خبير عسكري: سيطرة الاحتلال على معبر رفح بداية العمليات المحدودة
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح جنوبي قطاع غزة هي بداية العمليات المحدودة في المدينة، مضيفا أن معركة رفح الكاملة لم تبدأ بعد وستكون قاسية ودموية حال اندلاعها.
وصباح اليوم الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيطر على معبر رفح بشكل كامل ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة، بعد ليلة من القصف العنيف الذي استهدف محيط المعبر ومناطق شرق المدينة المكتظة بالنازحين، رغم مساعي الوسطاء للتوصل إلى هدنة.
وفي تحليل عسكري للجزيرة، قال الفلاحي إن ما حدث الليلة الماضية وصباح اليوم الثلاثاء هو بداية لعمليات جيش الاحتلال المحدودة بمدينة رفح، محذرا من أن قيام الاحتلال بعملية برية موسعة من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية في ظل الأعداد الكثيفة للمدنيين في المنطقة.
وتساءل الخبير العسكري عما إذا كانت هناك بنى تحتية متوفرة في القطاع يمكن أن تستوعب تلك الأعداد حال نزوحها مرة أخرى من رفح بسبب عمليات الاحتلال، مؤكدا عدم توفر إجابة على هذا السؤال لدى جميع الأطراف المعنية.
ورقة ضغطويرى الفلاحي أن ما يقوم به الاحتلال من الممكن أن يكون بمثابة ورقة ضغط يحاول من خلالها دفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتقديم تنازلات أكثر خلال المباحثات الجارية في القاهرة عشية إعلانها الموافقة على المقترح المصري القطري للصفقة.
ولفت إلى أن هذه العملية تمثل خرقا للاتفاقات المبرمة بين الاحتلال ومصر، مضيفا أنه لا يتصور القيام بها دون إخطار الاحتلال القاهرة بها، وهو الأمر الذي تحدثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية خلال الأيام الماضية.
وشدد على أنه في حال اندلاع معركة كاملة في رفح، فإنها ستكون قاسية ودموية، وستكون المواجهة متعددة الأبعاد، فوق الأرض وتحتها، وستقاتل قوى المقاومة قوات الاحتلال بشراسة كبيرة، في ظل عدم توفر أماكن يمكن اللجوء إليها إذا ما ضغط الاحتلال.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: نتنياهو قدّم لترامب خريطة تقسيم غزة.. ومصر ترفض التهجير
أكد العميد محمود محيي الدين، الخبير العسكري والباحث في شؤون الأمن القومي، أن إسرائيل تركّز بشكل رئيسي على قطاع غزة في الوقت الراهن، كاشفًا عن تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خرائط استراتيجية، للإدارة الأمريكية، تتضمن رؤيته المستقبلية للمنطقة.
وخلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» المُذاع عبر قناة صدى البلد، أوضح محيي الدين أن نتنياهو قدّم خريطة أخرى تتضمن اقتطاع جزء كبير من قطاع غزة، وهو ما يثير مخاوف حقيقية بشأن مخططات تقسيم وتهجير الفلسطينيين.
وأشار محيي الدين، إلى أن السلطات الإسرائيلية أجْلَتْ الإسرائيليين مزدوجي الجنسية خارج القطاع، كما شكّلت أجهزة الأمن الداخلي "الشاباك" فرقًا خاصة للتفاوض مع السكان الفلسطينيين من أجل إقناعهم بالمغادرة، في خطوة تعكس محاولات لتمرير سيناريو التهجير القسري.
وأضاف: "مصر تمثل العقبة الأساسية في وجه تلك المخططات، وتتصدى بكل قوة لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم"، مشددًا على أن الشعب المصري يرفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي رغم وجود معاهدة سلام رسمية، كما أن الشعب المصري هو الوحيد الذي يعتبر أن إسرائيل عدو للأمة العربية.
وحذّر محيي الدين، من أن جهاز "الشاباك" يجند عددا من الفلسطينيين؛ بهدف تأجيج صراعات داخلية قد تؤدي إلى حرب أهلية، مؤكّدًا أن هناك مجموعة مسلحة بقيادة شخص يُدعى ياسر بو شباب تضم نحو 250 شابًا فلسطينيًا تم إعدادهم ليكونوا بديلاً لحركة حماس في حال خروجها من غزة.
وأشار إلى أن حركة حماس، تنبهت إلى هذا المخطط، ووضعت شروطًا واضحة على رأسها انسحاب قوات الاحتلال من محور (مرواج)، وفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني، للحيلولة دون تنفيذ السيناريوهات الإسرائيلية.
وأضاف محيي الدين، أن إسرائيل تسعى لعدم توسيع المنطقة العازلة داخل القطاع إلى كيلومتر أو أكثر، تمهيدًا لعزل غزة بشكل كامل، ما ينذر بخطر التهجير التدريجي للفلسطينيين خلال السنوات المقبلة.
ولفت إلى أن اللوبي الصهيوني دعم فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة مقابل تنفيذ بنود سياسية محددة تخدم المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
وشدّد محيي الدين على أن الدولة المصرية تملك موقفًا واضحًا لا يقبل الجدل بشأن رفض تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سبق أن كشف تفاصيل هذا المخطط وحجم الضغوط الممارسة على مصر، لكن الموقف الوطني ظل صلبًا وثابتًا.
واختتم حديثه قائلاً: "يجب أن نتحلى بالهدوء، ونثق في الدولة المصرية وقدرتها على حماية الأمن القومي، والحفاظ على ثوابت القضية الفلسطينية".