هل تتجه روسيا لحظر النقاب كما فعلت دول أوروبية؟
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
موسكو– يتواصل الجدل في روسيا حول مشروع قرار طرحه النائب في مجلس الدوما عن الحزب الشيوعي، ميخائيل ماتفييف، وينص على حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة.
وأثار ذلك ردود فعل متباينة في الأوساط الاجتماعية دفعت بماتفييف إلى نشر مذكرة أوضح فيها أن الحديث لا يدور عن استهداف لباس ديني، إنما لاعتبارات أمنية تتعلق بإجراءات للحد من "التهديدات الإرهابية".
ففي تقديره، هناك حاجة للحد من ارتداء الملابس التي تخفي الوجه في الأماكن العامة (النقاب، البرقع) حيث لا يمكن التعرف على الشخص ذي الوجه المغطى بواسطة كاميرات المراقبة.
بالإضافة إلى ذلك، يقول ماتفييف إنه من المهم تعزيز الطبيعة العلمانية للتعليم، لإيجاد ظروف متساوية لجميع الطلاب من أجل منع التمييز على أسس دينية أو ثقافية، كما جاء في مذكرته التوضيحية.
وكان النائب ماتفييف نشر منتصف أبريل/نيسان الماضي رد الداخلية على طلبه بحظر ارتداء الملابس الدينية التي تغطي الوجه، لغرض منع "الإسلام المتطرف" حسب تعبيره.
وقالت الوزارة في ردها إنه ليس لديها "معلومات حول علاقة سببية بين ارتداء الملابس المصممة وفقًا للقواعد الدينية وارتكاب أعمال غير قانونية ذات طبيعة متطرفة".
ورغم ذلك، حظيت مبادرة ماتفييف لحظر النقاب بدعم رئيس "مجلس حقوق الإنسان" التابع للرئاسة فاليري فاديف الذي أشار إلى أنه تم بالفعل فرض حظر مماثل في عدد من دول آسيا الوسطى ذات الأغلبية المسلمة.
أما مفتي موسكو إيلدار علاء الدينوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا فصرح بأن الإدارة ستؤيد اقتراح حظر النقاب إذا ثبت ارتباط ارتدائه بالتطرف.
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن محاولات حظر النقاب ستبدو وكأنها انتهاك لقواعد القانون العلماني والدستور، محذرًا أيضًا من أن هذا الحظر يمكن أن يسبب سخطًا بين المسلمين الروس ويخلف جيوبًا من التوتر في المجتمع.
وبحسب علاء الدينوف، فإن مسألة ارتداء النقاب لا تزال قضية جدلية، ويجب ملاحظة أنه لم تثر في السابق على الإطلاق مسألة أن هذا العنصر من الملابس غير مرغوب فيه، ناهيك عن فرض حظر على ارتدائه.
كما انضم مفتي تتارستان، كامل ساميغولين، إلى قائمة المعارضين لحظر ارتداء النقاب في روسيا، وقال إنه ينبغي للمرء أن يعامل معتقدات الآخر باحترام.
في المقابل، أيد مفتي منطقة فولغوغراد، باتا كيفاخ، ورئيس مسلمي شمال القوقاز إسماعيل بيرديف، فكرة الحظر. واستذكر بيرديف كلام مفتي الشيشان صلاح مجييف الذي ذكر أن "ارتداء قطعة الملابس هذه سيؤدي إلى حقيقة أنه في المستقبل سيضاف إليها حزام متفجرات" متهمًا منتقدي موقفه بالعداء للإسلام.
وراء الأبواب المغلقة
وفيما يبدو إدراكًا لحساسية الموضوع، طالب نواب في مجلس الدوما بمناقشة المسألة وراء الأبواب المغلقة. وقالت رئيسة لجنة تنمية المجتمع المدني، أولغا تيموفيفيفا، إن هذا الموضوع يحتاج إلى مناقشة "بطريقة متوازنة، دون تناوله في وسائل الإعلام" مع ممثلي الإسلام والسلطات المحلية. ودعت إلى ضرورة "التعامل مع الجميع باحترام والتفريق بين المظهر في المنزل وفي المؤسسات الرسمية".
كما شدد رئيس لجنة مجلس الدوما المعنية بالعمل والسياسة الاجتماعية، ياروسلاف نيلوف، على أن هذه النقاشات يجب أن تُنقل "خلف الأبواب المغلقة" وأن تُجرى "ضمن المنصات القائمة حيث تتم مناقشة العلاقات الدينية للدولة".
وبرأي الباحثة في الدراسات الإسلامية، فاطمة أمانوفا، فإنه "لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم يشير إلى إلزامية إخفاء وجه المرأة" وبالتالي لا يجب فهم مشروع القرار الذي طرحه النائب ماتفييف في سياق هجمة على اللباس الإسلامي.
وفي تعليق للجزيرة نت، تتفق الباحثة مع الفرضية القائلة إن هذا النوع من اللباس يمكن أن يعزز من "ميول التطرف" كما وصفتها، أو يعكسها في جوانب معينة. واستشهدت بأن موسكو -على سبيل المثال- تعرضت لعمليات تفجير وأخذ مدنيين أسرى، استخدم خلالها مخططو هذه العمليات نساء ارتدين نقابا لعدم كشف هويتهم.
وأوضحت أن النقاب لباس تقليدي وليس دينيا صرفا، ويمكن للمرأة المسلمة في روسيا الاكتفاء بارتداء الحجاب لاستكمال معايير اللباس الاسلامي، مضيفة أنه طوال التاريخ لم ترتد النساء المسلمات في البلاد النقاب قط.
أما الكاتب في قضايا حقوق الإنسان أصلان عميروف، فيعتبر أن ثمة تسرعا وعدم مراعاة للحساسية بطرح هذه "القضية الإشكالية" حيث كان من المهم -حسب رأيه- الأخذ بعين الاعتبار الظروف العامة التي تعيشها البلاد، وعدم إثارة قضايا يمكن أن تؤثر على تماسك النسيج الاجتماعي فيه.
ويشير -في حديثه للجزيرة نت- إلى أنه في المنتدى الاقتصادي الدولي الأخير "روسيا والعالم الإسلامي" الذي عقد في قازان، كانت من بين الضيوف منقبات، متسائلا: هل سيتم أيضًا منعهم في المستقبل من دخول الأراضي الروسية أم المطلوب الحفاظ على معايير الثقافة والاحترام المتبادل في المجتمع الروسي؟".
ووفقًا له، فإن الاستدلال بتجارب بلدان أوروبية قامت بحظر ارتداء النقاب -كبلجيكا وهولندا وفرنسا وسويسرا ودول أوروبية أخرى- مقاربة غير صحيحة. ففي نهاية المطاف، تعد روسيا دولة تزيد نسبة المسلمين فيها على 20% وهم سكان أصليون فيها وليسوا مهاجرين، كما هو الحال بهذه البلدان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ارتداء النقاب حظر ارتداء حظر النقاب
إقرأ أيضاً:
أخطاء في الموضة تظهر المرأة أكبر سنّا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--في عالم الموضة، قد يتسبب اختيار خاطئ في الملابس، والألوان، والقصّات إلى ظهور المرأة بمظهر أكبر من عمرها الحقيقي.
قالت خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد، إن الموضة ليست مجرد اختيار للملابس، بل هي لغة تعبّر عن الحضور والطاقة، وأن الأخطاء الشائعة في تنسيق الملابس تصنع حتمًا صورة قديمة أو تضيف سنوات غير مرغوبة إلى المظهر.
كيف تؤدي الموضة دورًا في إظهار الإطلالة الشابة للمرأة وليس العكس؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: أرى الموضة انعكاسًا لما بداخل المرأة، بشكل يتناغم مع طاقتها، وشخصيتها، وثقتها بنفسها، وكلها عوامل تساهم في حضور شبابي مفعم بالحيوية.
تُساعد الموضة المرأة على إبراز ملامحها أو إخفائها، إذ أنها قادرة على تأطير الوجه، وإبراز القوام، والتعبير عن الطاقة.
عند استخدامها بشكل صحيح، يمكنها تلطيف الخطوط القاسية، وإضافة حركة، وبث الحيوية. ولا يكمن الهدف فقط بأن تظهر المرأة أصغر سنًا، بل أن تبدو بظهر حيوي وعصري.
ما هي أكثر الأخطاء الشائعة في الأزياء التي تقع فيها النساء من دون قصد ما يجعلهن أكبر سنًا؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: من خلال خبرتي، تخشى الكثير من النساء ارتداء الملابس العصرية ويلتزمن بالقصّات والأنماط القديمة التي اعتدن عليها.
لم يعد هناك ما يُسمى "ملائم للعمر"، وهنا يأتي دوري لأساعدهن على بناء ثقتهن بأنفسهن وتوجيههن بلطف نحو اكتشاف أساليب جديدة تظل وفية لهويتهن.
تتمثل أكثر الأخطاء شيوعًا باعتماد القصات القديمة، والتنسيقات المبالغ بها، أو الألوان القاسية بالقرب من الوجه، بالإضافة إلى الاعتماد المفرط على قطع مريحة مثل الليغينغ، أو الملابس الواسعة التي تجعل المرأة تبدو أكبر سنًا.
كما أن قطع الإكسسوارات، والنظارات، وحتى تسريحة الشعر، إذا لم تكن عصرية ومدروسة، فقد تضيف سنوات إلى مظهر المرأة.
هل هناك "قواعد" موضة تعتقد النساء أنها مفيدة، لكنها في الواقع تجعلهن يبدين أكبر سنًا؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: أول ما يخطر ببالي، وأراه كثيرًا مع عميلاتي، يتمثل بارتداء الأسود بشكل دائم بسبب قدرته على تنحيف الجسم، لكنه قد يُطفئ ملامح الوجه.
مثال آخر يتمثل بالاعتقاد أن كل شيء يجب أن يتطابق أو أن يكون كلاسيكيًا للغاية لإضفاء الأناقة. هذه الأفكار قد تجعل المظهر يبدو جامدًا بدلًا من أن يكون سلسًا.
يجب أن تكون الأناقة معبّرة، وعصرية، ومتوافقة مع هوية المرأة اليوم، وليس نسخة قديمة منها.
View this post on InstagramA post shared by Neighbors World style | Image Consultant (@neighbors.world)
كيف يؤثر مقاس الملابس على العمر؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: المقاس هو كل شيء. تجعل الملابس الفضفاضة جدًا المرأة تبدو من دون شكل، بينما تُبرز الملابس الضيقة جدًا مناطق قد لا ترغب في إظهارها.
ويطيل المقاس المثالي القامة، ويُبرز القوام، ويمنحها مظهرًا مصقولًا وشابًا.
كل شيء يبدأ من الملابس الداخلية. حين تكون الأساسيات ملائمة، يبدو كل شيء فوقها أفضل، بالإضافة إلى وضعية الوقوف الصحيحة.
هل هناك قصّات أو أنماط معينة تُظهِر المرأة أكبر سنًا؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: نعم، تجعل القصات المربعة، والقصّات الواسعة، والأنماط الكلاسيكية الجامدة المرأة أكبر سنًا، بينما تُناسبها القصّات الأنثوية بشكل أكبر مثل الفساتين، والبناطيل المفصلة ذات الخصر المريح، أو السترات ذات التحديد الخفيف، ما يمنح الانسيابية المطلوبة.
كيف يمكن أن تؤثر الألوان الخاطئة على مظهر المرأة؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: اختيار لون غير مناسب بالقرب من الوجه قد يُطفئ الإشراقة الطبيعية أو يُبرز الخطوط الدقيقة. على سبيل المثال، يمكن أن يكون اللون الأسود قاسيًا جدًا لبعض درجات البشرة، فيما اختيار الألوان المتناغمة مع لون بشرتها يمكن أن يضيء وجهها ويمنحها إشراقة فورية.
View this post on InstagramA post shared by Neighbors World style | Image Consultant (@neighbors.world)
ما دور النقشات في إضفاء أو إزالة مظهر التقدم في العمر؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: النقشات الكبيرة مثل الأزهار الضخمة أو البيزلي القديم قد تبدو قديمة. وبدلاً منها، أنصح المرأة باختيار النقشات الحديثة مثل الخطوط الكلاسيكية أو النقشات التجريدية بألوان عصرية تُضفي طاقة وأناقة.
ما أهمية التفاصيل الصغيرة مثل الأزرار، والسحّابات، والزخارف في مظهر التقدم في السن؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: هذه التفاصيل الصغيرة مهمة للغاية. وقد تُضعف الأزرار الرخيصة، أو النقشات القديمة إطلالة المرأة. في المقابل، تبدو التفاصيل ذات الجودة العالية، أو القطع البسيطة والراقية دائمًا أكثر أناقة وحداثة.
هل هناك ياقة أو أنماط ملابس تُبرز ملامح الشيخوخة مثل التجاعيد؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: نعم، قد تبرز الياقات العالية بالألوان الداكنة أو ذات التباين القوي الترهل أو الظلال. وتُطيل الياقة على شكل V أو الياقة المفتوحة، العنق وتجذب النظر للأعلى، مما يُلطّف الإطلالة.
كيف يمكن للمرأة أن تبدو عصرية من دون أن تبدو وكأنها تحاول الظهور أصغر سنًا؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: يمكنها ذلك من خلال المزج بين القطع الكلاسيكية الخالدة والعناصر العصرية المختارة بعناية. الهدف ليس أن تظهر أصغر، بل أن تبدو حقيقية مع لمسة عصرية.
View this post on InstagramA post shared by Neighbors World style | Image Consultant (@neighbors.world)
أخبرينا عن ثلاثة تغييرات سريعة في الملابس يمكنها أن تُزيل سنوات من المظهر؟
خبيرة المظهر اللبنانية سيرا مراد: أنصحها بالتالي:
إضافة لونًا زاهيًا أو باستيل بالقرب من الوجه مثل بلوزة لافتة أو وشاح لإضفاء إشراقة فورية على البشرة ومظهر شاب.استبدال الجينز القديم أو الفضفاض بقصّات حديثة مثل القصّة المستقيمة عالية الخصر أو البوي فريند المريح الذي يُبرز شكل الجسم.التخلّص من الملابس غير المناسبة، مع اختيار إكسسوارات عصرية، يمنح الإطلالة لمسة متجددة، أنيقة، ومفعمة بالحيوية.أمريكالبنانأزياءموضةنشر الثلاثاء، 27 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.
تقرير رسمي: 2 مليون وحدة إنتاج تنشط في القطاع غير المهيكل