تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع قرب الانتهاء من بناء الرصيف العائم الضخم فى شرق البحر المتوسط، والذى من المقرر ربطه بشاطئ غزة، أعربت المنظمات الإنسانية عن قلقها الشديد إزاء الحالة الإنسانية فى قطاع غزة، وخاصة فى شماله، حيث يتزايد الوضع الإنسانى المتردى وتتفاقم المعاناة.


ومن المقرر أن يتم الانتهاء من بناء رصيف عائم عملاق فى الأسبوعين المقبلين فى شرق البحر الأبيض المتوسط، ولكن هناك شكوك متزايدة بشأن مدى فائدة المشروع الأمريكى فى احتواء المجاعة.


وقالت صحيفة الجارديان البريطانية فى تقرير لها، إن هناك مخاوف فى المجتمع الإنسانى من أن إسرائيل قد اختارت خطة الرصيف، التى وصفها جو بايدن كوسيلة لتحقيق زيادة "هائلة" فى المساعدات لغزة، حيث قال أحد مسئولى الإغاثة، إن المشروع معرض لخطر أن يصبح "مشكلة" "ستار من الدخان" لغزو رفح المخطط له.


وقال المتحدث باسم البنتاجون، الميجور جنرال بات رايدر، إنه على الرغم من أن جميع السفن المطلوبة موجودة، إلا أن الجيش الأمريكى لا يزال ينتظر اتخاذ جميع الترتيبات المصاحبة لإيصال المساعدات قبل بدء العمل على الرصيف والجسر.


وأضاف الميجور جنرال رايدر يوم الثلاثاء: ما زلنا، بناءً على كل المؤشرات، على المسار الصحيح لرؤية القدرة التشغيلية بحلول نهاية هذا الشهر أو أوائل مايو.


وأشارت "الصحيفة" إلى أن المساعدات الغذائية التى يتم جلبها عبر الرصيف لا يزال يتعين عليها المرور عبر نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلى فى ممر نتساريم، وهو طريق عسكرى يقسم القطاع، والذى كان بمثابة نقطة اختناق تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الشمال.


وأكدت الصحيفة أن بعض مسؤولي الأمم المتحدة والمسئولين الإنسانيين الآخرين يخشون أن يتم تحويل المساعدات جنوبًا إلى المخيمات المقامة لأكثر من مليون شخص يعيشون الآن فى رفح. ويريد الجيش الإسرائيلى منهم الخروج حتى يتمكن من شن هجوم ضد وحدات حماس فى مدينة أقصى جنوب غزة.


إن مثل هذا الهجوم سيعنى حتمًا الإغلاق المؤقت لمعبري رفح وكرم أبو سالم فى جنوب غزة، وبالتالى فإن الرصيف العائم الأمريكى الصنع سيكون بمثابة بديل، وفى الوقت نفسه تحويل الضغط على إسرائيل لفتح نقاط العبور الشمالية أمام حركة مرور كبيرة للمساعدات.


ومنذ ذلك الحين، أصبح من الواضح أن احتكار الجيش الإسرائيلى للأمن فى غزة سمح للسلطات الإسرائيلية بالتأثير على المكان الذى يجب أن يوضع فيه الرصيف.


وتتضمن الخطة الأمريكية إقامة رصيف عائم يُثبت فى قاع البحر، حيث سيتم تفريغ السفن الكبيرة، بالإضافة إلى جسر عائم بطول ٥٠٠ متر يصل بالشاطئ. وستقوم السفن الصغيرة بنقل البضائع من الرصيف إلى الجسر، حيث سيتم تحميلها على الشاحنات للتوزيع. تهدف الخطة إلى دخول ٢٠٠ شاحنة يوميًا تحمل مليونى وجبة إلى غزة عبر هذا الطريق البحري.


وقال متحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "جارى العمل على مستوى التنسيق والتعاون مع برنامج الأغذية العالمى لضمان توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام للمدنيين الفلسطينيين فى غزة بطريقة مستقلة ومحايدة وغير متحيزة".


وتعبر وكالات الأمم المتحدة عن قلقها من أن تصبح مرتبطة بشكل كبير بآلية جيش الدفاع الإسرائيلى لتوصيل المساعدات، مما يجعلها تتحرك بحذر فى هذا السياق.


وقال ستيفن موريسون، نائب الرئيس الأول فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الأمم المتحدة تعارض الفكرة بشدة، لكنها "تتعرض للضغط والسحب".

"الأمر غير الواضح هو: هل يؤدى هذا إلى مزيد من التدهور والتهميش للأونروا؟" هو قال.
وفى الوقت نفسه، يتم الترويج لمخطط موازٍ من قبل شركة خاصة تدعى فوجبو، تتألف من قوات خاصة أمريكية سابقة، ومشاة البحرية، وضباط وكالة المخابرات المركزية، ودبلوماسى سابق، ومدير صندوق سابق، ومسؤول مساعدات مخضرم فى الأمم المتحدة.


وتتضمن خطة فوجبو، التى تسميها "الشاطئ الأزرق"، ثلاث صنادل قادرة على حمل ١٧٥ شاحنة لكل منها، تبحر مباشرة من قبرص إلى ساحل غزة.


وستصل مراكب فوجبو إلى الشاطئ بالقرب من الجسر الأمريكى والمحيط الأمنى الإسرائيلى ولكن على الجانب الشمالى من ممر نتساريم. وتتطلع الشركة إلى الدخول فى شراكة مع الشركات الفلسطينية، بما فى ذلك رجل الأعمال الفلسطينى بشار المصري، للمساعدة فى تخزين المواد الغذائية وتوزيع التوصيلات.


وفى حين أن غزة ستكون المشروع الأول لشركة فوجبو، إلا أنها تعتقد أن فريقها يتمتع بخبرة عميقة فى مجال الخدمات اللوجستية فى الظروف القاسية.


وقال موريسون: “هؤلاء هم الأشخاص الذين هم من النوع الأمريكى الفظ الذين يشعرون أن بإمكانهم التعامل مع الإسرائيليين، ومع المفتشين الإسرائيليين، ويمكنهم التعامل مع الفلسطينيين، ويمكنهم التحدث مع القبارصة، ويمكنهم تنظيم الشحن، ويمكنهم التواصل مع الولايات المتحدة. 


ومع ذلك، يشعر مسئولو المساعدات الإنسانية بالقلق من أن مشروع فوجبو، إذا انطلق، قد يؤدى إلى مزاحمة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية فى المنافسة على الموارد الشحيحة، مثل الشاحنات والسائقين لتوزيع الغذاء فى جميع أنحاء غزة، ووقت واهتمام الأمن الإسرائيلي. غربلون يقومون بإنشاء محطة فى ميناء لارنكا القبرصى لمراقبة الممر البحري.


وإذا فُتح الطريق البحرى وبدأت السفن فى الوصول إلى الرصيف العائم المصنوع فى الولايات المتحدة، فسيكون ذلك طريقة مذهلة ومليئة بالتحديات ولكنها مكلفة للغاية وبطيئة.


وقال زياد عيسى، رئيس السياسة الإنسانية فى منظمة أكشن إيد فى المملكة المتحدة: "على الرغم من تقدير جهود القطاع الخاص لدعم وكالات الإغاثة، إلا أنه من المهم ضمان الحفاظ على المبادئ الإنسانية فى جميع هذه المساعي".


ويقول مسؤولون إنسانيون إن هناك طريقة أسهل بكثير لتوصيل المساعدات عبر المعابر البرية فى شمال غزة والتى يمكن فتحها فى أى وقت. ويمنع الحصار الذى تفرضه إسرائيل على غزة حتى الآن الشاحنات من الدخول بالأعداد المطلوبة.


وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات فى الأونروا: "هناك طريقة أسهل وأسرع وأكثر كفاءة وأرخص وأسرع للوصول إلى الناس فى الشمال". "إنه أمر سهل للغاية ومباشر للغاية. كل ما يتطلبه الأمر هو الإرادة السياسية".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة رفح الجارديان البريطانية البحر المتوسط الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

إخفاق أمريكي .. انهيار الرصيف العائم بغزة خلال 12 يوما

سرايا - مثّل الإعلان عن توقف الرصيف البحري الذي أقامته الولايات المتحدة في قطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية، "إحراجا" لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالنظر إلى تكلفته الباهظة، وكونه لم يصمد حتى لأسبوعين، بحسب إعلام عبري.

وقال موقع "كالكاليست" الاقتصادي الإسرائيلي، الأربعاء: "انهار الميناء العائم، الذي بناه الجيش الأمريكي بتكلفة 320 مليون دولار، بسبب الظروف الجوية والأمواج القوية".

وأوضح أنه "سيتم نقل الأجزاء إلى ميناء أسدود (جنوب إسرائيل) لإصلاحها، الأمر الذي سيستغرق أكثر من أسبوع".

من جانبه، قال موقع "كيكار هشبات" (ساحة السبت)، المقرب لجمهور اليهود المتدينين (الحريديم): "تعرض الرصيف المؤقت الذي بنته القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" لانتكاسة أخرى، بعد أن انفصل عن الشاطئ وانجرف إلى البحر".

وأضاف: "في مقطع فيديو نُشر الليلة الماضية (الثلاثاء/الأربعاء)، يمكن سماع جندي إسرائيلي يسخر من الرصيف المؤقت الذي بناه الأمريكيون للعدو (الفلسطينيون)".

وتابع: "السبت الماضي، اضطرت سفن أمريكية مرتبطة بخطة الرصيف إلى تغيير اتجاه إبحارها من غزة إلى إسرائيل بسبب الأمواج الهائجة، والأحد كان الرصيف نفسه قد تفكك بالفعل".

**إحراج كبير

من جانبه، قال موقع "زمان إسرائيل" العبري، إن الأمريكيين "يواجهون صعوبة في تشغيل الرصيف العائم، بسبب سلسلة من الإخفاقات"

وأشار الموقع إلى أنه منذ تشغيل الرصيف البحري، جرفت الأمواج 4 أجزاء منه إلى المنطقة بين عسقلان وأسدود، وتم سحبها مرة أخرى وإعادتها إلى الرصيف في ساحل غزة.

أما القناة 12 الإسرائيلية الخاصة، وصفت الأمر بأنه "إحراج كبير لإدارة بايدن".

وقالت: "بعد أقل من أسبوعين، تم تدمير الرصيف الخاص في غزة وإغلاقه مؤقتا".

وتابعت القناة: "يعتبر الرصيف العائم المشروع الرئيسي للرئيس بايدن فيما يتعلق بضبط المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع. واستمر بناؤه حوالي شهرين، ولم يبدأ تشغيله إلا قبل أقل من أسبوعين".

وبحسب القناة، دخلت عبر الرصيف 137 شاحنة مساعدات إنسانية باتجاه قطاع غزة، بحمولة 900 طن.

وأضافت: "يوم السبت تعرضت عدة سفن أمريكية، لأضرار، وجرف بعضها على الأقل إلى الشاطئ بسبب الظروف البحرية الصعبة. كما تضرر الرصيف أيضا، لكنه ظل يعمل، وبعد حوالي يومين فقط تعرض لأضرار شديدة مرة أخرى وتوقف عن العمل".

**انتكاسة للجهود الأمريكية

والثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن تعليق نشاط الرصيف مؤقت،لكن مسؤولين عسكريين أمريكيين شككوا في حديثهم لصحيفة "وول ستريت جورنال" في هذا الأمر، وقالا إن الرصيف قد لا يكون مناسبا لظروف البحر والرياح في المنطقة.

وسبق أن أسقط الجيش الأمريكي مساعدات على غزة بالمظلات، لكن هذا الأمر تعرض لانتقادات باعتباره مكلفا وغير فعال، خاصة عند مقارنته بتوصيله عبر المعابر البرية التي تسيطر عليها إسرائيل.

بدورها، عنونت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرها حول توقف الرصيف الأمريكي بـ "12 يومًا، 320 مليون دولار: العمر القصير للرصيف الإنساني في غزة".

وأشارت إلى أن المشروع شابه منذ البداية العديد من التحديات، من بينها التهديدات الأمنية الناجمة عن هجمات مسلحة محتملة، وصولا إلى نقص الوقود اللازم للشاحنات بسبب الحصار الإسرائيلي.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.

وتوقف عبور المساعدات من خلال معبر رفح بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو الجاري، فيما أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم أمام حركة دخول المساعدات في الـ5 من الشهر نفسه.

**الجدول الزمني للأحداث

7 مارس/آذار الماضي: أعلن بايدن أن الجيش الأمريكي سيقوم ببناء رصيف مؤقت في غزة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، بهدف تجاوز الطرق البرية التي تسيطر عليها إسرائيل. وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي يواجه فيه بايدن ضغوطا متزايدة في الداخل بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة.

8 مارس: حدد البنتاغون جدولا زمنيا مدته 60 يوما للمشروع الذي سيشارك فيه أكثر من 1000 جندي أمريكي. وقد تم تصميم الرصيف ليكون عبارة عن هيكل عائم متصل بالأرض عبر جسر مؤقت، حيث يتم فحص شحنات المساعدات أولاً في قبرص قبل شحنها إلى غزة.

25 أبريل/ نيسان الماضي: بدء أعمال البناء في منتصف موسم العواصف في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وشملت إنشاء الرصيف العائم وجسر لربطه بالشاطئ، وسط توقعات بأن يتعامل الرصيف مع ما يصل إلى 150 شاحنة من المساعدات يوميًا بمجرد تشغيله بكامل طاقته.

1 مايو/ أيار الجاري: أفاد البنتاغون أن أكثر من 50 بالمئة من أعمال البناء قد اكتملت، مع وجود الرصيف العائم في مكانه والجسر قيد الإنشاء.

2 مايو: توقف البناء مؤقتا بسبب سوء الأحوال الجوية.

9 مايو: غادرت سفينة ساغامور التي ترفع علم الولايات المتحدة، وهي سفينة حاويات تم تخصيصها لتوصيل المساعدات، قبرص، مما يمثل أول شحنة كبيرة مخصصة للرصيف الجديد.

17 مايو: أعلن البنتاغون تثبيت الرصيف على شاطئ غزة ومن المقرر أن تبدأ المساعدات في التدفق.

18 مايو: بمجرد أن أصبح الرصيف جاهزًا للعمل، ظهرت تقارير عن تعطل أحد الأقسام، مما تسبب في تعليق مؤقت لاستخدامه.

20 مايو: استئناف عمليات تسليم المساعدات مع تعديل المسارات، ووصول 17 شاحنة إلى مستودع برنامج الأغذية العالمي دون وقوع أي حادث.

21 مايو: أقر البنتاغون بأنه لم يتم توزيع أي مساعدات وصلت عبر الرصيف على المدنيين في غزة، مشيرا إلى التحديات اللوجستية.

23 مايو: القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" قالت إنه تم نقل 1.2 مليون رطل من المساعدات إلى نقطة نقل شاطئية على شاطئ غزة، وقامت الأمم المتحدة بتوزيع ثلثي هذه المساعدات على مناطق أخرى في غزة. ويشارك في العملية حوالي 1000 جندي وبحار.

25 مايو: أعاقت الأمواج الهائجة نقل المساعدات من 4 سفن تابعة للجيش الأمريكي عند الرصيف، وجرفت الأمواج بعض السفن من مراسيها، وبدأت الجهود لاستعادتها بمساعدة من الجيش الإسرائيلي. ليقول البنتاغون إن الرصيف متضرر لكنه لا يزال يعمل.

28 مايو: قال البنتاغون إن الرصيف قد انهار وسيلزم إصلاح أجزاء منه. وبدأت القوات الأمريكية عملية إزالة الرصيف من موقعه الراسي على الساحل تمهيدا لسحبه إلى مدينة أسدود الساحلية الإسرائيلية لبدء الإصلاحات، والتي يقدر الجيش أنها ستستغرق أكثر من أسبوع.


مقالات مشابهة

  • مخاوف أممية من انخفاض تمويل المساعدات في سوريا.. 16 مليون بحاجة إليها
  • البنتاغون يكشف مدة إصلاح الرصيف العائم في غزة
  • رغم تضرر الميناء العائم.. تواصل إبحار المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة
  • مسؤول قبرصي: من المحتمل إعادة تشغيل الرصيف البحري بغزة بحلول منتصف الأسبوع المقبل
  • إخفاق أمريكي.. انهيار الرصيف العائم بغزة خلال 12 يوما
  • إخفاق أمريكي .. انهيار الرصيف العائم بغزة خلال 12 يوما
  • قيادي في حماس يهاجم فكة الرصيف العائم في غزة
  • بعد أيام من استخدامه.. البنتاغون تعلن إزالة رصيف غزة العائم لإصلاحه
  • البنتاغون يعلن إزالة الرصيف العائم قبالة ساحل غزة
  • بعد أيام من استخدامه.. البنتاغون يعلن إزالة رصيف غزة العائم لإصلاحه