الهدف الخفي للميناء الأمريكي في غزة؟
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
#سواليف
هل التحكم في #قناة_السويس هو الغنيمة الكبرى من وراء #سيطرة #إسرائيل على #غزة، والسيطرة الأمريكية على المياه البحرية قبالة القطاع؟
هذا سؤال طرحته عرضا للنقاش مع تصاعد الأحداث، وإعلان الرئيس الأمريكي إنشاء #ميناء على #سواحل_غزة بدعوى تسهيل وصول #المساعدات_الإنسانية، رغم البدائل العديدة الأسهل والأكثر جدوى في غزة.
ومع الاندفاع الإسرائيلي لاجتياح رفح، وإعلان #البنتاغون الانتهاء من بناء #الميناء_العائم، يتجدد طرح السؤال مرة أخرى.
مقالات ذات صلة يديعوت أحرونوت: حزب الله يقضي على منطقة الشمال شارعًا تلو الآخر 2024/05/20تساؤلات لم تتوقف عن الأسباب الحقيقية
منذ الإعلان الأمريكي عن إنشاء ميناء مؤقت في غزة لم تتوقف التساؤلات عن الأسباب الحقيقية، وكان هناك شكّ في وجود أهداف جيوسياسية أوسع لم تتضح بعد بجلاء وراء الإصرار على إنشاء الميناء.
وقد أجمع الباحثون والمحللون على الريبة في النيات الإنسانية المعلنة من قبل أمريكا كدافع وراء إنشاء الميناء المؤقت على ساحل غزة.
ولعلنا بطرح السؤال السابق نلفت نظر المخطط الاستراتيجي المصري ومحددي المخاطر الاستراتيجية للتمعن في قراء التحديات الاستراتيجية المترتبة على السيطرة الإسرائيلية على غزة، وتزامنها مع سيطرة أمريكية على سواحل القطاع، خاصة أن الأمر وفقًا لما نراه نحن وآخرون لا يقف فقط عند تحقيق التحكم الإسرائيلي البعيد المدى فيما يدخل ويخرج من قطاع غزة، بل يتجاوز ذلك إلى إحداث تغيير في البعد الجيوسياسي للعلاقات في المنطقة.
ورغم أن كثيرا من الباحثين والمحللين توسعوا في استعراض الأهداف المحتملة لإنشاء الميناء الأمريكي على ساحل غزة، فإن التداعيات المحتملة على الأمن القومي المصري، وتحديدا قناة السويس لم تحظ بتسليط ضوء كافٍ عليها.
في السابع من مايو/أيار 2024، أعلن البنتاغون الانتهاء من بناء الميناء العائم المكون من جزأين، استعدادا لنقله إلى الموقع المحدد قبالة غزة.
وقد جاء الإعلان الأمريكي عن انتهاء بناء الميناء بعد يوم واحد فقط من هجوم إسرائيلي بري محدود النطاق على رفح، بحسب زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجاء هذا الهجوم رغم إعلان حماس في 6 مايو/أيار، قبولها وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفقًا للمقترح المصري القطري.
ومع تسارع الأحداث أصبحت الإجابة عن سؤالنا تقود إليها معطيات على الأرض، قد تكون إحدى نتائجها المحتملة التحكم في مخرج قناة السويس على البحر المتوسط.
وانطلاقًا من نقطة الهجوم الإسرائيلي على رفح، رغم قبول حركة حماس المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لزم إعادة التفكير في الأهداف الحقيقية المشتركة لإسرائيل وأمريكا، ويصبح السؤال الذي صدرنا به هذا المقال أكثر إلحاحًا، والإجابة عنه مطلوبة.
لا يمكن التحجج بالدوافع الإنسانية لإنشاء أمريكا للميناء المؤقت والممر البحري من قبرص إلى غزة، لأن حل المشكلة الإنسانية في غزة يتحقق بضغط جاد على إسرائيل، ومن خلال فتح المعابر البرية، التي تغني عن الميناء وتكلفته التي قيل إنها تصل إلى 320 مليون دولار، وهذا يدعم الدوافع وراء إنشاء الميناء، التي تناولها بالتفصيل كثير من الباحثين.
وقفة مع تصريحات #بايدن
بالرجوع إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جون بايدن في 20 أكتوبر/تشرين الأول، بعد عودته من إسرائيل، يمكن أن نتلمس إجابة سؤالنا المطروح حول ما يمثله الميناء الأمريكي في غزة والسيطرة الإسرائيلية على القطاع من تهديد للأمن القومي المصري، وتمكين إسرائيل وأمريكا من التحكم في قناة السويس.
فقد صرح بايدن قائلا: إن الخيارات التي ستتخذ اليوم سترسم ملامح المستقبل لعقود قادمة، وطلب من الكونغرس المساعدة من أجل أمن إسرائيل، وأكد أن هذا استثمار ذكي سيؤتي ثماره للأمن الأمريكي لأجيال.
وباعتبار فلسطين نقطة اهتمام استراتيجية للقوى العظمى، فقد كانت مفتاحا للاستيلاء على نقطة السويس ذات الأهمية الاستراتيجية العسكرية.
وبالنظر في الأهداف الجيوسياسية الأمريكية الأوسع اتجاه المنطقة؛ فإن الميناء الأمريكي على ساحل غزة لن يكون مؤقتا، بل سيتحول إلى ميناء دائم، وهذا يحمل تداعيات كبرى على الأمن القومي المصري، وتحديدا على قناة السويس.
واتساقًا مع وجهة النظر التي يعبر عنها سؤالنا، يشير الضابط السابق بالبحرية التركية سوات دلغان (suat delgen) محلل شؤون الدفاع، والخبير في الأمن البحري، إلى أن واشنطن على وشك فقدان مضيق باب المندب، وتنظر إلى احتمال خسارة مفتاح مضيق السويس الاستراتيجي باعتباره تحديا استراتيجيا كبيرا، له تداعياته الكبرى على توازن القوى، التي تتجاوز منطقة البحر الأحمر الاستراتيجية إلى النطاق الأوسع في منطقة غرب آسيا.
وبالنظر إلى الصراعات عبر التاريخ، يؤكد دلغان أن استخدام إسرائيل للسيطرة على قناة السويس هو الربح الكبير الذي ستجنيه الولايات المتحدة؛ إذ إنه من المحتمل أن تؤدي السيطرة الإسرائيلية على غزة، والسيطرة الأمريكية على البحر قبالة القطاع بحجة المساعدات الإنسانية، إلى التحكم الأمريكي في مخرج قناة السويس؛ مما يعني التحكم في منافذ إيران وروسيا على البحر المتوسط عبر لبنان وسوريا، ويحقق لواشنطن ما تريد من تعزيز للنفوذ.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف قناة السويس سيطرة إسرائيل غزة ميناء سواحل غزة المساعدات الإنسانية البنتاغون الميناء العائم بايدن إنشاء المیناء قناة السویس التحکم فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
باستثمارات 970 مليون جنيه.. اقتصادية قناة السويس توقع عقد إنشاء مصنع منسوجات
شهد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم، بمقر الهيئة بالعاصمة الإدارية، مراسم توقيع عقد مشروع جديد لصالح إحدى الشركات المصرية المتخصصة في مجال الغزل والنسيج وتجهيز وتطريز وحياكة المنسوجات، وذلك لإقامة مصنع داخل نطاق المطور الصناعي.
المشروع يقام بالمنطقة الصناعية بالسخنة على مساحة 15 ألف متر مربع، وبتكلفة استثمارية تبلغ 970 مليون جنيه مصري، بما يعادل 19.9 مليون دولار، بتمويل ذاتي من الشركة (على عدة مراحل)، على أن يبدأ التشغيل الفعلي والإنتاج خلال الربع الثالث من عام 2026، ويُتوقع أن يوفر المشروع نحو 200 فرصة عمل مباشرة في مرحلته الأولى، مع خطة للتوسع التدريجي وصولًا إلى 500 فرصة عمل خلال خمس سنوات.
وليد جمال الدين: المشروع يعكس توجه الهيئة لتعميق التصنيع المحلي وتعزيز القيمة المضافة وزيادة الصادرات من داخل المنطقة الاقتصاديةوأكد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن المشروع يمثل خطوة مهمة في سبيل تعميق الصناعة المحلية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لافتًا إلى أن الهيئة تعمل على جذب استثمارات صناعية مستدامة تسهم في تعزيز القيمة المضافة للمنتج المصري، وزيادة قدرته التنافسية إقليميًا ودوليًا، مشيرًا إلى أن المزايا التي تقدمها الهيئة من بنية تحتية متكاملة، وموقع استراتيجي، وتكامل بين المناطق الصناعية والمواني، تُشكل عوامل جذب رئيسية أمام المستثمرين الجادين.
وأضاف وليد جمال الدين أن قطاع المنسوجات يُعد من القطاعات الصناعية الواعدة التي توليها الهيئة أهمية متزايدة في خطتها الاستراتيجية، لما له من دور محوري في توفير بدائل محلية للمنتجات المستوردة، ودعم سلاسل الإمداد لصناعات متنوعة مثل الملابس الجاهزة والمفروشات، فضلاً عن قدرته على التوسع في التصدير، خاصة مع توافر المقومات اللازمة من عمالة ماهرة وخدمات لوجستية متكاملة داخل نطاق الهيئة.
من جانبه، صرّح أشرف أبو العينين، مدير الشركة، بأنه من المقرر أن يتم تنفيذ المشروع خلال فترة تتراوح من 12 إلى 48 شهرًا، ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية الشركة للتوسع الصناعي وتقديم منتج مصري عالي الجودة موجه للأسواق المحلية والعالمية، مع استهداف تحقيق صادرات بقيمة لا تقل عن 10 ملايين دولار في السنة الأولى من التشغيل، ترتفع تدريجيًا لتصل إلى 30 مليون دولار خلال خمس سنوات، وذلك مع التزام كامل بتطبيق أعلى معايير الجودة والتطوير المستمر.
الجدير بالذكر أن المشروع يأتي ضمن سلسلة من المشروعات الصناعية التي تشهدها منطقة السخنة الصناعية في إطار خطة الهيئة لتعزيز التصنيع المحلي وتوفير بيئة محفزة للاستثمار الصناعي، بما يسهم في تعظيم الاستفادة من المقومات المتاحة بالمنطقة وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني، ويستهدف المشروع إنتاج مجموعة متنوعة من المنسوجات وأغطية الأرضيات وحافظات السجاد بمقاساتها المختلفة، بالإضافة إلى الصناعات التكميلية المرتبطة مثل الطباعة، التجهيز، اللصق، الحفر، القص، والحياكة، وذلك لتلبية احتياجات السوق المحلي والتوسع نحو التصدير.