في رد على تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أصدرت المندوبية السامية للتخطيط، الأربعاء، تفسيرات لوجود 1.5 مليون شاب خارج منظومات التعليم والتكوين والشغل أو ما يصطلح على هذه الوضعية اختصارا بـ NEET.

وقالت المندوبية في مذكرة تعليقا على تقرير مجلس الشامي، إن الأشخاص بمستويات تعليمية منخفضة عرضة بنسبة أكبر لخطر الوجود في وضعية NEET، حيث يعتبر مستوى التعليم عنصرا أساسيا يؤثر على هذه الاحتمالية، على عكس الشباب الذين حصلوا على مستويات أعلى من التعليم لديهم مخاطر أقل، مما يدل على الدور الأساسي للتعليم في التخفيف من حجم وضعية NEET.

العمر أيضا يعد عاملا حاسما بالنسبة لمندوبية التخطيط، بحيث إن زيادة انتشار حالة NEET بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 24 عاما، لأسباب عديدة، مرتبطة أساسا بالانتقال إلى سوق العمل أو متابعة التعليم العالي في هذا السن، مؤكدة أن الوضعية الاجتماعية عامل مؤثر، خاصة بالنسبة للنساء المتزوجات اللواتي يعتبرن أكثر عرضة للخطورة مقارنة بالرجال والنساء غير المتزوجات بسبب زيادة المسؤوليات الأسرية، وإدارة الأسرة، والضغوط الاجتماعية.

كما أوضحت المندوبية، أن المستوى التعليمي لرب الأسرة يظل واحدا من العوامل الأساسية في خلق شباب خارج منظومة التعليم والتكوين والعمل، مؤكدة أن السياق الاجتماعي والاقتصادي والأسري يؤثر بشكل مباشر وكبير في المسارات الفردية.

وأضافت المندوبية، أن عمل رب الأسرة ووجوده في حالة نشاط، يقلل فرصة وجود الأطفال مستقبلا في وضعية NEET بنسبة 17،7 في المائة مقارنة مع الأطفال المتواجدين في أسر رب الأسرة بها لا يعمل.

وتحدثت مندوبية التخطيط، عن وجود تباين بين المدن والجهات فيما يخص الشباب في وضعية NEET، مشيرة إلى أن البعد الجغرافي له دور مهم في زيادة عدد الشباب العاطلين عن العمل وغير الحاصلين على أي تكوين أو تدريب، مشيرة إلى تسجيل فوارق إقليمية كبيرة بين هؤلاء الشباب.

وأفادت المندوبية، أن جهة الشرق (28،1 في المائة)، وبني ملال خنيفرة (30،6 في المائة)، تعرف تسجيل أعلى معدلات من حيث عدد الشباب غير الحاصلين على تعليم أو تدريب مهني وتقني مقارنة بالمناطق الأخرى، وما يعزى حسب المندوبية، إلى الاختلافات في التنمية الاقتصادية وفرص العمل بين المناطق.

ودعت هذه المؤسسة، إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الفوارق الجغرافية للجهات والمدن، من قبل المسؤولين حين وضع السياسات والبرامج التي تهدف إلى الحد من وضعية فئة الشباب الذين لا يتوفرون على تكوين أو شهادة، داعية أيضا إلى اتخاذ تدابير محددة لتعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق الأكثر تضررا، وتحسين الوصول إلى التعليم والتدريب، فضلا عن تعزيز خلق فرص العمل على نطاق محلي يتكيف مع احتياجات وخصوصيات كل منطقة.

وكان المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حذر في أحدث تقاريره، من اختلالات “تؤدي إلى ظهور أفواج جديدة من الشباب الذين لا يشتغلون، وليسوا بالمدرسة، ولا يتابعون أي تكوين”، وهي فئة تتراوح أعمارها بين 15 و24 سنة، وسبق أن قدّرت المندوبية السامية للتخطيط عددها بمليون مواطن ونصف المليون.

وقال رئيسه، أحمد رضا الشامي، « إن المغرب يتوفر على قدرة هائلة تتمثل في شبابه؛ فبين 15 و24 سنة 6 ملايين من المغاربة، لكن مع الأسف 1.5 مليون منهم لا يدرسون ولا يتكونون ولا يعملون؛ ونريد أن نرى كيف نعطيهم أملا، وأسباب عدم استفادة المغرب من قدراتهم ».

تقرير لم يستقبله بشكل جيد، رئيس الحكومة، عزيز أخنوش. وبدا منزعجا من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حيث شكك في توقيت نشره بالتزامن مع إعلان الحكومة لحصيلتها المرحلية.

وقال أخنوش، في مناقشة حصيلة الحكومة المرحلية بمجلس المستشارين: « نتمنى أن تكون الظرفية عادية، وليست الظرفية التي تتزامن مع الحصيلة المرحلية لنصف الولاية، وإلا هذه إشكالية ستطرح في المؤسسات الدستورية »، في إشارة إلى التوظيف السياسي والاستهداف.

واستدرك رئيس الحكومة موضحا « هذا هاجس أتقاسمه مع المجلس، ولم يأتوا لنا بجديد اليوم، والجديد ليس أن نتكلم عنهم اليوم »، معتبرا أن الحلول التي جاء بها المجلس الذي يترأسه الشامي، القيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، « غير مقنعة ».

كلمات دلالية البطالة الشباب المجلس الاقتصادي والاجتماعي تقرير مندوبية التخطيط

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: البطالة الشباب المجلس الاقتصادي والاجتماعي تقرير مندوبية التخطيط المجلس الاقتصادی والاجتماعی الشباب الذین

إقرأ أيضاً:

وزير الشباب والرياضة يُصدر قرارًا بتشكيل المجلس العلمي للرياضة

بتوجيهات السيد الرئيس بضبط وتطوير المنظومة الرياضية، وافق الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، على تشكيل المجلس العلمي للرياضة، ليكون أحد الآليات الفاعلة لمتابعة برامج الدولة في الإعداد الأولمبي، وبطولات العالم، والمشروعات القومية في المجال الرياضي، بما يعزز التكامل بين السياسات الرياضية والنهج العلمي في تطوير الأداء الرياضي الوطني.

ويترأس المجلس المستشار علاء فؤاد، وزير المجالس النيابية السابق، ورئيس الأمانة الفنية بحزب الجبهة الوطنية، ولاعب الفروسية السابق، ويشغل منصب نائب الرئيس الدكتور طارق راشد رحمى محرم، الأستاذ بكلية العلوم بجامعة قناة السويس، ورئيس الجامعة الأسبق ومحافظ الغربية السابق.

ويضم التشكيل نخبة من كبار الخبراء والمتخصصين، من بينهم الدكتور كمال درويش أستاذ الإدارة الرياضية والمستشار الفني للمجلس، والدكتور حازم خميس أستاذ أمراض القلب ورئيس المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات، إلى جانب عدد من الأساتذة الجامعيين، وممثلي الاتحادات والهيئات الرياضية، والأبطال الأولمبيين من أصحاب الإنجازات الدولية.

وأكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أن تشكيل المجلس يمثل خطوة نوعية نحو دمج البحث العلمي في تطوير الرياضة المصرية، قائلاً: "المجلس يضم نخبة من الأساتذة والخبراء والرياضيين الدوليين، ويمثل تكاملاً حقيقياً بين الجامعات والاتحادات ومؤسسات الدولة، ويدعم خطط الإعداد لأولمبياد لوس أنجلوس 2028، وبرامج اكتشاف المواهب.

واستكمل الوزير: "نعتمد على هذا التشكيل في تأسيس آلية علمية فعالة لمتابعة برامج الدولة في الإعداد الرياضي وتطوير الأداء الفني. نؤكد التزامنا ببناء جيل رياضي واعد، قائم على أسس علمية واحترافية تتسق مع توجهات الجمهورية الجديدة"".

ويأتي تأسيس المجلس ضمن توجهات الوزارة لتعزيز العمل العلمي والتخطيط الاستراتيجي، ودمج الجهود البحثية مع الاحتياجات الفنية والإدارية للمنظومة الرياضية، بما يسهم في تحقيق طفرات نوعية على صعيد الأداء الرياضي الوطني.

ويضم المجلس العلمي للرياضة مجموعة من اللجان النوعية المتخصصة، من أبرزها: لجنة التخطيط الاستراتيجي والمالية، لجنة علوم التدريب وتخطيط الأحمال، لجنة الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، لجنة فسيولوجيا الرياضة وقياس الأداء، لجنة الميكانيكا الحيوية، لجنة التحليل النفسي، لجنة علوم التغذية والمنشطات، إضافة إلى لجان علمية مختصة بالمشروعات القومية مثل: مشروع الموهبة والبطل الأولمبي، المشروع القومي للموهبة الحركية، مشروع الجينوم الرياضي، مشروع المعد النفسي، وأخصائي التغذية، إلى جانب اللجنة الطبية، ولجنة القياسات والتأهيل.

ومن المنتظر أن يسهم المجلس في صياغة رؤى علمية لتطوير الأداء الرياضي، ودعم برامج الإعداد للأولمبياد، وتقديم الاستشارات الفنية والعلمية اللازمة لتطوير البنية التحتية الرياضية، وبرامج اكتشاف الموهوبين، واستثمار الطاقات الشبابية في مختلف الألعاب.

مقالات مشابهة

  • مصاريف بدون فواتير ومحاسبة وإخفاء الكشوفات البنكية.. مجلس الحسابات يكشف فضائح “الأحزاب الصغرى”
  • «التعليم العالي» تعلن تشكيل مجلس الشباب في الوزارة
  • وزير الشباب والرياضة يُصدر قرارًا بتشكيل المجلس العلمي للرياضة
  • مجلس إدارة جمعية المودة يدشّن مركز الدعم الاجتماعي والنفسي للأسرة ويكرّم نجوم الأداء للربع الأول من 2025
  • أيمن عاشور: الجامعات الخاصة شريك أساسي في منظومة التعليم وتلبية احتياجات السوق
  • الصراع في نقابة الفنانين السوريين يسفر عن مجلس مركزي جديد بدون نور مهنا
  • وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس الجامعات الخاصة
  • مؤسسة التعليم فوق الجميع تطلق مبادرة التوظيف الذاتي للشباب في مصر
  • مؤسسة التعليم فوق الجميع وشركة تنميه تتعاونان لمكافحة البطالة بين الشباب في مصر
  • تعديلات قانون التعليم.. هل تحقق التطوير المطلوب؟ | تحليل