ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: الإحسان إلى الجيران حق لا يشترط فيه الديانة
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر، حلقة جديدة من اللقاء الأسبوعي من برامجه الموجهة للمرأة والأسرة، تحت عنوان «الجوار حقوق وواجبات»، ضمن موسمه الثالث عشر الذي يأتي تحت شعار «نحو مجتمع راق في ضوء الشريعة والقانون»، بمٌشاركة كل من الدكتورة لمياء متولي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتورة تهاني أبو طالب، أستاذ القانون المدني بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة الدكتورة سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
واستهلت الدكتورة لمياء متولي، حديثها ببيان معنى الجوار، ومكانة الجار في القرآن الكريم والسنة النبوية، مُوضحة أنواع الجار وصوره في الإسلام، مؤكدة أن الإحسان إلى الجار عبادة وليست عادة، وأن الجوار حق اجتماعي لا يشترط فيه الديانة، وأن إحسان الجيران إلى بعضهم يُشكّل مجتمعات متلاحمة قوية.
وأكدت أستاذ الفقه، أن حقوق الجار كثيرة ومنها: السلام عليه، واحترامه، وطلاقة الوجه عند لقائه، وإجابة دعوته ومشاركته في الفرح وتهنئته، وعيادته في المرض، ومواساته عند المصيبة، وزيارته وتفقّد أحواله والسؤال عنه، وقضاء حوائجه، وإطعام الجار وتقديم الهدية له، مشيرة إلى عوامل الضعف الذي لحق بهذه العلاقة وكيفية علاجها.
من جانبها تحدثت الدكتورة تهاني أبو طالب، أستاذ القانون المدني، عن مدى اهتمام القانون بتنظيم حقوق وواجبات الجار لما يؤدي إليه من تقليل المنازعات، مؤكدة أن تنظيم القانون المدني المصري لحقوق الجوار وواجباته مٌستمد من الشريعة الإسلامية، والقانون وضح آلية تفعيل تلك الحقوق والواجبات على أرض الواقع.
الجامع الأزهروبينت أن من أهم حقوق وواجبات الجيران، تنظيم استعمال الأجزاء المشتركة من المنازل، ومُراعاة حق الجار في الخصوصية وعدم استراق السمع والنظر، وعدم استعمال المسكن على نحو يضر بالجار، مُشددة على دور المرأة في تقوية علاقات الجوار وتحسينها.
من جانبها أوضحت الدكتورة سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، أن الإحسان إلى الجار من علامات الإيمان ودليل على خيرية الإنسان، وحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسن الجوار، قال رسول الله: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الجار السوء، ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول».
جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأزهر
إقرأ أيضاً:
أستاذ بالأزهر: محاولات تحويل الغضب العالمي من إسرائيل إلى مصر وقاحة غير مسبوقة
استنكر الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، ما وصفه بالمحاولات الجريئة والمكشوفة لتحويل الغضب الشعبي العالمي، ليس فقط في مصر بل في العالم كله، من جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أهلنا في غزة، إلى الدولة المصرية وسفاراتها، من خلال دعوات تحريضية للتظاهر ضد مصر بدلًا من العدو الحقيقي، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يمثل انقلابًا على الحقائق وتزييفًا مفضوحًا للواقع.
وأكد الغفير، خلال تصريح، أن ما يجري هو نموذج فجّ لمقولة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، مضيفًا: "لم نرَ في تاريخنا كله مثل هذا التبجح، ولا مثل هذا التلاعب المقيت بالوعي العام، حيث يُراد لنا أن نربت على كتف المظلوم كي يحني ظهره لمزيد من الظلم، بدلًا من الوقوف بجانبه ورفع الحيف عنه".
وأوضح أن من يقف وراء هذه الفتنة "مجموعة من الجماعات الهاربة، وبعض المنتفعين، وحتى بعض من ينتسبون إلى الدولة المصرية، ممن يضمرون كراهية لهذا الوطن، أو يتحينون الفرص لخلخلة بنيانه، وزلزلة وحدته وتماسكه"، مشيرًا إلى أن كل من يضيق صدره من بقاء مصر شامخة، لا بد أن يكون له سهم في هذه الحملة المسمومة.
وتابع أن مصر، رغم هذه الحملات، ستظل محفوظة، لا بحفظ أهلها فقط، بل بحفظ الله عز وجل، مشيرًا إلى أن هذا البلد ذُكر في القرآن الكريم تصريحًا وتلميحًا، وخصّه النبي محمد ﷺ بالوصية، وقد مرّ عبر تاريخه بمحَن عظيمة، لكنه ظل يخرج منها مرفوع الرأس.
وأشار إلى أن مصر هي "قلب العروبة النابض"، الذي يحمل هموم الأمة وآمالها وتطلعاتها، واستدل على ذلك بمشهد تاريخي بالغ الرمزية حين اجتاح التتار العالم الإسلامي، وأسقطوا الشام وبغداد، وارتكبوا فيها أبشع المجازر، حتى ألقوا كتب دار الحكمة في نهر دجلة، فاسود ماؤه من الحبر، لكن حين قرروا التوجه إلى مصر، كانت نهايتهم هناك.
وقال الغفير: "أرسل التتار رسائل مرعبة إلى مصر يزعمون فيها أنهم جند الله وسخطه في الأرض، لكنهم سقطوا على أبوابها، وكانت مصر هي المحطة التي انتهت عندها أطماعهم، وستبقى بإذن الله كذلك، الحصن المنيع الذي تنكسر عنده كل الهجمات، قديمها وحديثها".
وأضاف: "مصر لا تُساق ولا تُستدرج، ومواقفها من القضية الفلسطينية ستبقى ثابتة، فهي التي تفتح أبوابها وتبذل دماء جنودها وتتحمل مسؤولياتها، رغم محاولات التشويه والتشغيب، وستظل بإذن الله كما كانت على مدار التاريخ: محفوظة، شامخة، عصيّة على السقوط".