الاقتصاد نيوز - متابعة

بينما يتقلص عدد سكان مدينة البندقية الإيطالية، بسبب الضغوط الاقتصادية ونوعية الحياة، تنمو السياحة في المدينة بشكل مطرد، فالأسرّة المتاحة للسياح أصبحت أكبر من عدد السكان، وزارها في العام الماضي 20 مليون شخص.

في الأسبوع الماضي، اتخذت مدينة البندقية إجراءات بشأن السياحة المفرطة، حيث فرضت رسوماً بقيمة خمسة يوروهات على الذين يرغبون في الوصول إلى المدينة للتنزه خلال النهار.

وقال عمدة المدينة لويغي بروغنارو في مؤتمر صحفي إن الهدف: ليس إغلاق المدينة، ولكن عدم السماح لها بالانفجار".

وتجمع ما يقرب من ألف متظاهر في ساحة روما لمعارضة هذا الإجراء، واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب، بحسب تقرير لشبكة CNBC.

وأعرب السكان عن مجموعة من المخاوف على الرغم من أن أحد أهداف هذا الإجراء المساعدة في جعل مدينتهم أكثر ملاءمة للعيش، فالسكان اعترضوا على فكرة العيش في مدينة مغلقة. ويرى البعض أن بيع التذاكر لدخول مدينتهم يحولها إلى مدينة ملاهي. 

اقرأ أيضاً: تأشيرة تركية "للرحّل الرقميين" .. ما شروطها؟

ويقول نقاد إن الإجراء يعبر عن مفارقة لدى الحكومة التي تدرس في الوقت نفسه طرقاً متعددة لزيادة السياحة، بدءاً من دراسة فكرة عودة السفن السياحية إلى البحيرة وسط المدينة، وصولاً إلى تخفيف القيود المفروضة على شركة Airbnbs للإيجارات قصيرة الأجل.

تعد البندقية وجهة سياحية لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر للعديد من المسافرين من جميع أنحاء العالم، وقد يكون النقد الأكثر أهمية هو أن التكلفة من غير المرجح أن تمنع أي شخص من زيارة المدينة.

وقال زعيم مجموعة ناشطة من السكان، ماتيو سيتشي، لصحيفة الغارديان: "المدينة بأكملها تقريباً تعارضها". "لا يمكنك فرض رسوم دخول إلى مدينة ما؛ كل ما يفعلونه هو تحويله إلى متنزه. … يعني هل نحن نمزح؟".

في اليوم الأول من تنفيذ الإجراء، وفقاً لبيانات مكتب رئيس البلدية، تم تسجيل دخول 113 ألف شخص، ومن بين هؤلاء 16 ألفاً دفعوا الرسوم - وتم إعفاء آخرين لأسباب مختلفة، بما في ذلك الإقامة في الفنادق، أو كونهم مسافرين، أو طلاب، أو زيارة عائلة أو أصدقاء.

وعلى الرغم من منتقديها الكثيرين، فإن الرسوم اليومية تعد خطوة مهمة من جانب حكومة البندقية لمواجهة التحدي المتمثل في السياحة المفرطة، والتي أصبحت مشكلة عالمية كبيرة منذ وباء كوفيد 19. 

وقال أستاذ الجغرافيا الحضرية في جامعة روفيرا إي فيرجيلي الإسبانية، أنطونيو باولو روسو، والمولود في البندقية: "هذه الإدارة هي الأولى التي فعلت شيئاً بالفعل بعد 30 عاماً من الدردشة حول كبح نمو السياحة". 

لكن روسو، الذي قدم وجهة نظر تمثل العديد من الخبراء، قال إن فعالية الإجراء تبدو أنها ستكون قاصرة، ويحمل الإجراء إشارات سياسية، فضلاً عن دوافع ربحية غامضة. "5 يوروهات لن تحدث أي فرق مع هذا الطلب الكبير". وقال: "إن المصير السياحي للمدينة سيحدد بالطريقة التي يتم تنظيمها بها".

البندقية هي أول موقع يطلب تذكرة لدخول مدينة ما، ولا تزال هناك تحديات قانونية أمام المحاكم الوطنية أو محاكم الاتحاد الأوروبي، بموجب القوانين التي تغطي حرية الحركة في الأماكن العامة. 

الوجهات السياحية الشهيرة الأخرى لديها برامج مماثلة، لكنها تقتصر على المناطق ومناطق الجذب داخل المدينة، مثل Park Guell في برشلونة.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

«مأساة» بريشيا تهز الكرة الإيطالية!

سلطان آل علي (دبي)

أخبار ذات صلة سباليتي وإيطاليا.. «الطلاق»! إيطاليا تجري استفتاء حول الجنسية وتعزيز قوانين العمل


في خبر حزين هزّ الوسط الرياضي الإيطالي، أعلنت الجهات الرسمية أن بريشيا، أحد أعرق الأندية في تاريخ كرة القدم الإيطالية، أُعلن إفلاسه رسمياً بعد فشله في تسوية التزاماته المالية، ليفقد بذلك حقه في المشاركة ضمن النظام الرسمي للبطولات الإيطالية، في واقعة تُنهي تاريخاً امتد لعقود من المنافسة في مختلف درجات الدوري.
السبب المباشر للأزمة يعود إلى عدم تمكن رئيس النادي، رجل الأعمال الإيطالي ماسيمو تشيللينو، من تسديد جزء من مبلغ 8 ملايين يورو مستحقة ضرائب، وهي مهلة كانت تنتهي يوم الجمعة الماضي، وهذا الإخفاق المالي تسبب في سلسلة من العقوبات بدأت بخصم 4 نقاط من رصيد الفريق، مما أدى إلى تراجعه من المركز الخامس عشر إلى المركز الثامن عشر في ترتيب دوري الدرجة الثانية، وبالتالي هبوطه رسمياً إلى الدرجة الثالثة.
تشيللينو، المعروف بقراراته المثيرة للجدل خلال فترة إدارته السابقة لنادي ليدز يونايتد الإنجليزي، لم ينجح في إحداث استقرار مالي أو رياضي منذ استحواذه على بريشيا في عام 2017. بل على العكس، تزايدت الضغوط القضائية والمحاسبية على النادي، حتى وصل إلى نقطة الانهيار.
هذا السقوط المالي والإداري يُعد نهاية مأساوية لفريق يمتلك تاريخاً غنياً في الكرة الإيطالية، حيث شارك في 23 موسمًا في دوري الدرجة الأولى، وكان أفضل إنجاز له تحقيق المركز الثامن في موسم 2000-2001.
كما يُعد بريشيا محطة بارزة في مسيرة العديد من النجوم الذين مرّوا من بوابته، أبرزهم الأسطورة روبرتو باجيو، والمهاجم أليساندرو ألتوبيلي، وأسطورة خط الوسط  الذي بدأ مسيرته مع النادي، إضافة إلى لوكا توني، والمثير للاهتمام أن بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الحالي، دافع عن ألوان الفريق في بداية الألفية بين عامي 2001 و2003.
غياب بريشيا عن المشهد الكروي الإيطالي لا يُمثل مجرد سقوط نادٍ، بل فقدان لجزء من ذاكرة كرة القدم في إيطاليا، إذ لطالما مثّل الفريق رمزاً للهوية المحلية في لومبارديا، وساحة لتطور بعض من أبرز المواهب في تاريخ اللعبة.
وفي انتظار ما إذا كانت هناك محاولات مستقبلية لإعادة إحياء النادي، تبقى هذه النهاية تذكيراً صادماً بخطورة الإهمال المالي في كرة القدم الحديثة، حيث لا يشفع التاريخ ولا النجوم في إنقاذ من لا يوازن بين الطموح والمسؤولية.

مقالات مشابهة

  • خطوة لافتة... شرطة بلدية شتورا تتخذ هذا الإجراء (صور)
  • أهالي حمص يحيون ذكرى رحيل حارس الثورة السورية عبد الباسط الساروت في مدينة حمص لأول مرة بعد تحرير المدينة
  • توضيح رسمي بشأن زيادة رسوم تأشيرة دخول العراقيين الى سوريا
  • ماذا نعرف عن الجولة الجديدة من المفاوضات النووية التي تأتي مع تحذير إيران لإسرائيل؟
  • رياضي هندي ينجح بمنافسة حافلة في السرعة ..فيديو
  • الحظر الأمريكي على دخول مواطني 12 دولة بينها اليمن يدخل حيز التنفيذ
  • وزارة السياحة تستكمل استعداداتها لاستقبال الحجاج في المدينة المنورة بأكثر من 1850 زيارة رقابية خلال موسم الحج
  • ترامب يفعّل قرار حظر دخول مواطني 12 دولة: إليك كل ما يجب معرفته عن هذا الإجراء
  • وزارة السياحة تنظم فعاليات فنية وثقافية في مدينة السلط خلال عيد الأضحى
  • «مأساة» بريشيا تهز الكرة الإيطالية!