التيار الصدري يستعد للعودة إلى السياسة تحت «مسمى جديد» .. مقتدى يبدأ بزيارة الاسواق، وزيارة المرجع الأعلى في النجف
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
رفضت مصادر مقربة من دائرة القرار في التيار الصدري الكشف عن موعد إعلان زعيم التيار مقتدى الصدر عودته للحياة السياسية، إلا أنها أكدت أن لا مصالحة بين التيار وخصومه في تحالف «الإطار التنسيقي».
وكشفت المصادر رسائل عديدة وصلت من «الإطار التنسيقي» إلى الصدر لإجراء مصالحة شاملة، لكنه لم يتم الالتفات إليها.
وقد حاولت قوى تحالف «الإطار» خلال الشهرين الماضيين التقرب من الصدر من خلال تمرير قوانين في البرلمان، حشد إليها زعيم التيار، رغم أنها أثارت جدلا في الداخل والخارج.
وقبل أيام، اشتبك أنصار الصدر في شرقي بغداد بالأسلحة الثقيلة مع عناصر تابعين لحركة مسلحة داخل الإطار التنسيقي بسبب تعليق على «فيسبوك» اعتبر مسيئا لوالد الصدر، المرجع الديني الراحل محمد صادق الصدر.
وكان آخر لقاء جمع زعيم التيار الصدري مع أطراف الإطار التنسيقي نهاية 2021، بعد أيام من الانتخابات التشريعية التي شهدت تقدم كتلة الصدر، قبل أن يعتزل الحياة السياسية في صيف 2022.
ومنذ شهر رمضان الماضي، زاد ظهور الصدر العلني، إذ إنه بات يتجول في الأسواق، ويزور المرجع الأعلى في النجف علي السيستاني، وينظم حملات لإغاثة غزة.
وبعد اللقاء النادر، رفض المرجع استقبال سياسيين منذ سنوات، ووجه الصدر الكتلة النيابية المستقيلة بالتواصل مع الجمهور، في خطوة فسرت بأنها عودة تدريجية للتيار إلى السياسة. وبعد ذلك بأيام أعلن الصدر تبنيه اسم «التيار الوطني الشيعي» بدلا عن التيار الصدري.
وقبل نحو أسبوعين، كان الصدر قد هاجم مجددا الحكومة والإطار التنسيقي، خلال خطاب جماهيري أمام حشد من أنصاره في النجف بمناسبة ذكرى مقتل والده وأشقائه عام
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الإطار التنسیقی التیار الصدری
إقرأ أيضاً:
التحركات المصرية في غزة بين البعد الإنساني والمبادرات السياسية.. وخبير: لها دور محوري باحتواء الأزمة
شهدت القضية الفلسطينية، وبخاصة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، تطورات متسارعة، حيث يدور في كواليس المفاوضات والتحركات الإقليمية والدولية، وتلعب مصر دورا محوريا في محاولة احتواء الأزمة، سواء من خلال المسار الإنساني أو السياسي، في ظل تعقيدات المشهد وغياب الإرادة السياسية من قبل الأطراف المعنية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي أن دخول المساعدات الإنسانية والشاحنات إلى قطاع غزة يمثل خطوة بالغة الأهمية، جاءت كنتيجة مباشرة لتحركات مصرية مكثفة خلال الأيام الماضية، وأكد أن هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تنسيق سياسي ودبلوماسي واسع النطاق، يعكس التزام مصر بمسؤولياتها الإقليمية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الجمود في مفاوضات غزة يعود بدرجة أساسية إلى غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المعنية بالصراع. ولم يعد الموقف مرهونا فقط بمواقف حركة حماس أو الحكومة الإسرائيلية، بل أصبح رهينا بمدى توافر نية جادة للدفع نحو اتفاق شامل ونهائي، يأخذ في الاعتبار احتياجات الشعب الفلسطيني ومتطلبات الأمن الإقليمي.
وأكد فهمي أن الجهود المصرية لا تقتصر على الجانب الإنساني المتمثل في إدخال المساعدات، بل تمتد لتشمل مسارا سياسيا متكاملا، يهدف إلى استئناف المفاوضات وتحقيق هدنة شاملة، وأضاف أن المفاوضات في مراحل سابقة كانت قريبة من تحقيق اتفاق نهائي، خاصة في ضوء الرد الأخير لحركة حماس، الذي أعاد التأكيد على نقاط تم طرحها في جولات التفاوض السابقة، مثل الترتيبات الأمنية، والخرائط، والانسحابات،
وآلية إدخال المساعدات.
الضغط المصري ومواجهة السياسات الإسرائيلية
وشدد على أن دخول المساعدات الإنسانية خلال الأيام الأخيرة يعكس نجاح التحرك المصري المنضبط والمسؤول، في وجه السياسات الإسرائيلية المتشددة.
وأوضح أن فتح إسرائيل لبعض المسارات لدخول المساعدات لم يكن نابعا من رغبة ذاتية، بل جاء نتيجة ضغوط سياسية ودبلوماسية مارستها القاهرة، بهدف كبح ما وصفه بالمخطط الإسرائيلي الإجرامي في غزة.
واختتم: "الهدنة المؤقتة التي أعلنتها إسرائيل في مناطق محددة من قطاع غزة لا تعني وقفا دائما لإطلاق النار، بل تعد خطوات إنسانية مرحلية، ونجاح هذه الهدن على المستوى الميداني قد يمهد الطريق نحو التوصل إلى هدنة شاملة لمدة 60 يوما، تشكل قاعدة للعودة إلى مسار التفاوض السياسي".
جدير بالذكر، أن الدور المصري في الأزمة الفلسطينية، وخاصة في غزة، يعكس التزاما استراتيجيا طويل الأمد، لا يقتصر على تقديم مساعدات إنسانية، بل يشمل قيادة جهود سياسية تهدف إلى إحلال السلام ورفع المعاناة عن المدنيين.
وبالفعل الحل في غزة لن يكون عسكريا أو إنسانيا فقط، بل لا بد من إرادة سياسية حقيقية تفتح آفاق التسوية الدائمة والشاملة، وفي ظل هذا الواقع، تظل مصر طرفا فاعلا ووازنا، يحمل ثقله السياسي والإنساني من أجل استقرار المنطقة بأسرها.