يزمع مجلس الوزراء صياغة ورقة اقتراحات موحّدة خاصّة بملفّ النزوح السوريّ وينتظر أن تتضمّن النقاط الأساسية التي يسعى للتشاور في بنودها مع المجتمع الدوليّ في مؤتمر بروكسيل الثامن حول مستقبل سوريا والمنطقة. وترتّب الحكومة اللبنانية التحضيرات الأساسية للمؤتمر وتتهيّأ له انطلاقاً من أهمية اتّخاذ موقف موحّد من قضية النازحين مع التأكيد على عناوين تتمحور حول طرح اقتراحات تسرّع مغادرة المخيّمات نحو رحلة نهائية باتجاه الأراضي السورية وتنهي سنوات من النزوح.


ورأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً وزارياً وأمنياً وقضائياً خصّص لبحث ملف السجناء والمحكومين السوريين.
وبحسب معطيات "النهار"، حصل اتصال بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونظيره السوريّ حسين عرنوس في غضون الاجتماع الأمنيّ الذي خصّص للبحث في ملفّ السجناء والمحكومين السوريين. وتداول الاتصال أيضاً في موضوع النزوح السوريّ واتّفق المكوّنان على أن يتولّى الأمن العام اللبناني التنسيق مع الحكومة السورية بغية العمل على بحث مضامين تطورات ملفي النزوح والمسجونين السوريين. وهناك معطيات عن اعتزام الحكومة اللبنانية تسريع وتيرة المشاورات مع الحكومة السورية حول ملفات أساسية من ضمنها قضية النازحين خصوصاً. وإذ خصّص الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة اللبنانية لدراسة إمكان حل موضوع المساجين والمحكومين السوريين، فإنّ التداول حصل في كيفية تنفيذ العمل على بلورة الملف. كذلك، تشاورت اللجنة الحكومية اللبنانية في كيفية تنظيم ملف النزوح السوري وفقاً للقوانين اللبنانية المرعية الإجراء.
وكتبت" الاخبار": أعاد مقتل مسؤول حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان على أيدي عصابة سلب سورية الملف إلى الواجهة. يومها، طرح وزير الخارجية عبدالله بو حبيب البدء بترحيل الموقوفين والسجناء السوريين إلى بلادهم، بعدما عرض المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أرقاماً حول ارتفاع معدل الجريمة وارتفاع عدد الموقوفين السوريين في جرائم كالسرقة والدعارة إلى نحو 30% من نزلاء السجون التي تعاني أزمة اكتظاظ. وأثار الطرح نقاشاً طويلاً بين من رأى عدم قانونية ترحيل الموقوفين قبل إصدار الأحكام، ومن اقترح أن يُصدر النائب العام التمييزي تعميماً بهذا الشأن. أمس في اجتماع وزاري - قضائي - أمني دعا إليه ميقاتي في السراي، تم تكليف المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري متابعة الأمر مع الجهات الأمنية السورية.
وبعد انتهاء الاجتماع، اتصل ميقاتي بنظيره السوري حسين عرنوس لإبلاغه بتكليف البيسري بمتابعة الأمر من دون الدخول في التفاصيل التقنية، علماً أنه ليس الاتصال الأول بين الرئيسين. وقال وزير العدل هنري خوري، إثر الاجتماع، إن «إحصاءات وزارة الداخلية تؤكد وجود نحو 2500 سجين سوري في لبنان»، مشدداً على أن «هذه المشكلة لا يُمكن حلّها إلا بالتواصل مع الدولة السورية».
وكتب مجد بو مجاهد في" النهار": يسعى مجلس الوزراء للعمل على فكرة المناطق الآمنة في سوريا والتشاور بها مع المجتمع الدوليّ في مؤتمر بروكسيل بعد مرونة واضحة أبدتها بعض الدول الأوروبية في تفهّم وجهة النظر اللبنانية شمولاً في قبرص واليونان وإيطاليا، مع بداية محاولات لم تتبلور على "سكّة الحلّ" حتى اللحظة في اعتبار أنّ المواقف لا تزال متفرّقة من دول قليلة فحسب متفّهمة للموقف اللبناني. وتالياً، لا يمكن الحديث عن بلورة المسار الذي تبتغي الحكومة اللبنانية اعتماده لإعادة النازحين في ظلّ تفهّم محدود حتى الآن. وتنتظر رئاسة الحكومة اللبنانية أن يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان برفقة رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون ديرلاين. وثمة انتظار حكوميّ للعمل على حزمة مساعدات دولية إضافية يمكن أن تتلقّاها الدولة اللبنانية في مرحلة سريعة. وقالت مصادر حكومية متابعة إنّ بلورة مضامين خاصّة بالمساعدات التي ستطلبها الدولة اللبنانية في مؤتمر بروكسيل لن تحصل قبل زيارة الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية التي ينتظر أن يعلن خلالها عن حزمة إعانات. ويأتي وضع ملف النزوح على طاولة البحث مع تطوّر جزئي شهده الموقف الأوروبي لناحية بداية تفهّم تبديه بعض العواصم الأوروبية لوجهة النظر اللبنانية حول ضرورة بلورة متغيّرات فحواها إعادة النازحين إلى مناطق آمنة في سوريا.
في معطيات "النهار" التي تسردها أوساط رسمية مواكبة بحثيّاً لملف النزوح، كان لا بدّ أن يبدأ الأمن العام اللبناني إعداد دراسة لأوضاع النازحين وإحصاء وجودهم في لبنان بين فئات بغية معرفة أعداد وأسماء النازحين السياسيين الذين يستحقون الحماية الدولية، على أن تشمل الدراسة أيضاً أعداد العاملين السوريين الذين يحوزون أوراقاً شرعية كما أعداد النازحين الاقتصاديين أيضاً. ويمكن حينذاك أن ينطلق المسار العمليّ لموافقة المجتمع الدولي على إعادة النازحين السوريين استناداً إلى مفهوم القانون الدولي. لكن، الإشكالية تكمن في عدم حصول الأمن العام على تاريخ دخول النازحين وتسجيلهم في لبنان ما يؤخّر إتمام الدراسة. وتحتاج بلورة هذا المسار إلى جهوزية لبنانية وقدرة على الإنجاز كما إلى المسح الشامل على نطاق المناطق المختلفة إضافة إلى دعم من المجتمع الدولي. وثمة استفهامات تطرح حول صعوبة إنجاز هذه التفاصيل في غياب تعاون جميع البلديات التي منها لا تطبّق القانون، من دون إغفال واقع البلديات المستقيلة والاتجاه نحو تأجيل الانتخابات البلدية. في المحصّلة، لا يوجد تحفيز دوليّ للعمل على إعادة النازحين إلى بلدهم حالياً في اعتبار أنّ الذين تسبّبوا في تهجير المواطنين السوريين ماكثون حالياً في الأراضي السورية. ولم يتغيّر الموقف السياسي الدوليّ من النظام السوريّ، ما يجعل المراوحة على حالها في ملف النازحين حتى بلورة الحلّ السياسيّ. ويمكن استثناء بعض الدول الأوروبية التي أبدت مرونة مع الطروحات اللبنانية لإرجاع النازحين في مرحلة حالية، التي تأخذ في الاعتبار مسألة أمنها القوميّ بعدما باتت تعاني من موجات هجرة إضافية نحوها بدءاً من قبرص. وإذ ينتظر أن تمنح حوافز مالية هدفها مساعدة الدولة اللبنانية في ظلّ أعباء النزوح، لا يزال من المبكر الحديث عن إمكان إرجاع النازحين من دون أن تتبلور الموافقة الدولية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الحکومة اللبنانیة المجتمع الدولی اللبنانیة فی

إقرأ أيضاً:

75 مليون نازح بسبب الصراعات حول العالم.. غزة والسودان الأعلى

أدى النزاع والعنف في السودان وفلسطين وأماكن أخرى إلى ارتفاع عدد النازحين داخلياً حول العالم إلى 75.9 مليوناً في نهاية عام 2023، وهو رقم قياسي جديد.

وأكد مركز رصد النزوح الداخلي، خلال تقريره العالمي السنوي حول النزوح الداخلي أن 68.3 مليون شخص نزحوا بسبب الصراعات والعنف و7.7 مليون بسبب الكوارث، ويعيش ما يقرب من نصف النازحين داخلياً، أي 46 في المائة، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأشار التقرير إلى أن عدد النازحين في السودان بلغ 9.1 مليون شخص في نهاية العام، هو العدد الأكبر على الإطلاق في بلد واحد منذ بدء التسجيل في عام 2008، وبلغت عمليات النزوح الداخلي، أو الحركات القسرية، في السودان، بسبب الصراع خلال عام 2023، بلغت 6 ملايين شخص، أكثر من السنوات الـ 14 السابقة، مجتمعة وثاني أكبر عدد يتم تسجيله على الإطلاق في بلد واحد بعد أوكرانيا الذي بلغ 16.9 مليونًا في عام 2022.

وتابع التقرير أن الثلاث أشهر الأخيرة من عام 2023 شهدت نزوح 3.4 مليون حالة في قطاع غزة منهم 1.7 مليون نازح داخليًا بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يمثل 17 بالمائة من إجمالي حالات النزوح بسبب الصراع في جميع أنحاء العالم خلال العام.


وقالت مديرة مركز رصد النزوح الداخلي، ألكسندرا بيلاك، إن الملايين من الأشخاص الذين أجبروا على الفرار في عام 2023 كانوا مجرد "قمة جبل الجليد"، إضافة إلى عشرات الملايين من النازحين داخلياً الذين نزحوا بالفعل من الصراعات السابقة والمستمرة والعنف والكوارث. 

7.7 million people were living in internal displacement globally as a result of disasters at the end of 2023.

Earthquakes triggered 6.1 million displacements, the highest figure since 2008.

Read more in the @IDMC_Geneva 2024 GRID report ➡️ https://t.co/dSwfxzguaR pic.twitter.com/qdby84TuO5 — UNDRR (@UNDRR) May 14, 2024
وأضاف بيلاك أنه على مدى العامين الماضيين، شهدنا مستويات جديدة مثيرة للقلق من الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم بسبب النزاع والعنف، حتى في المناطق التي كان فيها هذا الاتجاه آخذاً في التحسن". "إن الصراع والدمار الذي يخلفه وراءه، يمنع الملايين من إعادة بناء حياتهم، وغالباً لسنوات متواصلة." 

ويذكر أنه في السنوات الخمس الماضية، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في حالة نزوح داخلي نتيجة للصراع والعنف بمقدار 22.6 مليون شخص، أو 49 في المائة، مع أكبر زيادتين في عامي 2022 و2023. 

وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، جان إيجلاند، إن ارتفاع عدد النازحين يعد حكما دامغا على الفشل في منع الصراعات وصنع السلام، إن المعاناة والنزوح يستمران إلى ما هو أبعد من دورة الأخبار، وفي كثير من الأحيان ينتهي مصيرهم بالصمت والإهمال، لا يمكن السماح باستمرار الافتقار إلى الحماية والمساعدة الذي يعاني منه الملايين”.



ومن ناحية أخرى تسببت الفيضانات والعواصف والزلازل وحرائق الغابات وغيرها من الكوارث في نزوح 26.4 مليون شخص في عام 2023، وهو ثالث أعلى إجمالي سنوي في السنوات العشر الماضية. يعد عدد النازحين البالغ عددهم 7.7 مليون نازح في نهاية عام 2023 بسبب الكوارث هو ثاني أكبر عدد منذ بدأ مركز رصد النزوح الداخلي تسجيل هذا المقياس في عام 2019. 


وتشمل البلدان والأقاليم الـ 148 التي أبلغت عن النزوح الناجم عن الكوارث بلداناً ذات دخل مرتفع مثل كندا ونيوزيلندا والتي سجلت أعلى أرقامها على الإطلاق، يؤدي تغير المناخ إلى جعل بعض المخاطر أكثر تكرارا وشدة، مثل إعصار موكا في المحيط الهندي، وإعصار أوتيس في المكسيك، والعاصفة دانييل في البحر الأبيض المتوسط، وحرائق الغابات في كندا واليونان في الصيف الماضي. كما أنه يجعل المجتمعات أكثر ضعفا ويجعل معالجة الدوافع الأساسية للنزوح أكثر إلحاحا.

مقالات مشابهة

  • لبنان.. هل تضرب سياسات ترحيل السوريين العمود الفقري لسوق العمل؟
  • ميقاتي هنأ نظيره الإسبانيّ على الإعتراف بالدولة الفلسطينية.. واستقبل وفداً أردنيّا
  • 75 مليون نازح بسبب الصراعات حول العالم.. غزة والسودان الأعلى
  • مولوي بحث مع وفد الجمهورية القوية في اجراءات الحد من النزوح السوري
  • بين المفوضية ولبنان وسوريا.. أزمة ترحيل اللاجئين السوريين تتفاقم
  • ميقاتي اجتمع مع مولوي وعرض معه لآخر المستجدات الامنية
  • أمن الدولة يكشف: هذه البلدة اللبنانية باتت خالية من النازحين السوريين
  • كرم: السوري في المخيمات أصبح ذخيرة للعصابات
  • الحكومة تستكمل اجراءاتها التنفيذية بملف النزوح السوري واجتماعات الخماسية الى منتصف حزيران
  • ضبط شحنة اسلحة في طريقها الى بيروت.. ومفوّضية اللاجئين تسحب كتاب النازحين