شبكة انباء العراق:
2024-10-31@22:46:10 GMT

ديمقراطية الاشقياء والبلطجية

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

 

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تخيل نفسك من المواطنين المستقلين الذين لا ينتمون إلى الاحزاب المتنفذة، ولا ينتمون إلى طائفة من الطوائف القوية، ولا إلى المافيات المسلحة. وتخيل نفسك من الأقليات الضعيفة المهمشة التي تعيش في اي زاوية من زوايا بلاد الرافدين. في الشمال في الجنوب في الشرق في الغرب أو في العاصمة بغداد لا فرق.

ثم تسمع طرقات قوية متواصلة على باب منزلك، فتخرج خائفا مذعورا. وما ان تفتح الباب حتى تجد كوكبة من السيارات الحديثة المظللة بلا ارقام وبلا ملامح، تترجل منها مجموعة من الشباب بملابس سوداء وعضلات مفتولة وعيون مبحلقة. لا يقل تعدادهم عن 100. فتقف مذهولاً لا تلوي على شيء امام هذا الجمع الغفير من اصحاب الوجوه العابسة. ثم يخاطبك كبيرهم بصوت عال وبلهجة متشددة. فيأمرك بالتحرك الفوري رغم أنفك إلى مقرهم المعروف موقعه وعنوانه لكي تقدم لهم الاعتذار عن تهمة لا تعرف عنها شيئا. ثم يوجّهون كلامهم إلى جيرانك يحذرونهم بوجوب الانصياع إلى أوامرهم التي لا علاقة لها بالسلطة القضائية ولا البوليسية ولا الأمنية ولا المخابراتية. فالمنظمة التي أرسلتهم لتهديدك في بيتك معروفة ببطشها وقوتها ونفوذها. وتتحدث معك ومع غيرك بتفويض شرعي صادر من جهات عليا لا تخشاك ولا تعبء بسلامتك ولا تهتم بسلامة أسرتك. .
فما الذي انت فاعله ؟. وكيف ستتصرف ؟. سيما انك تعلم ان لا فائدة من الاستنجاد بمراكز الشرطة ولا بعشيرتك ولا بالقوى السياسية المتفرجة. .
يقول العقلاء: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وهذا الكلام بحد ذاته يعكس الصورة المشرقة لقمم النبل والأخلاق. لكننا في العراق لا تتوفر لدينا مقومات الصعود إلى تلك القمم، واصبحت تلك الحكمه تمثل الوهم. . فالاختلاف في الرأي يهدم أسرتك، ويهدد حياتك، ويلغي وجودك كإنسان، ويصادر حقوقك كلها. .
تتكرر هذه الصورة كل يوم تقريبا في اماكن متفرقة من البلد الذي سُنت فيه أولى الشرائع الانسانية، البلد الذي تشرفت تربته باحتضان رفاة عيسوب الدين وصوت العدالة الإنسانية. البلد الذي وصفوه بانه أول البلدان قبلة، وأعذبها دجلة، وأقدمها تفصيلا وجملة ؟. .
لا ملاذ لك تحت وطأة هذه الظروف. اما أن تعيش ذليلاً مهاناً مسلوب الكرامة، أو يقضي الله امراً كان مفعولا. عندئذٍ تشعر انه من المؤسف أن تعيش في وطن لا تحلم فيه بشيء سوى مغادرته. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

النصب والإحتيال.. أمن الجلفة يوجه نداءً للجمهور

أعلنت مصالح أمن ولاية الجلفة، اليوم الأربعاء، أن المدعو “س. ع” مشتبه فيه في قضية جناية بالنصب على الجمهور. متعلقة بالحصول على منافع مالية ومادية.

ووجهت ذات المصالح الأمنية عبر بيان لها، نداءً لكل شخص وقع ضحية للمدعو “س.ع” التوجه لمكتب قاضي التحقيق الغرفة الأولى لدى محكمة الجلفة. لتقييد شكوى أو الإدلاء بشهادة في قضية الحال”.

و أضافت ذات المصالح الأمنية، أنه طبقا لنص المادة 17 من قانون الإجراءات الجزائية. وتنفيذا للإنابة القضائية الصادرة عن قاضي التحقيق لدى محكمة الجلفة الغرفة الأولى. تنهي مصالحنا إلى علم المواطنين، أن الشخص الظاهر في الصورة، مشتبه فيه في قضية جناية تكوين جماعة إجرامية منظمة لارتكاب جنايات وجنح، قصد الحصول على منافع مالية ومادية. بالإضافة كذلك إلى جنحة النصب والاحتيال، جنحة تبييض الأموال في إطار جماعة إجرامية منظمة، جناية تقليد ختم الدولة”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • جرائم الاحتلال بحق أطفال لبنان تتزايد.. «إيفانا» تعيش مأساة بعد حرق جسدها
  • جرائم الاحتلال بحق أطفال لبنان تتزايد.. الطفلة إيفانا تعيش مأساة بعد حرق جسدها
  • لا تعيش على أطلال الماضي.. برج السرطان حظك اليوم الخميس 31 أكتوبر
  • سياحة لا تخضع لتوقعك المالي.. 5 بلدان تجعلك تعيش متعة حقيقية.. لكنك ستدفع أكثر من ميزانيتك المرصودة
  • النصب والإحتيال.. أمن الجلفة يوجه نداءً للجمهور
  • فلسطينيون "شبه عراة" في جباليا.. قصة "الصورة المأساة"
  • نيويورك تايمز: انتخابات مزلزلة تدفع أكثر دولة ديمقراطية استقرارا بآسيا نحو الفوضى
  • حكاية متلازمة تعيش بها سلوى محمد علي: «نفسي أغير نظرة الناس للمرض ده»
  •  النعامة.. تسمم 6 أشخاص بالغاز
  • ريم مصطفى تشارك جمهورها أول صورة مع والدتها