لقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته, وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل, والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون.. ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه.
ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصره، وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا، وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة. وما أكثر الجهال (فى الظاهر) وهم سادة العارفين، وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى قصيره، ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة) لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية، فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه، وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال، وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب.. وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك، إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق، أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف، إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا.. وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد، هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة، جعلنا الله منهم. فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم.. أروع ما قرأت للمفكر العبقري الذي أعشقه دكتور مصطفى محمود من رائعته «نار تحت الرماد».
سكرتير عام اتحاد المرأه الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية
magda [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ماجدة صالح إبليس اليوم نار تحت الرماد إبليس السلوك
إقرأ أيضاً:
نيللي كريم تعيش حالة انتعاش فني بـ3 أفلام
تعيش الفنانة نيللي كريم انتعاشة فنية كبيرة فى السينما، بعدما عُرض لها ثلاثة أفلام دفعة واحدة فى مهرجانين كبيرين، هما مهرجان الجونة فى دورته الثامنة الذى أقيم فى شهر أكتوبر الماضى، ومهرجان البحر الأحمر فى دورته الخامسة المقامة حالياً فى جدة.
وتسجل نيللى تواجدها فى السينما بعد غياب دام عامين منذ فيلم "ع الزيرو" الذى قدمته مع محمد رمضان.
وشاركت نيللى كريم فى مهرجان الجونة بفيلم "هابى بيرث داى"، الذى وقع عليه الاختيار لافتتاح فعاليات المهرجان بعد جولته الدولية الناجحة، إذ حصد ثلاث جوائز بارزة فى مهرجان ترايبيكا السينمائى بنيويورك، تشمل: جائزة أفضل فيلم روائى دولى، جائزة أفضل سيناريو دولى، وجائزة نورا إيفرون لأفضل مخرجة، كما شارك فى عدة مهرجانات عالمية أخرى.
ويشارك في بطولة الفيلم إلى جانب نيللى كريم كل من شريف سلامة، حنان مطاوع، الطفلة ضحى رمضان، وحنان يوسف، وهو من تأليف سارة جوهر بمشاركة المخرج محمد دياب، الذى شارك أيضاً فى إنتاجه إلى جانب عدد من المنتجين منهم أحمد الدسوقى، أحمد عباس، أحمد بدوى، داتارى ترنر، والممثل الأميركى جيمى فوكس.
مهرجان البحر الأحمر السينمائىأما فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى، فقد حضرت نيللى كريم بفيلمين يعرضان لأول مرة عالمياً، الأول هو فيلم "القصص" الذى ينافس ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان على جوائز اليسر، والثانى هو فيلم "جوازة ولا جنازة" المعروض ضمن برنامج "روائع عالمية"، والذى يضم مجموعة من أهم إنتاجات العام الجديدة فى أول عرض لها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتدور أحداث فيلم "القصص" بين عام 1967 ونهاية الثمانينيات، حيث يتتبع العمل رحلة أحمد، عازف البيانو الطموح، الذي تنشأ بينه وبين فتاة نمساوية صداقة من خلال المراسلة، ومع مرور الوقت تتطور هذه العلاقة إلى قصة حب عميقة تتحدى المسافات والظروف السياسية والاجتماعية فى تلك الفترة، بينما يتمسك كل منهما بالأمل فى مستقبل يجمعهما.
أما فيلم "جوازة ولا جنازة" فيتناول قصة تمارا، الشابة التى تنتمى إلى أسرة عريقة فقدت جزءاً كبيراً من مكانتها المادية، وتحاول إنقاذ ما تبقى من استقرار عائلتها وضمان مستقبل ابنها على من زواج سابق، تسعى تمارا لتحقيق ذلك من خلال الاستعداد للزواج من حسن الدباح، رجل الأعمال الثرى الذى يملك واحدة من أكبر إمبراطوريات اللحوم فى الشرق الأوسط وينتمي إلى طبقة "الأثرياء الجدد".
وقبل أسبوع واحد من حفل الزفاف، تقرر العائلتان قضاء سبعة أيام معاً فى منتجع صحراوى لمتابعة التحضيرات النهائية، وخلال هذه الأيام تتكشف التناقضات الكبيرة بين العائلتين، وتتزايد التوترات وسط مظاهر المجاملات الرسمية، ويزداد الوضع تعقيداً بظهور عمر، حب تمارا السابق، الذى يتولى إدارة الترتيبات الفنية للزفاف، بما فى ذلك تصميم تمثال صخري ضخم خصصه للحفل، ومع اقتراب موعد الزواج، يتحول هذا التمثال إلى سبب رئيسى لسلسلة من الأحداث التي تهدد بإفساد اليوم المنتظر.