بيان من منتدى الإعلام السوداني بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
بيان من منتدى الإعلام السوداني
بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
يستقبل الصحفيون السودانيون اليوم العالمي لحرية الصحافة وقد دخلت الحرب الوحشيه عامها الثاني دون ان تلوح في الأفق أي بوادر للتوصل لاتفاق وقف اطلاق النار ووقف العدائيات. وتصطدم الجهود المحلية والإقليمية والدولية بتعنت طرفي النزاع (الجيش وقوات الدعم السريع) وسعيهما لحسم الحرب بانتصار عسكري، الأمر الذي يزيد من معاناة السودانيات والسودانيين وينذر بكوارث إنسانية متلاحقة ظلت المنظمات الإنسانية تحذر من حدوثها في حال استمرار الحرب.
لقد كان نصيب المؤسسات الصحفية والاعلامية والصحافة والصحفيين والإعلاميين من هذه الحرب، العنف الممنهج، من قتل و تدمير وتحطيم وسيطرة واحتلال مادي، وتحطيم وسرقة ونهب وسائل وأدوات الإنتاج الصحفي والإعلامي، ومطاردة وتهديد واعتقال، وتعذيب، وإخفاء قسري للصحفيين والصحفيات.
وصل الاستهداف الممنهج للصحفيين والصحفيات حد القتل مما جعل البلاد منطقة “إظلام إعلامي” ، يستحيل معه على الصحفيين والصحفيات، القيام بمهامهم وأدوارهم المهنية، من نقل للأخبار، وتمليك الجمهور المعلومات، وممارسة الحق في التغطية الصحفية والإعلامية الحرة والمستقلة، واطلاع المواطنين على حقيقة ما يدور في السودان من نزاعٍ مسلّح، وحرب كارثية، فتكت بالملايين، ومزقت بلادنا وجعلتها فريسة سهلة للتدخلات السالبة والأطماع الخارجية.
ولم يكتفِ طرفا النزاع بقمع أجهزة ومؤسسات الاعلام الحر، واسكات صوتها بقوّة السلاح، ولكنهما، واصلا حربا موازية في جبهة الإعلام والصحافة عبر غرف إعلامية، هدفها تلويث الفضاء الإعلامي، ببث الدعاية الحربية، وخطاب الكراهية والعنصرية والجهوية، والدعوة العلنية والمستترة، للتجييش والاستنفار الحربي، مضافاً إلى ممارسة التضليل الإعلامي، ونشر الأخبار الزائفة والمضللة والمغلوطة، والمعلومات المضطربة، وصناعة الأكاذيب مما ساهم في تفاقم النزاع وجعل من الصعب على المدنيين الحصول على معلومات دقيقة عن ما يجري في بلادهم.”
واقدم طرفا الحرب على قطع شبكات الاتصالات في البلاد بالكامل لمزيد من التعتيم الإعلامي على مجريات الحرب والجرائم التي ترتكب فيها، مما تسبب في حرمان المواطنين من حقهم الطبيعي والدستوري في الحصول على المعلومات حول ما يحدث حولهم والتواصل مع احبائهم وذويهم، وتضيق فرص نجاتهم من ويلاتها، علاوة على المعاناة التي سببتها لهم بحرمانهم من الموارد المالية الشحيحة التي تبقت لهم وعون الاخرين.
إننا في منتدى الإعلام السوداني ننتهز مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة لتوجيه التحية للصحفيات والصحافيين السودانيين الذين يواجهون ظروفا مهنية وإنسانية سيئة وندعوهم للتماسك والتكاتف من اجل إعلاء صوت الصحافة الحرة المطالب بالوقف الفوري للحرب وفتح وتامين الممرات الإنسانية من اجل إيصال المساعدات الانسانية للمتضررين في كل أنحاء السودان وفي دول الجوار.
ويلعب الصحفيون والصحفيات السودانيون دورا هاما في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد ما يتطلب:
١/ توفير الحماية للصحفيين والصحفيات ليتمكنوا من اداء واجبهم عبر الضغط على طرفي الحرب للالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية والقانون الإنساني الدولي.
٢/ تمكين الصحفيين والصحفيات من التنقل بحرية واستقلالية بمعداتهم وأدواتهم الصحفية للتغطية الصحفية المستقلة، وتمكينهم من الوصول – إلى أيّ منطقة أو موقع دون مُضايقات أو فرض قيود أو رقابة أو شروط.
٣/ الوقف الفوري لكافة أشكال الاستهداف والاعتداءات على الصحفيين والصحفيات، ووسائل الإعلام بمختلف أشكاها ومنصاتها المرئية والمسموعة والمطبوعة، وصحافة الإنترنت، وتمكين الصحفيين والصحفيات من أداء مهامهم المهنية في التغطية الصحفية الحُرّة والمستقلّة.
٤/ ضمان سلامة الصحفيين والصحفيات والمقار والمعدّات وجميع وسائل وأجهزة الصحافة والإعلام، على أساس الحماية العامة التي يكفلها القانون الدولي الإنساني للمدنيين والمنشآت المدنية.
٥/ تمكين الصحفيين والصحفيات من الوصول إلى مقار الإذاعات والتلفزيونات والقنوات الفضائية والصحف المطبوعة وغيرها من منصات ومكاتب الصحافة والإعلام لمعاينتها والوقوف على ما حدث فيها، والتأكد من سلامة معداتها ومكاتبها وأدوات عملها، وتقييم ما وقع فيها من أضرار.
٦/ السماح للصحافة الأجنبية والمراسلين الدوليين/ات بالدخول إلى البلاد وتغطية ما يجري والوصول إلى جميع مناطق النزاع المسلح، ومناطق النزوح ومركز الإيواء ومعسكرات النازحين والمعابر بين السودان والدول المجاورة دون قيود.
ويناشد منتدى الإعلام السوداني الصحفيون والصحفيات في مختلف دول العالم للتضامن مع زملاء المهنة في السودان عبر تنوير الرأي العام العالمي بالتأثيرات الكارثية للحرب، بما فيها التداعيات البيئية، والضغط على الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية من اجل التحرك بفعالية لإجبار طرفي حرب السودان على وقف الحرب والسماح بوصول الإغاثة وتوفير البيئة التي تسمح للصحفيين والصحفيات بأداء واجبهم المهني بحرية واستقلالية كاملة.
منتدى الإعلام السوداني
٣ مايو ٢٠٢٤
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الیوم العالمی لحریة الصحافة الصحفیین والصحفیات
إقرأ أيضاً:
5 مؤشرات تبعث على التفاؤل بشأن مستقبل الصحافة
قال موقع أدويك، الذي يواكب تطورات صناعة الإعلام والتسويق، إن هناك 5 مؤشرات تبعث على التفاؤل بشأن مستقبل الصحافة في خضم التحديات الوجودية التي تواجهها المهنة من اضطرابات الذكاء الاصطناعي إلى تراجع ثقة المستهلكين.
1. شركات الذكاء الاصطناعي ستدفع مقابل المحتوىأحد التهديدات الرئيسية التي تواجه صناعة الإعلام هو استخدام محركات البحث القائمة على الذكاء الاصطناعي للمحتوى الإخباري دون مقابل مالي باستثناء عدد قليل من الصفقات الخاصة، إذ تتغذى شركات الذكاء الاصطناعي على بيانات منشئي المحتوى وتعيد تجميعها وتقديمها للإجابة على أسئلة المستخدمين.
لكن في الأشهر الأخيرة، ظهرت عدة مبادرات جديدة توفر إطارا يمكن أن يعوّض الناشرين عن المحتوى الذي ينتجونه.
وتدعم شركات، مثل "كلاودفلير" (Cloudflare) و"فاستلي" (Fastly) و"تولبت" (Tollbit) و"بروراتا" (ProRata) و"كريتو" (Criteo) وغيرها، هذا النوع من النماذج التي ستفرض فعليا رسوما على شركات الذكاء الاصطناعي مقابل حق المرور إلى المواقع التي ينشرون فيها، ورغم أن هذه المبادرات لا تزال في مهدها وتواجه عقبات كبيرة، فإن هناك أساسا يمكن البناء عليه.
2. ازدهار الفودكاستكان 2025 العام الذي شهد انتشار الفودكاست، وهو المصطلح الجديد الشائع للبودكاست المرئي، في حين اختفت برامج البودكاست الصوتية تقريبا فجأة، وأصبح ظهورها بالشكل التقليدي مستهجنا.
وكان ذلك مفيدا من نواح عديدة، بالنسبة لصناعة البودكاست، فقد أتيح لها الاستفادة من ميزانيات الإعلانات المرئية، التي هي أكبر بكثير من الصوتية.
كما ساعد ذلك البودكاست في حل مشكلة وصوله للجمهور، حيث يمكن للمستخدمين الآن العثور على مقاطع بودكاست على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تميل إلى تفضيل المنشورات المرئية.
لكن الأثر الأكبر -بحسب أدويك- هو أن البودكاست المرئي منح الناشرين والمبدعين وسيلة سهلة للدخول بشكل أكثر فاعلية إلى عالم محتوى الفيديو، وغالبا ما يكون البودكاست مجرد مقابلة يجريها الصحفيون بشكل منتظم، فبمجرد تصوير الحوار ونشره على يوتيوب، سيتحول الصحفي إلى مقدم بودكاست مرئي.
وبعد تأخير دام عقدا من الزمان تقريبا، بدأت المؤسسات الإخبارية أخيرا في الاستفادة من خبرات المؤثرين، على الأقل فيما يتعلق بطرق تجميع المحتوى وتوزيعه.
إعلانوتجلى ذلك بشكل خاص في زيادة حجم إنتاج الفيديو حتى إن وسائل الإعلام الإخبارية، بما في ذلك نيويورك تايمز وواشنطن بوست، أدرجت علامات تبويب كاملة في تطبيقاتها للهواتف المحمولة المصممة لمحاكاة تجربة التمرير في تطبيق تيك توك الترفيهي.
كما يمكن رؤية جيل جديد من الشراكات بين المبدعين أو المؤثرين والناشرين، مثل انضمام كيسي نيوتن من "بلاتفورمر" (Platformer) إلى نيويورك تايمز، أو عمل أليكس هيث مع "فوكس" (Vox)، وثمة مؤشر آخر إذ تقوم مؤسسات إخبارية مثل "أكسيوس" و"وايرد" و"بلومبيرغ" بمنح حقوق الامتياز لمراسليهم النجوم، وبناء علامات تجارية لمواهبهم، لأن الجمهور ينجذب إلى الأفراد.
ويرى موقع أدويك أن الآثار الناتجة عن هذا التحول أكثر أهمية من أي صحفي يصوّر فيديو أمام الكاميرا، فهي تعكس ظهور طريقة جديدة لتحقيق التوازن بين مزايا المؤسسات وجاذبية المؤثرين، ولقد قاوم الناشرون تاريخيا هذا التشتت لكن هناك أدلة متزايدة على أن الوسطية ممكنة وذات جدوى.
News outlets push vertical video to the homepage https://t.co/QM0aCHSLQo
— Nieman Lab (@NiemanLab) December 2, 2024
4. وسائل الإعلام التي يقودها مبدعون تتوسعأدت ثورة "سبستاك" في بداية جائحة كورونا إلى ظهور موجة من الكتاب المبدعين المستقلين، لكن مؤخرا فقط بدؤوا في التوسع عبر بناء عمل مستدام يعتمد على جمهور محدود لكنه لديه ولاء كبير، وغالبا عبر اشتراكات مدفوعة.
وقد تكون هذه المؤسسات الناشرة محدودة وصغيرة، لكن استمراريتها تبدو أكثر ضمانا من استمرارية عمالقة الإعلام في الماضي، وحتى أثناء حدوث ذلك، بدت التقييمات التي تقدر بمليارات الدولارات لمواقع مثل "بَزفيد" (BuzzFeed) و"فايس" (Vice) و"فوكس" (Vox) و"بيزنيس إنسايدر" (Business Insider).
وربما تعلمت وسائل الإعلام من أخطائها، على الأقل إلى حد ما، وأصبح حاملو الشعلة الجدد أكثر ديمومة بكثير من أسلافهم.
على الرغم من اعتمادها على الإعلانات، كانت وسائل الإعلام تكره تسويق نفسها، لكن ذلك بدأ يتغير في العام الحالي، وفق أدويك، إذ أطلق 6 ناشرين حملات تسويقية لعلاماتهم التجارية هذا العام، وكان العديد منهم يفعلون ذلك لأول مرة في تاريخ شركاتهم.
وقامت وسائل إعلامية مثل "هيرست" (Hearst) و"وايريد" (Wired) و"روزترز" (Reuters) و"ماركت ووتش" (MarketWatch) و"إن بي سي نيوز" (NBC News) و"غارديان" (The Guardian) بدفع ثمن إعلانات ضخمة عبر الوسائط الرقمية والمادية في الأشهر الأخيرة، كل ذلك بهدف تشكيل هوية علاماتهم التجارية.
كما تقوم وسائل إعلام متميزة أخرى مثل "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" و"بلومبيرغ" بالترويج لمؤسساتهم بانتظام.
وبالمثل، شهد هذا العام عمليات عديدة لإعادة تسمية العلامات التجارية لوسائل الإعلام، نتجت عن تركيز أكبر على كيفية نظرة المستهلكين إلى شركاتهم، مثل "إم إس إن بي سي" (MSNBC) التي أصبح اسمها "إم إس ناو" (MSNow).
وقال موقع أدويك إن هذا التحول تم نتيجة لتغير مشهد المعلومات، حيث اختفى الاكتشاف السلبي، وأصبح على وسائل الإعلام السعي بشكل استباقي وراء المستهلكين.
إعلان