الجديد برس: بقلم/ عبدالناصر المودع

 

لمركزي عدن: توقف عن التدخل واترك الاقتصاد وشأنه

نتيجة الاحتجاجات التي شهدها لبنان عام 2019، ارتفع الطلب على الدولار الأميركي الذي كانت قيمته تساوي 1500 ليرة لبنانية، ما أدى إلى ارتفاع الدولار مقابل الليرة. وعلى أثر ذلك، اتخذ مصرف لبنان (البنك المركزي اللبناني) قرارات كارثية من قبيل: منع المودعين من سحب ودائعهم ، وتحديد سعر رسمي للدولار، لاستيراد بعض السلع، وغيرها من القرارات.

وقد نتج عن ذلك، خلق حالة من الهلع، فالمودعون قرروا سحب ودائعهم من البنوك، ومن كانت لديه عملة لبنانية حولها إلى دولار أو أي عملة أخرى. وكانت النتيجة انهيار العملة اللبنانية، والجهاز المصرفي، ووصول البلد إلى حالة قريبة من الانهيار.

عندما اتخذ مصرف لبنان تلك القرارات الخرقا، كان الاحتياطي النقدي لدى مصرف لبنان (البنك المركزي اللبناني) من الذهب والعملات الأجنبية يقدر بـ 48 مليار دولار. وكان ذلك الاحتياطي يعتبر من الاحتياطيات الأعلى في العالم، كونه كان قادرا على تغطية قيمة الواردات اللبنانية لأكثر من 30 شهرا. وبالمقارنة مع الصين، والتي تمتلك أكبر احتياطي من العملات الأجنبية في العالم، إلا أنها لا تكفي وارداتها لأكثر من 13 شهراً.

تلك الاحتياطيات الضخمة لمصرف لبنان كان يمكنها أن تحافظ على قيمة الليرة، أو تجعل حجم التراجع لا يتجاوز 10% في أسوأ الأحوال، لكن سياسات المصرف، التي كانت مزيجا من الفساد وسوء التقدير والغباء والاستهتار، أوصلت سعر الدولار إلى ما يقارب 100 ألف ليرة، وهو ما يعني تراجع قيمة الليرة بأكثر من 6000% من قيمتها.

في اليمن، منذ القرار الأخرق للرئيس الكارثة هادي، بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن في صيف 2016، وحتى الآن، لم تكن احتياطيات البنك المركزي في عدن تزيد عن بضع مئات الملايين من الدولارات، وفي بعض الأحيان كانت هذه الاحتياطيات لا تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات، ورغم ذلك لم ينخفض ​​سعر الريال اليمني إلا بما يقارب 400% من قيمته.
ولا يرجع السبب في ذلك إلى الإدارة الحكيمة للبنك المركزي، بل إلى التدخل المحدود للبنك المركزي، حيث تُركت العملة اليمنية تتحرك بحرية حسب العرض والطلب. وكانت معظم تدخلات البنك المركزي المحدودة غير مفيدة وضارة في الغالب.

مؤخراً، وتحت ضغط من القوى الانفصالية، والتي تسيطر على عدن، وما تسمى زورا بـ”الحكومة الشرعية”، اتخذ البنك المركزي في عدن جملة من القرارات السيئة، من بينها مطالبة جميع البنوك بنقل مقراتها من العاصمة صنعاء إلى عدن. ومن شأن هذه القرار أن يؤدي إلى المزيد من الدمار للنظام المصرفي في اليمن، ومن ثم المزيد من التدهور الاقتصادي وتراجع قيمة الريال اليمني. فكل الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية تجعل هذه البنوك غير قادرة على تنفيذ قرار النقل لأكثر من سبب أهمها:

أولاً: أغلب أنشطة هذه البنوك تتم في مناطق سيطرة الحوثيين، وبما أن الحوثيين يعارضون قرار نقل مقراتها الرئيسية إلى عدن، فقد يوقفون عمل هذه البنوك في هذه المناطق، وهذا الأمر قد يؤدي إلى إعلان إفلاس البنوك التي ستلتزم بالقرار. وسيودي ذلك إلى اضرار جسيمة بألاف المودعين والمتعاملين مع هذه البنوك في كل الدولة.

ثانياً: عدن مدينة مُسخ من الناحية السياسية؛ فهي ليست العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية ولا هي عاصمة الدولة الانفصالية المتخيلة. وإجبار البنوك على نقل مقراتها إلى مدينة بهذه المواصفات، هو قرار خاطئ بكل المقاييس. فهذه المدينة تحكمها ميليشيات انفصالية بطريقة فوضوية، وتقوم بممارسات عنصرية، فعلية وضمنية، تجاه مواطني المحافظات الشمالية، كما أن مؤسسات إنفاذ القانون معطلة أو غير فعالة. وبما أن الأمر على هذا النحو، فإن “بنك عدن المركزي” لا يستطيع حماية هذه البنوك وموظفيها ولا تنفيذ قراراته. ولذلك، لا يمكن للبنوك أو الموظفين القادمين من المحافظات الشمالية العمل في مثل هذه البيئة السيئة.

أكدت التجربة، في اليمن وغير اليمن، أن الاقتصاد في الدول الممزقة يعمل بشكل أفضل حين لا تكون هناك قيود أو اجراءات تنظيمية من قبل السلطات، التي تسيطر على بعض مناطق الدولة. فهذه القرارات، في هكذا بيئة، تمنع التفاعل الاقتصادي الطبيعي، وتخلق قيود وعراقيل تفاقم التدهور الاقتصادي. وكما ذكرنا؛ فإن العملة اليمنية لم تنهار مثلما حدث في لبنان، أو سوريا وغيرها من الدول، خلال فترة الحرب، رغم ضعف الاقتصاد اليمني قياسا بتلك الدول، والسبب قلة القيود المفروضة من هذه السلطة أو تلك وليس العكس.

طالما أن البلاد ممزقة سياسيا إلى كانتونات متحاربة، يديرها أمراء حرب مدعومون من الخارج؛ فمن المستحيل على أي مؤسسة أن تفرض سياساتها، خاصة في الجانب الاقتصادي. فإذا كان البنك المركزي في عدن، الذي يتحكم به الانفصاليون، غير قادر على حماية مقره من المليشيات الانفصالية، والتي أعتدت عليه أكثر من مرة، فليس له الحق بالادعاء بأنه الجهة الشرعية والرسمية المخولة بإدارة السياسة النقدية والمصرفية في اليمن. إضافة إلى ذلك هذا البنك غير قادر على فرض قراراته، وبالذات في المناطق، الخارجة عن سلطته.

ولهذا كله؛ فإن الإجراء الأسلم لهذا البنك هو عدم التدخل في الشئون الاقتصادية، إلا في الحدود الدنيا، لأن تدخلاته ستكون ضارة، وستزيد أوضاع الناس سوءا.

*من صفحة الكاتب على منصة “إكس”

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: البنک المرکزی هذه البنوک فی الیمن

إقرأ أيضاً:

سعر الريال السعودي اليوم الإثنين 7 يوليو 2025.. في البنك المركزي بكام؟

تراجع سعر الريال السعودي اليوم الإثنين 7 يوليو 2025 في البنوك وشركات الصرافة، وسجل سعر الريال السعودي في المصرف العربي الدولي نحو 13.14 جنيه للشراء، و13.16 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص سعر الريال السعودي وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

سعر الريال السعودي سعر الريال السعودي في البنك المركزي المصري

سعر الريال السعودي في البنك المركزي المصري، بلغ نحو 13.13 جنيه للشراء، و13.17 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي في البنك الأهلي المصري

سعر الريال السعودي في البنك الأهلي المصري، بلغ نحو 13.09 جنيه للشراء، و13.17 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي في بنك مصر

سعر الريال السعودي في بنك مصر، بلغ نحو 13.10 جنيه، وسعر البيع 13.17 جنيه.

سعر الريال السعودي في بنك الإسكندرية

سعر الريال السعودي في بنك الإسكندرية، بلغ نحو 13.13 جنيه للشراء، و13.16 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي في البنك التجاري الدولي

سعر الريال السعودي في البنك التجاري الدولي، بلغ نحو 13.11 جنيه للشراء، و13.16 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي في بنك القاهرة

سعر الريال السعودي في بنك القاهرة، بلغ نحو 13.10 جنيه للشراء، و13.17 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي سعر الريال السعودي في مصرف أبوظبي الإسلامي

سعر الريال السعودي في مصرف أبوظبي الإسلامي، بلغ نحو 13.15 جنيه للشراء، و13.17 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي في المصرف العربي الدولي

سعر الريال السعودي في المصرف العربي الدولي، بلغ نحو 13.14 جنيه للشراء، و13.16 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي في البنك الأهلي الكويتي

سعر الريال السعودي في البنك الأهلي الكويتي، بلغ نحو 13.15 جنيه للشراء، وسعر البيع 13.18 جنيه.

سعر الريال السعودي في بنك نكست

سعر الريال السعودي في بنك نكست، بلغ نحو 13.12 جنيه للشراء، و13.17 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي في المصرف المتحد

سعر الريال السعودي في المصرف المتحد، بلغ نحو 12.70 جنيه للشراء، و13.16 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودي في بنك كريدي اجريكول

سعر الريال السعودي في بنك كريدي اجريكول، بلغ نحو 13.06 جنيه للشراء، و13.15 جنيه للبيع.

اقرأ أيضاًسعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 7 يوليو 2025 الان بيع وشراء

سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الجمعة 4 يوليو 2025.. آخر تحديث

سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 4-7-2025.. وفقًا لآخر تحديث

مقالات مشابهة

  • العليمي وبن بريك ومحافظ البنك المركزي والفريق الاقتصادي.. يناقشون حلولا لا تسمن ولا تغني من جوع بقصر المعاشيق
  • الرئيس العليمي يجتمع برئيس الحكومة ومحافظ البنك المركزي بقصر معاشيق
  • ‏البنك الدولي: سوريا تواجه أزمة سيولة حادة بسبب نقص أوراق النقد والاضطرابات الأوسع نطاقا في تداول العملة المحلية
  • عاجل| لا خوف علي الجنيه من الدولار.. بيان هام من البنك المركزي
  • البنك المركزي المصري يوجه البنوك نحو دعم العملاء المصدرين والتوافق بيئيًا مع المعايير الدولية
  • المركزي يوجه البنوك لدعم المصدرين في التوافق مع معايير الاستدامة البيئية
  • سعر الريال السعودي اليوم الإثنين 7 يوليو 2025.. في البنك المركزي بكام؟
  • شبح طباعة العملة: لماذا رفض البنك المركزي خصم الحوالات؟
  • المركزي السوري: لن نلجأ إلى أدوات الدين الخارجية أو نربط العملة بالدولار
  • ها قد أعلن المركزي الليبي عن تزوير العملة