لبنان ٢٤:
2024-06-16@14:06:56 GMT

باسيلشريك التسوية... الحسابات السياسية مختلفة

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

باسيلشريك التسوية... الحسابات السياسية مختلفة


لا تزال العلاقة بين رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل و"حزب الله" سيئة بالرغم من كل محاولات إظهار العكس من قبل الحزب أولاً، ومن قبل بعض قيادات "التيار" الحريصة على التحالف ثانياً، لكن يبدو أن باسيل لديه حسابات سياسية أخرى ويستمر في مجاراة الخطاب العوني اليميني والتمايز عن الحزب في القضايا الاستراتيجية وفي مسألة المعركة الحاصلة اليوم في الجنوب، علماً أن معظم حلفاء الحزب إصطفوا خلفه حتى ان المتمايزين منهم عادوا إلى دعم خطواته العسكرية.



لدى باسيل عدة حسابات تجعله أكثر قوة أمام "حزب الله"، أو أقله تشعره أنه كذلك، أولها أن الحزب يحتاج لباسيل وكتلته النيابية لإيصال مرشحه الرئاسي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، لأنه إلى اليوم لا يمتلك أي اكثرية كافية ولا يمتلك أيضاً ميثاقية مسيحية، من هنا، واذا استمر الحزب بالإصرار على فرنجية فعليه أن يصالح باسيل ويتناسى كل خطابه الحالي الذي سيكون قد كسب من خلاله شعبية في الشارع المسيحي وداخل "التيار" ايضاً.

اما الإعتبار الثاني فهو أنه في المرحلة المقبلة التي ستشهد عقد تسويات إقليمية، لن تكون "القوات اللبنانية" قادرة على مواكبة اي تسوية مع "حزب الله" نظراً لذهابها بعيداً في معاداته وفي مخاصمة "السلطة" عموماً، وعليه يمكن لباسيل ومن موقع المتمايز عن سياسات حارة حريك أن يكون شريكاً في الحكم والتسورية، وعليه فإنه يبقي على الخلاف الإعلامي مع "حزب الله" وفي الوقت نفسه يسعى ليكون شريكه المسيحي في الحكم والتسوية على قاعدة رابح رابح، وهذا الامر يعرف باسيل كيف يديره جيداً.

في الاسابيع الماضية، وفي ظل الخلاف مع "حزب الله" ساهم باسيل في عقد الجلسة النيابية التشريعية والتي رعاها "الثنائي الشيعي" وكذلك تحالف مع "الثنائي" نفسه في إنتخابات نقابة المهندسين وسيتحالف معه في إنتخابات نقابية أخرى، بمعنى أن "التيار" لا يزال عملياً حليفاً شبه كامل للحزب في الكثير من القضايا الداخلية، في الوقت الذي يستمر الخلاف الاعلامي والسياسي الكبير في القضايا الإستراتيجية التي تهم الحزب أكثر من غيرها من العناوين.

وتقول مصادر مطلعة أن الصورة باتت مقلوبة، فخلال عهد الرئيس ميشال عون كان الخلاف بين "حزب الله" و"التيار" على القضايا الداخلية وطريقة إدارة الدولة والمشاريع الحكومية وغيرها، وكان التوافق كاملاً على السلاح والمعركة في سوريا وغيرها، اما اليوم فبات التوافق داخلياً مع "الثنائي الشيعي" ولو نفى باسيل ذلك علناً، في حين أن الخلافات استراتيجية، وعليه فإن رئيس "التيار"يدرك أن الحزب سيفضل الحفاظ على هذا المستوى من العلاقة معه بدلاً من تحويل جميع المسيحيين إلى خصوم كاملين.

لا يزال الهمّ الاساسي لرئيس "التيار" جبران باسيل كيفية رفع العقوبات الاميركية، وهذا الامر كان يحتاج تفاوضاً حقيقياً مع الاميركيين، لكن باسيل تسرع في تظهير خلافه الاستراتيجي مع الحزب الذي بات تحصيلاً حاصلاً ولم يعد يمكن تسويقه كثمن تحصل عليه واشنطن من باسيل في مقابل رفع العقوبات عنه، لذا ليس مستغرباً، في أي لحظة من اللحظات الحساسة، أن يعيد باسيل حساباته ويعدل خطابه السياسي لكي يصبح متوافقاً مع الرغبة الاميركية ليفتح الباب امام اعادة الامل بأن يكون له "مستقبل سياسي" واقعي في لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما هي خطّة باسيل؟

جال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على مختلف القوى السياسية، لكنه لم يقم بزيارة "بنشعي" و"معراب"، ولم يلتقِ لا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ولا رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، واكتفى بلقاء نواب من "الجمهورية القوية" ضمن فريق "المعارضة" في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، والنائب فريد هيكل الخازن في منزله. وهذا يعني أن جولته ناقصة، وهو لم يلاقِ فرنجية في منتصف الطريق عندما تحدّث في الشق الأول من خطابه عن ضرورة توحيد كلمة القوى المسيحية في كل الأمور، ومن بينها الاستحقاق الرئاسي. بل لاقاه عند منعطف حديثه عن ثنائية الترشيح بين من يمثلان الخطّين السياسيين المتناقضين بالتوجهات والاستراتيجيات. ولم يستطع أن "يبلع" "قصة" أن "القوات" هي الأكبر تمثيلًا على الساحة المسيحية.
وفي رأي أكثر من مراقب لتطور الأحداث أن لتحرّك باسيل هدفين: الأول، اتسم بالنقاط السبع، التي اختصرها في مؤتمره الصحافي عقب انتهاء جولته السياسية، وهي:
1 - وجوب انتخاب رئيس للجمهورية وفصل الاستحقاق الرئاسي عن الأحداث الخارجية.
2 - لا شروط مسبقة للتشاور.
3 -السعي للتوافق عبر الحوار والا فالانتخاب.
4 - شرط النجاح هو تأمين التزام 86 نائبًا وعدم خروجهم خلال أي دورة.
5 - السعي الى مشاركة الجميع في الحوار لأن لا قدرة لأحد على إقصاء أحد.
6 - جلسات الانتخاب هي متتالية لمدة 3 أيام والدورات في كل جلسة هي متتالية على أربع دورات وعندها تكون الفرصة متاحة للربح.
7 - تكوين مجموعة وازنة من النواب المستقلين والكتل النيابية الذين يؤمنون بمبدأ التوافق.
أمّا الهدف الثاني غير المعلن لجولة باسيل، وهذا ما يراه مقربون من "بنشعي" و"معراب" كموقف غير منسّق، ولكنه يأتي في السياق التحليلي للأمور، فهو السعي من خلال التماهي مع مساعي الرئيس نبيه بري الحوارية إلى عزل "القوات اللبنانية" ومن يقف معها من القوى المعارضة لترؤس رئيس مجلس النواب طاولة الحوار ولقطع الطريق على تكريس هذا الأمر عرفًا في كل مرّة يصار فيها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما يتحرّك في اتجاه "حارة حريك" في محاولة اقناعية قد تكون أخيرة لثني "الثنائي الشيعي" عن الاستمرار في تقديم الدعم المطلق لفرنجية، على رغم أن الأمل في أن يصير المستحيل واقعًا ضعيف جدًّا. وهذا ما تمّ تأكيده في اللقاء مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" الحاج محمد رعد.
إلاّ أن لمقربين من "ميرنا الشالوحي" تفسيرًا مختلفًا لتحرّك باسيل في اتجاه الجميع، حتى ولو لم يلتقِ مباشرة مع فرنجية وجعجع، إذ يقول هؤلاء بأن ما يقوم به رئيس "التيار" لا يهدف إلى عزل أحد، ولا إلى إقصاء أحد، وهو كان واضحًا في مؤتمره الصحافي في نهاية جولته من سعيه الى مشاركة الجميع في الحوار لأن لا قدرة لأحد على إقصاء أحد، وهو بالتالي لم يوقف التحرّك الذي قام به من أجل التوصّل إلى قواسم مشتركة، أقّله مسيحيًا، لإخراج الأزمة الرئاسية من عنق الزجاجة على قاعدة فصل الأزمات الأخرى بتأثيراتها السلبية عن هذا الاستحقاق، خصوصًا بالنسبة إلى ربط جبهة الجنوب بالحرب الدائرة في قطاع غزة.
في المقابل، فإن بعض الأوساط السياسية التي تصنّف نفسها بالحيادية ترى أن ما طرحه فرنجية في مناسبة أحداث أهدن، أقّله ما له علاقة بدعوته إلى إقامة حوار عقلاني داخل المجتمع المسيحي يكون مقدمة لازمة لحوار أكبر على مستوى كل لبنان لم يلق تجاوبًا من قِبل باسيل، الذي لم يتوقف سوى عند ما جاء في الكلام الذي قيل في أهدن عن ثنائية فرنجية – جعجع في المعادلة الرئاسية.
فمن كلام فرنجية الرئاسي بشقّه المسيحي يبدأ الحل. وما دام الخلاف بين الثلاثي الماروني قائمًا فإن الرئاسة الممنوحة عرفًا للموارنة قد تطير من بين أيديهم كحال رضيع لأهل ضريرين وقد ضاع لكثرة "البقبشة".


المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • ما هي خطّة باسيل؟
  • حزب الله يضع حلفاءه في الاجواء..
  • منسق «تمرد» بالسويس: المواطنون لم يتوقعوا سرعة التخلص من حكم الإخوان
  • تحميل تكبيرات عيد الأضحي المبارك بلهجات مختلفة
  • حسابات مشبوهة.. ونائب يتحرّك
  • الإصلاح في الحزب الشيوعي السوداني: بين تجديد الفكر والتمسك بالقيم التقليدية
  • حزب الله: دمرنا المنظومات التجسسية في موقع مسغاف عام
  • مشايخ سقطرى يدعون لعقد مؤتمر جامع لأبناء سقطرى لمناقشة قضايا المحافظة
  • باسيل يربح من حراكه.. هل يقصي فرنجية وينتزع الشرعية؟
  • تقرير ديبلوماسي عربي: حزب الله يطرح الرئاسة للمقايضة.. وباسيل يزور حزب الله: دعم فرنجية مستمر