تواجه رحلة سنغافورة نحو نمو اقتصادي سريع عقبات محتملة، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط جراء استمرارالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والشكوك المحيطة بتعديلات أسعار الفائدة العالمية، حسبما حذرت أحدث مراجعة أجرتها سلطة النقد السنغافورية، والتي نُشرت اليوم الجمعة.

ووفقا لوكالة بلومبيرغ -وعلى الرغم من الحفاظ على توقعاتها بنمو اقتصادي يتراوح بين 1% و3% لهذا العام- أكدت سلطة النقد السنغافورية على الدور الحاسم للتخفيف النقدي العالمي والتقدم التكنولوجي في تشكيل المسار الاقتصادي في سنغافورة.

بلومبيرغ تشير إلى أن التوسع الاقتصادي البطيء بنسبة 1.1% أثار عام 2023 المخاوف (غيتي) المخاطر المستمرة

وذكرت سلطة النقد في سنغافورة "في مراجعتنا للاقتصاد الكلي نصف السنوية، نسلط الضوء على المخاطر المستمرة الناجمة عن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية لفترة طويلة وتقلب تدفقات رأس المال". وأضافت "إن تصاعد الصراعات الجيوسياسية يمكن أن يؤدي إلى ضغوط مفاجئة في الأسواق المالية، مما يشكل تهديدات لآفاق النمو العالمي والمحلي".

 

كما تتوقع أن الانخفاض المحتمل في تكاليف الاقتراض من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) بالربع الثالث، إلى جانب انتعاش مبيعات الرقائق العالمية، يمكن أن يدفع نمو الناتج المحلي الإجمالي في سنغافورة إلى قرب معدله المحتمل طوال عام 2024.

ومع ذلك، تشير بلومبيرغ إلى أن التوسع الاقتصادي البطيء بنسبة 1.1% وأثار عام 2023 تثيران المخاوف، حيث حذر رئيس الوزراء المكلف لورانس وونغ من استمرار النمو البطيء، وهو ما يشي بمدى هشاشة الاقتصادات العالمية والمحلية في مواجهة الصدمات السريعة وفقا للوكالة.

وأدى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط -لا سيما في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وما ترتب على ذلك من ارتفاعات في أسعار النفط- إلى تقلبات جديدة في العملة، وتجدد الضغوط التضخمية، والعودة إلى السياسات النقدية المتشددة في مختلف أنحاء آسيا.

وتتوقع سلطة النقد في سنغافورة أيضا انخفاضا طفيفا في النمو العالمي عام 2024 بسبب استمرار إجراءات التشديد على ما قالت بلومبيرغ، خاصة بين الاقتصادات المتقدمة، في حين يظل مسار تراجع التضخم غير متساوٍ.

سنغافورة تخشى من نمو بطيء لفترة طويلة على مستويات المعيشة (رويترز) التضخم

وفيما يتعلق بالتضخم، أشارت بلومبيرغ إلى أن صناع السياسة في سنغافورة يحافظون على توقعاتهم للتضخم الأساسي والكلي بمتوسط يتراوح بين 2.5% و3.5% لهذا العام. ومع ذلك، فإنهم يقرون بأن التوقعات تخضع للتغيرات في التكاليف، خاصة وسط التوترات الجيوسياسية المستمرة.

وعلى الرغم من التوسع الأبطأ من المتوقع في الربع الأول، فإن صناع القرار السياسي في سنغافورة ما زالوا متيقظين.

وفشل اعتماد الاقتصاد على الإنفاق على السياحة والترفيه -وفقا للوكالة- في تعويض الانكماش بالتصنيع، مما يعكس المخاوف التي أعرب عنها رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا العام بشأن مخاطر النمو البطيء لفترة طويلة على مستويات المعيشة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی سنغافورة سلطة النقد

إقرأ أيضاً:

نمو متوقع لتجارة السلع والخدمات العالمية في 2024

حسونة الطيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة 2024.. عام خفض التكاليف بالشركات الأميركية الاقتصاد الأميركي يحتاج إلى الهجرة لتوفير العمال

تستبشر المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية، بتعافٍ كبير في تدفق تجارة السلع والخدمات العالمية خلال العام الجاري، بعد تعرضها لتراجع ملحوظ خلال العام الماضي.
وفي ظل تراجع معدلات التضخم وانتعاش الاقتصاد الأميركي، يبدو أن التجارة العالمية، ماضيةً في تحقيق نمو يزيد عن الضعف خلال هذا العام، بعد أن تراجعت في السنة الماضية، بسبب زيادة الأسعار وتدني الطلب وارتفاع أسعار الفائدة.
ومن المرجح، أن تسجل التجارة العالمية في السلع والخدمات، ارتفاعاً بنحو 2.3% خلال هذا العام، وبنحو 3.3% في العام المقبل 2025، بالمقارنة مع نمو لم يتجاوز 1% في السنة الماضية 2023، وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. 
ربما يُعزى معظم هذا الانتعاش للتعافي الدوري، في الوقت الذي حققت فيه التجارة العالمية ارتفاعاً في أرقام النمو، مصحوباً بنمو اقتصادي واسع النطاق. ومن المتوقع، لعب الصين ودول شرق أسيا، للدور الأكبر في هذا النشاط. 
وساعد انتعاش التجارة، في زيادة وتيرة النمو في بعض اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي الكبيرة خلال الربع الأول من العام الحالي 2024. وارتفع النمو الإجمالي، في منطقة اليورو إلى 0.3%، مسجلاً أقوى مستوى له منذ الربع الثالث من العام 2022، بحسب وول ستريت جورنال.
وفي آخر تقرير له، توقع صندوق النقد الدولي أيضاً، مناهزة حجم نمو التجارة العالمية، نحو 3% خلال العام الجاري 2024. كما ترجح منظمة التجارة العالمية، التي لم تنشر أي أرقام لتجارة الخدمات، ارتفاع تجارة السلع بنسبة قدرها 2.6% خلال العام الجاري، بعد تراجعها بنحو 1.2% في السنة الماضية 2023. 
ويقول نيل شيرينج، كبير الاقتصاديين في شركة كابيتال إيكونوميكس البريطانية العاملة في البحوث الاقتصادية: «إننا نرى بعض براعم النمو في التجارة العالمية، وأن ركود التصنيع، الذي ضرب النشاط التجاري عام 2023 مصحوباً بانخفاض الطلب، قد شارف الآن على نهايته».
وتعيش أوروبا حالياً، حالة من الانتعاش تعتمد بشكل رئيسي على التجارة، في الوقت الذي تستفيد فيه دول جنوب القارة، من تعافي قطاع السياحة. واستفادت إسبانيا على سبيل المثال، من موسم عيد الفصح، ما عزز نموها في الربع الأول. كما ساهم الطلب الخارجي في البلاد، بنسبة قدرها 0.5% في النمو الفصلي، في حين أضاف الطلب المحلي، 0.2%. ودفع أيضاً ارتفاع الصادرات في كل من ألمانيا وإيطاليا، بعجلة النمو في الربع الأول من العام الحالي. 
وبحسب «مراقب التجارة العالمية»، الذي يصدره المكتب الهولندي لتحليل السياسة الاقتصادية، عادت تجارة السلع في شهر فبراير الماضي للنمو، وذلك للمرة الأولى في غضون سنة. 
وساعد الانتعاش الذي شهدته أميركا والصين، في ارتفاع النمو السنوي لتجارة السلع، إلى 1.2% خلال شهر فبراير من العام الحالي، مما كان عليه من التراجع عند 0.9% في شهر يناير، بالمقارنة مع تراجع قدره 3.5% في شهر سبتمبر 2023.
ورغم هذا الانتعاش، ليس من المتوقع بعد، عودة نمو التجارة العالمية هذا العام، لمستويات ما قبل كوفيد19. وتشير أرقام صندوق النقد الدولي، لنمو أحجام التجارة العالمية في الفترة بين 2006 إلى 2015، بمتوسط سنوي قدره 4.2%. 
 وحذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية، من مخاطر التوترات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية وعدم اليقين الاقتصادي على التجارة، حيث تصب الحكومات جُل اهتمامها على، الأمن القومي ودعم الشركات المحلية. 

مقالات مشابهة

  • نمو متوقع لتجارة السلع والخدمات العالمية في 2024
  • روسيا تدخل في قائمة أول عشر دول من حيث النمو الاقتصادي في القرن الحادي والعشرين
  • روسيا تدخل في قائمة أول عشر دول  من حيث النمو الاقتصادي في القرن الحادي والعشرين
  • "أسياد للنقل البحري" تفتتح مكتبًا تجاريًا في سنغافورة لتعزيز حضورها العالمي
  • «مدبولي»: نستهدف النهوض بـ4 قطاعات تقود قاطرة النمو الاقتصادي
  • صندوق النقد: قطر لديها القدرة على الصمود في مواجهة عدم اليقين العالمي
  • مكتب أسياد في سنغافورة .. خطوة استراتيجية لتنويع العمليات التجارية للشركة
  • “مؤتمر مستقبل الطيران 2024”.. يسلط الضوء على دور قطاع الطيران في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة
  • الكبير يبحث مع رئيس صندوق النقد العربي دعم الاستقرار الاقتصادي في المنطقة
  • إشارة أممية لتحسن آفاق الاقتصاد العالمي.. هل سينمو في 2024؟