تعتبر المراكز الصيفية أحد المشاريع القرآنية للمسيرة، فهي تلعب دوراً كبيراً في تأهيل الأطفال وإعداد جيل محصن بالقرآن الكريم وعلوم الشريعة التي تجعل الفرد في منأى عن الحرب الناعمة ومخلفاتها وكذلك تجعل من الفرد شخصية ذات أهمية في الأسرة والمجتمع، وهناك علاقة عكسية، فكلما زاد الاندفاع إلى المراكز الصيفية، كلما قل ارتكاب الجريمة في المجتمع، والتوعية بلا شك تؤتي ثمارها ويجني المجتمع حصادها، لذلك ينظر إليها الأعداء بعين الخوف، فيسعون للتصدي لها ومنعها بكل ما أوتوا من قوة، لكنهم فشلوا وسيفشلون بفضل الله وثبات الشعب اليمني وحرصا منه على العقيدة السليمة والحفاظ على الهوية الإيمانية.

تحقيق/ زين العابدين علي حلاوى

اندفاع غير مسبوق
في الوقت الذي تعاني اليمن من الحصار وويلات الحرب وانقطاع المرتبات، إلا أن الاندفاع والتوجه للمراكز الصيفية كان كبيرا بشكل غير مسبوق، إذ أكدت التقارير أن المسجلين في المراكز الصيفية بلغوا أكثر من مليون طالب وطالبة في جميع المحافظات، وهو عدد مخيف لأعداء الله وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الحكمة اليمانية التي تولي هدى الله اهتماما بالغا وحبا فريدا، كيف لا وهذا الهدي هو المنقذ من الظلمات إلى النور ومخرج اليمن من مستنقع العمالة والارتهان إلى نور الحرية والعزة، فنحن أمة تحافظ على دينها وهويتها وعراقتها، فلا تقبل بمن يدنس شرفها وأرضها.
ويعد التعليم في المراكز الصيفية سداً منيعاً ضد كل غزو يأتي لليمن ووقاية من سموم التكنولوجيا.
تأثير ملحوظ
ومع الاهتمام الكبير الذي يبذله القائمون على المراكز الصيفية، يشعر المجتمع بالارتياح ويلمس أثرها وتظهر جلية بين الناس، فعندما يشاهد المجتمع الطالب في أحد المراكز الصيفية وما يتميز به من أخلاق وعلم وأثر ملموس في حركاته من أدب وعفة ويلاحظ النقيض والعكس عندما يشاهد بعض الأولاد يلهون ويلعبون في الشوارع ويعتادون على سوء الخلق والطيش والسفه، ثانيا الطالب في المراكز الصيفية يخرج بحصيلة علمية مفيدة وقيمة لأنهم يأتون إلى المراكز الصيفية بشغف وبدافع ذاتي وليس من باب الروتين العادي، كما يأتون إلى مدارسهم الاعتيادية، ويستفيدون من المراكز الصيفية في الجانب الشرعي وجانب اللغة فهي تعود عليهم بالنفع أكثر.
ومما يميز المراكز الصيفية أن هناك أنشطة تساعد الطلاب على التخلص من الملل وتحبب لديهم التعليم، ومن أهم تلك الأنشطة زيارة كبار العلماء وخاصة والخروج في رحلات وزيارة روضات الشهداء وغيرها من المعالم التي تنعش النفس وتزكي الجانب الروحي لدى الطالب.
فترة وجيزة والاستفادة كبيرة
يؤكد أمين حسين قطاش- أحد المدرسين في المراكز الصيفية في تصريح لـ”الثورة” أن المراكز الصيفية لها أهمية بالغة وكبيرة جدا ومن أهميتها أنها تحصن الشباب، لأننا في عصر الانفتاح وعصر التطور وانتشار الفساد، وبالرغم من أنها فترة وجيزة، لكن الاستفادة تكون كبيرة، فخلال هذه الفترة يتعلم الطالب قراءة القرآن قراءة صحيحة والطهارة والصلاة والأهم من ذلك أنهم يتحصنون من الحرب الناعمة.
ومن خلال هذه المراكز يتأسس الشباب فكريا وأخلاقيا وتمد الشباب بطاقة فريدة للجد والمثابرة لبناء الوطن وحماية العقيدة.
بيئة خصبة للطلاب لإبراز مواهبهم
بدوره قال السيد العلامة حسين السراجي في تصريح له لـ”الثورة”: إن التوجه لاستغلال العطلة الصيفية بمراكزها يأتي تنفيذاً لأمر الحق سبحانه ﴿وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِروا قَومَهُم إِذا رَجَعوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرونَ ﴾.
وقال: بدلاً من ترك الأبناء يلعبون في الشوارع والتلفونات والحلقات والألعاب والمسلسلات ورفاق السوء، ادفعوا بهم نحو الدورات الصيفية ليتحصنون من وباء الشوارع والشاشات.
وأضاف السراجي مخاطبا الآباء والأولياء : تابعوهم وشجعوهم فإنهم مسؤوليتكم أمام الله وخلق الله، فصلاحهم ستجنون ثماره أنتم، وخرابهم مردود عليكم، قوا أنفسكم وأهليكم ناراً كما أمركم الله، فإن تهاونتم وقصّرتم كانوا لكم أعداءً ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّ مِن أَزواجِكُم وَأَولادِكُم عَدُوًّا لَكُم فَاحذَروهُم وَإِن تَعفوا وَتَصفَحوا وَتَغفِروا فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ ﴾
وأفاد السراجي قائلا :تعمل الدورات الصيفية على استغلال أوقات الطلاب والطالبات في شيء مفيد يعود عليهم بالنفع والفائدة من خلال العلوم والبرامج والأنشطة والفعاليات المختلفة، حيث توفر بيئة خصبة للطلاب لتفريغ ما لديهم من مواهب ومهارات يتم صقلها والاستفادة منها، كذلك يكتسبون الخبرات من خلال تبادل الآراء بينهم وبين مدرسيهم وأقرانهم مما يجعلهم يطورون من مهاراتهم، لذلك يحرص الآباء والأمهات على إشراك أبنائهم في الدورات، لتتسنى لهم ممارسة هواياتهم خلال العطلة الصيفية، بدلاً من إهدار الوقت في اللعب واللهو والضياع .
مضيفا: نتوقف عند أمر الحق سبحانه ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ}.
واستطرد السراجي قائلا: نقول للأب في الدورة الصيفية قرآن ولغة وثقافة وتعليم وأنشطة ثقافية ورياضية متنوعة، فلا تكن ضحية التعبئة المريضة التي يعمل عليها الخونة الهاربون الذين يدفعون بالمساكين نحو تجهيل أولادهم يدرسون في الجامعات العالمية .
مضيفاً: الدورة الصيفية حماية وتحصين للأطفال ومن خاف من شيء فليحضر مع ولده وليجلس ليرى ويسمع علَّ مخاوفه تتبدد .
فرصة لا تتكرر
لا شك أن للعلم أهمية لا تعادلها أي أهمية في العالم ولذلك أول ما نزل من القرآن “اقرأ” لتتبين للناس أهمية العلم وتوجهات القرآن كلها تحث على العلم.
وفي هذا السياق دعا العلامة سليم القيز الآباء إلى أن يستغلوا هذه الفرصة فهي فرصة عظيمة لتحصين أبنائهم من الضلال والجهل وتلافي الفراغ الذي يكون سببا في فسادهم.
مضيفا: يعتبر مشروع المراكز الصيفية مشروعاً موفقاً وناجحاً ويحسب لقيادتنا، وهذا المشروع سيغرس في أبنائنا الهوية الإيمانية والإيمانية وينشىء جيلا معززا بالعلم ومحصناً بسلاح القرآن والعقيدة السمحاء.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نقيب الأطباء الأسبق: تغيير كبير في آخر 3 سنين بنظام التعليم الطبي

أكد الدكتور خيري عبد الدايم نقيب الأطباء الأسبق، أنه في الثلاث سنوات الأخيرة، حدث تغيير كبير في نظام التعليم الطبي في مصر، موضحًا أن التعليم في كليات الطب كان لمدة 6 سنوات، وبعدها سنة امتياز.

نقابة الأطباء: الطوارئ والحالات الحرجة مكانها المستشفى لا العيادةوكيل وزارة الصحة يكرم طبيبًا بمستشفى شبين القناطر لإنقاذه حياة شابتحقيق عاجل في وفاة شاب علي يد طبيب عقب إجرائه عملية بعيادة خاصة بالمحلةتكليف أطباء الأسنان وتعيينهم بعد التخرج أمام مجلس الدولة.. في هذا الموعد

وأضاف نقيب الأطباء الأسبق، خلال حواره مع الدكتور جمال شعبان العميد السابق لمعهد القلب القومي، أن الفترة الأخيرة حصل التغيير في زيادة في سنوات العملي، وتقليل الجزء النظري، ويكون هناك تدريب للأطباء على التعامل مع المرضى.

ولفت إلى أنه كان عضو في المجلس الأعلى للجامعات، وتمت الموافقة على تقليل الدراسة النظرية التي كان 6 سنوات، لتصبح 5 سنوات، وأصبح الجزء العملي عامين.

وأشار إلى أن عمليات التدريب لطلاب الطب يكون مفيد جيدًا، وأن ذلك يجعل الطالب وقت التخرج قادر على العمل بسهولة، ولا يخاف التعامل مع المريض.

وحذر الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، من عادة "قلة النوم"؛ لأنها تدمر صحة القلب.

وكتب جمال شعبان، في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “قلة النوم تدمر صحة القلب، في دراسة حديثة وجد باحثون في السويد أن تقليل عدد ساعات النوم إلى حوالي 4.25 ساعة في الليلة لثلاث ليالٍ فقط أدى إلى ارتفاع مستويات البروتينات الالتهابية، المرتبطة بحالات مثل قصور القلب، ومرض الشريان التاجي، والرجفان الأذيني”.

تفاصيل الدراسة

تابع: “اختبرت الدراسة تأثير قلة النوم قصيرة المدى على الجسم من خلال مقارنة أشخاص بعد بضع ليالٍ من النوم الطبيعي وبعد بضع ليالٍ من قلة النوم.. فبعد قلة النوم، أظهرت نتائج فحوصات دمهم زيادة واضحة في 90 بروتينًا مختلفًا مرتبطًا بالالتهاب”.

وكتب: “حدثت هذه التغييرات حتى لدى الشباب الأصحاء، مما يدل على أن قلة النوم يمكن أن تضر بالقلب بسرعة، ولا تؤثر قلة النوم على القلب فحسب، بل تزيد أيضًا من خطر زيادة الوزن، ومرض السكر من النوع الثاني، وضعف وظائف المناعة، وتدهور الصحة العقلية".

وأضاف: “يمكن أن ترفع قلة النوم هرمونات التوتر، وتعطل مستويات السكر في الدم، وتؤثر على الشهية مع مرور الوقت، كما أن الحرمان المزمن من النوم ، يمكن أن يُصعّب على الجسم التعافي من المرض أو الإصابة، كما يمكن أن تؤثر قلة النوم على توازن الهرمونات، مما يؤثر على كل شيء من النمو إلى الاستجابة للتوتر.”
 

طباعة شارك نقيب الأطباء الأطباء نظام التعليم الطبي الطب

مقالات مشابهة

  • "التعليم".. ضوابط لمعالجة أسئلة الاختبارات دون الإضرار بالطلاب
  • عضو اللجنة الإشرافية العليا للأنشطة والمدارس الصيفية عبدالله عبيد: المدارس الصيفية.. حصن الأمة في مواجهة تحديات العصر وبناء جيل القرآن
  • «محمد» الثاني على الإعدادية الأزهرية بالشرقية: سر تفوقي القرآن الكريم وهدفي التحق بكلية الطب
  • عبر 3 مراحل.. ”التعليم“ تكشف عن عقوبات متدرجة للغش تنتهي بالحرمان
  • عبر 3 مراحل.. ”التعليم“ تكشف عن عقوبات متدرجة للغش تنتهي بالحرمان-عاجل
  • قبل انطلاق امتحانات الثانوية العامة بـ48 ساعة |تنبيهات وتحذيرات من التعليم للطلاب
  • طلاب الثاني عشر: ارتياح في «الإنجليزية»
  • نقيب الأطباء الأسبق: تغيير كبير في آخر 3 سنين بنظام التعليم الطبي
  • منع تواجد أولياء الأمور بمحيط لجان امتحانات الثانوية العامة 2025
  • مؤسس «أمهات مصر» تدعو أولياء الأمور لحضور أبنائهم اليوم الرياضي لتعزيز الوعي بصحة القلب