بوابة الوفد:
2025-05-20@07:40:23 GMT

إنها الكرامة الوطنية

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

يحكى الكاتب والناقد أنور المعداوى فى مجلة «الرسالة» التى كان يرأس تحريرها أحمد حسن الزيات: «لقد حدث أن ذهب المغفور له محمد محمود باشا يومًا إلى نادى الفروسية وهو رئيس للوزراء عام 1939، فوقعت عيناه على لوحة على الباب الخارجى تحمل إلى الزبائن هذه الكلمات: (ممنوع دخول الفلاحين).. وثار الزعيم العظيم وهتف وهو يدق الباب بقدمه ويفتحه على مصراعيه: «إن حكومته لا يمكن أن تسمح بإعادة الطبقات، نحن هنا فى بلد ديمقراطى، وكل المصريين سواء، أنا فلاح وابن فلاح، وأفخر بأن أكون كذلك.

. والفلاح هو عماد هذه البلاد وفخرها، وإذا كان بين أعضاء نادى الفروسية من لا يعجبه هذا الكلام فليرحل عن بلاد الفلاحين».
ويستطرد «المعداوى» نطق محمد محمود بهذه الكلمات فألهب شعور الزيات وأثار قلمه فأخرج إلى الناس أعظم مقال كُتب فى تاريخ الكرامة المصرية.. ولا أظن أننى أجامل الزيات بهذه العبارة الأخيرة أو أغلو فى وصف أثر من آثاره، ولكنها كلمة حق من قلم لا يعرف المجاملة ولا يطيق الغلو ولا يفرق فى النقد بين الصديق وغير الصديق». 
وحول الواقعة ذاتها والتى تحل ذكراها فى مثل هذه الأيام من شهر مايو عام 1939، يذكر الكاتب الصحفى الكبير «سعيد الشحات» ما كتبه الكاتب الصحفى «صبرى أبو المجد» فى مجلة «المصور»: لم تكن الأندية الأرستقراطية تسمح للمصريين بالدخول إليها، وإذا سمح لهم بعضويتها، أو بدخولها كضيوف لم يكن من حقهم أن يدخلوا غرفًا معينة، وفى بعض الأندية كان المصريون يُعاملون أسوأ معاملة وكأنهم طبقة منبوذة محتقرة.. حدث ذات مرة أن أراد أحد أعضاء «كلوب محمد على»، أخطر تلك الأندية الأرستقراطية وأكثرها اعتدادًا بالعنصرية التركية، الدخول فى إحدى القاعات للعشاء فيه، فمنعه «المترودوتيل» لأن القاعة محجوزة لأحد هؤلاء السادة الكبار، وثار العضو واتصل بمحمد محمود باشا رئيس الوزراء شاكيًا ما حدث من إهانة، وتزامن ذلك مع تلقى رئيس الوزراء شكاوى من مصريين أعضاء فى نادى الفروسية من سوء ما يلقونه من معاملة.. يؤكد أبوالمجد أن محمد محمود ألقى بالقفاز فى وجه هؤلاء الأمراء وقال كلمته الخالدة: «أنا فلاح وابن فلاح، وهذه مصر للفلاحين من أبنائها، ومن لا يريد أن يعيش فى مصر الفلاحين فليغادرها إلى حيث يريد».. 
إنها الكرامة الوطنية والحرص على الحفاظ عليها هى أيضًا التى دفعت قائدا مصريا بطلا ورمزا من رموز الوطنية المصرية الفريق عبدالمنعم رياض أن يدلى للرئيس عبدالناصر برأيه متوسلًا «أرجوك يا سيادة الرئيس لا تقبل عودة سيناء بلا قتال حتى لو عرضوا عليك الانسحاب الكامل منها بلا قيد أو شرط»، فقد كان يرى الفريق النبيل الوطنى أن عودة سيناء بلا قتال سوف ينشأ عنها خلل اجتماعى وإنسانى وقيمى، ورسالة سلبية نصدرها للأجيال القادمة بقبول فكرة النكوص عن النهوض لدفع ضريبة الدم لاسترداد الكرامة الوطنية. 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية محمد محمود

إقرأ أيضاً:

في مثل هذا اليوم.. اللواء محمد نجيب يُشكل حكومته الثانية.. ما القصة؟

أعلن اللواء محمد نجيب، رئيس الجمهورية، في مثل ذلك اليوم عن تشكيل حكومته الثانية في أعقاب استقالة الحكومة الأولى التي تولى رئاستها بنفسه عقب ثورة 23 يوليو 1952.

 ويأتي هذا التشكيل في ظل مناخ سياسي واجتماعي يشهد تحولات جذرية في بنية الدولة المصرية ومؤسساتها.

وقد ضمت الحكومة الجديدة عدداً من الوجوه البارزة من أعضاء مجلس قيادة الثورة، في خطوة تعكس تصاعد الدور السياسي للمجلس في إدارة شؤون البلاد، بينما احتفظ نجيب بمنصب رئيس مجلس الوزراء إلى جانب رئاسته للجمهورية، مما عزز موقعه التنفيذي، رغم التوترات التي بدأت تظهر بينه وبين بعض أعضاء المجلس، خاصة جمال عبد الناصر.

أبرز ملامح الحكومة الجديدة:تأكيد السيطرة العسكرية على مقاليد الحكم، حيث تزايد عدد  الضباط  الأحرار داخل التشكيل الوزاريإقصاء بعض الشخصيات المدنية التي كانت ضمن الحكومة السابقة، لصالح شخصيات محسوبة على التيار الثوري.استمرار التركيز على ملفات الإصلاح الزراعي، والقضاء على الإقطاع، وتطهير مؤسسات الدولة من عناصر النظام الملكي السابق.دلالات سياسية:

يُنظر إلى تشكيل حكومة نجيب الثانية على أنه محاولة لإعادة التوازن بين السلطات، في ظل احتدام الصراع الخفي بينه وبين بعض أعضاء المجلس، الذين كانت لهم رؤية أكثر راديكالية لمستقبل مصر.

 وقد بدأت تتضح معالم هذا الصراع في الأشهر التالية، عندما تصاعدت حدة الخلافات بين نجيب وعبد الناصر، ما أدى لاحقًا إلى إقصاء نجيب عن السلطة في عام 1954.

ردود الفعل:

لقي التشكيل ترحيبًا حذرًا من بعض القوى السياسية والاجتماعية، بينما أبدت أطراف أخرى تخوفها من تزايد تغوّل السلطة العسكرية على الحياة السياسية. 

طباعة شارك محمد نجيب ثورة 23 يوليو مصر التيار الثوري الإصلاح الزراعي

مقالات مشابهة

  • وفيات الثلاثاء 20-5-2025
  • تضامن واسع مع الكاتب "المياحي" عقب أول جلسة محاكمة علنية في جزائية صنعاء
  • في مثل هذا اليوم.. اللواء محمد نجيب يُشكل حكومته الثانية.. ما القصة؟
  • رئيس مجلس السيادة الانتقالي يصدر قراراً بإلغاء إشراف أعضاء المجلس السيادي على الوزارات الاتحادية والوحدات
  • رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة يصدر مرسوماً دستورياً بتعيين أعضاء بمجلس السيادة
  • البرهان يصدر قرار بتعيين أعضاء في مجلس السيادة الإنتقالي
  • رئيس الجمهورية يأمر أعضاء الحكومة بالتزام الصرامة في الميدان لحل انشغالات المواطن
  • وفايات الأحد 18-5-2025
  • «الجبهة الوطنية» يعلن تشكيل أمانة الشباب المركزية برئاسة عمران
  • محمد عمران رئيسًا.. الجبهة الوطنية يعلن تشكيل أمانة الشباب المركزية