"القسام" تعلن مقتل أسيرين إسرائيليين بقصف جوي على مدينة رفح
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
أعلنت كتائب القسام مقتل أسيرين إسرائيليين في قصف جوي على مدينة رفح قبل عدة أيام، متهمة الاحتلال بممارسة الخداع والتضليل بشأن أسراه في قطاع غزة.
وقالت القسام في بيان مقتضب، مخاطبة المجتمع الإسرائيلي: "إن جيشكم قتل اثنين من الأسرى في القصف الجوي على مدينة رفح قبل أيام".
وأضافت "أن جيش الاحتلال لا يريد استعادة الأسرى إلا في توابيت، ويواصل ممارسة الخداع والتضليل في هذا الملف".
وأعلنت "القسام" مرارا مقتل أسرى إسرائيليين لديها جراء القصف الوحشي المستمر على قطاع غزة، في إطار عدوان دخل يومه الـ252 على التوالي، دون هوادة.
وكانت فصائل فلسطينية، بينها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أسرت نحو 239 شخصا، وفق تقديرات إعلام عبري، خلال هجوم طوفان الأقصى.
وبعد صفقة مع حركة حماس، بادلت إسرائيل 105 من هؤلاء الأسرى، بعضهم عمال أجانب، بالعديد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خلال هدنة إنسانية مؤقتة مع الفصائل استمرت سبعة أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2023.
وتتحدث دولة الاحتلال حاليًا عن بقاء 121 أسيرا من هؤلاء بأيدي الفصائل.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري "حماس" و"إسرائيل"، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة حماس الكيان الصهيوني
إقرأ أيضاً:
كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
غزة- رفعت فصائل المقاومة الفلسطينية درجة الاستنفار الميداني في صفوف مقاتليها للتعامل مع أي تطورات محتملة بالتزامن مع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة بإسقاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودراسة خيارات بديلة لإعادة "الرهائن".
وقابلت المقاومة في غزة التهديدات الجديدة بمزيد من التأهب لمواجهة أي تطورات مفاجئة، سواء فيما يتعلق برفع الاحتلال وتيرة عملياته البرية داخل القطاع، أو اللجوء إلى عمليات خاصة بهدف تحرير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
رفع الجاهزية
وقال قائد ميداني في فصائل المقاومة بغزة للجزيرة نت إن رفع الجاهزية لدى المقاتلين يأتي لمنع أي محاولة إسرائيلية للحصول على أي من جنوده الأسرى دون مقابل، وتكبيده أكبر قدر من الخسائر في حال فكر بأي عملية خاصة أو لجأ إلى التقدم البري بشكل أكبر داخل القطاع.
وشدد القائد الميداني على أن المجموعات المقاتلة تلائم خططها بما يحقق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي يحاول الهرب من المواجهة المباشرة عبر القوة النارية الغاشمة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعدما قال ترامب "إن حركة حماس لا ترغب في إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، وأعتقد أنهم سيسقطون".
وأعقب ذلك حديث نتنياهو بأن إسرائيل تدرس خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء حكم حماس في غزة، بعد أن استدعت المفاوضين من محادثات وقف إطلاق النار في قطر.
وفي السياق، يعتقد الباحث في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة أن قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة تدخل منعطفا حساسا مع تصاعد التهديدات العلنية وعودة الحديث عن خيار الحسم العسكري المجرب خلال 22 شهرا من الحرب دون نتائج حاسمة.
إعلانويقول أبو زبيدة للجزيرة نت إن هناك تحولا في الموقف الأميركي تجاه تقديم غطاء سياسي لأي عملية إسرائيلية خاصة، سواء في غزة أو في الخارج، مما أدى إلى رفع المقاومة الفلسطينية منسوب الجاهزية لوحدات تأمين الأسرى، وفعّلت بروتوكول "التخلص الفوري" كإجراء ردعي عالي المستوى، مضيفا أن أي عملية إنقاذ قسرية ستكون محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي إلى مقتل الأسرى.
ويشير إلى أن المعطيات الاستخبارية ترفع مؤشرات تنفيذ عمليات خاصة مركّبة، سواء عبر طائرات مسيرة أو وحدات كوماندوز أو عملاء ميدانيين، ليس فقط في غزة، بل في ساحات خارجية تستهدف كوادر المقاومة، وهو ما دفعها إلى إصدار تحذيرات أمنية لقياداتها في الخارج خشية تنفيذ اغتيالات أو عمليات اختطاف.
وكانت منصة الحارس التابعة للمقاومة الفلسطينية نقلت عن ضابط في أمن المقاومة بغزة قوله إن المقاومة رفعت الجاهزية لدى جميع وحدات تأمين الأسرى الإسرائيليين في القطاع، بما في ذلك العمل وفق بروتوكول "التخلص الفوري".
وأوضح الضابط في حديثه للمنصة أن هذا الإجراء يأتي في ظل وجود تقديرات بإمكانية قيام الاحتلال الإسرائيلي بعمليات خاصة بقصد تحرير أسرى في غزة، داعيا المواطنين للإبلاغ عن أي تصرف مشبوه أو سلوك مريب، سواء لأشخاص أو مركبات.
وأمام الحضور الاستخباري الإسرائيلي المكثف في غزة لفت الباحث أبو زبيدة إلى أن فصائل المقاومة تعمل ضمن معادلة استنزاف طويلة وتجهيز كمائن، وانتشار موضعي عبر مجموعات صغيرة لا مركزية، تحسبا لأي مواجهة أو عملية خاصة معقدة، ولا سيما إذا ما تم تنفيذها تحت غطاء ناري واسع.
وشدد على أنه مع تدهور البيئة الداخلية في غزة قد يعتقد صانع القرار في تل أبيب أن الزمن مناسب لمحاولة جريئة، لكن المفاجآت تبقى واردة، والتكلفة قد تكون سياسية وعسكرية وأمنية عالية.
"أوراق حماس"
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن ما يجري ليس مجرد تراجع في المواقف الأميركية، بل انكشاف كامل للنية السياسية التي كانت تتخفى خلف ستار الوساطة، ومع ذلك لا تزال حماس تتعاطى مع مسار التفاوض من باب القوة النسبية التي راكمتها ميدانيا وسياسيا.
وأوضح عفيفة في حديث للجزيرة نت أن الأوراق التي تمتلكها حماس تتمثل في:
الأسرى: وهو الملف الذي يبقي الاحتلال في حالة استنزاف دائم ويمنح حماس ورقة تفاوض مركزية. الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تعاني من ضغط نفسي وسياسي متفاقم ومن حكومة عاجزة ومأزومة. الميدان الغزي: الذي يربك الاحتلال يوميا بكمائن الأنفاق والاشتباك المتقطع. البيئة الإقليمية: التي تشهد تحولا في المزاج الشعبي والرسمي يحرج العواصم الداعمة للاحتلال.ويعتقد عفيفة أن تصريحات ترامب ليست زلة لسان، بل تعبير صريح عن العقيدة الأميركية المستقرة منذ عقود، والقائمة على التفاوض مع الفلسطينيين فقط بقدر ما يخدم أمن إسرائيل، وليس كجزء من حل سياسي متوازن، وبالتالي فإن حماس لا تفاوض فقط لإدارة كارثة، بل لتثبيت معادلة جديدة عنوانها لا أمن ولا استقرار دون حقوق سياسية واضحة للفلسطينيين.
يذكر أن حركة حماس خاضت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية مصرية منذ 20 يوما، وكانت يسودها حالة من التفاؤل بقرب التوصل إلى هدنة لمدة 60 يوما، قبل أن يعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن الإدارة الأميركية قررت استدعاء فريقها التفاوضي من الدوحة.
إعلانوقال ويتكوف في منشور له عبر منصة إكس إن رد حماس على المقترح الأخير يظهر عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار.