جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-31@16:15:10 GMT

ممتنة لك

تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT

ممتنة لك

ريم الحامدية

[email protected]

 

ربما تتشابه الأيام ونحن نعيشها كلٌّ في مجاله ومسؤولياته، لا ندرك قيمتها فنمضي وتمضي بنا الأوقات دون أن ننتبه للنِّعَم التي تحتضننا بصمت، ولا نلتفت للتفاصيل التي تجعل الحياة أكثر جمالًا ورونقًا.

لكننا، في لحظة صافية، حين يهدأ الضجيج في الخارج ونُصغي لما بداخلنا، ندرك أننا ممتنون.

. فالامتنان شعور نبيل وهو امتدادٌ للشكر لكنه أعمق من كلمة وأرقى من ردّ جميل.

الامتنان صفةُ الكرماء الذين لا ينسون فضل الآخرين، وهو تقدير صادق لكل من أسدى لنا معروفًا ولو بكلمة أو نظرة أو حتى بصمت حضوره في وقت الحاجة.. لكننا اليوم نختار أن نتوقف معًا ونُغمض أعيننا للحظة ونفتح قلوبنا لشعور قد يغيب في زحمة الحياة: "الامتنان".

نحن لا نكتب لنعلم بل لنُذكّر أنفسنا وأنت معنا بأن الامتنان هو البحر الهادئ الذي يعانق شواطئ قلوبنا فيُهدئ عواصفها.

ممتنون لله، الذي يُحيطنا بعنايته حتى حين لا نطلب، ممتنون للحياة رغم كل تناقضاتها، وممتنون للصباحات التي تحمل بدايةً جميلة رغم ما تُخلّفه الليالي الصاخبة وللمساءات التي تحتوينا بعد التعب، ممتنون لأننا ما زلنا نحاول؛ نحاول أن نعيش بلطف وأن نمضي ونسامح ونحب رغم كل الخيبات، ونحلم رغم كل التعب ونؤمن رغم كل ما لا يُرى.

ممتنون للصُّدف الجميلة، وللطرق التي لم نخطّط لها، لكنها أوصلتنا لما كنا نرغب فيه ونحتاجه، ممتنون للقلوب التي أحبّتنا دون أن تطلب مقابلًا،
وللعثرات التي جعلتنا أكثر نضجًا، وأعمق فهمًا، وأقوى مما كنا نظن.

نحن ممتنون للأمهات، لأنهن الضوء في العتمة، والملاذ حين تضيق الدنيا، واليد التي ربتت على أرواحنا قبل أن تفهم كلماتنا، وممتنون للآباء، لوجودهم القوي حين لا يقولون شيئًا، ولخوفهم علينا الذي لا يُقال، لكنه يُشعر في كل تصرف.

ممتنون للأصدقاء الذين بقوا، للذين فهموا قبل أن نشرح، وساندونا دون أن نطلب، ولكل كلمة طيبة قيلت في وقت انكسار، فجملت يومنا، وربما أنقذتنا من أنفسنا.

نحن ممتنون للحب، لأنه اختارنا يومًا، دون ترتيب، ودون موعد،
ممتنون لتلك القلوب التي رأتنا وسط الزحام، وقررت البقاء، رغم كل ما فينا من تناقض وفوضى وخوف.

وكما قال الفيلسوف اليوناني أفلاطون: "الامتنان هو علامة الأرواح النبيلة."

نحن نمتن، لأن الامتنان يُربّينا على اللين، ويُعلّمنا الرضى، ويُذكّرنا دومًا أن في الحياة ما يستحق الحمد، مهما ثقلت الأيام، وهو الضوء الذي يسبق الشكر، والماء الذي يروي جذورنا حين تجف الأرواح.

وحين نمتن، لا نُغيّر العالم من حولنا، بل نُغيّر قلوبنا.

وفي آخر السطر: الامتنان ليس لحظةً عابرة، بل أسلوبُ حياة.
نحن لا نملك عمرًا أطول، ولا ضماناتٍ أكبر، لكننا نملك قلوبًا تعرف كيف تُضيء حين تشكر، وكيف تزهر رغم المواسم اليابسة، نملك هذا الإحساس العميق أن كل ما مرَّ بنا شكّلنا، رقّقنا، وساقنا لما نحن عليه الآن،
وبين العادي والمألوف تختبئ النِّعَم، ونحن بالامتنان نراها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الذی ی رغم کل

إقرأ أيضاً:

عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل

أستاذ وناشط حقوقي فلسطيني ولد عام 1994 في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، عُرف بموقفه الثابت في الدفاع عن قريته ومناهضة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا. ساهم عام 2019 في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عام 2025، ووثق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. واستشهد في 28 يوليو/تموز 2025 برصاص مستوطن إسرائيلي قرب منزله أثناء تصديه لعملية استيطانية.

المولد والنشأة

وُلد عودة محمد خليل الهذالين عام 1994 في قرية أم الخير شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، في قلب الضفة الغربية المحتلة.

وتعود أصوله إلى قبيلة الهذالين، إحدى القبائل البدوية العريقة التي استقرت في المنطقة بعد أن أجبرها الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من موطنها الأصلي في بئر السبع عام 1948.

نشأ في كنف أسرة بدوية تعتز بأرضها، وتربى على قيم الصمود والتشبث بالأرض وعدم الاستسلام.

كان محبا للرياضة لا سيما كرة القدم، وشارك في مباريات ودية أقيمت في قريته ضمن فرق محلية مثل نادي مسافر يطا ونادي سوسيا، وآمن بأن الرياضة تعزز الانتماء وتُنمّي روح التحدي.

عودة الهذالين عمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية (مواقع التواصل)الدراسة والتكوين

تلقى عودة تعليمه الأساسي في مدارس مسافر يطا، والتحق بمدرسة أم الخير الابتدائية عام 2000، وواصل دراسته رغم ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المدارس بسبب مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أظهر منذ صغره حبه لتعلم اللغات، وأبدى اهتماما خاصا باللغة الإنجليزية، مما دفعه لإكمال تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الصرايعة التي تخرج فيها عام 2012. وواصل دراسته الجامعية في جامعة الخليل، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 2016.

تزوج الهذالين وأنجب ثلاثة أطفال وهم وطن ومحمد وكنان.

المسيرة النضالية

عمل عودة بعد تخرجه مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية، لكنه لم يكتف بالدور التعليمي، بل سرعان ما برز ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومقاومة الاستيطان جنوب الضفة الغربية.

وعرفه المحليون والدوليون بأنه صوت قرية "أم الخير" والمدافع الأول عن سكانها، وأصبح المتحدث غير الرسمي باسمها، خاصة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.

تولى لفترة طويلة مسؤولية المرافعة الميدانية، واستقبل الوفود الأجنبية من دبلوماسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين، وقادهم في جولات توثيقية داخل المناطق المهددة بالهدم، موضحا واقع البيوت التي أصبحت خياما، والأراضي التي صودرت لصالح التوسع الاستيطاني.

إعلان

بالعربية والإنجليزية، قدّم الهذالين شهادات حية ومؤثرة نقلت معاناة قريته إلى العالم، مستخدما لغة بسيطة لكنها قادرة على النفاذ إلى الضمير الإنساني.

عودة الهذالين شارك في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل (مواقع التواصل)"لا أرض أخرى"

شارك الهذالين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي صُوّر على مدى أربع سنوات (2019-2023) وانتهى العمل عليه قبل أيام قليلة من اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، حصد أصداء واسعة في الأوساط السينمائية والحقوقية، وفاز بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" و"جائزة الجمهور" في مهرجان برلين السينمائي عام 2024، ثم حقق إنجازا تاريخيا بفوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الـ97 للأكاديمية، التي أُقيمت يوم 2 مارس/آذار 2025 على مسرح دولبي في هوليود.

وسلّط الفيلم الضوء على معاناة الفلسطينيين في قرية مسافر يطا جنوب محافظة الخليل، وركز على حياتهم التي يقضونها في المقاومة للبقاء والعيش في أرضهم رغم القمع والاستيطان.

وأثار فوز الفيلم بجائزة أوسكار موجة غضب كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، واعتبرته الحكومة الإسرائيلية "لحظة حزينة للسينما العالمية"، ذلك أنه جسّد حقيقة النكبة التي ترفض روايتها.

الاستشهاد

استشهد عودة محمد خليل الهذالين مساء يوم الاثنين 28 يوليو/تموز 2025، وذلك بعدما أطلق مستوطن إسرائيلي النار مباشرة على رأسه أمام منزله في قرية أم الخير.

ووفقا لشهادات الأهالي، جاء الاعتداء في سياق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة جرافة عسكرية أراضي القرية لتوسيع مستوطنة "كرميئيل" المقامة على الأراضي المصادرة.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطن المسؤول عن إطلاق النار هو ينون ليفي، أحد أبرز المستوطنين المعروفين بتورطهم في اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية.

ويُذكر أن ليفي هذا مُدرج منذ عام 2023 في قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية والكندية، ضمن حزمة شُرعت لمحاسبة المستوطنين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية.

سياسات قمع إسرائيلية

وفي 29 يوليو/تموز 2025، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة عزاء الشهيد عودة الهذالين في قرية أم الخير، واعتدت على عدد من النشطاء والصحفيين الأجانب ثم طردتهم بالقوة، وأعلنت المنطقة "عسكرية مغلقة"، في محاولة واضحة لمنع أي مظاهر للتضامن المحلي والدولي.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات طردت المعزين بالقوة من العزاء واعتقلت ناشطتين أجنبيتين كانتا ضمن المتضامنين.

مقالات مشابهة

  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • الإمارات تدين الهجوم الذي استهدف مركبات في ولاية بلاتو بنيجيريا
  • الأمير الذي نام طويلاً.. واستيقظت حوله الأسئلة
  • الإمارات تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة في الكونغو
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين