سالم بن نجيم البادي

لَكُم الله يا من تعملون في وزارة التربية والتعليم، فأنتم في الواجهة، والعيون ترقبكم، والألسن تتحدث عنكم، والناس في المجتمع -إلا مَنْ رَحِم الله- يلقون باللوم عليكم في كل إخفاق وفشل وتقصير، ومن يعمل يُخطئ ويُصيب، ورضا الناس صعب المنال، ومن يده في النار ليس كمن يده في الماء.

أعرف تمامًا المشكلات والتحديات التي تُواجه الميدان التربوي، وهي كثيرة وكبيرة وهائلة وصعبة، وفي التربية أولئك الرجال والنساء الأوفياء الذين يتصدون لكل هذه التحديات بقوة واقتدار وعزم جبار، وعمل دؤوب، يعملون بلا كلل ولا ملل ولا يأس، وأنا هنا لا أدافع عنهم ولا أحاول تبرير أخطائهم، إنْ وُجِدت، ولكني أقول كلمة حق وأنقل ما أشاهده في الواقع.

كل من يعملون في وزارة التربية والتعليم بداية من معالي الوزيرة وحتى أصغر موظف، بل وحراس المدارس وعمال النظافة في المدارس، يعملون وسط حقل مهم وحيوي وشائك، ويحتاج إلى نفوس كبيرة وهمم عالية وصبر يُشبه صبر أيوب، إنَّهم يتعاملون مع الطلبة في مختلف مراحل أعمارهم الحرجة: الطفولة والمراهقة والفتوة والشباب، وما أدراك عن أبجديات التعامل مع كل مرحلة من هذه المراحل.

وليت أن الأمر يقتصر على الطلبة لكان الأمر أقل وطأة وأخف حِمْلًا، ولكن التعامل أيضا مع أولياء أمور الطلبة، ومحاولة خطب ودهم، وهم شرائح كبيرة ومن بيئات وثقافات متفاوتة وأمزجة مختلفة، ومحاولات وزارة التربية مُستمرة لخلق شراكة سوية بين المجتمع والوزارة والمديريات التعليمية والمدارس، وأن بعض أولياء أمور الطلبة -سامحهم الله- هم مصدر المتاعب وبيئة نشر الشائعات المغرضة والنقد المستمر لكل شاردة وواردة ولكل شيء يحدث في وزارة التربية؛ سواءً تأخر الكتب في بداية العام الدراسي، أو نقص في المعلمين والمعلمات، أو زيادة أعداد الطلبة في الفصول، ووسائل النقل، ومقاصف المدارس، وأداء المعلمين، وطرق التدريس والمناهج، والمباني المدرسية، وضعف خدمة الإنترنت في بعض المدارس، والواجبات المعطاة للطلبة والدوام الطويل، وهلُمَّ جرًّا. ولو علم هؤلاء حجم الجهود التي تُبذل لتذليل كل هذه العقبات لما تكلموا، ولو أنهم أدركوا أن الوزارة ليست هي الجهة الوحيدة التي تبُتُّ في كل هذه الأمور، ومنها الأمور المالية والتخطيط والاتفاقيات والمعاهدات الدولية وغير ذلك، لسكتوا.

وليس كل الناس كما ذكرتُ آنفا في تعاملهم مع وزارة التربية والتعليم؛ فمن الناس من يقف موقف الداعم والمساند والمتعاطف والمقدِّر للظروف، والشاكر لما تقوم به وزارة التربية والتعليم.

وفي هذه الأيام، ومع توالي المنخفضات الجوية والأنواء المناخية الماطرة، انهالت سِهَامُ النقد على وزارة التربية والتعليم، فإن علَّقت الدراسة وقت توقُّع المطر ولم ينزل المطر ضجَّ الناس: "ليش ما تخلوا الطلبة يدرسوا"، وإنْ لم تُعلِّق الدراسة، كَثُر اللوم والنقد للوزارة واتُّهمت بأنها تُجازف بحياة الطلبة، وإن تم تحويل الدراسة عن بُعد، صاح الناس: "ما عندنا إنترنت"، وبعضُ الناس يشيرون إلى رواتب المعلمين التي يحصلون عليها مع كل تعليق للدراسة.

وفي حادثة وفاة طلبة إحدى المدارس، واحتجاز الطلبة بسبب الأودية في مدرسة أخرى، كان كل اللوم يُلقى على وزارة التربية لأن الدراسة لم تُعلَّق، وكان من اللائق أنْ لا تُلام وزارة التربية وحدها. فبعد توقف المطر لا يخفى على أحد حجم التنسيق مع كل الجهات ذات الاختصاص، ومنها الجهة المختصة بإصلاح الطرق التي تربط المدارس بالمناطق التي يأتي منها الطلبة، ومتابعة أوضاع المدارس وسرعة إصلاح الأعطال فيها والتواصل الدائم مع مديري المدارس لنقل التوجيهات والمستجدات إليهم، والتأكد من صلاحية المدارس لاستقبال الطلبة.

... إنَّ حرصَ جميع من يعملون في وزارة التربية على سلامة الطلبة ليس محل شك إطلاقًا، وجل من يعملون في وزارة التربية يعملون بجد وإخلاص وتفان وشغف، وكل جهودهم تنصب لخدمة الطلبة في المدراس، فكلُّ الشكر والتقدير والاحترام لكل العاملين في وزارة التربية والتعليم، وجزاهم الله خير الجزاء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير التربية والتعليم يبحث مع بيدرسون تطوير الواقع التربوي في سوريا

دمشق-سانا

بحث وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو اليوم، مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا السيد غير بيدرسون التطورات الراهنة في القطاع التربوي السوري.

وأكد الجانبان خلال اللقاء أهمية تعزيز التعاون المشترك بين الحكومة السورية والأمم المتحدة في المجال التربوي، من أجل تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة مناسبة للطلاب والمعلمين.

وتم خلال اللقاء، مناقشة القضايا المتعلقة بالمناهج التربوية، والهياكل الإدارية الجديدة للوزارة، إضافة إلى سبل تحسين وضعية المعلمين، لضمان حق كل طفل في التعليم، مع عرض للتحديات التي تواجه الوزارة في الوقت الراهن.

كما استعرض الوزير تركو خطة الاستجابة السريعة والمسار الإستراتيجي لمستقبل التعليم في سوريا، والتي تشمل تنفيذ حزمة من التدابير الطارئة للعام الحالي، إلى جانب وضع إستراتيجية للسنوات القادمة، تتوافق مع رؤية الوزارة للمستقبل، معرباً عن امتنانه للدور الإيجابي للسيد بيدرسون في جهوده لرفع العقوبات عن سوريا، ومساندة المنظمات الدولية لوزارة التربية والتعليم في دعم التعليم في سوريا وإعادة إعمار المدارس المدمرة.

وأشار الوزير تركو إلى أن الوزارة، منذ تحرير البلاد، تابعت ترميم المدارس المدمرة، ووضع خطط لتطوير التعليم المهني، بهدف دعم عملية إعادة الإعمار وتخصيص مركز الإبداع والابتكار التربوي في كل محافظة، بهدف جذب الطلاب والمعلمين المبدعين، وإنشاء الأولمبيادات الرياضية والثقافية والعلمية، وتخصيص غرف للأنشطة في كل مدرسة لتعليم الطلاب مهارات تتعلق بالقيم الأخلاقية، مثل السلم الأهلي، وتقبل الآخر، والمساواة، والمواطنة.

بدوره أبدى بيدرسون استعداد الأمم المتحدة للتعاون بالمجال التربوي، معبراً عن إعجابه بخطة الاستجابة الطارئة التي أعلنت عنها الوزارة مؤخرا وتكاملها.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • صفحة مزيفة تتحدث باسم وزير التربية والتعليم بفيس بوك.. ومتحدث الوزارة يحذر
  • وزير التربية والتعليم يعلن إجراءات تحسين البيئة المدرسية
  • عاجل.. التربية والتعليم تعلن إتاحة أرقام جلوس الثانوية العامة 2025 ومقار اللجان
  • وزارة التربية والتعليم تؤكد: عقوبات رادعة للغش وانتحال الشخصية في الامتحانات
  • وزارة التربية والتعليم تعلن إتاحة أرقام جلوس الثانوية العامة 2025.. اليوم
  • وزير التربية والتعليم يبحث مع بيدرسون تطوير الواقع التربوي في سوريا
  • أرقام جلوس الثانوية العامة 2025 على موقع وزارة التربية والتعليم.. ترقبوها هنا
  • وزير التربية والتعليم يجدد تاكيده على انعقاد إمتحانات الشهادة السودانية في موعدها
  • بحضور مسؤولي وزارة التربية والتعليم .. لجنة شؤون التعليم تناقش "أثر المعلم في غرس الهوية الوطنية"
  • مدير «التربية والتعليم» بالأقصر يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بعدد من المدارس