"المحامين العرب": نعول على القمة العربية لدعم القضية الفلسطينية ونثمن دور مصر
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أكد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب النقيب المكاوي بنعيسى، أن الاتحاد يعول كثيرا على القمة العربية الـ 33 والتي ستنعقد بمملكة البحرين في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية، خاصة قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية دخلت شهرها الثامن.
رسالة إلى بايدن
جاء ذلك خلال الفعالية التي عقدت بمقر اتحاد المحامين العرب بالقاهرة بعنوان "رسالة إلى بايدن .
وقال بنعيسى إن اتحاد المحامين العرب لم يلبث في دفاعه عن تحرير فلسطين أن وظف كل الآليات القانونية لوقف العدوان على قطاع غزة، تسانده كل المنظمات الحقوقية في العالم والشعوب المحبة للسلام ومن بينها الشعب الأمريكي الذي نظم العديد من الفعاليات الاحتجاجية رفضا لما يتعرض الشعب الفلسطيني الأعزل.
وثمّن الأمين العام للاتحاد، دور مصر وقطر في محاولاتهما لوقف إطلاق النار في قطاع غزة عبر التوصل لهدنة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي.
وأكد بنعيسى، أن الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب تحذر من خطورة استمرار سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومنع دخول المساعدات الإنسانية الضرورية للفلسطينيين وهجوم قوات الاحتلال على جنوبي قطاع غزة المكتظ بالسكان.
وشدد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، على أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس عملية إبادة ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، تقوم على القتل دون تمييز بين النساء والشيوخ والأطفال والرضع، والإمعان في تدمير المنشآت الأساسية من مستشفيات ومدارس ودور عبادة، إضافة إلى التهجير القسري نحو جنوبي غزة، مع تعمد منع وقطع الإمدادات والمساعدات الانسانية سعيا لإهلاك الشعب الفلسطيني والقضاء عليه.
وقال بنعيسى: "مرت حتى الآن 222 يوما على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي سقط خلالها ما يزيد عن 35 ألف شهيد و79 ألف مصاب معظمهم من النساء والأطفال؛ في مشهد من بين الأكثر دموية على مر التاريخ، سقطت خلاله هيبة المنظمات الدولية لعدم قدرتها على إنصاف الشعب الفلسطيني وإيقاف الحرب ومحاسبة مجرمي الحرب على جرائمهم".
الاحتلال الإسرائيلي
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني استطاع بصموده القوي، أن يفشل مخططات وأهداف الاحتلال الإسرائيلي نحو تصفية القضية الفلسطينية، مشددا على أن إسرائيل تعمل على تجويع الفلسطينيين عبر مهاجمة مقرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
وأدان بنعيسى، تكرار اعتداء المستوطنين الإسرائيليين على قوافل المساعدات الأردنية المتوجهة إلى قطاع غزة التي يواجه سكانها خطر المجاعة، معربا عن ثقته في أن الشعب الفلسطيني سينتصر في قضيته العادلة مهما بلغ حجم التنكيل الذي يتعرض له.
وجدد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، تأكيده أن القضية الفلسطينية كانت وستظل قضية الاتحاد الأساسية، حتى تتحقق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة بخروج الاحتلال الإسرائيلي من كامل أراضيه وإقامة دولته المستقلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بايدن اتحاد المحامين العرب مملكة البحرين الاحتلال الإسرائيلي اللاجئين الفلسطينيين لاتحاد المحامین العرب الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی الأمین العام قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مكانة القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر
خليل المعلمي
سلام عليكم يا أهل غزة، بما صبرتم، وسلام عليكم في كل وقت وحين، سلام عليكم ما عشتم وبقيتم صابرين محتسبين الأجر عند الله، فقد طبتم وطابت انتصاراتكم، وسيسجل التاريخ شجاعتكم وصبركم ونضالكم ومقاومتكم، لقد ضربتم مثالاً للتضحية والصبر والثبات على الحق، لقد قدمتم للعالم مثالاً حياً في الجهاد والنضال والبذل والوطنية، وما هذا الصبر والثبات والتضحيات الكبيرة إلا بوابة للفرج والنصر حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية، فرحم الله شهداءكم وشفى جراحكم، وثبتكم على الحق ما حييتم.
فبكل المقاييس والحسابات فإن ما قبل السابع من اكتوبر ليس بعده، لقد انكشف للعالم مدى الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الثابت على أرضه منذ آلاف السنين، كما اتضح حجم الإجرام الذي ارتكبته الصهيونية بحق هذا الشعب، وأن ما حدث لغزة خلال العامين الماضيين إلا جزءاً من سلسلة جرائم ومجازر ظل يرتكبها هذا الكيان الغاصب لأكثر من مائة عام، ولا شك أن مستقبل الأيام حبلى بالمفاجئات سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي خاصة بعد أن سطوع الازدواجية الدولية في تطبيق القرارات الأممية وسيطرة مصالح الدول الكبرى على مجريتات هذه القرارات.
الحدث المفصلي
يعتبر السابع من أكتوبر حدثاً مفصلياً في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني، حيث انطلقت شرارة طوفان الأقصى فبعثرت كل الأوراق، وتحولت غزة مع حركة الطوفان، وما بعدها إلى قلب أشواق التحرر وأوجاع النهوض وكبد الإنسانية المجروحة ضد كل محاولات طمس الذاكرة، وتزييف الحقائق وتزوير السرديات وإنكار عمليات الإبادة.
ولفهم واستيعاب الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية، نظم “مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات” في المغرب، بالتعاون مع “مركز أندلس للأبحاث والدراسات”، خمس ندوات علمية دولية كشكل من أشكال التفاعل والاستجابة الأكاديمية لقراءة المشهد السياسي بعد عملية السابع من أكتوبر ۲۰۲۳م، والإبادة الصهيونية في غزة التي تبعتها، وصدرت مخرجات هذه الندوات بالإضافة إلى أوراق علمية أخرى، أسهم فيها أكاديميون مغاربة وعرب، في كتاب بعنوان: “القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر.. الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية” عن مؤسسة “عقول الثقافة” بالشراكة مع “مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات”.
مضامين الكتاب
منذ إعلان وعد بلفور المشؤوم، شكلت القضية الفلسطينية محور الحراك العربي ومركز حركات الإضراب والاحتجاج على المشروع الاستيطاني الصهيوني، وجسدت حركات التضامن والتظاهر الشعبي مع حقوق الشعب الفلسطيني ودعم مختلف أشكال مقاومته، العنوان البارز في الفضاء العام العربي على امتداد القرن الماضي والحالي، كما اقترن نضال حركات التحرر الوطني بالعالم العربي من أجل الاستقلال، بالنضال ضد المشروع الصهيوني واستراتيجياته في الاستيطان والتهويد والتهجير وما ارتكبه من جرائم ومجازر وعمليات إبادة منذ النكبة وبعدها، حتى اعتبرت الحركات الوطنية في معظم الدول العربية القضية الفلسطينية قضية وطنية.
وقد واجهت المقاومة الفلسطينية تحديات التقسيم والتبعية الصهيونية التي تعيشها الأمة نتيجة لمسار تاريخي وحضاري طويل ومتراكم من الانحطاط والاستبداد والاستعمار والتخلف، منذ البدايات الأولى للمشروع الاستيطاني الإحلالي، بالرغم من لحظات التواطؤ على إسكات الحق الفلسطيني، وتنامي العدوان على القدس والضفة وإطباق الحصار على غزة العزة ومحاولة خنقها، وقطع الإمدادات من فصائل المقاومة وتجريمها خياراً للتحرر والتحرير.
محو كل أشكال التطبيع
انبعث طوفان “الأقصى” لإعادة الصراع إلى بداياته الأولى ومحو كل أشكال التطبيع والخنوع، وخروج المارد المستعصي على الترويض، وجاء هذا الإبداع ليعري الأوهام، وهم الجيش الذي لا يقهر ، ووهم موت المقاومة والممانعة، ووهم الاستكانة العربية والإسلامية، وغيرها من الأوهام.
إن أهمية حدث السابع من أكتوبر وتداعياته وتأثيره قد تجاوز مساحة فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي ليفرض نفسه على بنية النظام الدولي برمته، فيختبر مؤسساته وفاعليته وقوانينه ويضعها على المحك، ثم يخترق “هدير فلسطين” قلب الجامعات الغربية والنخب الأكاديمية بها، ليصبح التظاهرات الطلابية في أرقى جامعات أوروبا وأمريكا وأشهرها سمعة ومصداقية، مقرات للاعتصام والاحتجاج ضد الإبادة الإسرائيلية والتمويل الأمريكي للإبادة، وتطالب بوقف الحرب والتجويع والحصار، وتعلن الأجيال الشابة بأعلى صوتها: “فلسطين حرة”، وهي حالة غير معروفة في تاريخ الجامعة الغربية من حيث رمزية حضور العلم الفلسطيني وألوانه ولبس الكوفية الفلسطينية في الفضاء الجامعي، وإصرار الأساتذة والطلاب على الصمود في وجه الأجهزة التي تدخلت لفض الاعتصام واعتقال الطلاب وتهديدهم بالطرد في صيغة تذكر بالدول الديكتاتورية والقمعية.
لقد اختارت قانون النخب الفكرية والأكاديمية العربية “الحياد السلبي” وقررت الصمت تجاه الإبادة الجماعية في غزة بدعوى الموضوعية أو المصلحة الوطنية، كما وظف بعضهم قدراته المعرفية وأدواته البحثية لتبرير الاحتلال بتحميل المقاومة المسؤولية عن هذه الجرائم البشعة وغير المسبوقة، فصار خطابها جزءاً من مشروع التطبيع الهادف إلى الصهينة الشاملة التي تتعرض لها المنطقة، فضلاً عن فقدان هذه النخب للمصداقية العلمية والأخلاقية في تحيزها لصالح الظلم والاستكبار العالمي، وانكماشها من إبداء أي موقف أخلاقي منحاز للمظلومين.
لقد بقي معظم الخطاب العربي حول القضية الفلسطينية، يقول الدكتور سلمان بونعمان حبيس خطاب اختزالي وتعبوي من جهة، ومستغرقاً في مقاربات الفعالية وانطباعية من جهة أخرى، في ظل غياب للخطاب التفسيري المركب والمقاربات الفكرية والاستراتيجية المتعددة التخصصات، والقادرة على تقديم رؤية أكثر تركيبية التحولات القضية الفلسطينية وتحليل تحدياتها، وهذا أحد أهداف هذا الكتاب الجماعي الذي يسعى إلى فهم عميق لطبيعة الصراع القائم في المنطقة، وأبعاد المشروع الصهيوني الفكري والاستراتيجية، ذلك أن الاشتعال المعرفي على دراسة المشروع الصهيوني وتياراته في علاقته بالقضية الفلسطينية، يقتضي الوعي المركب بالآخر العدو والتعرف العلمي على مشروعه وآليات اشتغاله، وكذا مناهج تفكيره وحركاته ونفسياته، والفلسفات المناظرة لفكره وسوسيولوجيا استيطانه، بالإضافة إلى فهم التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وجغرافيا تمدده في المحيط وتحالفاته الإقليمية والدولية، رصداُ وتحليلاً واستشرافاً فضلاً عن وضع القضية الفلسطينية في سياق صراع المشاريع الكبرى، ورهانات القوى الدولية والسياسات الغربية في المنطقة.
ومن المحاور التي تتناولها الكتاب: “التأثيرات الإعلامية لعملية طوفان “الأقصى”، و “القضية الفلسطينية بين السينما الغربية والسينما العربية”، و”أسس ومرتكزات المشروع الصهيوني”، و”الاستعمار الاستيطاني”، و “الفشل السياسي والأخلاقي لمسؤولية الحماية”، و”موقع القضية الفلسطينية في تربية الأطفال”.
وقد شارك في الكتاب مجموعة من الأكاديميين، هم سلمان بونعمان، وإسماعيل حمودي، وفاطمة الزهراء هيرات، وإدريس قسيم، ومحمد أقديم، وعبد الحكيم أحمين، ومصطفى الطالب، وخالد عقب ونور الدين أحمد الشهب، وسعد عبد الرزاق السكندراني، ويوسف المتوكل، ومحمد السعيد الكرعاني، وأمنة مصطفى دلة، والحسن مصباح.
خاتمة
لقد حاول الكتاب استيعاب مختلف أبعاد القضية الفلسطينية في ظل تحولات معركة طوفان “الأقصى”، وما أفرزته من نماذج جديدة في الحروب العسكرية وأشكال المقاومة التحررية، وما ولدته من حروب إعلامية ورقمية ونفسية للبقاء بالصورة والدعاية والتحكم في المحتوى الرقمي، فضلاً عما حصل من ارتباك في التجارة والملاحة الدوليتين ومن تعثر في النظام الاقتصادي العالمي، وكذلك على المستوى القانوني والأخلاقي للمؤسسات الدولية..
وعلى الرغم من وقف اطلاق النار في غزة إلا ان المظاهرات الجماهيرية لاتزال تجوب معظم عواصم دول العالم مطالبة بمحاسبة حكومة الكيان الصهيوني لما ارتكبته من جرائم ومجازر على مدى عامين كاملين ضد شعب أعزل، تجاوز عدد الضحايا مئات الألاف من المدنيين وتمدير كافة البنى التحتية لقطاع يعيش عليه اكثر من 2.5 مليون انسان، وستستمر المطالبات حتى يتم تحقيقة العدالة للشعب الفلسطيني وانتصاره..