صحيفة أثير:
2025-06-08@10:59:04 GMT

العرب؛ هل من بشائر لإصلاح ذات البَين؟

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

العرب؛ هل من بشائر لإصلاح ذات البَين؟

مسقط-أثير
إعداد: السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي، رئيس الجمعية التاريخية العمانية

مذ جاهليتهم والعرب تتقاتل وتتهاجى وتتشاحن، لكن ليس إلا أيامًا معدودات فتتصالح وتتسامح وتتصافح وكأن شيئا لم يكن. هكذا العرب في عفويتها وشفافيتها لا تحمل الضّغن ولا تدفن الغّل ولا تبيّت التشفّي.

في الجاهلية خاضت العرب فيما بينها حروبا طاحنة لأتفه الأسباب؛ حرب داحس والغبراء (عبس وذبيان) دامت ٤٠ عاما، وحرب البسوس (بكر وتغلب) دامت أيضا ٤٠ سنة، وحرب الأوس و الخزرج دامت ١٤٠ عاما آخرها يوم بعاث بخمس سنوات قبل الهجرة، ومنها حرب الفجّار ( كنانة ومنهم قريش ضد هوازن وغطفان).

وذكُر بأن نبينا الأكرم صلّى الله عليه و آله و صحبه و سلم قد شهدها قبل بعثته الشريفة، ولم تقتصر حروب العرب على الجزيرة العربية بل حتى عرب الشمال ( الغساسنة المناذرة) خاضوا حروبا ضد بعضهم، وحسب بعض الروايات أن للعرب ١٧٠٠ وقعة قبل الإسلام.

وأقر عرب الجاهلية الأشهر الحرم التي يشار بأنها منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام لمنع القتال، وأكّد عليها الإسلام وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وشدّد الإسلام بتحريم ” النسيء” و هو خرق حرمة هذه الأشهر الشريفة.

ومن الأهداف الرئيسية للإسلام التي كانت من أولويات النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه سلم هو تأليف قلوب العرب “اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”.

ومما يبعث للكدر للأسف أنه ما إن انتقل الحبيب النبي صلى الله عليه و آله و صحبه و سلّم للرفيق الأعلى حتى عادت الفتنة بين العرب؛ فكانت معركة الجمل ٣٦ هـ و معركة صفين ٣٧ هـ و معركة النهروان ٣٨ هـ و من أشّد المعارك ألما على الأمة كانت معركة كربلاء ٦١هـ، مع العلم أن النبي الكريم عليه أفضل الصلوات قد حذّر في خطبة الوداع “لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ”.

ولندع التاريخ قليلا وننتقل إلى فترتنا القريبة حيث كان التجافي والتخاصم حاضرا في العلاقات العربية العربية؛ فقد قوطعت مصر ونالت سلطنة عمان الكثير من الجفاء لموقفها الأخوي معها، وتم تشكيل جبهة الصمود والتصدي في عام ١٩٧٧م التي ناصبت سلطنة عمان العداء، ثم ما لبث أن بدأت الحرب العراقية الإيرانية في ٢٢ سبتمبر ١٩٨٠م التي فاقمت الصراعات وأنهكت موارد الشرق الأوسط وانتهت بغزو الكويت في ٢ أغسطس ١٩٩٠م ، ثم حرب تحرير الكويت في ٢٤ فبراير ١٩٩١م، وقد أعقب هذه الفترة من الصراعات الطاحنة بروز أبشع ظاهرة في عالمنا الإسلامي وهي ما سمّي بـ ” الإرهاب” الذي أغلب ضحاياه كانوا من العرب والمسلمين، إلى أن انتهينا بما يسمّى بالربيع العربي الذي قاد لحروب أهلية داخلية في عدد من البلدان العربية ( سوريا ، ليبيا ، اليمن ، السودان ) ونجت بعض البلدان -بفضل الله- لكن لم تسلم من التداعيات التي ألمّت بالمنطقة، وبعد كل هذا الإنهاك الذي أصاب العرب وجدنا أنفسنا أمام أزمات أخرى كحرب اليمن في عام ٢٠١٥م، وتأّزم العلاقة بين الخليجيين ( قطر وبعض دول الخليج) في عام ٢٠١٧م، والمستفيد الأكبر من كل هذه الصراعات هم أعداء الأمة ما ظهر منهم وما بطن.

وكما في حروب العرب السابقة يظهر من بين الركام من ينادي بالوفاق والتصالح، وقد قيّض الله سلطنة عمان لتقوم بهذا الدور في وقتنا الحاضر، ورسّخ مولانا السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- المبدأ الثابت لعُمان الذي بدأه السلطان قابوس -رحمة الله عليه- بمّد جسور الموّدة والإخاء والعمل على إزالة مسببات الفتن والشقاق بين الأشقاء؛ فعمان تعي فضائع عدم الاستقرار وقد عانت منه لقرن من الزمن منذ وفاة السلطان سعيد بن سلطان في عام ١٨٥٦م.

علينا كعرب أن نستبشر بمستقبل أمتنا ولا ندع ثغرة للشيطان خصوصًا بعد التضحيات الجليلة في غزة التي أظهرت مؤازرة العالم الحّر لنا والإقبال على الإسلام والتهافت لتعلم اللغة العربية بل و اعتمادها لغةً رسمية كما حصل في السنغال.

ويبقى العرب أخوة وتبقى النخوة والشهامة والمروة من قيم العرب الأصيلة. وكم هو جميل أن نطوي ما مضى ونركّز على رسالتنا الأسمى وتصفية القلوب من الضغائن والأحقاد والتشاجر على التوافه لنحقق تفاخر السماء بنا “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ”.
وكما قالت العرب … “كلام الليل يمحوه النهار”.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: الله علیه فی عام

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان

قصف الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، عدة مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت قال إنها تضم منشآت تحت الأرض يستخدمها حزب الله في تصنيع الطائرات المسيرة.

وشكلت عمليات القصف الإسرائيلية، التي استهدفت ثمانية مبان في أربعة مواقع، المرة الأولى منذ أكثر من شهر التي تقصف فيها إسرائيل ضواحي العاصمة اللبنانية، والمرة الرابعة منذ وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية والذي أنهى آخر جولة من الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في نوفمبر الماضي.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن عمليات القصف تهدف إلى منع حزب الله من إعادة تجميع صفوفه بعد الحرب التي أدت إلى القضاء على جزء كبير من قياداته العليا وترسانته.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن حزب الله "يعمل على إنتاج آلاف الطائرات المسيرة تحت إشراف وتمويل جماعات إرهابية إيرانية".

وجاء في بيان الجيش أن حزب الله "استخدم الطائرات المسيرة على نطاق واسع في هجماته ضد دولة إسرائيل، ويعمل على توسيع صناعته وإنتاجه من هذه الطائرات استعدادا للحرب المقبلة".

ووفق الجيش الإسرائيلي فإن الأهداف التي يهاجمها تابعة للوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127) في ضاحية بيروت الجنوبية.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد هدد باستهداف عدد من المباني التابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية وطالب السكان بالقرب من هذه المباني الابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر.

وأفاد مسؤول في حزب الله، طلب عدم الكشف عن هويته بدعوى أنه غير مخول بالإدلاء بتصريحات علنية، إن المواقع المستهدفة لا تضم أي منشآت لإنتاج الطائرات المسيرة.

وأوضح المسؤول أن "أتفاق وقف إطلاق النار ينص على وجود آلية للتحقق في حال تقديم شكوى، لكن إسرائيل بشكل عام، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل خاص، يريدان استمرار الحرب في المنطقة".

وأسفر الصراع الأخير عن مقتل أكثر من 4000 شخص في لبنان، بينهم مئات المدنيين، في حين قالت الحكومة اللبنانية في أبريل إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 190 شخصا آخرين وإصابة 485 شخصا منذ اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • كأس العرب فيفا 2025: دليلك الشامل للبطولة العربية الأضخم في قطر
  • جهود متواصلة لعمال شعبة الطوارئ المركزية للمياه بدمشق خلال أيام عيد الأضحى ‏
  • غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي
  • كاتب سعودي يدعو لوقف احتكار مصر للجامعة العربية.. ويقترح بديلا
  • بادنوخ تدرس انسحاب بريطانيا من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان استعدادًا لإصلاح نظام الهجرة
  • يوم القر.. أعظم الأيام بعد عرفة وفضائله التي يغفلها الكثيرون
  • صلاة العيد يوم الجمعة .. هل من صلى عيد الأضحى لا تجب عليه الجمعة؟ اعرف آراء الفقهاء
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • دعاء الإفطار يوم عرفة.. احرص عليه من الآن وحتى موعد أذان المغرب
  • من هي الحاجة الأردنية التي توفاها الله في عرفات اليوم؟