التصعيد اليمني بين الضغوط الأمريكية والإجراءات المضادة
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
يمانيون -متابعات
تتعرض العاصمة صنعاء وبقية المحافظات بسبب حصارها للملاحة الإسرائيلية ولاحقًا لحلفاء الكيان، لغارات جوية أمريكية وغربية تستهدف مراكز تخزين أو تصنيع الطائرات المسيرة ومناطق إطلاق الصواريخ البالستيّة والمجنحة، غير أنّ ذلك لم يثنِ صنعاء عن المضي في تطوير ردّها على استمرار مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين وإعلان توسيعها منطقة الحصار البحري على الملاحة “الإسرائيلية” والأمريكية والبريطانية في البحر العربي والمحيط الهندي.
ومؤخرًا هددت القوات المسلحة اليمنية بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد واستهداف “كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها أيدينا”، وأنّ مضي إسرائيل في شن عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية “سيفتح المجال لعقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت، وستمنع جميع سفن هذه الشركات من المرور في منطقة العمليات اليمنية بغض النظر عن وجهتها”.
ولاحقًا أعلن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن دراسة مراحل إضافية للتصعيد ضدّ “إسرائيل”، وقال “من الآن نحن نفكر أيضًا في المرحلة الخامسة والمرحلة السادسة ولدينا خيارات مهمة جدًا وحساسة ومؤثرة على الأعداء، وليس هناك بالنسبة لنا أيّ خطوط حمراء يمكن أن تعيقنا عن تنفيذ عملياتنا”.
الضغوط الأمريكية
إلى جانب حشد الولايات المتحدة حاملة طائرات داويت ايزنهاور ومجموعتها الضاربة ومدمرات أخرى غربية في البحر الأحمر بهدف حماية الملاحة “الإسرائيلية” والمصالح الغربية، فإنّ ضغوطاً سياسية وأمنية تمارسها الإدارة الأمريكية على صنعاء تشتمل على:
ـ مساومة صنعاء في تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع السعودية عبر الضغط على الأخيرة لتأخير تنفيذها، وربط التسوية واتفاق السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة بوقف حصار الملاحة الإسرائيلية ووقف قصف الأهداف العسكرية في فلسطين المحتلة.
ـ القيام بأنشطة تخريبية داخلية عدّة في المحافظات شمال اليمن لإرباك الوضع الأمني وإشغال القيادة السياسية عن متابعة تصعيدها ضدّ الكيان المحتل ولاسيما في رفح.
– الإيعاز للفصائل المحليّة الموالية للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن بالاستعداد لتنشيط محاور القتال مع أنصار الله، وتوفير المستلزمات المالية واللوجستية والتخلّي عن فكرة دمج هذه الفصائل وتوحيدها كشرط لدعمها، وضرورة الاستفادة من وجودها لتصعيد الوضع العسكري والأمني مع صنعاء.
الإجراءات المضادة
تعاملت الحكومة اليمنية مع التصعيد الأمريكي والغربي في المنطقة، بكثير من الدقة وفهم الواقع الخارجي وقدرات التحالف العسكرية. ولنا أن نضع بعض الملاحظات التالية على الأداء اليمني:
– القرار السياسي اليمني بمعاقبة إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين لم يفتر منذ أن أعلنت القيادة دخولها معركة نصرة غزة في أكتوبر2023، وتصاعدت الإجراءات تباعًا إلى المرحلة الرابعة التي تستهدف فيها القوات المسلحة اليمنية الملاحة الإسرائيلية في بحر المتوسط.
– تزامنا مع نصرة غزة واشتغالها بالحصار البحري للملاحة “الإسرائيلية” والأمريكية والبريطانية، لم تغفل صنعاء عن شأنها الداخلي وإيلاء الاهتمام بالحالة الأمنية والاجتماعية التي يتربص بها الخارج واتباعه في صنعاء، ولذلك وجهت القيادة السياسية المسؤولين بالمعالجة السريعة لأي حوادث أمنية أو اجتماعية ـ مفتعلة كانت أم لا ـ لمنع تداعياتها وتطويقها سريعاً للحؤول دون استغلالها للتحريض والتشويش على معركة نصرة غزة، مثل الحادثة الأمنية التي جرت في محافظة البيضاء وأدّت إلى مقتل 12 مدني بسبب أخطاء ميدانية ارتكبتها أجهزة أمنية تابعة لوزارة الداخلية في صنعاء.
– لم تغفل صنعاء عن مواجهة رغبة التحالف الغربي والسعودي ـ الإماراتي في إيجاد فوضى أمنية داخلية، وإيجاد نوع من التباين لدى الجمهور اليمني في الموقف، عبر زعزعة الاستقرار وإحداث انفجارات متنقلة في المدن والمحافظات تخلق البلبلة وتحرف الأنظار عن الإجماع اليمني بشأن غزة.
– أثمرت سياسة أنصار الله تجاه الخصوم الداخليين بمد اليد والإعذار وتغليب التوافق على الحرب، والتي انتهجتها طوال فترة العدوان السعودي ـ الإماراتي على اليمن، أثمرت تأييدا منهم لموقفها المناصر لغزة وإعلان الجهاد ضدّ إسرائيل، ومن الجماهير اليمنية جنوب اليمن التي تعتبر موالية لحكومة عدن ولتحالف العدوان، ومنهم أفراد وكيانات كانت شديدة العداء تاريخياً لأنصار الله مثل جماعة الإخوان المسلمين وشخصيات وازنة مثل الشيخ عبد المجيد الزنداني.
تنتهج القيادة اليمنية سياسة اعتماد الخطوات العسكرية التي تشدد الحصار على الإسرائيليين والغربيين كلما وسّعوا من دائرة عملياتهم، وتوسيع دائرة المساحة الجغرافية التي سيتم ضمها إلى منطقة العمليات الحربية وفرض الحصار على الملاحة الإسرائيلية وباقي السفن التي تقدم الدعم لكيان الاحتلال، وهو ما رأيناها في الإعلان عن المرحلة الرابعة التي شملت منطقة عمليات جديدة في البحر المتوسط قبالة فلسطين المحتلة.
وقد أخفقت استراتيجية العدوان الأمريكي والغربي في احتواء التصعيد اليمني أيّما إخفاق، حين فشلت في المراهنة على نضوب القدرات التسليحية اليمنية من الصواريخ والمسيرات، بل بالعكس طالما طال الوقت واستمر حلفاء كيان الاحتلال في تغطية جرائمه وتوسيعها، كلما رأوا من الجانب اليمني توسيعا في القرار السياسي والعمليات العسكرية، وهذا يدل على أنّ ما في جعبة أنصار الله من أصول وقدرات عسكرية كبير ومتنوع، تُمكّن القيادة السياسية من اتخاذ خطواتها واستمرار تحديها، بلا خوف من نفاذ خياراتها وأصولها العسكرية.
* المصدر: موقع الخنادق اللبناني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الملاحة الإسرائیلیة فی البحر
إقرأ أيضاً:
تسجيل أول علاج لمرض ألزهايمر في المملكة بتقنية الأجسام المضادة
أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء، تسجيل مستحضر “لكمبي” (ليكانيماب) كأول علاج يُعتمد رسميًا لمرض ألزهايمر في المملكة العربية السعودية، وذلك لعلاج المرضى الذين يعانون ضعف الإدراك البسيط أو مرحلة خفيفة من الخرف، بشرط ألا يحملوا أي نسخة أو يحملوا نسخة واحدة فقط من أحد أشكال جين صميم البروتين الشحمي (ApoE4)، وهو الجين المرتبط بزيادة خطر الإصابة بالمرض.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); ويُعد مستحضر “لكمبي” علاجًا حيويًا مبتكرًا ينتمي إلى فئة الأدوية الحيوية المبتكرة والمصنعة بتقنية الأجسام المضادة أحادية النسيلة، ويُعتبر أول علاج حيوي يُعتمد استخدامه رسميًا لمرض ألزهايمر في المملكة.علاج مرض ألزهايمرويستهدف هذا العلاج بروتين بيتا أميلويد المتراكم في الدماغ، وهو البروتين الذي يشكّل لويحات تؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية لدى مرضى ألزهايمر. ومن خلال عمله على تقليل تراكم هذه اللويحات، يسهم المستحضر في إبطاء تقدم المرض وتحسين جودة حياة المرضى. ويُعطى المستحضر عن طريق التسريب الوريدي مرة كل أسبوعين.
أخبار متعلقة "الغذاء والدواء" تجيز أجهزة تشخيصية متطورة لقياس أدوية الذهان في الدمضبط منشأة لمخالفتها أنظمة استيراد وتداول المنتجات الغذائيةفرع واحد لكل مدينة.. و"صف السيارات" إلزامي ضمن اشتراطات المطاعم الفاخرة - عاجل .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ألزهايمر - أرشيفية
وأوضحت “الغذاء والدواء” أن تسجيل المستحضر جاء بعد تقييم شامل لفعاليته وسلامته وجودته، واستيفائه لكافة المعايير والمتطلبات المعتمدة. وبيّنت أن الدراسات السريرية التي أُجريت على المستحضر أظهرت نتائج إيجابية في إبطاء تدهور الحالة المرضية مقارنة بالعلاج الوهمي، وذلك بناءً على المقاييس السريرية المستخدمة عالميًا في تقييم فعالية أدوية مرض ألزهايمر.التجارب السريريةوأضافت الهيئة أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي رُصدت خلال التجارب السريرية تمثلت في الصداع، والأعراض المرتبطة بعملية التسريب الوريدي، إضافة إلى تغيّرات في التصوير بالرنين المغناطيسي مرتبطة بالبروتين النشواني، والمعروفة اختصارًا بمصطلح (ARIA)، وهو مصطلح يشير إلى تغيّرات دماغية غير طبيعية يمكن رصدها عبر التصوير بالرنين المغناطيسي، وتشمل هذه التغيرات حالات مثل الوذمة الدماغية أو النزيف الدقيق.
وأكدت الهيئة أهمية المتابعة الدقيقة والدورية لحالة المرضى أثناء فترة العلاج بالمستحضر، وخصوصًا فيما يتعلق برصد وتقييم الأعراض الجانبية المحتملة، وشددت على ضرورة إجراء تقييم دقيق للحالة الجينية للمريض قبل بدء العلاج، وذلك بهدف تقليل احتمالية حدوث الآثار الجانبية المرتبطة بالدواء.فعالية المستحضركما اشترطت “الغذاء والدواء” على الشركة المُصنّعة الالتزام بمتابعة بيانات ما بعد التسويق، وتقديم تقارير دورية محدثة بشأن فعالية المستحضر وسلامته، إضافة إلى تنفيذ خطة شاملة لإدارة المخاطر، تضمن الاستخدام الأمثل والآمن لهذا العلاج الحيوي الجديد.
ويأتي تسجيل مستحضر “لكمبي” امتدادًا لدور الهيئة العامة للغذاء والدواء في تعزيز توفر خيارات علاجية متقدمة ونوعية للمرضى في المملكة العربية السعودية، وخصوصًا تلك القائمة على تطبيقات التقنية الحيوية، التي تشهد تطورًا علميًا متسارعًا على المستوى العالمي.
كما يعكس هذا الإنجاز التزام الهيئة بتحقيق مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي، أحد البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2030، والذي يهدف إلى الارتقاء بجودة وكفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين، وتسهيل حصولهم على أحدث العلاجات العالمية المعتمدة.