إطلاق مشروع الاقتصاد الدائري للمخلفات البلاستيكية في الإسكندرية.. تعرف على المشروع
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
أطلقت محافظة الإسكندرية، اليوم الأربعاء مبادرة مشروع “الإقتصاد الدائري من الشاطىء حتى المختبر” لتنظيف الشواطىء من المخلفات البلاستيكية، والذي يشارك في تمويله الاتحاد الأوروبي في مصر ودعم كلًا من محافظة الإسكندرية وجامعة الإسكندرية وهي مبادرة فريدة من نوعها تتصدى لتلوث البلاستيك وتعزيزالتوعية بالممارسات المستدامة.
ويبدأ المشروع بمشاركة طلاب المدارس الثانوية الناطقة باللغة الفرنسية والإنجليزية بالإضافة إلى الطلاب من شباب المعهد الفرنسي فى تنظيف الشواطئ من المخلفات البلاستيكية، ثم تنتقل هذه المخلفات إلى مختبر يقوم بإعادة تدوير هذه المخلفات بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وقد شارك صباح اليوم عدد من المتطوعين داخل شاطئ الأنفوشي، وقيامهم بجمع النفايات البلاستيكية من على رمال الشاطئ وجمعها داخل أكياس، وذلك بهدف منع انتقال البلاستيك إلى مياه الشاطئ، ولنقلها إلى المختبر.
معالق وأطباق بلاستيكيةوعلقت "هنا وليد" إحدى المتطوعات في جمع البلاستيك بأن معظم المواد البلاستيكية على رمال الشاطئ هي معالق وأطباق بلاستيكية من مخلفات الزوار، معلقة "من الأفضل وضع للزوار مكبات نفايات داخل الشواطئ، لمنع رمي البلاستيك على الرمال".
وأضافت: "البحر ملئ كله بالبلاستيك، وكل هذا سيؤثر على الأسماك والكائنات البحرية".
الحل في إعادة التدويرياسمين شاهين إحدى طالبات المدارس الفرنسية أوضحت أنها شاركت في هذا الحدث، لمعرفتها القوية بأضرار البلاستيك على البيئة البحرية، وأنه من أنواع الملوثات الخطيرة، بسبب عدم تحلله.
وذكرت أن معظم مخلفات البلاستيك على الشواطئ هي من مخلفات الأسر والزوار، وأنه يجب إعادة تدوير البلاستيك للتخلص منه بشكل مستمر، وأنه يجب على الزوار استخدام منتجات قابلة لإعادة الاستخدام.
هذه الفعالية وجدت فيها "فريدة بسيوني" إحدى المتطوعات تدريب عملي على مدى خطورة البلاستيك، مضيفة "عقب هذه الفعالية إذا وجدت أحد بيستخدم بلاستيك على الشاطئ أكيد حقدم له التوعية بمدى خطورة البلاستيك".
معمل التصنيع الرقمي Fab Labومن المقرر أن تنتقل المخلفات البلاستيكية إلى معمل التصنيع الرقمي Fab Lab لإعادة استخدام البلاستيك المعاد تدويره PECA، والذي افتتحه الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، في نهاية شهر مايو الماضي، وذلك في ضوء إستراتيجية التنمية المستدامة- رؤية مصر 2030.
تعاون فرنسيومشروع PECA جاء كجزء من التعاون بين منطقة بروفانس ألب كوت دازور بفرنسا ومحافظة الإسكندرية، وذلك بهدف الاستفادة من النفايات البلاستيكية التي تنتهي في البحر الأبيض المتوسط، وذلك من خلال إنشاء وتطوير معمل التصنيع الرقمي بجامعة الإسكندرية والذي سيتيح فرصة إعادة استخدام البلاستيك المحول والمعاد تدويره لتصنيع نماذج أولية وتصنيع منتجات جديدة.
والميزانية الإجمالية للمشروع بلغت 496.800 يورو بدعم من وزارة أوروبا والشئون الخارجية الفرنسية ومنطقة بروفانس ألب كوت دازور ومجتمع كورسيكا بفرنسا ومحافظة الإسكندرية وجامعة الإسكندرية في مصر، وذلك وفق بيان رسمي من جامعة الإسكندرية.
الاستفادة من النفايات البلاستيكيةوأوضح رئيس الجامعة بأن المشروع يعد أول نموذج سكندري ملموس يقوم بجمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها، فضلًا عن مساهمته فى الحد من التلوث البلاستيكي فى الإسكندرية من خلال تحسين إدارة وتدوير النفايات البلاستيكية داخل حرم كلية الهندسة.
ولفت أنه من المتوقع أن يخلق المشروع استفادة من النفايات البلاستيكية بالمعمل الذي تم إنشاؤه على مساحة 100م٢، واتخاذ الإجراءات الوقائية الصحية اللازمة لسلامة جامعي النفايات والعاملين بأى جهة أخرى مشاركة في الجمع والفرز داخل كلية الهندسة.
نموذج للعمل التشاركيفيما أوضح الدكتور زياد الصياد أستاذ مساعد الهندسة المعمارية والباحث الرئيسي للمشروع أن معمل التصنيع الرقمي سيعد فرصة للعمل التشاركي والإبداعي فى المشاريع التعاونية التي تعمل بالنفايات البلاستيكية المعاد تدويرها من خلال الاجتماعات التي ستتم مع كافة الجهات المعنية بالنفايات البلاستيكية.
فضلًا عن المعمل سيكون مكان لتجمع كل الجهات المعنية بالنفايات البلاستيكية من مختلف القطاعات والمجموعات الجامعية والمدرسية والفنانين والمصممين ومجتمع الصناعة والشركات الناشئة والمنظمات غير الحكومية.
وأشار أن المعمل مفتوح لكل الأشخاص الذين لديهم افكار ومشاريع ويرغبون بتنفيذها داخل المعمل.
1000153205 1000153221 1000153207 1000153230المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر 2030 الاسكندرية نفايات البلاستيك الكائنات البحرية خطورة البلاستيك تدوير البلاستيك النفایات البلاستیکیة
إقرأ أيضاً:
في سنغافورة.. مشروع جزيرة من صنع الإنسان لمواجهة خطر البحر المتصاعد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حدائق مغمورة بالمياه، وأنفاق غارقة، وشوارع متوارية تحت مياه يصل ارتفاعها إلى الركبة.. هذه ليست مشاهد استثنائية في سنغافورة، الدولة المنخفضة التي اعتادت "الفيضانات المزعجة"، بل ظاهرة تهدد الأرواح أو الممتلكات بشكل مباشر، وتسبّب أيضًا الكثير من التعطيل والإرباك.
لكن في هذا البلد الصغير الذي يفتخر بتخطيطه طويل الأمد، تُعتبر هذه الفيضانات المتكرّرة مؤشرًا مقلقًا لما هو أسوأ في المستقبل.
تُقدّر سنغافورة أنّ مستوى سطح البحر قد يرتفع بمقدار 1.15 متر بحلول نهاية هذا القرن. وفي سيناريو الانبعاثات المرتفعة، قد يصل الارتفاع إلى مترين بحلول العام 2150، بحسب أحدث التقديرات الحكومية.
ومع العواصف القوية والمدّ العالي، قد تتجاوز مستويات المياه الأمتار الخمسة مقارنة بمستويات اليوم، ما يعني أن حوالي 30٪ من أراضي سنغافورة ستكون مهددة.
المشروع الطموح الذي تطرحه الحكومة يتمثّل ببناء سلسلة من الجزر الاصطناعية بطول حوالي 13 كيلومترًا، ستُستخدم كمساكن ومساحات حضرية، وفي الوقت ذاته كجدار بحري يحمي الساحل الجنوبي الشرقي بالكامل.
ويحمل المشروع اسمًا مبدئيًا: "لونغ آيلاند". ويُتوقّع أن يستغرق إنجازه عقودًا من الزمن ومليارات الدولارات. ويشمل استصلاح نحو7،77 كيلومترات مربعة من الأراضي، (ما يعادل مرتين ونصف المرة مساحة سنترال بارك في نيويورك) من مضيق سنغافورة.
رغم أن فكرة المشروع تعود إلى مطلع التسعينيات، إلا أنّها بدأت تأخذ زخمًا حقيقيًا في السنوات الأخيرة. ففي العام 2023، كشفت "هيئة إعادة التطوير الحضري" بسنغافورة (URA) عن مخطط أولي يتضمن ثلاث مناطق متصلة عبر بوابات مدّ ومحطات ضخّ، تشكّل البنية الأساسية للجزيرة المستقبلية.
ما برحت الدراسات الهندسية والبيئية جارية، ما يعني أنّ شكل الجزر وموقعها قد يتغيّران مع الوقت. لكن هناك قناعة راسخة لدى المسؤولين في سنغافورة بأنّ المشروع سيمضي قدمًا، بشكل أو بآخر، خلال هذا القرن.
ويرى البروفيسور آدم سويتزر، أستاذ علوم السواحل بـ"المدرسة الآسيوية للبيئة" في جامعة نانيانغ التكنولوجية (NTU) أنّه "مشروع طموح للغاية، ويُجسد بوضوح كيف أن سنغافورة تدمج التخطيط طويل الأمد في كل ما تقوم به تقريبًا".
فقد درس المسؤولون إمكانية بناء جدار بحري تقليدي، لكنهم أرادوا الحفاظ على وصول السكان إلى الواجهة البحرية.
ووفقًا لخطة هيئة إعادة التطوير الحضري (URA)، ستُنشأ أكثر من نحو 20 كيلومترًا من الحدائق المطلة على البحر، إلى جانب مساحات مخصصة للاستخدامات السكنية والترفيهية والتجارية.
وقال لي زي تيك، مستشار لدى شركة "هاتونز آسيا" العقارية ومقرها سنغافورة، لـCNN، إن مشروع "لونغ آيلاند" قد يتيح بناء بين 30 ألف و60 ألف وحدة سكنية، سواء في مبانٍ منخفضة أو عالية الارتفاع.
وتُعد الأراضي في سنغافورة بين الأغلى والأندر في العالم، لهذا فإن استحداث مساحة جديدة للإسكان يُعد خدمة مجتمعية استراتيجية، بحسب سويتزر: "توفير مساكن جديدة يجعل المشروع يخدم المجتمع بطرق متعددة".
لكنّ المشروع لا يعالج فقط الفيضانات والتهديدات الساحلية. بل يساهم أيضًا في التخفيف من أحد أكبر التحديات الجغرافية التي تواجه سنغافورة: ندرة المياه. فرغم مناخها الاستوائي واستثمارها الكبير في محطات تحلية المياه، لا تزال الدولة تعتمد بشكل كبير على استيراد المياه من نهر جوهور في ماليزيا لتلبية احتياجاتها.