السعي بين الصفا والمروة أحد الأركان الأساسية في مناسك الحج والعمرة، ويشكل جزءًا لا غنى عنه منها، إذ يؤدي دورًا كبيرًا في تحقيق النسك بشكل صحيح، لكن قد يواجه الحجاج والمعتمرون بعض الأمور التي تبطل سعيهم إذا لم يلتزموا بالشروط والضوابط المحددة التي أقرها الله عز وجل، وأوضحها النبي الكريم، لذلك من الضروري معرفة ما هي مبطلات السعي بين الصفا والمروة لضمان صحة الشعائر المقدسة.

وتستعرض «الوطن» في التقرير التالي، مبطلات السعي بين الصفا والمروة من خلال آراء مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.

رأي «الأزهر» في مبطلات السعي بين الصفا والمروة 

وحول مبطلات السعي بين الصفا والمروة، طرح أحد الأشخاص على مجمع البحوث الإسلامية، التابع لمشيخة الأزهر الشريف، سؤالاً حول شروط السعي في الحج، وقد جاء النص: «هل يُشترط في السعي الترتيب بأن يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة؟»، وأجابت لجنة الفتوى لمجمع البحوث الإسلامية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، على السؤال مستدلة بقول الله تعالى: «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ»، مؤكدة أنّ الأئمة الأربعة اتفقوا على ضرورة بدء الحاج أو المعتمر بالسعي من الصفا والانتهاء بالمروة، وإذا بدأ بالمروة، يُلغى هذا الشوط، وذلك استنادًا إلى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، إذ وصف حُجة النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: «فبدأ بالصفا، فرقي عليه ثم نزل إلى المروة» كما قال: (لتأخذوا مناسككم).

وفي السياق نفسه، أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال مشابه يتعلق بمبطلات السعي بين الصفا والمروة، مؤكدة أنّ السعي يعد ركنًا أساسيًا في الحج والعمرة، ولا يجوز التفريط فيه عند جمهور الفقهاء، مشيرة إلى أنه من يترك هذا الركن أو جزءًا منه يجب عليه العودة إلى مكة لإتمامه، حتى لو كان تركه لعذر.

رأي المذهب الحنفي في مبطلات السعي بين الصفا والمروة 

وأوضحت دار الإفتاء رأي المذهب الحنفي، الذي قال إنه من ترك السعي بين الصفا والمروة سواء كاملاً أو جزئياً لعذر، فلا شيء عليه، أما إذا تركه بغير عذر، فعليه ذبح شاة، وإذا ترك 3 أشواط أو أقل، فعليه إخراج نصف صاع من البر عن كل شوط.

وأشارت في فتواها إلى الحديث الوارد عن حبيبة بنت أبي تجراة التي قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السعي بين الصفا والمروة الصفا والمروة الإفتاء دار الإفتاء المصرية الصفا

إقرأ أيضاً:

هل يجوز للمضحي بيع جلد الأضحية؟.. الأزهر للفتوى يجيب

هل يجوز للمضحي بيع جلد الأضحية؟.. سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

وأجاب الأزهر للفتوى عبر موقعه الرسمى على فيس بوك عن السؤال قائلا: إنه يجوز للمضحي أن ينتفع بجلد الأضحية كما يشاء؛ لما روي أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها اتخذت من جلد أضحيتها سقاء. أخرجه أحمد في مسنده.

ولكنها أوضحت أنه لا يجوز بيع جلد الأضحية عند الجمهور؛ لأن الأضحية بالذبح تعينت لله تعالى بجميع أجزائها، وما تعين لله لم يجز أخذ العوض عنه بما في ذلك الجلد.

الأضحية في الإسلام

الأضحية في الإسلام هي ما يذبح من بهيمة الأنعام خلال أيام النحر، وهي: الإبل، البقر، الغنم (الضأن والماعز). ويبدأ وقت الأضحية من بعد أداء صلاة عيد الأضحى وحتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.

ويشترط في الأضحية أن تذبح بنية القربة إلى الله، وأن توزع لحومها على الفقراء والأقارب والجيران، بهدف ترسيخ معاني الرحمة والمودة والتكافل في المجتمع.

شروط صحة الأضحية من الغنم

وضعت الشريعة الإسلامية مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في الأضحية حتى تكون صحيحة ومقبولة، ومن أبرز هذه الشروط:
أن تكون من بهيمة الأنعام، وتشمل الإبل، البقر، الضأن، والماعز.


أن تبلغ السن الشرعي المحدد، وهو: ستة أشهر على الأقل للضأن، سنة للماعز، سنتان للبقر، وخمس سنوات للإبل.


أن تكون خالية من العيوب الظاهرة والمؤثرة في صلاحية الأضحية.


أن يتم ذبحها في الوقت المحدد شرعا، بعد صلاة عيد الأضحى وحتى نهاية أيام التشريق.


أن يكون الذابح مسلما بالغا عاقلا، ويستحضر نية القربة إلى الله أثناء الذبح.

العيوب التي تمنع صحة الأضحية

أجمع العلماء على أن هناك عيوبا تمنع من صحة الأضحية، وفي حال وجودها لا يجوز ذبح الحيوان تقربا إلى الله، ومن أبرز هذه العيوب:
العور البين: كفقدان البصر بالكامل أو وجود ضعف شديد في الرؤية.

المرض الظاهر: مثل الحمى أو الأمراض التي تؤثر على صحة الحيوان ولحمه.

العرج البين: العرج الذي يمنع الحيوان من المشي بصورة طبيعية.

الهزال الشديد: ضعف عام يفقد معه الحيوان قدرته على الحركة ويقلل من كمية لحمه.

العيوب الجسدية: مثل قطع جزء من الأذن أو الذيل، أو وجود كسور تؤثر على القرون أو الأطراف.

الاضطرابات العصبية: كالسلوك العدواني غير الطبيعي، أو فقدان التوازن العصبي، أو ما يدل على وجود خلل في الجهاز العصبي.

حكمة الشريعة من اشتراطات الأضحية

تهدف الشريعة الإسلامية من خلال هذه الشروط إلى تكريم شعيرة الأضحية، وضمان تقديم أفضل ما يملك المسلم من بهيمة الأنعام، بعيدا عن الغش أو التهاون. 

طباعة شارك الأضحية هل يجوز للمضحى بيع جلد الأضحية الأزهر بيع جلد الأضحية الأضحية في الإسلام شروط صحة الأضحية شروط صحة الأضحية من الغنم

مقالات مشابهة

  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • حكم تقديم السعي بين الصفا والمروة على الطواف في الحج والعمرة
  • هل يجوز للمضحي بيع جلد الأضحية؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • البحوث الإسلامية: الإسلام سبق إلى ترسيخ العلاقة الأخلاقية بين الإنسان والبيئة
  • “سفارة المملكة في تركيا” تعزي أسرة الطفل المفقود وتبلغهم بالعثور عليه
  • حكم ترك السعي في الحج وعدم صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم.. الإفتاء تجيب
  • أنواع الطواف بالبيت الحرام .. ثلاثة أقسام تعرف عليها
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
  • خطيب الجامع الأزهر: لبيك اللهم لبيك نداء يتجاوز حدود المكان والزمان