جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@15:08:29 GMT

الأمن المائي الخليجي

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

الأمن المائي الخليجي

 

فاطمة الحنطوبي **

يقول المولى عز وجلّ: "فَٱلْتَقَى ٱلْمَآءُ عَلَىٰٓ أَمْرٍۢ قَدْ قُدِرَ" (القمر: 12)..

لقد قضى الله بوجود الماء على الأرض بكميات مُقدرة وموزعة بسياسة وحكمة من الله، لذا لا يوجد خلل في المورد المائي، إنما هي حكمة من الله تعالى أن يتقاسم الناس المورد المائي موزعاً بنسب غير متساوية على هذه الأرض.

قضية المياه صارت هاجسًا يُؤرق الدول، التي باتت تسعى لتعظيم إنتاجيتها والحصول على الكمية الأوفر من حصة الماء، وهذا ما يتسابق عليه العالم اليوم، متناسين أو متغافلين الحكمة الإلهية ومفاهيم الاستدامة التي تدعو لها الأمم المتحدة من خلال أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها في عام 2015 في وثيقة تضم 17 هدفًا عالميًا و230 مؤشرًا، ومن هنا انطلقت استراتيجيات الدول لتنسج خططها ضمن تحقيق الاهداف.

دول الخليج العربي والتي تقع ضمن النطاق الصحراوي الجاف، هذا الموقع الذي فرض عليها الندرة في الأمطار، وهي دول متنامية اقتصاديا؛ حيث يصل نصيب الفرد من المياه العذبة في هذه الدول إلى 500 لتر في السنة، فكانت لقضية ندرة ومحدودية المياه تأثير في استراتيجتها وسياساتها المائية التي وضعتها لتغطي تزايد الطلب على الماء وتُكمل مسيرة التقدم والتطور الحضري والاقتصادي المستدام؛ تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة.

ومن ضمن هذه الأهداف: الهدف السادس الذي يُعنى بخدمات الصرف الصحي، هذا الهدف في دول غنية كدول الخليج تم تصنيف تحقيقه في هذه الدول ضمن الأعلى جودة بالعالم؛ حيث خرجت بنتائج 100% في سبيل توفير خدمة الصرف الصحي. وكذلك السياسات المرتبطة بالمورد المائي في دول الخليج، وتخطيط استراتيجية مشتركة بين الدول ذات الموارد المائية المشتركة، رغم أن موردها الطبيعي هو مورد عابر للحدود، تشترك به عدة دول. من هنا تبرز الحنكة في الإدارة والسياسة الدولية، التي تساعد الحكومات في تأمين مواردها البيئية دون الحاجة إلى تعطيل علاقاتها الخارجية بين الدول المتجاورة. وقد شهدنا بعض المبادرات الحكومية لسياسة حفظ المياه الجوفية مثل مشاريع إقامة السدود، وإعادة تدوير المياه، والاستمطار لكل دولة على حدة، دون وجود سياسة شاملة لدول الخليج، رغم أنها منطقة واحدة مرتبطة بمورد مائي جوفي مشترك يتأثر بزيادة الطلب على المياه من موقع لآخر.

منطقة الخليج حاليًا تعتمد على مياه التحلية كفرصة بديلة لتعويض التدهور الناتج من تداخل المياه المالحة مع المياه الجوفية؛ مما أدى إلى خفض درجة جودة هذا المورد الطبيعي فكان تصنيع المياه المُحلاة، هو الحل البديل في توفير المياه لأغراض الشرب والاستخدام المنزلي والتجاري والصناعي، حتى أصبحت التحلية من أهم المنشآت لتوفير موارد المياه العذبة بسبب نمو الاحتياجات المائية، مقابل نُدرة موارد المياه الطبيعية المتمثلة في المياه الجوفية والزيادة السكانية. ومن المتوقع أن ترتفع الاحتياجات المائية في المستقبل، لذا نحن بحاجة إلى استراتيجية لحفظ الأمن المائي على مستوى الخليج، والأخذ في الاعتبار التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفاعلية الاستدامة في هذه الاستراتيجية.

أما النظام المؤسسي في دول الخليج والمسؤول الحالي عن الموارد المائية، نأمل منه أن يُفعِّل سياساته بجودة عالية، غير أن تشعُّب المهام وتداخلها مع قطاعات مختلفة، تسبب في أن تكون كل مؤسسة في معزلٍ عن الأخرى.

السياسة المُتّبعة حاليًا في غياب عن التكامل والشمولية لإدارة المورد المائي الخليجي، لا بُد من إعادة النظر فيها؛ حيث إن المنطقة الخليجية منطقة واحدة يجب أن تتعاون لتحقيق التوازن المائي وحفظ هذا المورد الطبيعي من أي مصدر يُسبب تدهوره أو تقليصه أو يُحدث عجزًا في الكمية والنوعية للموارد المائية المشتركة.

واستدامة المورد المائي، قضية أساسية لدول المناخ الصحراوي الجاف، وأي تفاقم في تدهور هذا المورد المائي، يُعرِّضُنا إلى تكاليف اقتصادية وصحية باهظة، نحن في غنى عنها، ولذا فإن تحقيق الاستدامة الخليجية للموارد المائية يساعد على استيعاب الطلب المستقبلي على المياه، ويُحقق الأمن المائي والأمان المعيشي للإنسان ويُعزز العلاقات الإقليمية المترابطة.

وأخيرًا.. نضع بين قوسين شأنًا ذا أهمية للتعامل مع السياسات المائية، ألّا وهو المخطط الشمولي لمنطقة الخليج للموارد المائية المشتركة، يضم كافة ملفات المياه، من مياه جوفية ومياه تحلية ومياه صرف صحي، ولا شك أن تكامل سياسة المورد المائي يخلق لنا حلولًا متكاملة لتعزيز الأمن المائي الخليجي.

** خبيرة في البيئة والاستدامة بدولة الإمارات

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

Senkron Digital تكشف عن خدمة CyberPact في معرض ومؤتمر الخليج العالمي لأمن المعلومات

مايو 12, 2025آخر تحديث: مايو 12, 2025

المستقلة/- شاركت Senkron Digital في معرض ومؤتمر الخليج العالمي لأمن المعلومات (GISEC Global 2025)، الذي انعقد في الفترة من 6 إلى 8 آيار/مايو في دبي. وقد شكّل هذا الحدث البارز، الذي يركّز حصريًا على الأمن الرقمي والتقنيات السيبرانية، منصة للشركة لعرض خدمتها المبتكرة CyberPact Security®، المصممة خصيصًا لأنظمة التكنولوجيا التشغيلية (OT)، أمام جمهور عالمي.

وبفضل نشاطها الميداني الواسع في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأمريكا اللاتينية، استثمرت Senkron Digital مشاركتها في GISEC لتأكيد سعيها نحو التوسع في سوق الشرق الأوسط. وتسعى الشركة إلى تعزيز حضور CyberPact Security® في هذه المنطقة المحورية، بهدف تعزيز مكانتها كشريك موثوق في الأمن السيبراني لمشغلي البنية التحتية الحيوية.

CyberPact: حل أمن سيبراني استباقي للتكنولوجيا التشغيلية للعمليات الحرجة

توفّر Senkron Digital، ضمن إطار خدمة CyberPact Security®، مجموعة متقدمة من حلول الأمن السيبراني المصممة خصيصًا لحماية بيئات أنظمة التكنولوجيا التشغيلية:

CyberPact OT SOC®: مركز عمليات أمنية يعمل على مدار الساعة لمراقبة التهديدات والاستجابة الفورية للحوادث. CyberPact Audit®: فحوصات أمنية متعمقة لتحديد نقاط الضعف وضمان الالتزام بالقوانين التنظيمية في بيئة البنية التحتية الحيوية.

وصُممت هذه الخدمات خصيصًا لتلبية احتياجات البنية التحتية الحيوية. وتُمكّن خدمة CyberPact المؤسسات من العمل بأمان وبدون انقطاع، من خلال قدرات الكشف الفوري في الوقت الحقيقي والاستجابة السريعة، مما يضمن استمرارية التشغيل والامتثال التنظيمي.

Senkron Digital: شريك موثوق به في التحول الرقمي

تقع المقرات الرئيسية لشركة Senkron Digital في أمستردام وإسطنبول، وتُقدّم حلولًا مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء وتأمين التكنولوجيا التشغيلية لدفع التحول الرقمي في مختلف القطاعات. وبفضل إدارتها لبنية تحتية للطاقة تفوق 6000 ميغاواط، وأكثر من 20,000 أصل، تبرز الشركة كشريك موثوق في مسيرة الرقمنة في قطاعي الطاقة والبنية التحتية.

واعتبارًا من عام 2024، غيرت الشركة اسمها من “Senkron Energy Digital Services” إلى “Senkron Digital” الأكثر انسيابية ورنينًا على مستوى العالم. وبفضل الحلول الرائدة مثل OnePact وSyberPact، تواصل الشركة ريادتها في تشكيل مستقبل البنية التحتية الرقمية.

وقال Ali İnal، المدير الإداري لشركة Senkron Digital :
“إن معرض ومؤتمر الخليج العالمي لأمن المعلومات (GISEC Global 2025) لا يمثل فرصة لاستكشاف سوق جديدة فحسب، بل هو أيضًا إنجاز إستراتيجي في تعزيز خبراتنا في مجال الأمن السيبراني على مستوى العالم، فحماية البنية التحتية الحيوية لم تعد خيارًا، بل ضرورة لا غنى عنها..”

وأضاف Remi Ramcharan، نائب رئيس قسم المبيعات وتطوير الأعمال والتسويق:
“إن خدماتنا تتجاوز مجرد الوقاية من التهديدات – فنحن نبني مرونة طويلة الأجل جنبًا إلى جنب مع شركائنا. ففي عالم التكنولوجيا التشغيلية، يتطلب الأمن السيبراني الوضوح والدقة والذكاء.”

إن معرض GISEC Global 2025 يمثل نقطة تحول إستراتيجية لشركة Senkron Digital حيث يسلط الضوء على رؤية الشركة في مجال الأمن السيبراني في الشرق الأوسط وخارجه.

نبذة عن Senkron Digital

توفر شركة Senkron Digital حلول التحسين المدعوم بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني للتكنولوجيا التشغيلية لمساعدة منتجي الطاقة المتجددة والصناعات الحيوية على العمل بذكاء وأمان ومرونة أكبر.

الحلول:

OnePact: مراقبة الأصول في الوقت الفعلي، والصيانة التنبؤية، ومحاكاة الاستثمار لتحقيق أقصى قدر من الأداء المتجدد. CyberPact: خدمات الأمن السيبراني المستمرة لأمن تكنولوجيا التشغيل لمراقبة البنية التحتية الحيوية وتدقيقها وحمايتها.

بإدارة أكثر من 6,000 ميغاواط وأكثر من 20,000 أصل عبر أربع قارات، تجمع شركة Senkron بين الخبرة العميقة في هذا المجال والتكنولوجيا المتقدمة لبناء البنية التحتية الرقمية المستقبلية.

يقع مقر الشركة الرئيسي في أمستردام ولكن لديها فرق تنفيذية في مختلف أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • كارثة مستمرة في ظل الإبادة.. 90 % من الأُسر تُواجه انعدام الأمن المائي في قطاع غزة
  • غزل وانبهار.. ترامب يعترف: ماذا لو كانت أمريكا مثل الخليج!
  • في ختام ورشة عمل حول الكوليرا… الصحة تحضر لخطة وطنية لمكافحة الأمراض التي تنتقل عبر المياه
  • العراق يواجه أزمة شح المياه والموارد المائية تحذر من تفاقم الأزمة
  • أميركا في المراتب الأولى بين أكبر الدول التي تستثمر في السعودية
  • بورنيسك: الأمن الغذائي يعد أحد التحديات الأساسية التي تواجه دول الخليج
  • «ميزان الأمن الإقليمي».. باحث يوضح مطالب الخليج من واشنطن
  • دول الخليج هي التي ستملي سياسة أمريكا الخارجية
  • Senkron Digital تكشف عن خدمة CyberPact في معرض ومؤتمر الخليج العالمي لأمن المعلومات
  • تنطلق من الرياض.. ما هي الدول والملفات التي تتضمنها زيارة ترامب للخليج؟