لندن "د.ب.أ": حقق فيلم الرعب البريطاني " 28 دايز ليتر" ( بعد 28 يوما) للمخرج داني بويل نجاحا مفاجئا خلال عام 2002، وأصبح علامة بارزة في هذا النوع من الأفلام.

وبعد خمسة أعوام، تم طرح الجزء الثاني من الفيلم " 28 ويكس ليتر" (بعد 28 أسبوعا)، وأخرجه المخرج خوان كارلوس فريسناديو.

والآن يعود بويل والكاتب اليكس جارلاند بالجزء الثالث من السلسلة بفيلم " 28 ييرز ليتر" (بعد 28 عاما)- حيث يعد الأول ضمن ثلاثية جديدة.

وقال اليكس جارلاند: "أعتقد أن ما حدث هو أنني أنا وبويل نشعر بعاطفة خاصة تجاه الفيلم الأصلي ". وأضاف" هذا يعنى أيضا أننا نريد حمايته والاستمرار في استكشافه".

وكان الاثنان عازمين على تجنب طرح جزء آخر من الفيلم من شأنه الإضرار بسمعة الجزء الأول. ودون داع للخوف نجحا بالفعل في ذلك.

وتدور احداث فيلمهما بعد 28 عاما من تفشي فيروس " رييج" (الغضب) في بريطانيا، الذي يحول المصابين به إلى مخلوقات غاضبة وعدوانية للغاية ومتعطشة للدماء تطارد البشر الذين لم يصابوا بالفيروس.

وعلى الرغم من أن الفيلم يصنف على أنه من أفلام الزومبي، فإن صناع الفيلم حريصون على التأكيد أن هذه المخلوقات ليست زومبي( أي موتى يقومون من القبور) ولكن أشخاص مصابون.

وفي إطار أحداث الفيلم، تبقى بريطانيا قيد الحجر الصحي بسبب الفيروس. وتصبح جزيرة معزولة- ربما في استعارة لوصف بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، تعيش وراء سد يخضع لحراسة مشددة. وأحيانا، يقوم السكان بالتوجه إلى البر الرئيسي بحثا عن أغراض مفيدة، ومن أجل قتل المصابين، والاحتفال بذلك لكونه بمثابة رياضة.

ويركز الفيلم على سبايك الصغير الذي يقوم بدوره الممثل الفي ويليامز، الذي يذهب إلى البر الرئيسي لأول مرة مع والده جيمي الذي يقوم بدوره آرون تايلور جونسون، حيث يواجه مشكلة خطيرة.

وتعاني إيلا والدة سبايك، التي تقوم بدورها جودي كومر، من مرض خطيرة حيث تعاني من فقدان للذاكرة والهلوسة. ولكن لا يوجد طبيب في الجزيرة يمكن أن يساعدها.

وخلال رحلتهما، يجد جيمي وسبايك نفسيهما في خطر، وعليهما أن يكافحا للبقاء بعد حلول الظلام. ويريان في مكان بعيد نارا. لذلك، لابد أن هناك شخصا ما في البر الرئيسي لم يصب بالفيروس.

وعندما يدرك سبايك أن الشخص المتواجد عند النار هو الطبيب كيلسون، الذي يقوم بدوره رالف فاينس، يضع خطة محفوفة بالمخاطر من أجله ومن أجل والدته بدون أن يخبر والده.

ويقول الممثل آرون تايلور جونسون، حول تجسيده لشخصية الوالد الذي يحاول جعل ابنه قويا " من الرائع أن يكون لدينا مثل هذه الدراما العائلية الجميلة والحميمية في عالم ما بعد نهاية العالم" مضيفا " هناك حميمية في هذا الفيلم الرائع".

ويقول جيمي لسبايك، عندما يطلب منه قتل شخص مصاب لأول مرة " كلما زادت مرات قيامك بالقتل، كلما أصبح ذلك سهلا".

ويقول تايلور جونسون" إنها قصة التحول إلى سن البلوغ " موضحا" لذلك فإنك ترى القصة عبر عيني صبي / 13 عاما/".

و ظاهريا ، يعد هذا الفيلم من نوعية الرعب، ولكن في جوهره، لا يتعلق فقط بشأن الأشخاص المصابين المتعطشين للدماء، ولكن بشأن قضايا مثل الأسرة والمجتمع والموت.

ويقول رالف فاينس" أشعر أن هناك رمزية بشأن عقلية الجزيرة، متحدثا عن " جنون" خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكونها خطوة أثارت الانقسام. وأضاف" أعني، هناك إحساس بالعزلة".

ويقدم فانيس / 62 عاما/ ، الذي رشح مؤخرا لجائزة أوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم " كونكليف" (المجمع المغلق) أداء رائعا مجددا، حيث يجسد دور دكتور كيلسون، الذي على الرغم من انعزاله لعقود لحماية نفسه من المصابين، يتمكن من الحفاظ على صحته العقلية وتعاطفه.

وكما هو متوقع، نرى في الفيلم مشاهد عنف شديدة. وفي المشاهد الافتتاحية للفيلم، نرى مخلوقات غاضبة تنفث الدماء و تهاجم أسرة بعنف وحشي، وهي مشاهد نوعا ما اختبارية وربما يكون تأثيرها قويا على بعض المشاهدين.

ولذلك فإن فيلم " بعد 28 عاما" لا يناسب بالتأكيد أصحاب القلوب الضعيفة. ويقول بويل "غريزتي كمخرج سينمائي لا تجعلني متحفظا". وأضاف " ولكن أعمل على تعظيم تأثير المكونات، مهما كانت هي، وأقوم بالضغط لاستخراج أكبر قدر منها بحيث يصبح النطاق الديناميكي لما يشاهده المرء واضحا وكبيرا".

وتصاحب الفيلم موسيقى تصويرية للفرقة الغنائية الاسكتلندية يانج فازرز، بالإضافة إلى تأثيرات صوتية وقصيدة بشأن الحرب للمؤلف البريطاني روديارد كيبلينج. ويمنح التسجيل الصوتي لقصيدته " بوتس" من عام 1915 خلفية صوتية مثيرة للاضطراب.

وإذا استمتع المشاهد بالفيلم الجديد لكونه فصلا قويا في الملحمة المرعبة بفضل داني بويل واليكس جارلاند، فتنتظره أنباء جيدة، حيث أنه من المقرر استكمال الملحمة المرعبة خلال العام المقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بعد 28 عاما

إقرأ أيضاً:

فاينانشال تايمز: ما زال هناك أمل في إبرام صفقة لوقف الحرب على غزة

شهدت الساحة السياسية والعسكرية في إسرائيل أسبوعًا استثنائيًا من الخلافات الحادة بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش، الفريق إيال زمير، على خلفية خطة نتنياهو لإعادة احتلال كامل قطاع غزة وإخضاعه للسيطرة الإسرائيلية المباشرة، في خطوة وصفتها أوساط عسكرية بأنها خطيرة على الجيش والأسرى الإسرائيليين، وفق ما نشرته مجلة فاينانشال تايمز.

ولفتت الصحيفة إلى أن الخلاف، الذي تصاعد عبر تسريبات متبادلة وتصريحات هجومية في وسائل الإعلام، بلغ ذروته خلال اجتماع أمني استمر عشر ساعات وانتهى بإصدار نتنياهو أوامر للجيش بالتحضير لغزو غزة، متجاهلًا خطة بديلة طرحها زمير تقوم على “الحصار والاستنزاف” عبر تطويق مناطق سيطرة حماس المتبقية وتنفيذ ضربات مركزة، بهدف تقليل الخسائر وتسهيل الإفراج عن الأسرى.

انقسام سياسي–عسكري علني

وذكر وزراء في حكومة نتنياهو اليمينية الجيش علنًا بأنه ملزم بتنفيذ أوامر الحكومة، بينما ألمح نجل رئيس الوزراء إلى أن رئيس الأركان يحاول تنفيذ “انقلاب”. 

من جانبه، رد زمير ببيان مقتضب قال فيه إن “الخلاف جزء لا يتجزأ من تاريخ الشعب اليهودي”، لكنه حذر – وفق تسريبات – من أن تنفيذ خطة الغزو قد يعني إسقاط هدف تحرير الأسرى من أولويات الحرب.

ويرى مراقبون أن هذا الخلاف يعكس تغيرًا في ميزان العلاقة بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، حيث كان الساسة في الماضي يميلون للاستماع لرأي الجيش، بينما أصبحت الحسابات السياسية الآن أكثر تأثيرًا على القرارات الميدانية.

خلفية الحرب وضغوط الداخل والخارج

يأتي هذا الانقسام في وقت تواجه فيه إسرائيل عزلة دولية متزايدة وانتقادات حادة بسبب حصيلة الضحايا في غزة، والتي تقول السلطات المحلية إنها تجاوزت 60 ألف شهيد منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.

كما وقع معظم قادة الجيش والمخابرات السابقين على رسالة تحث الحكومة على قبول وقف لإطلاق النار، معتبرين أن حماس أصبحت قوة مستنزفة، وأن إنهاء الحرب ممكن دون مواصلة التوغل.

تداعيات إنسانية كارثية

وبحسب تقديرات ميدانية، فإن أي هجوم على مدينة غزة سيؤدي إلى تهجير ما يصل إلى مليون فلسطيني، كثير منهم نازحون أصلًا، وسيضاعف من حجم الكارثة الإنسانية التي دفعت معظم سكان القطاع إلى حافة المجاعة.

ورغم أن نتنياهو حسم توجيهاته للجيش بـ"التحضير" للهجوم، يرى محللون أن القرار النهائي ما زال أمامه أسابيع، ما يتيح فرصة لتدخل أطراف دولية، خاصة الولايات المتحدة ودول عربية، لمحاولة إعادة مسار التفاوض نحو صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

طباعة شارك غزة مدينة غزة الحرب علي غزة إسرائيل الاحتلال نتنياهو

مقالات مشابهة

  • جابر: نحاول بناء الدولة ولكن هل سيسمح لنا العدو بذلك؟
  • انطلاقة قوية لفيلم الرعب ويبنز في أميركا بإيرادات بلغت 42.5 مليون دولار
  • تركيا.. ناجون من زلزال باليك أسير يرون لحظات الرعب
  • فيلم الرعب Weapons يتصدر شباك التذاكر بـ 42.5 مليون دولار
  • خالد الغندور يطرح سؤلاً للجماهير بشأن حارس مرمي الأهلي
  • المركزي يطرح بعثات بكالوريوس للتعيين المباشر .. تفاصيل
  • فصول جديدة.. ما الذي دار بين دفاعات الجيش السوداني وطاقم طائرة قبل تدميرها في نيالا؟
  • مصر: هناك توافق مع تركيا بشأن سبل التعامل مع أزمات المنطقة
  • فاينانشال تايمز: ما زال هناك أمل في إبرام صفقة لوقف الحرب على غزة
  • مهيب عبد الهادي يطرح سؤالا على جماهير الزمالك بعد أول فوز بالدوري