بين جبال غرناطة القديمة وأشجارها المذهلة؛ يقع قصر فريد من نوعه يعد تحفه فنية تتمنى زيارتها، ومعرفة أسرارها العجيبة؛ قصر الحمراء في إسبانيا حاليًا الدليل الشاهد على تاريخ الحضارة الإسلامية في الأندلس قديمًا، تفاصيله تثير الدهشة وجدرانه تتحدث بحكايات لا يصدقها عقل، وهي أكثر ما يجذب انتباه الزائر للقصر الذي بني ليكون «جنة» على الأرض.

ماذا تقول جدران قصر الحمراء؟

تخيل أن تسير داخل تحفة فنية تروي لك تفاصيل الماضي وتعيدك لتاريخ السكان الأصليين، هذا ما تفعله جدران قصر الحمراء في الأندلس «أسبانيا» حاليًا، إذ تحتوي معظم الجدران على نقوش ليست زخرفية تتكون من قصائد واقتباسات من القرآن، تملأ الحياة اليومية بالجمال والروحانية.

الكاتب خوسيه ميجيل بويرتا، المؤرخ الأندلسي، وثق في كتابه «قصر الحمراء» حكايات جدران القصر العجيب، فيقول إنه يحتوي على القصائد والاستعارات الشعرية الجميلة، والتصاميم الخطية التي تبدأ من البسيط إلى المعقد، وأغلب القصائد المدونة على الجدران هي في ثناء للسلاطين، الذين تولوا حكم غرناطة، تم نقل جميع هذه القصائد إلى كتاب مستقل، بحسب موقع قصر الحمراء عبر الويبسايت.

تصميم القصر مدينة منفردة:

كان تصميم قصر الحمراء يحتوي على 6 قصور، والعديد من الحمامات، وبرجين، ونظام ري يسمى «أسيكوياس»، مما أدى إلى إزالة الاعتماد على جمع مياه الأمطار، وتمتع السكان بالازدهار الاقتصادي والثقافي قديمًا، فتحول قصر الحمراء إلى مدينة.

 لماذا سمي قصر الحمراء؟

يطلق عليه قصر الحمراء ليناسب ألوان الأبراج والجدران ذات اللون الأحمر المحيطة بالقلعة.  

مفاجأة في البلاط المستخدم:

المصممون شكلوا البلاط في تناسق غريب وهندسي يلتزم بجميع الزوايا الرياضية بشكل مثالي لتمثيل عظمة الله، لكنهم تركوا خطأ وحيدًا غير مرئي لإثبات أن الكمال لله فقط.

سر المياه في كل مكان:

القصر المذهل في مدينة غرناطة المفقودة، كان يحتوي على نظام هيدروليكي، يضم مجموعة مترابطة من المكونات المنفصلة التي تنقل السائل، بمعنى أن قبل بناء القصر كان يوجد صهاريج متجاورة تحتوي على الماء، واستلهم المصممون من هذه الصهاريج فكرة نافورة المياه ومجاري لتزويد القصر وحدائقه بإمدادات مياه موثوقة.

استبدال أرضيات قاعة السفراء:

قاعة السفراء هي أكبر غرفة في المجمع حيث أقام السلطان حفلات الاستقبال الكبرى، وكانت أيضًا غرفة العرش المكونة من أقواس مزدوجة وبلاط مذهل والعديد من النقوش؛ بينما الأرضيات الآن مغطاة ببلاط من الطين، ولكن قبل التجديد كانت مصنوعة من الرخام.

يتمتع قصر الحمراء بنظام تبريد قديم:

عند دخول محكمة ميرتلز داخل القصر، يظهر حوض سباحة مذهل للأسماك الذهبية؛ تم تشييد هذا المسبح الرخامي لتبريد الديكورات الداخلية للقصر يرمز للقوة، ويتميز عن غيره لأنه محاط بحديقة غارقة، مما يجعله مختلف عن المناطق المحيطة.

زخارف القصر كانت من الجبس:

الفنانون الذين عملوا على زخارف قصر الحمراء نحتوا الجبس وليس الحجر؛ كما استخدموا بلاط الفسيفساء في تلبيسه الأقواس والأعمدة، وهو ما يعكس الفن الأندلسي في غرناطة وتأثيره على العمارة البيزنطية المعاصرة.

مسارات للناس من كل الطبقات:

في الماضي، كان لكل من سكان القصر، الذين يمثلون مختلف الطبقات الاجتماعية، ممشى خاص بهم؛ وكان لعمال النظافة ممر خاص بهم، بينما تم تخصيص ممرات منفصلة للإدارات والكتبة ومدخل مميز للسلطان وعائلته يعرف بممشى البلاط الملكي؛ وجرى الحفاظ على الفصل الصارم داخل نفس المساحة، مما يمنع أي اختلاط بين الفئات الاجتماعية المختلفة.  

قصر الحمراء مبني على الآثار الرومانية:

منطقة الحمراء قبل تحويلها إلى قصر؛ كانت مخصصة للحصون الرومانية في أثناء احتلالهم لإسبانيا؛ وبعد انهيار الإمبراطورية الرومانية، سقطت هذه الحصون في النهاية وأصبحت خرابًا؛ وفي الجزء الأخير من عام 889 م، جرى تشييد قلعة متواضعة تحل محل الآثار الرومانية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قصر قصر الحمراء الأندلس قصر الحمراء

إقرأ أيضاً:

ناسا تعرض صورة جديدة لجارتنا الأقرب مجرة المرأة المسلسلة

أصدرت وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا"، مع شراكات دولية، صورة مركبة عالية الدقة تجمع بين معطيات من أكثر من 12 تلسكوب فضائية وأرضية.

هي صورة واحدة يتم تكوينها من دمج صور متعددة، كل واحدة منها مأخوذة باستخدام نوع مختلف من الأشعة (مثل الضوء المرئي، الأشعة السينية، تحت الحمراء…وغيرها).

ولفهم الفكرة تخيّل مجرة المرأة المسلسلة مثل إنسان، الضوء المرئي يُريك الملابس والشكل الخارجي، والأشعة تحت الحمراء تُريك الحرارة تحت الجلد، والأشعة السينية تُريك العظام (الهيكل الداخلي)، والأشعة فوق البنفسجية تُريك الطاقة العالية من الخلايا الشابة.

بدمج كل هذه "الطبقات"، تحصل على صورة "مركبة" تعطيك رؤية كاملة للكائن، وهذا هو ما تفعله الصور المركبة للمجرات، وفي حالة المرأة المسلسلة فإن الصورة الجديدة تُبرز مواقع ذات طاقة عالية حول الثقب الأسود الفائق في مركز المجرة، بالإضافة إلى أجرام مدمجة كثيفة منتشرة في أرجاء المجرة، بحسب بيان صحفي رسمي من ناسا.

صورة ضوئية سابقة لمجرة المرأة المسلسلة (غيتي) جارة الأرض

تبتعد مجرة المرأة المسلسلة نحو 2.5 مليون سنة ضوئية عن مجرتنا، وبذلك تكون أقرب مجرة حلزونية لنا، وهي مجرة حلزونية ضخمة، مثل درب التبانة، لكن أكبر منها، وتحتوي على أكثر من تريليون نجم، أي أكثر من عدد نجوم مجرتنا، التي يعتقد أنها تحتوي على 250-400 مليار نجم.

وبسبب قربها، يمكن رؤية المرأة المسلسلة بالعين المجردة من نصف الكرة الشمالي في ليالٍ مظلمة صافية، كأنها غيمة صغيرة خافتة.

لعبت المجرة ​​دورا مهما في العديد من جوانب الفيزياء الفلكية، وخاصة في اكتشاف المادة المظلمة. وفي ستينيات القرن الماضي، درست عالمة الفلك فيرا روبين وزملاؤها مجرة ​​المرأة المسلسلة، وخلصوا إلى وجود مادة غير مرئية في المجرة تؤثر على كيفية دورانها وأذرعها الحلزونية، سُميت هذه المادة المجهولة "المادة المظلمة".

جانب الأشعة تحت الحمراء من الصورة المركبة الأخيرة (ناسا) بيانات مركبة

تحتوي الصورة المركبة الجديدة على بيانات التُقطت بواسطة بعض أقوى التلسكوبات بالعالم في أنواع مختلفة من نطاقات الضوء، فمثلا حصل العلماء على بيانات الأشعة السينية من مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا، ومرصد "إكس إم إم نيوتن" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ممثلة باللون الأحمر والأخضر والأزرق)

إعلان

أما بيانات الأشعة فوق البنفسجية من مرصد "جاليكس" التابع لناسا (الأزرق)، إلى جانب بيانات بصرية باستخدام تلسكوبات أرضية (جاكوب ساهنر وتارون كوتاري)، وبيانات الأشعة تحت الحمراء من تلسكوب سبيتزر الفضائي التابع لناسا.

وإلى جانب ذلك، حصل العلماء على بيانات الأشعة تحت الحمراء من مراصد مثل كوب وبلانك وهيرشل وغيرها (تظهر بالأحمر والبرتقالي والأرجواني)، وبيانات نطاق الراديو من تلسكوب ويستربورك سينثيسيس الراديوي (وتظهر بالأحمر والبرتقالي).

مقالات مشابهة

  • حريق في القصر الرئاسي بدمشق
  • حبس تشكيل عصابى بتهمة سرقة الهواتف المحمولة بالزاوية الحمراء
  • مصر.. العثور على مدينة ” إيمت ” المفقودة
  • الأخوان أمرابط يستمتعان بعطلتهما في مراكش
  • بمعدل إنتاج أولي 2500 برميل يوميا.. عجيبة للبترول تكشف عن حقل جديد بالصحراء الغربية
  • مطالب بإطلاق خط بحري سريع بين مينائي طنجة لتخفيف الضغط على طريق القصر الصغير
  • العثور على جثة الطفلة الجزائرية المفقودة مروة.. جريمة بشعة
  • إنطلاق أولى فعاليات ورشة الاكسسوارات للأطفال بثقافة ديروط بأسيوط
  • ثقافة أسيوط تنظم ورش الفنون والإبداع ضمن الموسم الصيفى
  • ناسا تعرض صورة جديدة لجارتنا الأقرب مجرة المرأة المسلسلة