تصاعد الدعوات لاستئناف الانتفاضة الشعبية بالمحافظات المحتلة
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
يمانيون../
تصاعدت الدعوات في محافظة أبين المحتلّة، للخروج في مظاهرات شعبيّة غاضبة؛ تنديداً بانهيار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانعدام الخدمات وتدهور العملة.
وطالبت ما تسمى “حركة أحرار أبين ضد الفساد”، في بيان صادر عنها الاثنين، جميع المواطنين في أبين، بالمشاركة في الانتفاضة الشعبيّة التي من المقرّر أن تشهدها المحافظات الجنوبية المحتلّة، الثلاثاء؛ احتجاجاً على سياسة الحصار والعقاب الجماعي التي يمارسها تحالف العدوان والحصار وحكومة المرتزِقة وما يسمى الانتقالي، بحق الأهالي.
ودعت الحركة إلى إيجاد معالجة فورية للانهيار الكارثي في العملة المحلية، ورفع الحصار الجائر الظالم الذي يمارسه تحالف الاحتلال السعوديّ الإماراتي ضد المحافظات الجنوبية، وسرعة استئناف تصدير النفط والغاز، وتشغيل كافة الموانئ والمطارات بكامل طاقتها التشغيلية.
وأكّـدت حركة أحرار أبين، رفضها لاستمرار حرمان أبناء المحافظات الجنوبية من مقدرات بلادهم ومواردها، وبقائهم تحت حصار الرياض وأبو ظبي الذي أوصلهم إلى تحت خط الفقر والجوع والمجاعة والذل، مبينة أن انهيار العملة والاقتصاد والقطاع الخدمي والإنساني في عدن وباقي المحافظات المحتلّة، ما هو إلا نتيجة مباشرة لحصار تحالف العدوان.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أحرار العالم في مواجهة الإبادة.. أين العرب من تاريخ العدالة؟
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتفاقم المآسي، تقف غزة شاهدة على واحدة من أفظع جرائم الإبادة في العصر الحديث. بينما يرفع أحرار العالم من أمريكا اللاتينية والعالم صوتهم في وجه هذه الجريمة، ويتحركون على أرض الواقع من خلال محكمة العدل الدولية، يبقى العالم العربي، الذي يفترض أن يكون في طليعة المدافعين، غائبًا بشكل مريب. هذا الغياب ليس فقط غيابًا سياسيًا، بل هو انكسار أخلاقي يطرح سؤالًا مؤلمًا: أين العرب من تاريخ العدالة؟
في الوقت الذي تُحاصر فيه غزة، وتقتل أطفالها ونساؤها بلا هوادة، ترتفع أصوات دول من الجنوب العالمي، كالبرازيل، نيكاراغوا، كولومبيا، تشيلي، بوليفيا، وكوبا، لتعلن بوضوح مسؤولية الكيان الإسرائيلي عن جريمة الإبادة الجماعية التي تُرتكب في القطاع المحاصر. فالبرازيل، كدولة كبرى في أمريكا اللاتينية، تتقدم الخطوات النهائية للانضمام إلى الدعوى المقدمة أمام محكمة العدل الدولية، حيث وصف رئيسها، لولا دا سيلفا، ما يحدث في غزة بـ»الإبادة الجماعية الممنهجة»، مؤكدًا أن هذه ليست مجرد صراع عسكري، بل قتل ممنهج للمدنيين الأبرياء.
هذه الخطوات ليست عشوائية أو مجرد بيانات شكليه، بل تحركات قانونية وإنسانية واضحة ترفع راية العدالة الدولية، وتحمل إسرائيل المسؤولية أمام محكمة لاهاي. وعلى النقيض من ذلك، يظل العالم العربي في حالة من الصمت المطبق، أو الأسوأ من ذلك، غارقًا في تحالفات سياسية ضيقة وأعذار واهية تمنعه من التحرك الفعلي على المستوى القانوني.
مفارقة لا تصدق أن دولًا لا تجمعها بفلسطين روابط الدم والقربى تتقدم في ساحات العدالة، فيما تتوارى دول عربية يفترض أنها أكثر حماسة والتزامًا بالقضية الفلسطينية عن هذه المعركة المصيرية. هذا الغياب العربي المروع لا ينعكس فقط على المستوى السياسي، بل هو سقوط أخلاقي مريع يُختزل في تاريخ أمة فقدت موقعها في أعظم قضاياها.
في يناير 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية أوامر مؤقتة بوقف الإبادة وفتح المعابر الإنسانية في غزة، لكنها لم تُحكم بعد في القضية، ما يفتح الباب لكل دولة للتدخل والدفاع عن الحق الفلسطيني. ومع ذلك، بقي هذا الباب مغلقًا أمام العرب، الذين تركوا غزة وحيدة في مواجهة آلة القتل، وتركوا التاريخ يسجل غيابهم المريع.
إن هذا الغياب ليس مجرد تقصير أو إهمال، بل هو خذلان مدوٍّ يطرح علامات استفهام كبيرة حول مصداقية مواقف أمة تدعي الدفاع عن قضايا العدل والحق. فالتاريخ لن يسأل من أدلى ببيان تنديد فقط، بل من وقف في وجه الظلم ورفع راية العدالة.
اليوم، تكتب أحرار العالم فصولًا ناصعة في سجل النضال ضد الإبادة، بينما تُسجل أمة العرب موقفها المؤلم في مقعد الغياب. هذا الاختبار ليس فقط للقضية الفلسطينية، بل هو اختبار لضمير أمة بأكملها. هل يستفيق العرب من صمتهم، ويعيدون كتابة تاريخهم من جديد في ميدان العدالة، أم سيبقى هذا الغياب وصمة لا تزول من ذاكرة الإنسانية؟