مئات الآلاف يتوافدون إلى مكة لأداء مناسك الحج
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
توافد مئات الآلاف إلى مدينة مكة المكرمة، في غرب السعودية، لأداء فريضة الحج، الذي يحل موسمه هذا العام في ظل توتر إقليمي تسيطر عليه الحرب الدائرة في قطاع غزة المحاصر.
وحط الوافدون في المدينة المقدسة لدى المسلمين في انتظار بدء المناسك، الجمعة، تحت شمس حارقة ومتوسط حرارة يبلغ حوالي 44 درجة مئوية، حسب توقعات رسمية.
وفي المسجد الحرام، بدأ الحجاج الذين يرتدون لباس الإحرام الأبيض، بالطواف حول الكعبة التي تعدّ قبلة المسلمين في صلواتهم.
وحسب السلطات السعودية، فقد وصل 1.2 مليون شخص، الخميس، من دون احتساب المتواجدين من داخل المملكة.
وشارك في عام 2023 أكثر من 1.8 مليون شخص، جاء نحو 90 بالمئة منهم من خارج المملكة، معظمهم من دول آسيوية والعالم العربي.
ويتزامن موسم الحج هذا العام مع احتدام الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
ويعتبر الخبير في الشأن السعودي بجامعة برمنغهام البريطانية، عمر كريم، أن استمرار هذه الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، "يثير الكثير من الغضب في العالم الإسلامي"، ويمكن أن يؤدي إلى "ظهور تعبيرات عن التضامن لا تناسب البلد المضيف".
وأعلنت السعودية، التي كانت تدرس قبل الحرب تطبيعا محتملا مع إسرائيل، هذا الأسبوع، عن استقبال ألفي حاج من الأراضي الفلسطينية، بينهم ألف من قطاع غزة المحاصر الذي يشهد حملة عسكرية إسرائيلية منذ أكثر من 8 أشهر.
لكنها حذرت، على لسان وزير الحج توفيق الربيعة، من أنه لن يتم التسامح مع "أي شعارات سياسية"، مع تخصيص الحج للعبادة فقط.
ويشير كريم لوكالة فرانس برس، إلى أن الحكومة يجب أن تسعى إلى "السيطرة على نشر أي رسالة سياسية أو تظاهرة".
وإضافة إلى ذلك، يُمثل الحج مكاسب مالية للمملكة، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، والتي تسعى إلى تقليل اعتمادها على النفط من خلال تطوير السياحة الدينية خصوصا.
وإلى جانب الحج، هناك أيضا مناسك العمرة التي تكون بقصد الزيارة ويمكن أداؤها على مدار العام. وقد جمعت 13.5 مليون معتمر في العام الماضي، مع سعي السلطات للوصول إلى 30 مليون معتمر بحلول عام 2030.
ورغم ذلك، فإن استقبال هذا العدد من المؤمنين في مساحات صغيرة يعد "إنجازاً لوجستيا"، كما يؤكد البروفسور في جامعة برينستون الأميركية، برنارد هيكل.
وشهد الحج حوادث مأساوية في الماضي، لا سيما عام 2015 عندما خلّف تدافع هائل 2300 قتيل.
لكن السلطات أجرت منذ ذلك الحين تعديلات كبيرة، ووضعت أنظمة لتبسيط تحركات الحشود. كما اعتمدت إجراءات لإدارة المخاطر الصحية، حيث كانت مكة "تاريخيا مكانا لانتقال الأمراض بين الأشخاص الوافدين من مختلف أنحاء العالم"، حسب هيكل.
وفي عامي 2020 و2021، أجبرت جائحة كوفيد-19 المملكة على تقييد عدد الحجاج ببضعة آلاف، مقارنة بـ2.5 مليون في 2019، وبالعدد القياسي المسجل العام 2012 والبالغ أكثر من 3.1 ملايين.
لكن أحد المخاطر الرئيسية التي يواجهها المؤمنون الذين يجب عليهم أداء معظم شعائرهم في الهواء الطلق داخل مكة وما حولها، يأتي من درجات الحرارة المرتفعة خلال الصيف في منطقة الخليج، وهي واحدة من أكثر المناطق حرا في العالم.
وبما أن مواعيد الحج تحدد وفقا للتقويم الهجري الإسلامي، فإن الحج الكبير يأتي مرة أخرى هذا العام خلال الموسم الحار.
وحسب السلطات السعودية، عانى أكثر من ألفي شخص من الإجهاد الحراري في 2023، وهي ظاهرة يمكن أن تؤدي إلى الجفاف أو التشنجات أو الإرهاق أو مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: هذا العام أکثر من
إقرأ أيضاً:
إسناد أكثر من 246 مليون ريال لمشاريع تنموية خلال النصف الأول من 2025
أسند مجلس المناقصات خلال النصف الأول من عام 2025 عددا من المشاريع الجديدة والأعمال الإضافية والتكميلية في مختلف القطاعات، بقيمة إجمالية تجاوزت 246 مليون ريال عماني، وذلك ضمن الجهود لتعزيز التنمية الشاملة وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
المشاريع الأعلى قيمة
وقد شملت قائمة المشاريع الأعلى قيمة، تصميم وإنشاء 20 مبنى مدرسيًّا متكاملًا في عدد من المحافظات ضمن المرحلتين الأولى والثانية، بما يسهم في دعم القطاع التعليمي وتوفير بيئة مدرسية متكاملة تلبي احتياجات الطلاب والهيئة التدريسية وتوفير بيئة خصبة وجاذبة للتعليم، كما تم إسناد مشروع إنشاء ميناء متعدد الأغراض بولاية مصيرة في محافظة جنوب الشرقية، والذي يُعد من المشاريع الحيوية لدعم الأنشطة الاقتصادية والخدمية في الولاية وتعزيز دورها البحري واللوجستي.
وفي القطاع التقني، وافق المجلس على إسناد الاتفاقية المركزية لرخص برمجيات "مايكروسوفت" للمؤسسات الحكومية لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى اتفاقية رخص برمجيات "أوراكل" لمدة أربع سنوات، بما يهدف إلى رفع كفاءة المنظومة الرقمية الحكومية وتحقيق التحول الإلكتروني في الخدمات.
البنية الأساسية
وفي قطاع البنية الأساسية، شملت الأعمال المسندة مشروع رصف شبكة من الطرق بولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية، وإنشاء طريق أسفلتي بولاية ضنك، ومشروع ازدواجية طريق دبا بمحافظة مسندم، إلى جانب تأهيل طريق دوار الحزم - دوار الوشيل بولاية الرستاق.
كما تضمنت الأعمال المعتمدة مشروعات سدود التغذية الجوفية في عدد من الولايات، منها سد وادي كيد بولاية بهلا، وسدود في ولايتي دماء والطائيين، في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الأمن المائي وتنظيم الاستفادة من الموارد المائية.
وشملت المشاريع الصحية توفير أدوية ومواد طبية لوزارة الصحة، منها مستلزمات الغسيل الكلوي، وأجهزة مختبرية لمختبر الصحة العامة المركزي، بالإضافة إلى أعمال صيانة دورية لأجهزة الأشعة والتنفس الصناعي والمناظير في عدد من المستشفيات الحكومية، وتوفير كوادر فنية لتشغيل وصيانة المعدات في مستشفيي نزوى والرستاق.
كما أقر المجلس أعمالًا إضافية لمشاريع قائمة، من أبرزها مشروع تأهيل المدرج الجنوبي والممرات الجوية بمطار مسقط الدولي، ومشروع حديقة النباتات العمانية، إضافة إلى عقود صيانة سنوية لطرق أسفلتية في محافظتي الداخلية وظفار، وتطوير منطقة الحصن بولاية الخابورة.
وفي المجال السياحي والإعلامي، تمت الموافقة على تعيين شركة للتمثيل السياحي في المملكة المتحدة وإيرلندا، والتعاقد مع شبكة إعلامية دولية كشريك إعلامي للمنتديات وأهمية المشاركة في معرض سوق السفر العربي.
تحقيق التنمية المتوازنة
وأكدت هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي لـ"عمان": إن المشاريع التنموية تعكس حجم الاهتمام الذي توليه الحكومة لتعزيز البنية التحتية وتحقيق التنمية المتوازنة في مختلف ربوع سلطنة عُمان. كما تجسّد قرارات الإسناد توجه مجلس المناقصات نحو تكامل الجهود الوطنية في مختلف القطاعات، بما يعزز جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ويواكب مستهدفات رؤية عُمان 2040.
كما يعكس تنوع المشاريع الالتزام بتوسيع فرص الإسناد وتعظيم القيمة المحلية المضافة، من خلال دعم الشركات الوطنية ومراعاة مبادئ الشفافية والكفاءة في الترسية، مع التأكيد على استمرار الهيئة في دورها المحوري كمحفّز استراتيجي لتنفيذ الخطط والمبادرات الحكومية.
وأضافت: في إطار التزام الحكومة بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني، تولي هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي اهتمامًا كبيرًا بتمكين هذه المؤسسات من الدخول في المناقصات والعقود الحكومية، بما يعزز من القيمة المحلية المضافة ويساهم في خلق بيئة أعمال تنافسية ومستدامة، حيث تُولي الهيئة أهمية خاصة لتفعيل دور هذه المؤسسات من خلال تخصيص ما لا يقل عن 10% من إجمالي قيمة المشتريات والمناقصات الحكومية لصالحها، من أجل تعزيز التنويع الاقتصادي وتحفيز ريادة الأعمال.
دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
وقد شهدت السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا في أعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المسجلة لدى هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي في منصة "إسناد"، حيث بلغ إجمالي عددها نحو 2400 مؤسسة صغيرة ومتوسطة استفادت منها ما لا يقل عن 15%.
ويُعد هذا النمو مؤشرا واضحا على التفاعل المتزايد من قبل رواد الأعمال مع منصة "إسناد"، في ظل الإجراءات التسهيلية والتحفيزية التي اعتمدتها الهيئة، مثل الإعفاء من رسوم التسجيل، وتخفيض رسوم شراء مستندات المناقصات، بالإضافة إلى إعفاء المؤسسات من التأمين المؤقت، مما ساهم في تخفيف الأعباء المالية والإدارية، وفتح المجال أمامها للمنافسة العادلة على العقود الحكومية.
وأكدت الهيئة أن تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يُعد ركيزة أساسية في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، مشيرة إلى أن مواصلة تطوير السياسات الداعمة وتبسيط الإجراءات يُسهمان في بناء قطاع خاص مرن وقادر على المنافسة، وتحقيق التوازن في منظومة التعاقدات الحكومية.
وأشارت إلى أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من المبادرات التي تستهدف رفع كفاءة مشاركة هذه المؤسسات، وزيادة نسب إسناد المشاريع لها، بما يواكب التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز المحتوى المحلي، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.