دراسة: مرحلة واحدة من النوم ضرورية لتقليل خطر الإصابة بالخرف
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
توصلت دراسة إلى أن قلة النوم المريح في مرحلة من مراحل النوم المختلفة أثناء الليل ترفع من خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في السن.
ووفق الدراسة التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية فإن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما هم أكثر عرضة بنسبة 27 في المئة للإصابة بالخرف إذا فقدوا 1 في المئة فقط من هذا النوم العميق كل عام.
وتسمى مرحلة نوم الموجة البطيئة، وهي المرحلة الثالثة من دورة نوم الإنسان لمدة 90 دقيقة، وتستمر حوالي 20-40 دقيقة. وهي المرحلة الأكثر راحة، حيث تتباطأ موجات الدماغ ومعدل ضربات القلب وينخفض ضغط الدم.
ويقوي النوم العميق العضلات والعظام وجهاز المناعة، ويعد الدماغ لاستيعاب المزيد من المعلومات.
وفي عام 2023، اكتشفت الأبحاث أن الأفراد الذين يعانون من التغيرات المرتبطة بمرض الزهايمر في دماغهم كان أداؤهم أفضل في اختبارات الذاكرة عندما حصلوا على مزيد من نوم الموجة البطيئة.
وقال عالم الأعصاب ماثيو باس من جامعة موناش في أستراليا إن "نوم الموجة البطيئة، أو النوم العميق، يدعم شيخوخة الدماغ بعدة طرق، ونحن نعلم أن النوم يزيد من إزالة النفايات الأيضية من الدماغ ، بما في ذلك تسهيل إزالة البروتينات التي تتجمع في مرض الزهايمر".
وتشير النتائج التي توصلت إليها الدراسة إلى أن فقدان نوم الموجة البطيئة قد يكون عامل خطر مسبب للخرف.
وقام باس وزملاؤه من أستراليا وكندا والولايات المتحدة بفحص بيانات 346 مشاركا أكملوا دراستين للنوم الليلي بين عامي 1995 و 1998 وبين عامي 2001 و 2003، بمتوسط خمس سنوات بين فترات الاختبار.
وهذه المجموعة من المشاركين لم يكن لديها سجل للخرف في وقت دراسة 2001-2003 ، وكان عمرها أكثر من 60 عاما في عام 2020 ، وثم مراقبة الخرف بين المشاركين حتى عام 2018.
وبعد 17 عاما من المتابعة، تم تسجيل 52 حالة خرف بين المشاركين. كما تم فحص مستويات نوم الموجة البطيئة للمشاركين بحثا عن صلة بحالات الخرف.
وبشكل عام، وجدت الدراسة أن معدل نوم الموجة البطيئة ينخفض من سن 60 فصاعدا، مع بلوغ هذه الخسارة ذروتها بين سن 75 و 80 ثم تستقر بعد ذلك.
ومن خلال مقارنة دراسات النوم الأولى والثانية للمشاركين، اكتشف الباحثون وجود صلة بين كل انخفاض في درجة مئوية في نوم الموجة البطيئة سنويا وزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 27 في المئة.
وزاد هذا الخطر إلى 32 في المئة عندما ركزوا على مرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعا للخرف.
ودعا فريق الدراسة إلى المزيد من البحث لإثباب الصلة بين الانخفاض المتسارع في نوم الموجة البطيئة و الخرف.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی المئة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف دور الانقلاب الصيفي في توقيت الإزهار.. والاحترار العالمي يُهدد هذا التوازن
يصادف الانقلاب الصيفي كل عام أطول يوم في نصف الكرة الشمالي بالنسبة لمعظم الناس، يجلب معه الدفء والمهرجانات وغروب الشمس المتأخر، أما بالنسبة للنباتات، فقد يعني شيئًا أكثر أهمية.
تشير أبحاث جديدة أجراها علماء في جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) إلى أن هذا الحدث السنوي قد يشكّل إشارة حيوية للنمو والتكاثر، ومع ذلك، ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، قد يفقد هذا المؤشر الطبيعي موثوقيته.
يستكشف البحث، المنشور في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، كيف تستخدم النباتات الانقلاب الصيفي كمحفز محتمل.
لكن، مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد عدم القدرة على التنبؤ بالمناخ، قد تحتاج النباتات إلى البحث عن مؤشرات أخرى.
قال الدكتور فيكتور فان دير ميرش، باحث ما بعد الدكتوراه في كلية الغابات بجامعة كولومبيا البريطانية: “من المعروف أن النباتات تستخدم درجة الحرارة لتحديد توقيت نمو الأوراق والإزهار.
تُظهر هذه الدراسة أن الانقلاب الصيفي هو فترة نمو مثالية، وقد يكون أيضًا محفزًا مهمًا للتكاثر”.
الانقلاب الصيفي وتحديد توقيت النموتاريخيًا، اعتقد الباحثون أن طول النهار يُساعد النباتات على جدولة نموها.
وتذهب هذه الدراسة إلى أبعد من ذلك، إذ تشير إلى أن الانقلاب الصيفي – حوالي 21 يونيو في نصف الكرة الشمالي – يُمثل توقيتًا حراريًا مثاليًا في كل من أوروبا وأميركا الشمالية، يوفر هذا الموسم توازنًا بين الدفء المتراكم والوقت الكافي المتبقي في الموسم لإتمام التطور.
وفقًا للمؤلفين، يُعد هذا التوقيت بمثابة تسوية، إذ تحتاج النباتات إلى تجميع ما يكفي من الدفء لتتنبأ بالظروف المناخية القادمة، وفي الوقت ذاته، تحتاج إلى مدة كافية لنمو أجزائها وتكوين أزهارها والاستعداد للتكاثر.
ولعل الانقلاب الصيفي هو التوقيت الأمثل لتحقيق هذا التوازن.
النمو الأمثل يرتبط بالانقلاب الصيفي باستخدام بيانات مناخية تاريخية وتنبؤية، درس الباحثون أنماط درجات الحرارة على مدى سنوات طويلة، مستخدمين مؤشر “أيام النمو بالدرجات” (GDD)، الذي يقيس تراكم الحرارة المهم لعملية التمثيل الغذائي في النبات.
الهدف كان تحديد اليوم الذي تستطيع فيه النباتات التنبؤ بثقة بمدى دفء بقية الموسم، مع توفر الوقت الكافي للنمو.
تُظهر النماذج والرسوم البيانية في الدراسة أن الانقلاب الصيفي غالبًا ما يقع بالقرب من نقطة التوازن المثلى بين القدرة على التنبؤ الحراري وإمكانات النمو.
المناخات المحلية تُغير القاعدة
رغم هذا المتوسط، تكشف الظروف المحلية عن واقع أكثر تعقيدًا؛ ففي جنوب أوروبا مثلًا، تبلغ النباتات ذروتها في وقت أبكر، بينما في المناطق الشمالية الباردة، يكون أفضل توقيت للنمو بعد الانقلاب الصيفي بفترة.
تبرز الخريطة المنشورة في الصفحة 2 من الدراسة هذا التفاوت بوضوح، حيث تُشير الألوان المختلفة إلى توقيت الذروة: قبل الانقلاب، عنده، أو بعده.
وهذا يعني أن الانقلاب الصيفي ليس مؤشرًا موثوقًا به في كل المناطق. تقول الدكتورة إليزابيث وولكوفيتش، المشاركة في الدراسة وأستاذة علم البيئة النباتية: “لا يتغير طول النهار من عام لآخر، ولكن مع ازدياد تقلب درجات الحرارة، قد تواجه النباتات صعوبة في التكيف مع كلا المؤشرين”.
إشارات الضوء مقابل إشارات الحرارة
تشير الدراسة إلى أن الاعتماد على إشارة ثابتة مثل الانقلاب الصيفي قد يحدّ من قدرة النباتات على التكيف.
وبدلًا من ذلك، يقترح الباحثون أن تكون درجة الحرارة، بوصفها تعكس الواقع المناخي الفعلي، مؤشرًا أفضل.
يقول فان دير ميرش: “درجة الحرارة ترتبط مباشرة بالظروف التي تعيشها النباتات، على عكس الضوء الذي يتطلب حساسية خاصة لحساب التغيرات الزمنية”.
كما أن حساب تغير طول النهار أكثر تعقيدًا من مجرد استشعار الحرارة، ما قد يجعله أقل كفاءة من الناحية البيولوجية.
النمو في التوقيت الخطأ مخاطرة
التوقيت غير المناسب للنمو قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة فقد تزهر المحاصيل قبل أوانها، مما يعرضها لخطر الصقيع، أو يفوت الملقحات وقت التلقيح، أو يتباطأ نمو الغابات، مما يقلل من قدرتها على امتصاص الكربون.
تقول وولكوفيتش: “يمكن أن تؤثر اضطرابات التوقيت هذه على الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي. لذا من الضروري فهم الإشارات التي تستخدمها النباتات لأحداث رئيسية مثل الإزهار ونضج الثمار”.
كما يشير الباحثون إلى احتمال أن يكون توافق النمو مع الانقلاب الصيفي مجرد مصادفة حرارية، لا أكثر. وللتأكد من ذلك، ينبغي إجراء تجارب تفصل بين إشارات الضوء والحرارة، لمعرفة العامل الحاسم.
أهمية ذلك للمستقبل
في ظل تغير المناخ المتسارع، وتزايد فترات الجفاف والاحترار، يصبح فهم آليات نمو النباتات أمرًا بالغ الأهمية، ليس فقط للزراعة بل أيضًا لإدارة النظم البيئية.
فالنماذج التي تتجاهل تعقيد الإشارات المناخية قد تقود إلى تنبؤات غير دقيقة وتدخلات بيئية غير فعّالة.
وتختتم الدراسة بأن الانقلاب الصيفي ربما لم يعد الإشارة البيولوجية الموثوقة التي كان يُعتدّ بها في الماضي، مما يفتح الباب لفهم جديد حول كيفية تكيف النباتات – أو فشلها – في عالم يزداد اضطرابًا.