زهرة الشريقية:

•شراكة أكاديمية تنطلق بتنفيذ 40 دراسة ميدانية في 30 محمية

•تكنولوجيا حديثة لدعم المحميات وتطبيقات لتسجيل المخالفات ومتابعة البلاغات البيئية

كتبت- مُزنة الفهدية

تشهد المحميات الطبيعية في سلطنة عمان تحسّنًا ملحوظًا من حيث الاهتمام الإداري، وتطوير الخطط التشغيلية، وتنمية البنية الأساسية، مقارنة بالسنوات الماضية، وتم توسيع نطاق الرصد البيئي، وتفعيل شراكات مع جهات أكاديمية ومجتمعية.

أكدت زهرة بنت خلف الشريقية رئيسة قسم تنمية المحميات الطبيعية بالتكليف أنه تم تسجيل بعض المحميات في اتفاقية رامسار الخاصة بالأراضي الرطبة، كما يجري العمل على تسجيل بعض المحميات كمواقع ذات أهمية عالمية كـ «محميات الإنسان والمحيط الحيوي وبرنامج القائمة الخضراء». موضحة أنه لا تزال هناك تحديات قائمة، مثل الضغوط الناتجة عن الأنشطة البشرية، والرعي الجائر، والصيد غير المشروع، والتوسع العمراني، إلى جانب الحاجة لتعزيز الكوادر البشرية المتخصصة وتحديث البنية الرقمية والرقابية.

وأضافت: «إن عدد المحميات الطبيعية المعلنة في سلطنة عمان 30 محمية طبيعية، موزعة بين محميات برية وبحرية وأراضي رطبة، ونُفذت خلال السنوات الأخيرة أكثر من 40 دراسة ميدانية بالتعاون مع جهات أكاديمية، كما يجري تنفيذ نحو 15 مشروعًا تنمويًا وبحثيًا مرتبطًا بإدارة المحميات والتنوع الحيوي، منها مشاريع إكثار الغزال العربي، ومشاريع إطلاق بعض الحيوانات من الأسر للبرية، ومسح الثدييات البحرية، ودراسة السلاحف البحرية، ومشاريع البنية الأساسية للمحميات، ومشروع إعداد خارطة الممرات الحيوية للحياة البرية».

استراتيجيات

وحول الاستراتيجيات المتبعة لتعزيز التنوع البيولوجي في المحميات الطبيعية قالت الشريقية: «تعتمد على منهج الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية، وتشمل حماية الموائل البيئية، استعادة النُظم البيئية المتدهورة، وتنفيذ برامج إكثار وإعادة توطين بعض الأنواع المهددة. كما تُعتمد خطط المراقبة طويلة الأجل، وتُنفذ دراسات تقييم التنوع الحيوي بالتعاون مع الجامعات المحلية، ولتحسين هذه الاستراتيجيات، ونطمح لتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وتكثيف مشاركة المجتمع المحلي، ورفع موازنات الصيانة والرصد البيئي».

مستجدات

وأشارت إلى أبرز المستجدات في المحميات الطبيعية المتمثلة في مشروع «النظام الوطني لتقييم فعالية إدارة المحميات» الذي يهدف إلى تحسين الأداء المؤسسي، والسعي للانضمام لبرنامج «القائمة الخضراء للمناطق المحمية» التابعة لـ IUCN لعدد من المحميات، ومشروع تحديث خطط إدارة المحميات ليتم مراجعتها كل خمس سنوات بالتكامل مع خطط التنمية المحلية، واستكمال إجراءات تسجيل محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية ومحمية السرين الطبيعية ضمن برنامج «محميات الإنسان والمحيط الحيوي» التابع لليونسكو.

تعاون وبرامج توعوية

وعن مبدأ الشراكة، أوضحت: نتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ووزارة التراث والسياحة، وشرطة عمان السلطانية، والبلديات، وجامعات سلطنة عمان، إضافة إلى عدد من الجمعيات الأهلية والفرق المجتمعية، وتتضمن هذه الشراكات تنفيذ حملات تنظيف، ورصد بيئي مشترك وأبحاث علمية، وتبادل بيانات، وتنفيذ برامج توعوية ومجتمعية»، مشيرة إلى تنفيذ العديد من الحملات الإعلامية والتثقيفية الموسمية، والزيارات الميدانية للطلبة والباحثين، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية. كما يتم تشجيع العمل التطوعي، ومشاركة المجتمع المحلي في مراقبة السلوكيات المخالفة، وتبني ممارسات مستدامة في الأنشطة اليومية. موضحة أنه يتم تنظيم برامج تعليمية بيئية موجهة للمدارس، ومخيمات صيفية بيئية، ودورات تدريبية للشباب في موضوعات مثل التنوع البيولوجي، والتغير المناخي، والمراقبة البيئية. كما تشارك المحميات في الفعاليات الوطنية وكذلك تقديم محاضرات لطلاب الجامعات والكليات التي لها علاقة بالمحميات الطبيعية وصون الطبيعة.

التغيرات المناخية

وتحدثت عن تأثير التغيرات المناخية على مكونات المحميات الطبيعية من حيث درجات الحرارة، وهطول الأمطار، وتوزيع الأنواع، وازدياد موجات الجفاف، ويتم تقييم حساسية المحميات للتغير المناخي، وتطوير خطط تكيف مرنة، تشمل إدارة المياه، وزراعة الأنواع المحلية المقاومة، وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على التكيف.

وأفادت الشريقية: إن السياحة البيئية تُمثل فرصة لتعزيز الاقتصاد المحلي وزيادة الوعي بقيمة المحميات، وتُسهم في دعم الحماية من خلال العوائد الاقتصادية، ولتحقيق التوازن، يتم تحديد مناطق محددة للزيارة ضمن خطط الإدارة، واللوائح التنظيمية لكل محمية، وفرض ضوابط على عدد الزوار، وإصدار تصاريح بيئية، وتدريب المرشدين السياحيين البيئيين المحليين.

التقنيات

وأشارت إلى التقنيات المستخدمة لمراقبة وتنظيم المحميات الطبيعية أبرزها كاميرات مراقبة للحياة البرية، وأنظمة GPS لرصد تحركات الدوريات، واستخدام الطائرات بدون طيار (درون) في الرصد البيئي، وقواعد بيانات GIS لتوثيق البيانات، وتطوير تطبيقات إلكترونية لتسجيل المخالفات ومتابعة البلاغات البيئية. مؤكدة أنه يمكن للمجتمع الدولي تقديم الدعم من خلال تمويل مشاريع حماية الأنواع النادرة، وتوفير التدريب وبناء القدرات، ودعم البحث العلمي المشترك، والاعتراف بالمحميات ضمن برامج دولية مثل التراث الطبيعي العالمي أو الإنسان والمحيط الحيوي وبرنامج القائمة الخضراء.

أما التحديات فتتمثل في محدودية التمويل الخارجي، وعدم كفاية تبادل الخبرات، والاحتياج لتعزيز الربط بين أولويات سلطنة عمان وسياسات المنظمات الدولية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحمیات الطبیعیة إدارة المحمیات سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

«الحياة الفطرية» تطلق المعيار المهني الوطني للجوالين لدعم جهود تطوير المحميات

أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، المعيار المهني الوطني للجوالة خلال ورشة العمل التي نظّمها اليوم تحت عنوان: "المعيار المهني الوطني للجوالة: طموح وتمكين"، برعاية وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المركز المهندس عبدالرحمن الفضلي، بحضور الرئيس التنفيذي للمركز الدكتور محمد علي قربان، ورئيس الاتحاد الدولي للجوالة كريس جاليرز، وعدد من الخبراء والمختصين في الشأن البيئي.

ويستند المعيار إلى منهجية مبنية على الجدارات المهنية التي تلائم بيئات المملكة، وقد تم إعداده من قبل فريق متخصص أعدّ صياغة التحليل المهني وكتابة وصف لكل مهمة، ومقارنته مرجعيًا مع الجدارات الدولية الصادرة من الاتحاد الدولي للجوالة، مع الحرص على الاستفادة من أفضل الممارسات المحلية والعالمية، وصولًا إلى تحديد المهام والواجبات والسلوكيات والمعارف المطلوبة لمزاولة المهنة، وإعداد الخطط التدريبية.

وشهد برنامج الورشة التي افتتحها الرئيس التنفيذي للمركز فقرات تعريفية بالمعيار، إلى جانب جلسة حوارية حول أهميته في دعم تطوير المحميات وحماية الحياة الفطرية.

وأشار الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان إلى أن المشروع الذي أطلق اليوم بالتزامن مع اليوم العالمي للجوالة، يسهم في تطوير مهنة الجوال وتعزيز دورها في حماية المكتسبات الطبيعية للمحميات، وفقًا لأعلى المعايير الدولية، مبينًا أن إطلاقه يأتي في إطار دعم كفاءة الحماية البيئية في المملكة.

وأضاف الدكتور قربان أن المعيار أُعدّ بمنهجية SCID الدولية، وبمشاركة 21 خبيرًا، منهم 18 جوالًا من المحميات الوطنية و3 من كبار المختصين دوليًا، مشيرًا إلى أن العمل شمل تحليلًا شاملًا لمتطلبات المهنة، وأسفر عن توصيف 12 واجبًا رئيسيًا و110 مهمة تفصيلية تغطي مجالات الحماية، الرصد، الضبط، الإرشاد، والطوارئ، إلى جانب تطوير 15 حقيبة تدريبية متكاملة تدعم التدريب القائم على الجدارة وتعزز من كفاءة الأداء الميداني.

وأوضح أن المعيار جاء متوافقًا بنسبة 100% مع معايير الاتحاد الدولي للجوالين، ليشكل مرجعًا وطنيًا موثوقًا، يربط الجوال بمنظومة مؤسسية تُعزز دوره الرقابي والتوعوي، ويوحّد الممارسات المهنية داخل المحميات.

وأكّد في ختام تصريحه أن المعيار المهني خطوة نوعية نحو بناء كوادر وطنية مؤهلة، ودعم البنية التحتية لتشغيل المحميات، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في حماية 30% من مساحة المملكة البرية والبحرية، مؤكدًا أنه يشكل نموذجًا يُحتذى به إقليميًا في تطوير مهن الحماية البيئية.

المركز يُطلق المعيار المهني للجوالين، لتنظيم مهنة الجوال ورفع الكفاءة الميدانية، وفقًا لمؤشرات ومعايير دولية تُعزز كفاءة الأداء وتوحد الممارسات.#بحياتها_نحيا#اليوم_العالمي_للجوالين pic.twitter.com/wuYc2LGE4B

— المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (@NCW_center) July 31, 2025 الحياة الفطريةأخبار السعوديةأخر أخبار السعوديةتطوير المحمياتقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • «الحياة الفطرية» تطلق المعيار المهني الوطني للجوالين لدعم جهود تطوير المحميات
  • نائب محافظ البحر الأحمر تبحث مع وفد جامعة بكين سبل التعاون في السياحة البيئية
  • بينهم طفلان .. مصرع 3 أشخاص إثر انفجار مصنع للوقود الحيوي في الولايات المتحدة
  • فضيحة حجز وابتزاز مالي تفجر غضب المسافرين في “اليمنية” عدن
  • مدير الرياضة بالقليوبية يلتقي أعضاء مجلس إدارة منطقة الشطرنج لتعزيز دورها
  • جبل بثرة على خارطة المحميات.. زيارة ميدانية تبحث تحويله إلى محمية طبيعية
  • تواصل العمل في مشروع تأهيل جسر الرستن الحيوي بحمص
  • أبوظبي تحقق 95% من الخطة المرحلية الأولى للمئوية البيئية 2071
  • منال عوض: شركاء التنمية عنصر رئيسي في دعم الجهود البيئية والمناخية