طولكرم - صفا

انسحبت قوات الاحتلال من بلدة دير الغصون شمالي مدينة طولكرم بعد عملية عسكرية استمرت 15 ساعة، أسفرت عن وقوع شهيدين، وحصار منزلاً، والاشتباك مع مقاومين بداخله، وهدمه بشكل كامل، واعتقال صاحبه.

وأبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية وزارة الصحة باستشهاد ٤ مواطنين برصاص الاحتلال، خلال عدوانه على بلدة دير الغصون قضاء طولكرم، بالإضافة إلى شهيدٍ خامس وصل إلى مستشفى طولكرم الحكومي (لم تعرف هويته بعد).

والشهداء هم  تامر رأفت عبد الرحمن فقها (٣٢ عامًا)، وعلاء أديب عبد الجابر شريتح (٤٥ عامًا)، وأسال بشير توفيق بدران (٤٢ عامًا)، وعدنان تيسير كامل سمارة (٤٠ عامًا).

و قال شهود عيان، إنّ جنود الاحتلال الاسرائيلي احتجزت جثمان الشهيد بعد التنكيل به، وقامت بإطلاق القنابل الدخانية في مكان استشهاده، وأطلقت الأعيرة النارية تجاه كل من يحاول الاقتراب من المكان.

كما أحرق جنود الاحتلال جثمان أحد الشهداء وتركوه حتى أكلت النيران الجثمان، قبل أن تحتجزه القوات الخاصة قبل انسحابها.

وبدأت عملية الاحتلال العسكرية على بلدة دير الغصون مساء أمس الجمعة عند الساعة 11 بعد تسلل القوات الخاصة الاسرائيلية لبلدة دير الغصون، وحصارها منزلاً يعود لعائلة سلمة في الحي الشرقي من البلدة.

عقب ذلك اندلع اشتباك عنيف بين القوات الخاصة والمقاومين دفعت فيه قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة للبلدة، ونشرت قناصتها على البنايات المحيطة بالمنزل المحاصر.

وأطلقت قوات الاحتلال أكثر من 20 صاروخ أنيرجا صوب المنزل المحاصر طيلة ساعات العملية العسكرية.

من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) أنّ المقاومين المحاصرين من عناصرها، وهم يخوضون اشتباكًا عنيفًا مع قوات الاحتلال.

فيما شرعت جرافات الاحتلال منذ ساعات منتصف الليلة الماضية بهدم المنزل المحاصر بعد اخراج سكانه منه.

وخلال عملية الهدم، انتشلت جرافة الاحتلال شهيد - لم تعرف هويته بعد- وقامت بالقائه على الأرض ومنعت سيارة الاسعاف من الوصول اليه.

ويعود المنزل الذي يتكون من طابقين لعائلة بشير بدران، وهو والد الشهيد فواز بدران الذي ارتقى عام 2001.

واعتقلت قوات الاحتلال صاحب المنزل سلمة بشير بدران -وهو أسير سابق-، بعد إخراجه من تحت الركام، و تقييده، واخضاعه للتحقيق والاستجواب.

وتزعم قوات الاحتلال أنّ شبانًا تحصنوا داخل المنزل، قاموا بتنفيذ عملية إطلاق نار في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عند مدخل قرية بيت ليد شرق طولكرم، أدت إلى مقتل جندي.

وفي ذات السياق، أطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه مجموعة من الصحفيين، أثناء تواجدهم في أحد المباني المقابلة للمنزل المستهدف، كما أطلق قناص الاحتلال الرصاص على كاميرا تلفزيون "العربي"، دون أن يبلغ عن إصابات.

لحظة انتشال جثمان شهيد من تحت أنقاض المنزل الذي دمره الاحتلال خلال عدوانه على دير الغصون 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الاقصى طولكرم عملية عسكرية قوات الاحتلال دیر الغصون

إقرأ أيضاً:

انسحاب شركات الطيران من كيان الاحتلال: تصدّع في السماء… وعزلة دولية تتزايد يوماً بعد يوم

يمانيون | تقرير
في تطور يعبّر بوضوح عن تآكل شرعية كيان الاحتلال الإسرائيلي على الصعيد الدولي وتراجع قدرته على توفير أبسط متطلبات البنية التحتية الآمنة، أعلنت شركة الطيران الأوروبية “رايان إير” تعليق جميع رحلاتها إلى مطار “بن غوريون” حتى نهاية يوليو.

القرار الذي نُشر على لسان صحيفة معاريف العبرية جاء بمثابة “الضربة القاضية” المؤقتة لقطاع الطيران، لكنه يرمز فعليًا إلى أمر أعمق: تحوّل هذا الكيان إلى منطقة غير آمنة حتى للشركات التجارية الأوروبية التي طالما تغاضت عن جرائمه.

تآكل الثقة الدولية: الشركات تغلق الأجواء طوعًا
من خلال تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة “رايان إير”، مايكل أوليري، يتضح أن المسألة لم تعد فقط أمنية، بل أصبحت أيضًا سياسية واستراتيجية. قال الرجل بصراحة: “صبرنا ينفد من إسرائيل”. هذه الجملة تحمل في طياتها رسالة مزدوجة: من جهة، ضجر من الانفلات الأمني وعدم قدرة الاحتلال على حماية مطاراته ومجاله الجوي، ومن جهة أخرى، إشارات متزايدة من نفور أخلاقي يترسخ داخل المؤسسات الأوروبية تجاه هذا الكيان الذي يقود حربًا مفتوحة على المدنيين في غزة، ويواجه مقاومة إقليمية متصاعدة.

تقديرات الخسائر المالية التي تكبدتها “رايان إير” والتي بلغت نحو 3.8 مليون يورو منذ اندلاع العدوان الأخير، دفعت بالشركة إلى اتخاذ قرار يُفهم منه أنه قد يكون مقدّمة لخروج دائم من سماء كيان الاحتلال إذا لم تطرأ تغيّرات جذرية على الأرض. وما دام “الردع” الجوي فاشلًا، فالاحتمال الأكبر أن هذا الانسحاب سيتمدّد إلى نهاية العام، وربما إلى ما بعده.

موجة انسحابات تُربك الداخل وتفكّك السوق
بحسب بيانات لجنة الاقتصاد في الكنيست، فقد انسحبت 14 شركة طيران أجنبية منذ الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار “بن غوريون” في 4 مايو، ولم يبقَ سوى 27 من أصل 41 شركة. هذا التراجع الكارثي في عدد الرحلات الدولية فتح الباب أمام احتكار داخلي، ورفع أسعار الرحلات إلى مستويات قياسية، ما أرهق المسافر الإسرائيلي العادي، وأفقد السوق مرونته التنافسية.

وليس من المستبعد أن تنسحب المزيد من الشركات خلال الأسابيع القادمة، خاصة مع اقتراب العطلة الصيفية، حيث يرتفع الطلب على السفر. النتيجة المباشرة: عزلة شبه تامة، وانكماش اقتصادي في واحد من أكثر القطاعات ارتباطًا بصورة الكيان دوليًا.

ارتباك سياسي داخلي: غياب القرار وازدياد الضغط الشعبي
في مشهد يعكس حجم الارتباك داخل كيان الاحتلال، ظهر زعيم المعارضة يائير لابيد ليهاجم الحكومة ويتهمها بعدم الكفاءة. انتقاده جاء في جلسة طارئة للجنة الاقتصاد، حيث وصف ما يحدث بـ”الحظر الجوي غير الرسمي”، متسائلًا عن غياب رئيس الحكومة ووزير النقل عن المشهد، وكأنهما لا يعلمان أن الأجواء تُغلق أمام أعينهم.

ما كشفته الجلسة أخطر من التصريحات. فمحاولات سلطة الطيران المدني لطمأنة الشركات الغربية باءت بالفشل، رغم تسليمها تقارير “تحقيق عسكرية” بعد استهداف المطار. النتيجة: لا أحد يثق بإجراءات الكيان، ولا بضماناته الأمنية، التي كانت يومًا من عناصر قوته الدعائية.

القوات المسلحة اليمنية: سلاح الردع يتجاوز الحدود
المشهد الأمني المتدهور في سماء الاحتلال لا يمكن فصله عن تصاعد عمليات الردع الإقليمي. هنا، تلعب القوات المسلحة اليمنية دورًا محوريًا. فوفقًا لما نشرته جيروزاليم بوست، باتت الهجمات الصاروخية اليمنية، التي تنطلق من عمق اليمن نحو مطارات الكيان، تمثل تهديدًا جديًا ومباشرًا، ليس فقط لحركة الطيران بل لهيبة كيان الاحتلال بأكمله.

المثير أن هذه الضربات تتم باستخدام صواريخ متطورة ومتنوعة، بينها “فلسطين 2” و”ذو الفقار”، ما يعكس تطورًا تقنيًا مذهلًا في قدرات اليمن الدفاعية. وقد دفعت هذه الهجمات، التي غالبًا ما تسبقها تحذيرات ميدانية، الملايين من المستوطنين لدخول الملاجئ، وشلّت المجال الجوي مرارًا.

اللافت أن “التحالف الأمريكي البريطاني” الذي شنّ غارات على اليمن لإيقاف هذه العمليات لم ينجح في منع تكرارها، ما يُبرز محدودية الردع الأمريكي، ويكشف أن الكيان بات عرضة لضربات من بعد آلاف الكيلومترات، دون القدرة على رد فعّال.

أزمة اقتصادية موازية: السياحة تنهار
لم تتوقف تداعيات هذا الانكشاف عند قطاع الطيران. صحيفة غلوبس العبرية وثّقت تراجعًا بنسبة 29.5% في قطاع السياحة، وانخفاضًا حادًا في المشتريات المرتبطة به، ما يؤكد أن كيان الاحتلال بدأ يدفع ثمن صورته المتآكلة. ارتفاع الأسعار بنسبة 16% في ظل محدودية العرض، انعكس في عزوف المواطنين عن السفر، وتحولهم نحو الإنفاق التحوّطي بدل الاستهلاكي.

هذا التغيّر في سلوك المستهلك الإسرائيلي يعكس تحولًا في الحالة النفسية العامة، حيث تتغلغل مشاعر القلق والخوف وفقدان الثقة حتى في تفاصيل الحياة اليومية، من شراء تذاكر الطيران إلى التخطيط للعطل الصيفية.

 كيان الاحتلال محاصر من الأرض… ومخنوق من الجو
لم يعد الحديث عن “انسحاب شركات طيران” مجرد مسألة إجرائية أو مالية، بل هو انعكاس مباشر لانهيار قدرة كيان الاحتلال على فرض “صورة الاستقرار” التي لطالما روّج لها. في ظل العجز العسكري، والفشل الأمني، وارتباك القرار السياسي، يتشكل واقع جديد في المنطقة: كيان محاصر برًّا، متآكل داخليًا، ومخنوق جويًا… والسماء أصبحت جزءًا من المعركة، لا مجرد فضاء للمرور.

مقالات مشابهة

  • السعودية.. فيديو لاستخدام طائرات الدرون لرصد مخالفي أنظمة الحج واعتقال مواطنين
  • لليوم الـ125 على التوالي..العدو الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها
  • ضبط مواطنين نقلوا 9 وافدين من حاملي تأشيرات الزيارة بالمخالفة لأنظمة وتعليمات الحج
  • حملة استنكار واسعة لرفع علم الاحتلال فوق مسجد في طولكرم
  • الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ124
  • إصابة فلسطينيين في الخليل والاحتلال يرفع العلم الإسرائيلي بطولكرم
  • انسحاب شركات الطيران من كيان الاحتلال: تصدّع في السماء… وعزلة دولية تتزايد يوماً بعد يوم
  • أهالي مخيمات طولكرم يبثّون أحزانهم بعد طردهم من منازلهم
  • مستشفى العودة في غزة: قوات الاحتلال بدأت عملية إجلاء قسرية للمرضى والموظفين
  • القسام تستدرج الاحتلال بتكتيك عواء الذئب.. وكمين للسرايا بالشجاعية (شاهد)