كل المواقف الدولية مما يجري في غزة يرجى تغيّرها إلا الموقف الأمريكي. إ
صرار عجيب على البقاء في الجانب القبيح من التاريخ ومواصلة البحث عن الأعذار لتخفيف وطأة ما تقوم به قوات الاحتلال هناك، حتى عندما يكون مفضوحا وفظيعا كقصف مخيم للاجئين في رفح وسقوط عشرات الشهداء متفحمين أغلبهم من الأطفال.
مجزرة اهتز لها العالم ولم تُبقِ أحداً على حياد معيب ومع ذلك نجد أن مسؤولين أمريكيين يقولون لموقع «أكسيوس» إن «إدارة بايدن تقيّم فيما إذا كان الهجوم على مخيم للنازحين في رفح يمثل انتهاكا للخط الأحمر الذي حدده الرئيس بايدن»… هكذا بكل بساطة وصفاقة!!
ويضيف أحد هؤلاء للموقع نفسه أن "الهجوم في رفح من المرجح أن يزيد الضغوط السياسية على بايدن لتغيير سياسته تجاه الحرب في غزة" ما شاء الله!! أكثر من ذلك يقول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، بعد جملة اعتراضية سريعة لرفع العتب يصف فيها صور هجوم رفح بـ "المفجعة والمروّعة" إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في ملاحقة حماس لكننا واضحون بأنه يجب اتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين (.
.) ونحن على اتصال مع الجيش الإسرائيلي وشركاء آخرين في المنطقة لتقييم ما حدث بالضبط".!!
تغيرات طفيفة أو كبيرة حدثت في كل المواقف الدولية من إجرام الحكومة الإسرائيلية إلا الموقف الأمريكي
تغيرات طفيفة أو كبيرة حدثت في كل المواقف الدولية من إجرام الحكومة الإسرائيلية يمكن أن تلمسها هنا أو هناك، إلا الموقف الأمريكي فهو يلف ويدور ويراوغ ليعود دائما إلى نفس النقطة.
حتى كندا التي ظلت لأشهر ملتصقة بالموقف الأمريكي من عدوان غزة لم تجد خارجيتها بدا من المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار قائلة إنها "تشعر بالفزع من الضربات التي قتلت الفلسطينيين المدنيين في رفح» مطالبة بأن «ينتهي هذا المستوى من المعاناة الإنسانية".
ألمانيا تتغير وتقول وزيرة خارجيتها إن "حكم محكمة العدل الدولية بشأن غزة وإسرائيل ملزم ويجب بالطبع احترامه".
وهولندا تتغير هي الأخرى ويقول رئيس وزرائها إن "الصور المروعة القادمة من رفح تسلط الضوء مرة أخرى على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة" داعيا إسرائيل إلى الامتثال العاجل لأمر محكمة العدل الدولية بل وتؤكد وزيرة خارجيتها كذلك أن الدعوة إلى عقد مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل هدفه نقل مخاوفنا العميقة بشأن الوضع المقلق والحرج للغاية في رفح بما في ذلك عدم وصول المساعدات الإنسانية في إشارة سياسية قوية بأن اتفاقية الشراكة تغطي النطاق الكامل للعلاقة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
رئيس المجلس الأوروبي يوضح أكثر ويقول أذكّر إسرائيل بأن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يجب أن تستمر على أساس احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي بما يتماشى مع قيمنا مع إشارات صدرت بإمكانية فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل تحرمها من ميزات اقتصادية عديدة في علاقاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
حتى تلك الدول التي ما زالت مائعة في تنديدها بما تقترفه إسرائيل مثل بريطانيا تخرج منها أصوات على غرار ما قاله عمدة لندن من أن «افتقار حكومتنا إلى القيادة أمر مخجل للغاية ويجب عليها أخيرا وقف مبيعات الأسلحة وممارسة ضغوط حقيقية لإنهاء هذا الرعب.
التصريحات الشجاعة للأمين العام للأمم المتحدة متواصلة بكل ثبات
التصريحات الشجاعة للأمين العام للأمم المتحدة متواصلة بكل ثبات وكذلك وكيله للشؤون الإنسانية والمفوض السامي لحقوق الإنسان وباقي المسؤولين الأمميين وكلها تدعو إسرائيل إلى وقف هجومها العسكري في رفح عملا بأمر محكمة العدل الدولية والقانون الدولي الإنساني.
كل الدول الغربية تستعيد تقريبا بدرجة أو بأخرى إنسانيتها والحد الأدنى من الإنصاف والعدالة في الحكم على ما يجري في غزة من جرائم منذ 8 أشهر، ومن لم يفعل ذلك بوضوح بعد، أو لم يتجرأ على الأقل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، نجد أن المظاهرات العارمة المستمرة دون كلل تحاول أن تدفع بمواقفهم إلى الأمام، وقد نجحت في ذلك إلى حد لا بأس به.
الكل تقريبا يسير في هذا الاتجاه بسرعة متفاوتة من بلد إلى آخر إلا الولايات المتحدة التي يمعن كل مسؤوليها والمتحدثين باسمها من رئيسها إلى وزير خارجيتها إلى المتحدث باسم مجلس أمنها القومي إلى المتحدثين باسم خارجيتها إلى معظم نوابها وأعضاء مجلس شيوخها فهم مصممون إلى الآن وبتعسف مستفز، على البقاء على تحيزهم الظالم للمعتدي عبر مواقف متلونة تزداد تهافتا.
الكل تقريبا بدأ يتحدث عن أن لا أمل أبدا في وقف هذا العدوان المتوحش إلا عبر فرض العقوبات الاقتصادية والعسكرية على إسرائيل وصولا إلى المقاطعة الكاملة كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا نهاية ثمانينيات القرن الماضي والتي أدت إلى إسقاطه بداية التسعينيات.
إسرائيل المتوحشة والمجرمة يجب أن تتحول، تماما مثل ما حصل مع جنوب افريقيا وقتها، إلى دولة منبوذة بالكامل ومقاطعة من الجميع.
الكل بدأ يفهم ذلك إلا الولايات المتحدة، عدا بعض الأصوات الحرة فيها التي ترفض هذا العمى اللعين.
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الموقف الأمريكي الاحتلال بايدن غزة الاحتلال بايدن الموقف الأمريكي مجازر رفح مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
روبيو يصل إسرائيل خلال أيام لمتابعة اتفاق غزة
قالت القناة 12 الإسرائيلية ، مساء الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 ، إن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يستعد لزيارة إسرائيل في الأيام القادمة لمتابعة سير تنفيذ الاتفاق الأمريكي لإنهاء الحرب على غزة .
وأوضحت القناةأن زيارة روبيو تأتي ضمن سلسلة الزيارات المكثفة لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى إلى إسرائيل منذ توقيع الاتفاق، في ما يشبه "جسرًا جويًا سياسيًا" بين واشنطن وتل أبيب لتثبيت التفاهمات ومتابعة تطبيقها ميدانيًا.
وتزامنت التحضيرات لزيارة روبيو مع جولة نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، الذي عبّر اليوم عن تفاؤله بصمود وقف إطلاق النار خلال مؤتمر صحافي عقده في المقرّ الأميركي المخصّص لمتابعة تنفيذ الاتفاق في مدينة كريات غات.
وقالت القناة إنّ الإدارة الأميركية تواصل الضغط على جميع الأطراف المعنية للحفاظ على استقرار الاتفاق ومنع انهياره، مشيرة إلى أن المقرّ الأميركي في كريات غات كان أول محطة يزورها فانس فور وصوله إلى إسرائيل، في دلالة على أولوية الملف لدى واشنطن.
ونقلت القناة عن مسؤول أميركي رفيع قوله: "نعتقد أن الطرفين يريدان أن يصمد الاتفاق، لكن الوضع حساس وهشّ للغاية. الشهر المقبل سيكون حاسمًا، ويجب أن نتحرك بسرعة وبطريقة مبتكرة حتى لا ينهار الاتفاق".
وفي ما يتعلّق بالخطوات المقبلة، أوضح مسؤول أميركي آخر أن إحدى القضايا العاجلة التي تعمل عليها واشنطن هي تسريع تشكيل القوة الدولية التي ستتولى الانتشار في غزة وتستبدل تدريجيًا القوات الإسرائيلية.
وأضاف أن تثبيت وقف إطلاق النار شرط أساسي لأي تقدم في تشكيل هذه القوة الدولية، مشيرًا إلى أن العملية معقدة وستستغرق وقتًا، لكن واشنطن تعتبرها ضرورية لترسيخ الاستقرار وتنفيذ بنود المرحلة التالية من الخطة الأميركية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية كان: خلافات أمريكية إسرائيلية مصرية بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة نتنياهو يُقيل مستشار الأمن القومي بإسرائيل ويُعين خلفا له أغلبية واسعة بإسرائيل تؤيد اتفاق إنهاء الحرب ونصفهم يقر بعدم تحقيق النصر الأكثر قراءة سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 إسرائيل تقرر استئناف ادخال المساعدات لغزة وفتح معبر رفح اليوم الاحتلال يعتقل أربعة مواطنين من بيت لحم مسيرة طلابية في نيويورك دعماً لفلسطين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025