مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يحتفي بالسينما الفلسطينية
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
احتفى مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة بالسينما الفلسطينية، ضمن فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان التي تقام خلال الفترة من 20 إلى 25 إبريل الجاري، من خلال ندوة نظمها حول برنامج «السينما من المسافة صفر».
وقال حسن أبو العلا، مدير المهرجان، إن مشروع «السينما من المسافة صفر» من المشاريع التي يعتز بها المهرجان، وهو المشروع الذي أطلقه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وقد تجاوب معنا قبل 6 أشهر لعرض البرنامج في مهرجان أسوان، كما أشار أبو العلا إلى عرض برنامج خاص للأفلام الفلسطينية خلال المهرجان.
وقالت ليالي بدر، المخرجة والكاتبة الفلسطينية وعضو الهيئة الاستشارية للمشروع، إنها تشكر المهرجان لإلقاء الضوء على هذا المشروع السينمائي المهم الذي يوثق الجرائم والمذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن السينما هي أحد أشكال التعبير، وأوضحت أنهم يرغبون في تقدم الحكاية الحقيقية، بخلاف الرواية التي تصدرها إسرائيل للعالم، فالفلسطينيون يعبرون بالمقاومة وبالسينما وبكل وسائل التعبير.
وتحدثت ليالي عن رشيد مشهراوي باعتباره أول مخرج يقرر تصوير فيلم من داخل فلسطين، وذكرت معاناته وهو يحاول صناعة الأفلام في فلسطين، وأشارت إلى هاني أسعد المخرج الفلسطيني الذي ترشح للأوسكار مرتين، وقد حكي لي أن رشيد هو الذي علمه السينما وعلمه الشجاعة، وكيف كان يهرب من الاحتلال ويراوغ حتى يصنع أفلامه من قلب فلسطين.
سينمائي فلسطيني: العالم الغربي منحاز للرواية الإسرائيليةوقال رشيد مشهراوي: أنا كسينمائي وكفلسطيني من أهل غزة يجب أن يكون رد فعلي على الأحداث هو أن أقدم فيلما، وفنا سينمائيا يصلح للعرض عالميا، لأنني أعرف أننا كعرب متفقين جميعا على القضية، في حين أن العالم كله منحاز للرواية الإسرائيلية ، وفي هذه المرة قلت لن أقدم فيلما، بل سأقدم الشباب والفتيات الموجودين في غزة لعمل الفيلم فمعظمهم يعيشون في خيام وفقدوا أهلهم، ويعيشون ظروفا قاسية.
وأضاف: صورنا 22 فيلما حتى الآن ، بمشاركة أكثر من 100 سينمائي بغزة في مشروع المسافة صفر، فكل العالم يعرض صورة من غزة، وأنا أيضا أريد أن أخرج صورة من غزة، والرهان الحقيقي هو كيف أخرج بشيء مختلف، فقررنا التعامل مع الحكايات التي لم تحكى، وركزنا على القصص الشخصية وكيفية سردها سينمائيا، عبر مشروع ثقافي فني يعيش لسنوات، بحيث تجد هذه الأفلام مكانا في أهم المهرجانات في العالم، فقبل يومين كان هناك حفل في سويسرا لتقديم المشروع أمام 700 شخص من السينمائيين والمهتمين ، جميعنا وانا منهم فقدنا أهالنا وأقاربنا، ومعظم الشباب كان محبطاً ويفكر في الهجرة ، والآن أصبح أملهم أن يخرجوا صور وحكايات أهل غزة من أرض الواقع، ولدى أصدقاء من فرنسا يقومون بالمونتاج والصوت.
وقالت ليالي بدر، إن هناك بعدا عربيا للمشروع، فالفنان العراقي نصير شمة يقدم الموسيقى الخاصة بالأفلام، والشاعر المصري زين العابدين فؤاد قدم أشعارا وأغاني للأفلام.
وتحدثت هنا علاء عن نزوحها لمدينة رفح والعيش في مخيمات، وتحدثت عن الفيلم الذي قدمته في السينما من المسافة صفر، مؤكدة أنها قدمت جزءا من الحياة والمعاناة التي تعيشها كأم في رفح، كما تحدث علاء دامو من غزة عن حبه للسينما ومشاركته في أفلام من المسافة صفر، وقال إنه لم يتوقع أن يصور أصدقاءه تحت الأنقاض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان أسوان مهرجان السينما السينما الفلسطينية من المسافة صفر
إقرأ أيضاً:
هنري بركات.. شيخ المخرجين الذي أنصف المرأة وأبدع في كل الأنواع
في مثل هذا اليوم، 11 يونيو، وُلد واحد من أعظم من أنجبتهم السينما المصرية والعربية، المخرج الكبير هنري بركات، الذي استطاع عبر مسيرة امتدت لعقود أن يصنع لغة بصرية خاصة، ويدافع عن المرأة، ويخوض التجريب في الرومانسية والغناء والدراما الاجتماعية.
لم يكن بركات مجرد مخرج بل كان مثقفًا صاحب موقف، وفنانًا منحازًا للإنسان في كل أفلامه.
نشأة مثقفة في قلب القاهرةوُلد هنري أنطون بركات في 11 يونيو عام 1914 بحي شبرا في القاهرة لأسرة مصرية من أصول سورية لبنانية. كان والده الدكتور أنطون بركات طبيبًا بارزًا يحمل لقب "بيك"، ووالدته مصرية قبطية.
نشأ في بيئة مثقفة منحته تقديرًا للفنون منذ صغره، وهو ما مهد لطريقه السينمائي لاحقًا.
ورغم تفوقه الدراسي والتحاقه بكلية الحقوق، إلا أن شغفه بالسينما قاده إلى باريس بعد التخرج عام 1935، حيث درس الإخراج والفنون البصرية، وتعرف على مدارس الواقعية الفرنسية، ما أثّر لاحقًا على أسلوبه في تصوير القضايا الاجتماعية.
بدايته المهنية وتكوينه الفنيعاد بركات إلى مصر وعمل مساعدًا للمخرجة المنتجة آسيا داغر، قبل أن يخطو خطوته الإخراجية الأولى بفيلم "الشريد" عام 1942.
أسس بعدها مع شقيقه شركة "أفلام بركات" التي لعبت دورًا محوريًا في صناعة السينما خلال العقود التالية.
تميزت أعماله منذ بدايتها بجماليات الصورة، ودقة السرد، وانحياز واضح لقيم العدالة الاجتماعية، ولا سيما قضايا المرأة والحرية الشخصية، وهو ما جعله من أوائل المخرجين الذين تعاملوا مع السينما كوسيلة للتنوير.
محطات فنية بارزة وأفلام خالدةقدّم بركات ما يقرب من 112 فيلمًا، تنوعت بين الدراما الاجتماعية والرومانسية والغنائية، وشكّلت منعطفات مهمة في تاريخ السينما المصرية.
من أبرز أعماله:
• "دعاء الكروان" (1959) من رواية طه حسين، ويُعدّ من أهم أفلام قضايا المرأة في السينما العربية.
• "الحرام" (1965) الذي جسد معاناة المرأة الفلاحة ببراعة.
• "الطريق المسدود"، و"الباب المفتوح" وهما من أوائل الأفلام التي ناقشت حرية المرأة وحقها في تقرير مصيرها.
• "أفواه وأرانب" (1977) الذي كشف مأساة الفقر والتكاثر العشوائي، وأبدعت فيه فاتن حمامة.
• "في بيتنا رجل" (1961): الذي مزج بين الوطنية والرومانسية بذكاء حاد.
كما أخرج أفلامًا غنائية خالدة جمعت عمالقة الطرب مثل عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، ليلى مراد، وحتّى فيروز، أبرزها فيلم "سفر برلك" الذي صُوّر في لبنان بمشاركة الأخوين رحباني.
حياته الخاصةرغم حياة الشهرة والزخم الفني، احتفظ بركات بحياة شخصية هادئة، تزوج من روزيت دهان، وأنجب منها ابنتين، رندة وجيهان، ظل طوال حياته بعيدًا عن الصراعات الإعلامية، وفضّل أن تظل أسرته بعيدة عن الأضواء، محتفظًا بصورة الفنان الهادئ صاحب الرسالة.
جوائز وتكريماتنال هنري بركات جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1995، كما كُرّم في مهرجانات دولية، وكان أول مخرج عربي يُرشح فيلمه للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي.
لقّبته الصحافة بـ "شيخ المخرجين" و"محامي المرأة"، نظرًا لما قدمه من أعمال تنصف النساء وتدافع عن حقوقهن دون ابتذال أو مبالغة.
في 23 فبراير 1997، توفي هنري بركات عن عمر ناهز 82 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا من الطراز الرفيع، لا يزال يدرّس في معاهد السينما حتى اليوم.
ومع كل ذكرى لميلاده أو رحيله، تعود سيرته لتذكرنا بما يعنيه أن تكون فنانًا يحمل قضية، ومخرجًا يصنع لغة بصرية تنحاز للناس.