دعا رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق تامير هايمان إلى إنجاز صفقة واحدة تعرض فيها إسرائيل وقفا كاملا للحرب مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى، معتبرا أن أي صفقة متدرجة ومقسّمة ليست ناجحة.

وأكد هايمان -في مقال نشره معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن العملية في رفح لها 4 أهداف، "من الضروري مواصلتها حتى تحقيقها وفقا لترتيب الأولويات".

وقسّم الكاتب وجهة نظره -التي تبدو شاذة عن كل ما يطرح في الساحة الإسرائيلية- إلى جزأين: يتعلق الجزء الأول بموافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح الوسطاء، والثاني عرض فيه موقفه من عملية رفح التي بدأها جيش الاحتلال يوم الثلاثاء.

اقتراح حماس

ففيما يتعلق برد حماس، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق إنه من الناحية العملية، فإن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس يختلف جذريا عن ذلك الذي وافقت عليه إسرائيل، وهناك نقطتان رئيسيتان للخلاف، هما نهاية الحرب، وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وأشار إلى أنه في المسألة الأولى، ترى إسرائيل أن اقتراح الوسطاء مقبول لعدم ذكر عبارة "وقف الحرب"، والاكتفاء بـ"وقف النشاط"، وهي عبارة غامضة تتيح مرونة لتجديد الحرب في المستقبل، إذا اختارت إسرائيل ذلك.

وتابع أن المعضلة تكمن في المسألة الثانية، حيث ستتنازل إسرائيل عن حق النقض (الفيتو) على قرار إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وأوضح هايمان أن إسرائيل ستطلق سراح 50 أسيرا فلسطينيا، من بينهم 30 محكوما بالسجن المؤبد، مقابل إطلاق سراح كل جندية إسرائيلية أسيرة. أي، في المجمل، ستطلق إسرائيل في نهاية المرحلة الأولى سراح 150 أسيرا محكوما عليهم بالمؤبد، بناء على طلب حماس، دون السماح لإسرائيل بالتدخل في ذلك.

وتابع إذا حدث ذلك فإن "إسرائيل ستطلق سراح جميع السجناء الخطرين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد والمرتبطين بحماس، وهو ما سيترك إسرائيل من دون أي ورقة مساومة للمرحلة الثانية. ومن الناحية العملية، ستطلق إسرائيل سراح كل شخص مهم بالنسبة لحماس دون استعادة جميع الأسرى، وستحقق الحركة كافة مطالبها في المرحلة الأولى، باستثناء التزام إسرائيل بإنهاء الحرب بشكل كامل".

لا لاحتلال رفح.. نعم للمعبر

وفي الشق الثاني المتعلق برفح، حدد رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، أهداف عملية رفح بـ4، وهي:

زيادة الضغط العملياتي على حماس لتحسين فرص التوصل إلى اتفاق أفضل. إغلاق الحدود بين مصر ورفح لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس في المستقبل. السيطرة على معبر رفح تعبيرا عن فقدان حماس للسيادة. تفكيك كتائب لواء رفح الأربع -التابع لكتائب القسام- بالقضاء على قادته وعناصره، وتحييد الأنفاق تحت الأرض.

ولخص موقفه من ذلك بالقول إنه في "غياب اتفاق أو تسوية من جانب حماس، فمن المضر لإسرائيل أن تستمر في الوضع الجامد الذي كنا فيه. ومن الإيجابي أن تدخل طاقة جديدة إلى المعركة".

ورغم أنه اعترف بعدم فعالية الضغط العسكري في التأثير على إطلاق سراح الأسرى، وأن ذلك لم يتحقق حتى الآن، إلا أنه اعتبر أن "غياب الضغط العملياتي لا يحسن موقفنا نحو التوصل إلى اتفاق".

وهنا اتسقت وجهة نظره مع الكثير من المحللين العسكريين الإسرائيليين، معارضا احتلال رفح بالكامل.

وقال هايمان "السيطرة على حدود قطاع غزة ومعبر رفح إنجازان في غاية الأهمية، في حين أن تفكيك الكتائب المستمر له أهمية ثانوية. وذلك لأنه حتى بعد تفكيكها وبعد تدمير حماس في رفح، إذا لم نقرر السلطة الحاكمة التي ستحل محل الجيش الإسرائيلي هناك، فيجب أن توقع أننا سنشعر بخيبة أمل مرة أخرى بعد انسحابنا وبعد استعادة حماس السيطرة. إن احتلال رفح بشكل كامل لا يضمن النصر الكامل، وخلق توقعات مفرطة حول هذا الموضوع ليس مفيدا".

مواقف متباينة

وعرض الكاتب موقفه من صفقات التبادل، وقال "إن صفقات الرهائن التدريجية لا تنجح. يجب أن نتبنى مفهوما مختلفا لصفقة واحدة تعرض فيها إسرائيل وقفا كاملا للحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن. وماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل لن نعمل أبدا في غزة؟ فهل يتعين علينا أن نترك حماس سليمة ونبقي على جهودها في بناء قوتها؟ في رأيي بعد 7 أكتوبر لا!".

كما لخص موقفه من عملية رفح، قائلا: "العملية في رفح بدأت للتو، وليس من المستحسن الإعلان عن نطاقها.. هذه عملية متطورة، ويمنع إعطاء العدو اليقين.. وقد بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي العملية وسيستمر طالما كان ذلك ضروريا لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه وفقا لترتيب الأولويات".

يذكر أن هذا المعهد يرأسه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق والاستخبارات العسكرية، الجنرال (احتياط) عاموس يدلين، وهو معهد مختص بمجالات شؤون الأمن القومي مثل الجيش والشؤون الإستراتيجية والصراع المنخفض الحدة، والتوازن العسكري في الشرق الأوسط، والحرب الإلكترونية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات إطلاق سراح موقفه من

إقرأ أيضاً:

ترامب يطالب نتنياهو بإنهاء الحرب بغزة لأنها استنفدت أهدافها

ذكرت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب على قطاع غزة "لأنها استنفدت أهدافها، وتزامن ذلك مع تأكيد نتنياهو إحراز تقدم كبير في مفاوضات صفقة التبادل.

ونقلت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية عن مصدر قوله إن ترامب طلب من نتنياهو خلال اتصال هاتفي أمس الاثنين إنهاء الحرب في قطاع غزة، وقال إنها قد استنفدت نفسها.

وأضافت القناة الثانية عشرة أن ترامب قال لنتنياهو إنه يريده أن ينهي الحرب، وليس فقط عبر مقترح مبعوثه ستيف ويتكوف. وقال إن إنهاء الحرب في غزة سيساعد في المفاوضات مع إيران وكذلك مع السعودية.

في الأثناء ذكر مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء عقد اجتماعا مع وزير الدفاع، ووزير الشؤون الاستراتيجية، ورئيس الأركان، لبحث المفاوضات.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال إن ثمة تقدما وصفه بالكبير في ما يتعلق بصفقة للإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة.

وقال نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– في فيديو مسجل نشره مكتبه "من المبكر إعطاء الأمل، لكننا نعمل دون تلكؤ في هذه الساعات من أجل صفقة تبادل. نعمل في كل وقت من أجل الصفقة، وأتمنى أن نستطيع التقدم".

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله "هناك فرصة، وهناك اتصالات، وهناك تطورات".

من جهته قال وزير الخارجية جدعون ساعر، بمؤتمر صحفي "لقد أُحرز مؤخرا بعض التقدم، وفي ضوء تجارب الماضي، لا أريد المبالغة في هذا الشأن"، دون الكشف عن طبيعة هذا التقدم.

إعلان

وأضاف "مهتمون بالتوصل إلى اتفاق، يشمل وقف إطلاق النار، نحن ملتزمون بإعادة جميع مختطفينا إلى ديارهم، الأحياء والأموات".

من جانبها، قالت هيئة البث العبرية، إنه "من المتوقع أن يعقد المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر (الكابينت) اجتماعا بعد غد الخميس لمناقشة محادثات إطلاق سراح المختطفين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

وأضافت "يأتي هذا الاجتماع في ظل ما وصفته مصادر سياسية بتقدم حذر ولكنه حقيقي في المحادثات التي تُعقد بوساطة دولية".

عائلات الأسرى

من جانبها، وجّهت عائلات الأسرى الإسرائيليين انتقادات لنتنياهو عقب تصريحاته الجديدة، وقالت في بيان "لا حاجة لاختراعات جديدة، وثمة اتفاق شامل مطروح يمكن لنتنياهو التوقيع عليه غدا إن أراد.. سئمنا من المناورات الإعلامية والعروض الكاذبة، ونتطلع لسماع أخبار جيدة. نأمل أن يظهر نتنياهو الشجاعة اللازمة لاختيار المسار الوحيد القادر على تحقيق الانتصار".

وأكدت العائلات أن "الأغلبية الساحقة للشعب الإسرائيلي تريد اتفاقا يُعيد المخطوفين حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب"، وطالبت بـ"إعادة جميع المخطوفين من غزة دون تمييز أو تصنيفات، ودون فصل قاسٍ بين دم وآخر".

ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية وإشراف أميركي.

وفي حين التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل نتنياهو من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

وتُقدر إسرائيل وجود 56 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء. ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة" مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

إعلان

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.​​​​​​​

مقالات مشابهة

  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اعتقال عناصر من حماس في سوريا
  • تقدم حذر في مفاوضات الأسرى.. حماس تطلب ضمانات وإسرائيل تماطل
  • نـ.تنياهو: سنعيد كافة المحتجزين من غـ.زة وسنقوض حكم حـ.ماس
  • ‏الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي مسلح في إحدى قرى الضفة الغربية واعتقال اثنين آخرين
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر: إسرائيل عملت على صياغة ردها على مقترحات الوسطاء المعدلة ونُقِلت إلى حماس
  • ‏وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل أكثر من 10 فلسطينيين وجرح العشرات برصاص إسرائيلي قرب مركز للمساعدات وسط قطاع غزة
  • مصادر مصرية: مقترح ويتكوف الجديد يفتقر لضمانات إجبار إسرائيل على وقف الحرب على غزة
  • إعلام إسرائيلي: ترامب طالب نتنياهو بإنهاء حرب غزة الآن
  • في رسالة غير مسبوقة بحدتها.. ضباط استخبارات إسرائيليون لنتنياهو: لن نشارك بعد اليوم في الحرب 
  • ترامب يطالب نتنياهو بإنهاء الحرب بغزة لأنها استنفدت أهدافها