رئيس أمان السابق : اجتياح رفح له أربعة أهداف
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" السابق تمير هايمن ، اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024 ، إن اجتياح رفح جنوب قطاع غزة له أربعة أهداف.
وأضاف هايمن في مقال نشره الموقع الإلكتروني للقناة 12 :" العملية العسكرية في رفح بدأت وحسب، وليس مجديا إطلاق تصريحات حول حجمها، فهذه عملية عسكرية آخذة بالتطور، ويحظر أن يكون هناك يقين لدة العدو.
ووفقا لهايمان، فإن لاجتياح رفح أربعة أهداف: "زيادة الضغط العسكري على حماس من أجل تحسين احتمالات صفقة مخطوفين بأفضل شروط؛ إغلاق الحدود بين مصر ورفح من أجل منع عمليات تهريب أسلحة لحماس في المستقبل؛ إسقاط سيطرة حماس على معبر رفح كتعبير لفقدان سيادة حماس على القطاع؛ وتفكيك كتائب لواء رفح الأربع، بكل ما يعني ذلك – القضاء على ناشطين وقياديين عسكريين، تحييد الأنفاق وما إلى ذلك".
واعتبر أن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس يتم تنفيذها على مراحل ليست ناجعة، وأن على إسرائيل أن تقترح صفقة تكون مؤلفة من مرحلة واحدة، وتقضي بوقف الحرب على غزة بشكل كامل "مقابل جميع المخطوفين"، أي تبادل أسرى.
وأضاف، أن هذا لا يعني إبقاء حماس كسلطة في قطاع غزة والموافقة على تعاظم قوتها.
وبحسبه، فإن حماس أعلنت أمس عن موافقتها على "مقترح مختلف جوهريا عن ذلك الذي وافقت عليه إسرائيل"، أي المقترح الإسرائيلي الذي قدمته مصر إلى قيادة حماس، قبل عشرة أيام.
وأضاف هايمان أنه في المقترح الذي وافقت عليه حماس أمس يوجد خلافات مركزية حول قضيتين: قضية وقف الحرب، وقضية هوية الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام المؤبدة الذين سيحررون من خلال صفقة تبادل أسرى.
وأشار إلى أنه فيما يتعلق بوقف الحرب، فإن اقتراح الوسطاء مقبول على إسرائيل لأنه ليس مذكورا فيه عبارة "وقف الحرب"، وإنما يقترح الوسطاء تعبيرا ضبابيا أكثر وهو "وقف العمليات" الذي يسمح بليونة حيال استئناف الحرب في المستقبل.
واعتبر هايمان أنه توجد "مصيدة" لإسرائيل في القضية الثانية، أي هوية الأسرى الذين ستطالب حماس بتحريرهم من السجون الإسرائيلية، "ولا تسمح لإسرائيل بقبول الصفقة لأنها ستتنازل عن حق الفيتو في إقرار الأسرى الفلسطينيين الذين سيُحررون، وهذه مسألة جوهرية".
وأضاف أنه "في نهاية الجزء الأول من الصفقة سيُحرر 150 أسير مؤبد بموجب طلب حماس، فيما ليس مسموحا لإسرائيل التدخل بذلك. وإذا حدث هذا، فإن إسرائيل ستحرر جميع الأسرى المؤبدين الذين ينتمون لحماس. وإذا حدث هذا، لن يبقى بأيدي إسرائيل أوراق مساومة للمرحلة الثانية. وعمليا، إسرائيل ستحرر جميع الذين يهمون حماس ولا تستعيد جميع المخطوفين".
وتابع أنه "من دون تفاهمات أو تنازل من جانب حماس، فإن استمرار الوضع الجامد الذي كنا نتواجد فيه سيئ لإسرائيل. والسيطرة (الإسرائيلية) على حدود القطاع ومعبر رفح هو إنجاز هام للغاية، ومواصلة تفكيك الكتائب (التابعة لحماس) إنجاز ثانوي، وذلك لأنه حتى بعد تفكيكها، والقضاء على حماس هناك، إذا لم نقرر بشأن الصلاحيات السلطوية التي تحل مكان الجيش الإسرائيلي هناك، فسنواجه خيبة أمل أخرى بعد انسحابنا، وحماس ستعود إلى السيطرة على المناطق نفسها بالضبط. واحتلال مطلق لرفح لا يضمن انتصارا مطلقا، وإنشاء توقعات مبالغ بها في هذا الموضوع لا يفيد".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
في حوار سياسي وفكري معمّق، ناقش 3 من كتّاب صحيفة واشنطن بوست البارزين، وهم دامير ماروشيك، وماكس بوت، وشادي حميد، مآلات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وأسباب تعثر وقف إطلاق النار، وخيارات الخروج المتاحة من صراع بات يحمل طابع العبث والمأساة الطويلة.
واستهلت الصحيفة الأميركية تقريرها الذي تناول تفاصيل ما دار في الحوار بين الكُتّاب بالقول إن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تُظهر أي مؤشرات على قرب نهايتها، في وقت تؤكد فيه تقارير دولية حدوث مجاعة على نطاق واسع في القطاع المحاصر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: هذه حكاية محتال انتحل صفة وزير دفاع دولة نووية وسرق الملايينlist 2 of 2كاتب إيطالي: لماذا محادثات روسيا وأوكرانيا ليست مفاوضات حقيقية؟end of listوأضافت أن تلك التقارير دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار أمر بوقف القتال مؤقتا في بعض المناطق لإفساح المجال لوصول المساعدات.
لكن المتحاورين الثلاثة يرون أن هذا التراجع من قبل نتنياهو لا ينطوي على نية إسرائيلية حقيقة لإنهاء الحرب، بل يعكس محاولة للتهدئة أمام ضغط دولي متصاعد.
انهيار المسار السياسي وتفاقم الكارثة الإنسانية
ويؤكد شادي حميد -الذي يعمل أيضا أستاذا باحثا في الدراسات الإسلامية في كلية فولر اللاهوتية بولاية كاليفورنيا- أن دوافع استمرار الحرب لم تعد عسكرية، بل سياسية بحتة، حيث يقاتل نتنياهو من أجل بقائه في السلطة وحتى لا يفقد دعم حلفائه في اليمين المتطرف.
وينتقد حميد الدور الأميركي، معتبرا أن واشنطن -رغم امتلاكها النفوذ الأكبر على إسرائيل- ترفض استخدامه بفعالية. ويرى أن تعليق الرئيس دونالد ترامب على صور الأطفال الجائعين كان لافتا، لكن التعويل على تقلبات مزاجه غير المتوقع ليس إستراتيجية جادة.
لكن ماكس بوت -وهو زميل أول في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي- يقول إنه لا يشعر بالتفاؤل إزاء الصراع لأن ديناميكياته الجوهرية لم تتغير، ذلك أن نتنياهو يعتمد على وزراء متشددين للبقاء في السلطة، وهؤلاء يطالبون باستمرار الحرب في غزة دون رحمة، بغض النظر عن التكلفة البشرية.
إعلانوأضاف أن معظم الإسرائيليين باتوا مستعدين لإبرام صفقة تنهي الحرب مقابل استعادة الرهائن المتبقين. لكن نتنياهو يرفض ذلك، سعيا وراء "هدف خيالي" يتمثل في القضاء التام على حركة حماس، دون تقديم أي خطة واقعية لما بعد الحرب.
ويُشبّه بوت هذا المسار بسياسات ترامب وأنصاره الجمهوريين في الولايات المتحدة، الذين يتبنون قرارات غير شعبية لترضية قواعدهم الانتخابية. كذلك يفعل نتنياهو، الذي يستمد بقاءه السياسي من دعم قاعدته اليمينية، رغم أن سياساته باتت محل رفض متزايد داخل المجتمع الإسرائيلي.
ويُعقِّب حميد على هذا الحديث بأن المشكلة لم تعد محصورة في الحكومة وحدها، مشيرا إلى نتائج استطلاعات حديثة تُظهر أن غالبية الإسرائيليين اليهود يؤيدون الطرد الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة، مما يعكس تحوّلا أكثر تشددا في الرأي العام.
يتساءل دامير ماروشيك، المحرر المسؤول عن تكليف الصحفيين بتغطيات إخبارية في قسم الآراء بواشنطن بوست، عما إذا كان هناك سيناريو يستطيع نتنياهو من خلاله إنهاء الحرب والبقاء بالسلطة في الوقت ذاته، معربا عن اعتقاده بأن ذلك هو أكثر الطرق ترجيحا لوضع حد للصراع في غزة.
ويرى أن السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الحرب هو أن يجد نتنياهو طريقة تُمكّنه من الحفاظ على موقعه السياسي دون الاعتماد على اليمين المتطرف.
بوت: الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة
ويلتقط بوت خيط الحوار مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة.
لا استسلام من حماس.. ولا بديل جاهزويتفق المشاركون على أن الرهان على استسلام حماس أمر غير واقعي. فالحركة، كما يقول بوت، ذات طبيعة عقائدية لا تقبل الهزيمة، لكنها أيضا تستمد مشروعيتها من غياب البدائل السياسية، ومن تصاعد مشاعر الظلم والاضطهاد لدى الفلسطينيين.
ويعرض بوت تصورا لحل انتقالي يتمثل في نشر قوة حفظ سلام عربية، وتأسيس صندوق دولي لإعادة الإعمار، ومنح السلطة الفلسطينية دورا محدودا في إدارة قطاع غزة رغم ما تعانيه من ضعف وفساد. وهو حل لا يعد مثاليا، لكنه أفضل من استمرار الفوضى الحالية، من وجهة نظره.
دامير: حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين
ومن جانبه، يقول دامير إن حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين. ويصفها بوت بأنها قوة كبيرة في غزة، وأن من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم العربي، أن يعملوا على استحداث بديل لها، خصوصا بعد أن بدأت تفقد الدعم العربي، على حد زعمه.
إبادة جماعية وصمة أخلاقية دائمةوفي أكثر فقرات الحوار إثارة للجدل، يصف شادي حميد النهج الإسرائيلي تجاه غزة بأنه يقترب من تعريف الإبادة الجماعية، قائلا إن القضاء على حماس كما يُصوَّر إسرائيليا يتطلب قتل كل من له أدنى صلة بالحركة، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون حرب مفتوحة بلا نهاية.
ويأمل حميد أن يدرك مؤيدو إسرائيل في الغرب أن ما يجري يُلحق وصمة أخلاقية دائمة بمشروع الدولة الإسرائيلية، ويطالبهم بإعادة النظر في مواقفهم قبل فوات الأوان.
إعلانواتفق ماكس بوت مع حميد في هذا الرأي، إلا أنه -وهو المعروف بتأييده لإسرائيل- يعبّر عن "اشمئزازه" من أفعال دولة الاحتلال في غزة حاليا، معتبرا أنها تجاوزت حدود الأخلاق والقانون الدولي.
ويختم ماروشيك الحوار بنبرة واقعية، قائلا: "أكره أن أُنهي الحديث بهذا الشكل، لكنه يبدو مناسبا، فلا جدوى من اصطناع أمل أكبر مما تسمح به الوقائع "المأساوية" القائمة، فالمسار للخروج واضح منذ زمن، ولنأمل في أن يُسلك قريبا".