القمة، الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو، والرئيس التوغولي فورغناسينغبي، والرئيس البنيني باتريس تالون، والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، ورئيس الوزراء الموريتاني محمد بلال، وذلك بدعوة من الحكومة الفيدرالية النيجيرية بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب .
التحدي الكبير
من جانبه، قال الدكتور محمد تورشين الباحث السوداني المتخصص في الشؤون الأفريقية إن هذه القمة تأتي لمعالجة أسباب ارتفاع معدلات الهجمات الإرهابية سواء من تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي أو جماعة بوكو حرام، لا سيما العمليات العسكرية والإرهابية في منطقة البحيرات العظمى وآخرها الهجوم الكبير الذي نفذ في منطقة “كابو” في موزمبيق.
وأضاف تورشين لـ “العين الإخبارية” أن “التحدي الكبير الذي يواجه قمة أبوجا هو إيجاد مقاربة أو صيغة أفريقية تختلف تماما عن المقاربات أو الاتجاهات الأخرى التي تتبعها الكثير من الدول لمكافحة الإرهاب”.
واعتبر أن الظروف العامة التي نشأت فيها الجماعات الإرهابية في أفريقيا تختلف تماما عن كثير من الدول في ظل انعدام التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل لدى الشباب.
وأضاف أن كل هذه العوامل مجتمعة أسهمت في توفير مساحات واسعة للجماعات الإرهابية لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الشباب للانخراط في صفوفها.
وقال إن “المقاربة التي اتبعتها الكاميرون جيدة، وحققت مكاسب كبيرة جدا، وأسهمت بشكل أو بأخر في انخراط عدد كبير من الشباب في المبادرة الحكومية وتركهم الجماعات الإرهابية، وخصوصا أن الحكومة الكاميرونية قدمت ضمانات بعدم ملاحقتهم قضائيا وقانونيا، وأتاحت لهم فرص الحصول على مهن والانخراط في المجتمع”.
وأضاف “معظم دوافع هؤلاء الشباب للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، هي دوافع مرتبطة بالفقر وعدم توافر فرص جادة للعمل”.
وأشار إلى أن مناقشة صيغ وآليات واستراتيجيات مكافحة الإرهاب لجعلها أكثر فاعلية هو تحد كبير جدا، ويحتاج لشراكات من خارج الاتحاد الأفريقي لتوفير دعم وتمويل تلك البرامج.
قوة مشتركة
من جهته، قال عبدالله امباتي الصحفي الموريتاني المتخصص في الشؤون الأفريقية إن القمة تناقش إنشاء قوة أفريقية مشتركة لمحاربة الإرهاب”.
وأضاف امباتي لـ”العين الإخبارية” أن نيجيريا تريد تشكيل هذه القوة المشتركة ولكن هذا الأمر سيكون صعبا على أرض الواقع”.
وأشار إلى أن نيجيريا تعاني من جماعة بوكوحرام، وتحالف دول الساحل الأفريقي يعاني من تنظيمي القاعدة وداعش، إضافة إلى حركات التحرر، أما تشاد لديها أيضا مشاكل مع الانفصاليين.
وقال إن “بقية الدول في وضع مستقر، لذا لا تريد أن تحارب بالنيابة عن الدول الأخرى، بل تفضل التركيز على الاقتصاد والتنمية، بمعنى أنها لن تبحث عن المشاكل مع هذه التنظيمات”.
واعتبر أن هذه القمة لن تخرج سوى بتوصيات بشأن القوة الأفريقية المشتركة، مشيرا على وجود قوة تضم دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، لكنها غير مفعلة، بسبب انسحاب كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو من الإيكواس.
وبحسب امباتي فإن أفريقيا لا يمكنها مكافحة الإرهاب بمفردها بدون القوات الدولية التي خرج معظمها من الساحل الأفريقي على رأسها القوات الفرنسية والأمريكية.
توقيت سليم
أما اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب خبير إدارة الأزمات في مجموعة أفريقيا جنوب الصحراء فأكد أهمية قمة أبوجا معتبرا أنها “جاءت في وقتها تماما”.
وقال مجذوب لـ “العين الإخبارية” إن “القمة تدرس انتشار الجماعات الإرهابية في دول أفريقيا جنوب الصحراء، فالقارة تعاني منذ انتهاء تنظيمات القاعدة وداعش في العراق وسوريا والتي انتقلت إلى أفريقيا ودول الساحل الأفريقي”.
وأضاف أنه “تم تنفيذ العديد من العمليات في السنوات الماضية، وتم ملاحظة أن هذه الجماعات قد تحركت جنوبا، وقامت بتهديدات كبيرة جدا، وتهدد الآن الأمن الإقليمي الأفريقي في هذه المنطقة، وكان لابد من أن تتصدى القارة الأفريقية لهذا الأمر بدعم من المجتمع الدولي”.
وأوضح أن قمة أبوجا ستعنى ببحث التغيرات التي حدثت في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وليبيا والسودان، وقال إن “هناك حروب تدور في هذه المنطقة وصراعات خفية ربما تؤثر تأثيرا كبيرا على الاستقرار، فهي منطقة مفتوحة، تجد الجماعات الإرهابية فيها طرق برية إلى داخل عمق القارة وهذا ما تخشاه دول غرب أفريقيا وجنوب الصحراء والقرن الأفريقي”.
وتوقع خبير الأزمات في أفريقيا أن تخلص القمة إلى إقامة مركز لدراسات الإرهاب في هذه المنطقة لدراسة هذه الأسباب الجذرية لانتشار الإرهاب، ومعالجة الأسباب الاقتصادية من البطالة والهجرة غير الشرعية، ووجود بعض الدول التي تعاني من ضائقة اقتصادية، ومعالجة هذه الأمور بتكاتف مع المجتمع الدولي.
وقال مع ضرورة إنشاء قوات احتياطية تكون موجودة للتحرك ومجابهة هذه الأعمال الإرهابية، مشيرا إلى أنه قبل 4 سنوات كانت هناك قوة مكونة من دول الساحل الأفريقي تقودها فرنسا وتشرف عليها، وتتكون في مجملها من تشاد ومالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وأضاف أن هذه القوة توقفت وتوقف الدعم لها، لتنتشر بعد ذلك الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وأكد ضرورة إزالة أسباب عدم الاستقرار في القارة الأفريقية، وقال إن “الاستقرار الأمني يصاحبه استقرار اقتصادي وتنمية ورفاهية لدول المنطقة ومن هنا جاءت أهمية هذه القمة”.
مجذوب تابع حديثه قائلا “نحن كدول جنوب الصحراء يجب أن نتكاتف، لأن العدو المشترك واحد يستهدف الموارد والموقع الجيواستراتيجي لدولنا جميعا”.
وشدد على ضرورة التعاون لوقف زحف هذه الجماعات الإرهابية إلى داخل دول المنطقة، ووقف الاضطرابات ومعالجة أسباب عدم الاستقرار.
العين الاخبارية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الجماعات الإرهابیة فی لمکافحة الإرهاب الساحل الأفریقی قمة أبوجا هذه القمة وقال إن
إقرأ أيضاً:
اليونيسيف تحذر من تفشي الكوليرا بين أطفال دول أفريقية
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الأربعاء إن نحو 80 طفلا معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالكوليرا في غرب ووسط أفريقيا مع بداية موسم الأمطار في المنطقة.
واعتبر جيل فانيونو المدير الإقليمي لليونيسيف في غرب ووسط أفريقيا أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الواسعة النطاق ومستويات النزوح المرتفعة عوامل تؤدي إلى زيادة خطر انتقال الكوليرا وتعرض حياة الأطفال للخطر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ألبانيزي تشكو العقوبات الأميركية المفروضة عليها وتصفها بالمدمرةlist 2 of 2أحلام أطفال غزة مبتورة كما أطرافهمend of listوأضاف "نحن في سباق مع الزمن، ونعمل جنبا إلى جنب مع السلطات لتوفير الرعاية الصحية الأساسية والمياه الآمنة والتغذية المناسبة للأطفال المعرضين بالفعل لخطر الأمراض المميتة وسوء التغذية الحاد".
وأضاف "بالتعاون مع مجموعة من الشركاء، نقوم بتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية وتوسيع نطاق تدخلاتنا إلى المناطق النائية والمحرومة، ونبذل كل جهد ممكن لضمان ألا يُترك أي طفل خلف الركب".
والكوليرا هي عدوى حادة تسبب إسهالا حادا نتيجة تناول طعام أو ماء ملوث بالبكتيريا، ويمكن علاج المرض بمحلول الإماهة الفموية والمضادات الحيوية، لكنه قد يكون قاتلا خلال ساعات إذا لم يُعالج.
ويُعد الأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بسبب عوامل مثل سوء النظافة، وضعف أنظمة الصرف الصحي، ونقص الوصول إلى المياه النظيفة، إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالجفاف الشديد.
وسجلت اليونيسيف أن جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا تشهدان تفشيا للكوليرا، مما يزيد من خطر انتقال العدوى عبر الحدود إلى الدول المجاورة.
وتُعد جمهورية الكونغو الديمقراطية الأكثر تضررا، حيث تم تسجيل أكثر من 38 ألف حالة و951 وفاة خلال شهر يوليو/تموز فقط.
ويشكل الأطفال دون سن الخامسة نحو 26% من الحالات في البلاد، وإذا لم تُتخذ إجراءات أقوى للاحتواء، فقد يواجهون أسوأ أزمة كوليرا منذ عام 2017.
إعلانوأشارت المنظمة الأممية إلى أن الوضع في العاصمة كينشاسا "حرج للغاية"، حيث أدى هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى ارتفاع حاد في عدد الحالات خلال الأسابيع الأربعة الماضية، مما أدى إلى إنهاك النظام الصحي وزيادة معدل الوفيات بنسبة 8%.
كما سجلت المنظمة أن نيجيريا تعد ثاني أكثر البلدان تضررا، إذ تم الإبلاغ عن 3 آلاف و109 حالات مشتبه بها و86 وفاة حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي، وأكدت أن الكوليرا يعد مرضا متوطنا في نيجيريا، إذ شهدت البلاد موجات تفشٍ كبيرة خلال السنوات الماضية.
كما أشارت إلى أن كلا من تشاد والكونغو وغانا وكوت ديفوار وتوغو تعرف بدورها تفشيا مستمرا للمرض، حيث تم الإعلان في غانا عن 612 حالة كوليرا حتى 28 أبريل/نيسان.
وفي كوت ديفوار سُجّلت 322 حالة و15 وفاة حتى 14 يوليو/تموز الجاري، كما أُبلغ عن 209 حالات و5 وفيات حتى 22 يونيو/حزيران الماضي في توغو.
كما تخضع دول مثل النيجر وليبيريا وبنين وجمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون للمراقبة الدقيقة نظرا لهشاشتها وتعرضها المحتمل لتفشي المرض.
وقالت اليونيسيف إن هناك حاجة ملحة لتكثيف الجهود من أجل منع المزيد من انتشار المرض واحتوائه على مستوى المنطقة.
وقدرت اليونيسيف في غرب ووسط أفريقيا حاجتها بشكل عاجل إلى 20 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتوسيع نطاق الدعم الحيوي في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والتواصل المجتمعي وإدارة المخاطر.