تساءل دانييل دبليو دريزنر، أستاذ السياسة الدولية بجامعة تافتس الأمريكية، «هل نعيش في عصر القطبية التكنولوجية في الوقت الذي صارت فيه الشركات العملاقة مثل أمازون وأبل وجوجل وميتا، وشركات الملياردير إيلون ماسك، القوى العظمى الجديدة؟».

وقال دريزنر، في مقاله بمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، إن ما يعيشه العالم اليوم من توترات جيوسياسية يرجع إلى الافتقار إلى الإجماع بين العلماء وصناع السياسات حول التوزيع العالمي للقوة والإجابة على أسئلة مثل: هل ما زلنا نعيش في عالم هيمنة القطب الواحد؟ وهل العالم ثنائي القطب أم متعدد الأقطاب؟

وأضاف أنه في كتاب «الإمبراطورية السرية: كيف حولت أمريكا الاقتصاد العالمي إلى سلاح؟» يفترض المؤلفان هنري فاريل -الأستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة- وأبراهام نيومان الأستاذ في جامعة جورج تاون، أن الولايات المتحدة لا تزال تتمتع بقدر كبير من القوة الهيكلية في النظام العالمي.

بينما يرى كتاب المؤلفة آنو برادفورد -الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا- الصادر بعنوان "الإمبراطوريات الرقمية: المعركة العالمية لتنظيم التكنولوجيا" أن القوة العظمى المفاجئة في عصر الكيانات التكنولوجية العملاقة ليست الولايات المتحدة ولا الصين، بل الاتحاد الأوروبي.

وتابع أن كلا الكتابين يتبعان ممارسة السلطة والحكم في المجال الرقمي، وتساعد تقييماتهما المتناقضة في تفسير السبب وراء صعوبة الاتفاق بشأن الوضع الحالي للعالم وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا.

وأشار إلى أن كتاب «الإمبراطورية السرية» اعتمد على دراسة سابقة للمؤلفين بعنوان «الاعتماد المتبادل المسلح: كيف تشكل الشبكات الاقتصادية العالمية إكراها للدولة»، حيث افترضا أن العولمة، عبر العديد من القطاعات الاقتصادية، ولدت بنية شبكية تعمل على تركيز السلطة في عدد قليل من العقد المركزية، ما يمكن الدول التي تسيطر على تلك النقاط -مثل الولايات المتحدة- من ممارسة نفوذ عالمي كبير.

فيما عرض كتاب «الإمبراطوريات الرقمية» فكرة أن مزج الاتحاد الأوروبي بين قوة السوق والقدرة التكنوقراطية جعله قوة عظمى.

وقدم الكتاب تصنيفا للقوى العظمى، الولايات المتحدة بوصفها رائدة في نموذج قائم على السوق، والصين نموذجا تقوده الدولة، والاتحاد الأوروبي نموذجا قائما على الحقوق والقوانين التنظيمية، مشيرا إلى أن هذه النماذج المتباينة أدت إلى اشتباكات أفقية بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي بشأن قضايا تنظيمية وتكنولوجية مثل خصوصية البيانات والإشراف والمراقبة على المحتوى الرقمي.

ورأى دريزنر أن الكتابين يقدمان نظرة ثاقبة من الناحية التحليلية ويستحقان القراءة، وأن المؤلفين اعتمدوا أسلوبا جذابا بسرد معلومات مدهشة مثل حقيقة أن وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) قامت بتسمية نقاط الاختناق الدولية للإنترنت بأسماء منتجعات التزلج.

يشار إلى أن الكتابين يبحثان في موضوع "مصادر قوة الدولة في الفضاء الإلكتروني" مع الاختلاف في رؤيتهما بشأن القوى المستفيدة من تغير النظام العالمي بفعل الكيانات التكنولوجية الكبرى، وما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية أم الاتحاد الأوروبي، مع التأكيد على أن مصادر القوى التقليدية (التسليح والجغرافيا والموارد الطبيعية) ما زالت تحظى بدور مهم في تحديد من يتربع على عرش القوى العظمى في العالم.

ويؤكد الكتابان أن سلطة الدولة ستكون قادرة على الضغط على القطاع الخاص لحمله على الامتثال للمصالح الوطنية الأساسية، مشددين على أهمية القدرة المؤسسية للدولة كوسيلة في مقابل صعود النفوذ للشركات التكنولوجية الكبرى.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الفضاء الإلكتروني المحتوى الرقمي الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب: سأسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة حتى انتهاء الحرب

أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه سيسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة لحين انتهاء الحرب مع روسيا.

وأضاف ترامب، في تصريحات لشبكة «دويتشه فيله» الألمانية، عندما سئل عما إذا كان سيسمح للأوكرانيين الذين فروا من الحرب بالبقاء في الولايات المتحدة: «أعتقد أننا سنفعل ذلك، نعم سأفعل.. لدينا الكثير من الأشخاص الذين جاءوا من أوكرانيا، ونحن نعمل معهم».

وأشارت الشبكة الألمانية، إلى أن نحو 240 ألف مواطن أوكراني فروا إلى الولايات المتحدة منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير عام 2022، إلا أن وضع إقامتهم أصبح موضع شك في ظل اتخاذ إدارة ترامب إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية وطالبي اللجوء.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في مايو الماضي، أن إدارة ترامب تدرس استخدام 250 مليون دولار «ما يعادل 217 مليون يورو» من أموال المساعدات الأجنبية لإعادة الأشخاص الفارين من مناطق الصراع النشطة، بما في ذلك حوالي 200 ألف أوكراني.

وبعد تصريحات ترامب الأخيرة يبدو من المرجح أنه سيُسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة، على الأقل في الوقت الحالي.

اقرأ أيضاًروسيا تسلم أوكرانيا 1000 جثة من جنود القوات الأوكرانية

أكسيوس: ترامب بصدد إعلان خطة جديدة لتسليح أوكرانيا

«الكرملين»: بوتين أخبر ترامب بتوقعات روسيا بشأن المفاوضات مع أوكرانيا

مقالات مشابهة

  • إيران تطالب الولايات المتحدة بالتعويض قبل الدخول في محادثات نووية
  • ترامب: سأسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة حتى انتهاء الحرب
  • الحرب الروسية الأوكرانية: كتاب لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات يفوز بجائزة ثقافية لعام 2025
  • النفط يواصل مكاسبه بدعم من التفاؤل حيال تطورات الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • الذهب ينخفض 1% بعد توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري
  • سي إن إن: الولايات المتحدة خسرت ربع صواريخها في الحرب مع إيران
  • بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية
  • لافروف: الاتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تراجع التصنيع في أوروبا
  • التوصل لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفع أسعار النفط.. والذهب في أدنى مستوياته منذ نحو أسبوعين
  • انخفاض أسعار الذهب عالميًا بعد اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي