شبكة انباء العراق:
2025-06-03@13:34:06 GMT

ديمقراطية الاشقياء والبلطجية

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

 

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تخيل نفسك من المواطنين المستقلين الذين لا ينتمون إلى الاحزاب المتنفذة، ولا ينتمون إلى طائفة من الطوائف القوية، ولا إلى المافيات المسلحة. وتخيل نفسك من الأقليات الضعيفة المهمشة التي تعيش في اي زاوية من زوايا بلاد الرافدين. في الشمال في الجنوب في الشرق في الغرب أو في العاصمة بغداد لا فرق.

ثم تسمع طرقات قوية متواصلة على باب منزلك، فتخرج خائفا مذعورا. وما ان تفتح الباب حتى تجد كوكبة من السيارات الحديثة المظللة بلا ارقام وبلا ملامح، تترجل منها مجموعة من الشباب بملابس سوداء وعضلات مفتولة وعيون مبحلقة. لا يقل تعدادهم عن 100. فتقف مذهولاً لا تلوي على شيء امام هذا الجمع الغفير من اصحاب الوجوه العابسة. ثم يخاطبك كبيرهم بصوت عال وبلهجة متشددة. فيأمرك بالتحرك الفوري رغم أنفك إلى مقرهم المعروف موقعه وعنوانه لكي تقدم لهم الاعتذار عن تهمة لا تعرف عنها شيئا. ثم يوجّهون كلامهم إلى جيرانك يحذرونهم بوجوب الانصياع إلى أوامرهم التي لا علاقة لها بالسلطة القضائية ولا البوليسية ولا الأمنية ولا المخابراتية. فالمنظمة التي أرسلتهم لتهديدك في بيتك معروفة ببطشها وقوتها ونفوذها. وتتحدث معك ومع غيرك بتفويض شرعي صادر من جهات عليا لا تخشاك ولا تعبء بسلامتك ولا تهتم بسلامة أسرتك. .
فما الذي انت فاعله ؟. وكيف ستتصرف ؟. سيما انك تعلم ان لا فائدة من الاستنجاد بمراكز الشرطة ولا بعشيرتك ولا بالقوى السياسية المتفرجة. .
يقول العقلاء: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وهذا الكلام بحد ذاته يعكس الصورة المشرقة لقمم النبل والأخلاق. لكننا في العراق لا تتوفر لدينا مقومات الصعود إلى تلك القمم، واصبحت تلك الحكمه تمثل الوهم. . فالاختلاف في الرأي يهدم أسرتك، ويهدد حياتك، ويلغي وجودك كإنسان، ويصادر حقوقك كلها. .
تتكرر هذه الصورة كل يوم تقريبا في اماكن متفرقة من البلد الذي سُنت فيه أولى الشرائع الانسانية، البلد الذي تشرفت تربته باحتضان رفاة عيسوب الدين وصوت العدالة الإنسانية. البلد الذي وصفوه بانه أول البلدان قبلة، وأعذبها دجلة، وأقدمها تفصيلا وجملة ؟. .
لا ملاذ لك تحت وطأة هذه الظروف. اما أن تعيش ذليلاً مهاناً مسلوب الكرامة، أو يقضي الله امراً كان مفعولا. عندئذٍ تشعر انه من المؤسف أن تعيش في وطن لا تحلم فيه بشيء سوى مغادرته. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

إسماعيل كمال : 92%تقدما فى ملف التصالح بمحافظة أسوان

أكد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على إستمرار المحافظة فى تحقيق تقدم ملموس فى ملف التصالح خلال الأشهر الماضية حيث تم البت فى 26 ألف و 850 طلب بنسبة 92 % من إجمالى الطلبات المقدمة بواقع 29 ألف و 3 طلبات.

ويأتى ذلك فى ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتيسير على المواطنين بملف التصالح فى مخالفات البناء وتقنين أوضاعهم وفقًا للقانون رقم 187 لسنة 2023 ولائحته التنفيذية ، ووسط متابعة من دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى.

وأكد إلى أهمية الإستمرار على نفس الأداء لتحقيق المزيد من التميز ، وهذا لن يتأتى إلا من خلال التكاتف بين الجميع ، وتكثيف الجهود لتشجيع المواطنين وحثهم لإنهاء إجراءات التصالح من أجل تحقيق الإستقرار الأسرى والمعيشى لهم على الوجه الأكمل .

ملف التصالحأخبار أسوان.. مشروعات لمياه الشرب والصرف.. إزالة طواحين الذهب المخالفة.. وزيارة لمعبدي أبوسمبلأسوان في 24 ساعة| متابعة لامتحانات الإعدادية.. وتوريد محصول القمح بالصوامع والشون

بينما شدد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على ضرورة المرور الميدانى من مسئولى المحليات وكافة الجهات المختصة خلال الفترة الحالية.

والتى تشهد قيام البعض بالإستغلال السلبى لأيام أجازة عيد الأضحى المبارك فى تنفيذ المبانى المخالفة ، وهو الذى يتطلب التعامل الفورى معها فى المهد بسرعة التدخل والإزالة الفورية لها ، على أن يتوازى مع ذلك إزالة المخالفات المستحدثة التى يتم رصدها عبر منظومة المتغيرات المكانية.

جاء ذلك أثناء ترأس محافظ أسوان لإجتماع المجلس التنفيذى ، وأكد الدكتور إسماعيل كمال بأن أى تعدى على أراضى الدولة البناء والزراعية سيتم إزالته والتعامل معه بكل حسم ، والمحاسبة لأى مسئول مقصر ، لأننا لن نسمح على الإطلاق بأى تخاذل فى التفاعل السريع مع أى حالات مخالفة يتم رصدها عبر منظومة المتغيرات المكانية ، لكونها من أهم تطبيقات المشروع القومى للبنية المعلوماتية للدولة المصرية الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى للحفاظ على موارد الدولة وثرواتها وتحسين جودة بنيتها الأساسية.

طباعة شارك اسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • مرقص كرّم الممثل الراحل كمال الحلو
  • انتخابات القضاة بالمكسيك.. بدعة ديمقراطية أم خدعة سياسية؟
  • باحث سياسي: غزة تعيش أسوأ أزمات الجوع في التاريخ ويجب الضغط على الاحتلال لإنهاء جرائمه
  • كاريكاتير كمال شرف
  • إسماعيل كمال : 92%تقدما فى ملف التصالح بمحافظة أسوان
  • مسار الاتفاق بين الحكومة وقوات سوريا ديمقراطية
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • بين الجوع والموت | الاحتلال يُنفذ خطة إبادة جماعية علنية .. وخبير: غزة تعيش أزمة خانقة
  • ظلال سايغون.. كيف تعيش فيتنام حربها بعد نصف قرن؟
  • شاهد بالصور.. خلال نهائي كأس الملك.. جماهير الإتحاد السعودي تكرم الإداري السوداني العم كمال الذي خدم النادي لأكثر من 40 عام وترفع صورته بالمدرجات في “تيفو” عالمي