تستمر المعارك في جنوب لبنان وقطاع غزة في ظل التلويح الاسرائيلي ببدء الهجوم على رفح الامر الذي يفتح الباب امام احتمالات متعددة وكثيرة، منها الذهاب الى حرب طويلة لكن محدودة، او توسع المعارك الحالية لتصبح اكثر شمولاً واتساعاً، ومنها ايضاً وقف تام لاطلاق النار في غزة ولبنان بالتزامن مع المفاوضات الحاصلة بين حركة "حماس" من جهة واسرائيل من جهة أخرى والتي تخطو خطوات جدية وكبيرة نحو النتائج الايجابية.
حصلت حماس وفق المقترحات الحالية على جزء كبير من مطالبها السياسية، وتحديداً الانسحاب العسكري الاسرائيلي الكامل من قطاع غزة وتفكيك الوجود من وسط القطاع تحديداً، اضافة الى عودة غير مشروطة لسكان شمال غزة، وهذا الامر يعني أن حماس ستخرج بجائزة كبيرة اسمها عملية التبادل بعد وقف النار، مما يجعلها قادرة على تسويق انتصارها العسكري والسياسي والترويج لجدوى عملية 7 تشرين الأول، من هنا يصبح النقاش عن الازمة الحقيقية التي قد تصيب اسرائيل بعد مثل هذه التسوية.
احدى ازمات اسرائيل بعد التسوية ستكون وحدة الحكومة الاسرائيلية وتماسكها اذ ان هناك اكثر من طرف يهدد علناً بالانسحاب منها في حال وافق نتنياهو على بنود التسوية التي تقترحها القاهرة، لكن يبدو أن القرار الاميركي حاسم الى حدّ بعيد، ويرغب بإنهاء المعركة في الشرق الاوسط لانها باتت تؤثر بشكل استراتيجي على الولايات المتحدة الاميركية وسياساتها، وتؤثر أكثر على الادارة الحالية التي تظهر الدراسات خسارتها الكتلة الناخبة الديمقراطية ، ما يشكل احدى الخطوط الحمر.
لا يمكن للولايات المتحدة المخاطرة اليوم بتغطية معركة رفح في ظل التجييش الطلابي في عدد كبير من الجامعات وفي مختلف الولايات، لان ذروة التحركات الطالبية الاميركية حصلت في لحظة خفوت المعركة في غزة، فماذا سيحصل لو ان المعارك عادت وتعرض المدنيون لعملية قصف تشبه ما تعرضوا له في الاسابيع الاولى من الحرب؟ حتى الجانب الاسرائيلي لم يعد يستطيع تحمل خسائره على المستوى الشعبي والديبلوماسي.
كما ان انهاء الحرب في غزة لا يمكن ان يترافق، وفق المعطيات الحالية مع توسيعها في لبنان، لان اصرار واشنطن على التهدئة يشمل كل المنطقة وليس فقط الساحة الفلسطينية، وان كانت الحسابات مختلفة كلياً، لكن التصعيد مع لبنان ممنوع اميركياً وقد شكلت الادارة الاميركية مانعاً حقيقياً أمام اي خطوة تصعيدية اسرائيلية ضد "حزب الله" في عزّ الحرب في غزة، لذلك فإن انتهاء الحرب هناك سيترافق مع وقف اطلاق النار هنا، وفتح باب التفاوض الفعلي على الترتيبات السياسية للجنوب.
امام كل هذا المشهد يصبح مفهوماً السعي الدولي للوصول الى نقاط واضحة تشكل الخطّ العريض للتسوية الممكنة مع لبنان، علما ان" حزب الله" قد يسعى الى تأجيل البت بأي قضية حدودية عالقة الى ما بعد وقف اطلاق النار، على اعتبار انه لا يفضل التفاوض تحت النار الا في حالة الحرب المفتوحة..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتحدث عن المرحلتين الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار بغزة
تحدث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلا إنها "الأصعب"، وأن المرحلة الأولى شارفت على الانتهاء.
وجاءت تصريحات نتنياهو على هامش لقاء ومؤتمر صحفي مع المستشار الألماني فريدرش ميرتس عقد الأحد، وأكد فيه أنه لن يعتزل الحياة السياسية مقابل العفو في محاكاته حول قضايا فساد متنوعة.
وقال نتنياهو "هناك فرص للسلام، ونعتزم اغتنام هذه الفرص، وسأناقشها مع الرئيس دونالد ترامب. ناقشنا كيفية إنهاء حكم حماس، والمرحلة الأولى شارفت على الانتهاء. نأمل أن ننتقل قريبًا إلى المرحلة الثانية، وهي أكثر صعوبة".
واعتبر أنه "على العالم العربي الضغط على حماس لنزع سلاحها. وهناك مرحلة ثالثة، كما أبلغتُ المستشار، لمنع التطرف في غزة، وهذه هي التحديات التي تواجهنا، وهناك فرص".
وبخصوص كلام المستشار حول حل الدولتين وأنه "لا ينبغي أن يكون لحماس أي دور في غزة"، رد نتنياهو: "نرى الأمر بشكل مختلف. كانت لديهم دولة في غزة، وسعوا إلى تدمير الدولة اليهودية الوحيدة. لن ننشئ دولة ملتزمة بتدميرنا، سنتولى أمننا من نهر الأردن إلى البحر. سيبقى في أيدينا. سنتولى أمننا وأمن الآخرين".
وزعم أن "السلطة الفلسطينية غير مهتمة بالسلام مع إسرائيل. الجميع يقول إنها ستتغير - أشك في ذلك. نريد علاقات سلمية مع جيراننا الفلسطينيين بشروط، ويجب أن يكون هناك تغيير في السلطة الفلسطينية".
وبعد اجتماع نتنياهو وميرتس، عقد الطرفان اجتماعًا موسعًا في مكتب رئيس الوزراء، حضره، من بين آخرين، وزير الحرب ووزير الخارجية، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي، والمدير العام لوزارة الحرب، والسكرتيران العسكريان لرئيس الوزراء ووزير الحرب، وسفير "إسرائيل" في ألمانيا، وسفير ألمانيا في "إسرائيل".