بين الركام والانهيار المالي.. كيف أثقلت الحرب ضد إيران كاهل الاقتصاد الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
تصاعد العبء الاقتصادي على الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مسبوق بعد الحرب التي شنتها ضد إيران، وسط تقديرات متزايدة بأن الصراع دفع الدولة العبرية إلى أزمة مالية جديدة هي الأعمق منذ عقود، تضاف إلى أزماتها المالية منذ عامين٬ في ظل استنزاف غير مسبوق للموارد وتراجع النشاط الاقتصادي وارتفاع العجز المالي إلى مستويات خطيرة.
وتفيد تقارير اقتصادية إسرائيلية بأن تكلفة الحرب خلال أسبوعها الأول فقط بلغت نحو 5 مليارات دولار، بواقع 725 مليون دولار يومياً، تشمل نفقات العمليات الهجومية والدفاعية ضد الضربات الصاروخية الإيرانية المتواصلة، والتي طالت منشآت حيوية في تل أبيب وحيفا، العاصمة الاقتصادية للاحتلال الإسرائيلي.
تكاليف باهظة وموارد مستنزفة
ووفق تقرير نشرته صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية، فإن صندوق تعويضات الأضرار وحده يحتاج إلى نحو 5 مليارات شيكل (1.44 مليار دولار)، بينما تتوقع الأسواق أن يتجاوز عجز الموازنة 6% هذا العام، مقارنة بالسقف المحدد حكومياً عند 4.9%.
وذكرت الصحيفة أن وزارة المالية تُصر على عدم تجاوز هذا السقف، رغم الشكوك الواسعة التي يبديها الخبراء بشأن قدرة الاقتصاد على تحمل الكلفة المتصاعدة للحرب.
وفي مراجعة حديثة، عدل بنك "جيه بي مورغان" الأمريكي توقعاته لعجز الموازنة الإسرائيلية من 5% إلى 6.2%، ما يعني زيادة تقدر بـ25 مليار شيكل (7.2 مليارات دولار)، مرجحا أن يؤدي هذا الوضع إلى توسيع إصدار السندات الحكومية، ما يرفع من كلفة الدين مستقبلاً.
الإنفاق العسكري يتفاقم
ووفقا لتقديرات المستشار المالي السابق لرئيس الأركان الإسرائيلي، رام عمينوح، فإن تكلفة الحرب حتى الآن تتراوح بين 15 و16 مليار شيكل، وتتوزع بين نفقات هجومية ودفاعية، إذ تبلغ تكلفة كل صاروخ "آرو 3" الاعتراضي نحو 2.88 مليون دولار، فيما تصل تكلفة ساعة طيران سلاح الجو إلى 25 ألف دولار، والسلاح المستخدم في كل غارة جوية إلى نصف مليون دولار.
وبحسب المعطيات، نفذ الاحتلال الإسرائيلي حوالي 1500 طلعة جوية على إيران حتى الأحد الماضي، بلغت كلفتها نحو 10 مليارات شيكل، إضافة إلى 100 مليون شيكل يوميا تُنفق على الجبهة الداخلية، تشمل إجلاء السكان ودعمهم.
أضرار داخلية متفاقمة
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن نحو 10 آلاف إسرائيلي أُجبروا على مغادرة منازلهم خلال الأسبوع الأول من الحرب، بينما سُجلت أكثر من 36 ألف مطالبة بالتعويض لدى سلطة الضرائب.
ووفق صحيفة "ذا ماركر"، فإن الهجمات الصاروخية الإيرانية وحدها تسببت بخسائر مباشرة تفوق 1.44 مليار دولار.
وفي السياق ذاته، كشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إجمالي الخسائر المباشرة للحرب بعد 12 يوماً بلغ نحو 12 مليار دولار، تشمل تكاليف الذخائر، الدفاعات الجوية، تعويض المتضررين، وإعادة إعمار البنية التحتية، مع تقديرات بارتفاعها إلى 20 مليار دولار بعد احتساب الأضرار غير المباشرة.
منشآت استراتيجية مشلولة
استهدفت الضربات الإيرانية منشآت استراتيجية في الداخل المحتل٬ أبرزها مصفاة "بازان" في حيفا، أكبر مصفاة نفط إسرائيلية، والتي توقفت عن العمل مخلفة خسائر يومية تقدر بـ3 ملايين دولار، وفق تقرير "فاينانشال تايمز".
وزارة الطاقة الإسرائيلية تحذر من "نقص وشيك" في غاز الطهي بعد تضرر مصفاة بازان في #حيفا شمال #إسرائيل، إثر الهجمات الصاروخية الإيرانية ردا على عدوان #تل_أبيب.https://t.co/yfxAD0oDHu pic.twitter.com/GVsb3Kz2XJ — Anadolu العربية (@aa_arabic) June 25, 2025
كما طالت الصواريخ الإيرانية مطار بن غوريون قرب تل أبيب، ما تسبب في تعليق كامل لحركة الطيران وإجلاء الطائرات إلى دول مجاورة، وتكبيد شركة "العال" للطيران خسائر تقدر بنحو 6 ملايين دولار. وبلغت خسائر قطاع الطيران المدني ملايين الدولارات يومياً نتيجة توقف 300 رحلة و35 ألف مسافر يومياً.
وفي سياق متصل، أدت الهجمات الإيرانية إلى شل حركة بورصة الماس الإسرائيلية، والتي تمثل 8% من صادرات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تراجعت الصادرات بنسبة 35% خلال عام 2024، وسط ذعر المستثمرين وهبوط الأسواق.
إنتاج فلسطين أون لاين | مطار "بن غوريون" لا يزال تحت الحظر الجوي اليمني .. pic.twitter.com/rfjWmDAt5Y — فلسطين أون لايـن (@F24online) June 25, 2025
تداعيات مالية وأعباء متزايدة
وفي الخميس الماضي٬ طلبت وزارة المالية الإسرائيلية تحويل 3 مليارات شيكل إضافية من بند النفقات الدفاعية إلى وزارة الأمن، واقتطاع 700 مليون شيكل من موازنات مدنية كالصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، لتغطية نفقات إضافية.
وأشارت صحيفة "غلوبس" إلى أن الجزء الأكبر من هذه التحويلات مخصص لرواتب الجنود، لا سيما مع استدعاء نحو 450 ألف جندي احتياط.
وفي تصريح لصحيفة "معاريف"، قال نائب مدير الاقتصاد في اتحاد العمال "الهستدروت"، آدم بلومبيرغ، إن تكلفة إغلاق الاقتصاد الإسرائيلي خلال 12 يوما بلغت أكثر من 3.5 مليارات دولار، أي نحو 294 مليون دولار يومياً.
אדם בלומברג, סמנכ''ל כלכלה בהסתדרות: "אנחנו נמצאים בעיצומו של מבצע בלי שום רשת ביטחון, לא לעסקים ולא לעובדים, ועל זה אנחנו כבר בשיח לקראת הכנת הדיונים בכנסת בוועדת הכספים מחר בבוקר"@AnatDavidov @YaelAyalon10 — 103FM (@radio103fm) June 22, 2025
انهيار محتمل
وقدر تقرير صادر عن جامعة رايخمان الإسرائيلية٬ أن حرباً تستمر شهراً كاملاً ستكلف الاحتلال الإسرائيلي حوالي 40 مليار شيكل (11.76 مليار دولار)، فيما تصل قيمة الأضرار التي لحقت بالممتلكات السكنية إلى 3 مليارات شيكل، بخلاف تعويضات الشركات.
وأشارت تقديرات معهد "آرون" للسياسات الاقتصادية إلى أن استمرار الحرب لفترة أطول سيؤدي إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي، وتقلص عائدات الضرائب، ما يرفع الدين العام إلى أكثر من 75% من الناتج القومي.
وقال الخبير المالي ناصر عبد الكريم٬ في حديث لوكالة "الأناضول"٬ إن الحرب تسببت بتعطيل الإنتاج، ودفعت الحكومة نحو خيارات اقتصادية صعبة، تشمل خفض الإنفاق المدني، وزيادة الضرائب، والاقتراض، وكلها تهدد بمزيد من التدهور في المالية العامة.
وسط استمرار الهجمات، وتوسع رقعة الدمار، وغياب مخرج سياسي أو عسكري واضح، يواجه الاحتلال الإسرائيلي تحدياً اقتصادياً مركباً، يزيد من احتمالات الانزلاق إلى أزمة شاملة، قد تطال مختلف مفاصل الدولة، من السوق المالية إلى الخدمات الاجتماعية، ومن الإيرادات الضريبية إلى الاستثمارات الأجنبية٬ خاصة في ظل نزيف الحكومة الاقتصادي والعسكري في حرب الإبادة الجماعية الدائرة في غزة٬ والتي فشلت الحكومة في تحقيق أهدافها حتى الآن.
في 13 حزيران/ يونيو الجاري، شن الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، عدوانا واسعا على الأراضي الإيرانية استمر 12 يوماً، استهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، وأسفر عن اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين. وبحسب وزارة الصحة الإيرانية، خلف الهجوم 606 قتلى و5 آلاف و332 جريحاً.
وفي رد حازم، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية، ما ألحق دمارا واسعا وأثار حالة من الذعر غير المسبوق داخل الأراضي المحتلة، وأسفر عن مقتل 28 شخصاً وإصابة 3 الاف آخرين، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية.
وعلى إثر الضربات الإيرانية المؤلمة، شنت الولايات المتحدة هجمات على منشآت نووية داخل إيران، ما دفع طهران إلى الرد باستهداف قاعدة "العديد" الأميركية في قطر.
وفي أمس الثلاثاء٬ أعلنت واشنطن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، وسط مخاوف من انزلاق التصعيد إلى مواجهة إقليمية شاملة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الإسرائيلي إيران الخسائر إيران إسرائيل خسائر تضخم المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی ملیارات شیکل ملیون دولار ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
بعد استثمارات بـ 100 مليون دولار .. الإمارات تطلق النسخة الثالثة من 100 شركة من المستقبل
أعلنت وزارة الاقتصاد والسياحة، ومكتب التطوير الحكومي والمستقبل، عن إطلاق النسخة الثالثة لمبادرة "100 شركة من المستقبل"، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الشركات والمشاريع الأكثر نمواً وابتكاراً وتعمل في قطاعات الاقتصاد الجديد.
وتستهدف المبادرة الشركات التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها أو لأعمالها، وذلك بعد اجتيازها عملية التقييم واستيفاء الشروط والمعايير المطلوبة، حيث تم فتح باب التقديم حالياً أمام الشركات الراغبة في الانضمام من خلال الموقع الإلكتروني للمبادرة، على أن يتم إغلاقه في أكتوبر المقبل.
وأكد معالي عبدالله بن طوق، وزير الاقتصاد والسياحة، أن دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة قطعت أشواطا واسعة للتحول نحو اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، وتبنت استراتيجيات ومبادرات استشرافية لدعم نمو أعمال المشاريع المبتكرة وتحفيزها على استخدام تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية.
وقال معاليه، إن المبادرة تعمل على تقديم كافة الفرص والممكنات التي يحتاج إليها أصحاب المواهب والمشاريع الريادية لتطوير المزيد من الأفكار الناجحة، والتوسع في قطاعات الاقتصاد الجديد، لا سيما أن المبادرة تتيح التواصل الفعّال مع شبكة واسعة من صناديق الاستثمار والمستثمرين العالميين، والاطلاع على أحدث الممارسات والتوجهات الخاصة بآليات التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها منصة عالمية لتطوير منهجيات العمل الحكومي وريادة المستقبل، بفضل رؤية قيادتها الاستباقية، وبيئة الابتكار الشاملة التي تحتضن المواهب والأفكار وتحولها إلى حلول اقتصادية رائدة، مشيرة إلى أن تمكين الشركات الناشئة ضرورة في منظومة تصميم المستقبل، واستعداد متقدم للتعامل مع تحولات السوق العالمية.
أخبار ذات صلةوأوضحت بأن قائمة 100 شركة من المستقبل لعام 2025، لا تقتصر على إبراز قصص نجاح وطنية ملهمة، بل تمثل أداة استراتيجية لتمكين رواد أعمال يمتلكون الشغف والقدرة على صناعة التغيير، ما يسهم في دعم جهود تنوع الاقتصاد وتعزيز مرونته وجاهزيته للمستقبل.
وتستقبل المبادرة في نسختها الثالثة طلبات الترشح للشركات والمشاريع التي تعمل في قطاعات الاقتصاد الجديد، والتي تشمل: الصناعات المتقدمة، والتكنولوجيا الزراعية، والتكنولوجيا الحيوية، والصناعات الإبداعية، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا التعليم، وتكنولوجيا الغذاء، والتكنولوجيا المالية، وتكنولوجيا الصحة، وتكنولوجيا الموارد البشرية، والتنقل الذكي، والتكنولوجيا القانونية، والتكنولوجيا العقارية، والطاقة المتجددة، والفضاء، والاستدامة والبيئة.
وتواصل مبادرة "100 شركة من المستقبل"، تعزيز شراكاتها مع الجهات الحكومية وصناديق الابتكار وشركات التكنولوجيا والمؤسسات المالية والمصرفية ومسرعات وحاضنات الأعمال وصناديق الاستثمار الجريء، حيث بلغ عدد شركاء المبادرة 38 شريكاً من أبرزهم الشريك الاستراتيجي الصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعية "مجرى"، وشركاء مسرعات الأعمال في دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وصندوق حي دبي للمستقبل، وبنك الإمارات دبي الوطني، وصندوق محمد بن راشد للابتكار، وإنفستوبيا، وشركة مايكروسوفت، وMEVP، وكريم، وEY، وأوراسيا كابيتال، وIn5، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وشركة FTI للاستشارات، ومركز دبي المالي العالمي إنوفيشن هب.
وتحصل الشركات المنضمة إلى "قائمة 100 شركة من المستقبل لعام 2025" على مجموعة من المزايا التنافسية ومنها الحصول على العلامة الرائدة للمبادرة، بجانب التمويل وتقديم الدعم لدخول أسواق جديدة، ودورات تدريبية لتأهيل الكوادر البشرية العاملة في هذه الشركات، وتقديم خدمات أخرى متنوعة تسهم في تسريع أعمالها وأنشطتها، إضافة إلى إمكانية المشاركة في مجموعة من الرحلات مع الوفود التجارية للدولة، بما يسهم في الترويج للمشاريع والأعمال المبتكرة مع شبكة عريضة من المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال على المستويين الإقليمي والعالمي.
وحققت الشركات المختارة ضمن "قائمة 100 شركة من المستقبل" حضوراً لافتاً على الساحة الاقتصادية، حيث شاركت في أكثر من 15 وفداً تجارياً لحضور فعاليات اقتصادية مرموقة داخل الدولة وخارجها، ومنذ انطلاق المبادرة في عام 2022 وحتى الآن، استثمر شركاء رأس المال المخاطر مجتمعين ما يقارب من 100 مليون دولار أميركي في أكثر من 40 شركة مدرجة ضمن القائمة.
المصدر: وام