عمر العبري
نزل الخبر على الرجل كالصاعقة، فما لبث أن حجز لابنه موعدًا مستعجلًا في المستشفى الخاص، شدد أنه يريد مقابلة أفضل الاستشاريين في أمراض القلب، فالسكتات القلبية تتخطف أرواح الناس من حولنا هذه الأيام، وذلك أمر يدعو للقلق.
لم يترك لنفسه فرصة سؤال الابن، الذي لم يتخطَ بعد الـ٢٢ عامًا حول طبيعة مرضه، لم يتردد ثانية واحدة في طلب إجراء مختلف الفحوصات ذات العلاقة.
في المستشفى نقّل الطبيب سماعة الكشف عن نبضات القلب في مواضع مختلفة بصدر الشاب، لم يكترث كثيرًا لما ذكره من علامات مرضية، «وخزُ أعلى الصدر جهة اليسار، ينتقل أحيانًا إلى الجهة اليمنى، شعور بالتعب والإرهاق خلال الجري» خاصة بعد أن ذكر أنها المؤشرات نفسها التي عدّدها الذكاء الاصطناعي لمن هم مصابون بأمراض القلب.
اكتفى بجملة وحيدة: «طبيبك الـ«شات جي بي تي» لم يكن صادقًا معك»، حذره من اللجوء إليه في حالات كهذه دون وعي، توجه للوالد: «لدى ابنك حموضة زائدة بسبب تناول المشروبات الغازية التي يجب أن يتوقف عن تناولها، ولا وجع قلب ولا يحزنون».
وبالرغم من أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي، المستخدمة في العديد من المجالات الطبية، كمساعدة الأطباء على اكتشاف الأعراض المبكرة للأمراض، وسهولة تتبُع الأشعة لتحديد الأماكن المشتبه بها، إضافة إلى تطوير العلاجات، وتحسين إدارة السجلات، إلا أنه وحتى اليوم لا يمكن تخويل هذه التطبيقات لاتخاذ قرارات تشخيصية وعلاجية حاسمة تتعلق بمعالجة المريض.
خلف هذه التقنية تختبئ أيضًا وجوه سلبية، فمن شأن الاعتماد المُطلق عليها إضعاف مهارات الأطباء، وإيجاد هُوة واسعة بين المريض وطبيبه، التي من المفترض أن تضيق نتيجة توظيف مهارات التواصل الإنساني كوسيلة مجربة تدعم العلاج الدوائي.
لا غرو أن لجوء الأفراد خاصة المراهقين، ومن لا يملكون القدرة على تصميم أسئلة دقيقة ومحددة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كمرشد وموجه وطبيب قادر على حل جميع الإشكالات الصحية بلا منهج واضح أثبت - بحسب أطباء نفسيين - أنه وسيلةُ طيعة للإصابة بالعديد من الأمراض النفسية كالوساوس والقلق والاكتئاب.
إن الذكاء الاصطناعي لا يعدو أن يكون «فرعا من علوم الحاسوب يركز على تطوير أنظمة ومعدات وبرامج تحاكي القدرات الذهنية للبشر وفق خصائص معينة»، إنه ليس إنسانًا تحكمه الأحاسيس والعواطف وردات الفعل، ولا هو بقادر على الوصول إلى مناطق شعوره الأكثر عمقًا.
النقطة الأخيرة..
لا يمكن إنكار ما ستشهده تقنية الذكاء الاصطناعي من تطور هائل في مختلف مجالات الحياة، خاصة الطب والتعليم وما يتعلق بحل المعضلات العالمية كالتغير المناخي والأعمال، لكننا سنُنكر عليه دون شفقة أن يصنع لنا جيلًا مُضطربًا نفسيًا، خاملًا، أو كُتّابًا مُصطنعين لا يُفرقون بين السين من الشين، لن نسمح له بإضعاف مهاراتنا البشرية.
نزل الخبر على الرجل كالصاعقة، فما لبث أن حجز لابنه موعدًا مستعجلًا في المستشفى الخاص، شدد أنه يريد مقابلة أفضل الاستشاريين في أمراض القلب، فالسكتات القلبية تتخطف أرواح الناس من حولنا هذه الأيام، وذلك أمر يدعو للقلق.
لم يترك لنفسه فرصة سؤال الابن، الذي لم يتخطَ بعد الـ٢٢ عامًا حول طبيعة مرضه، لم يتردد ثانية واحدة في طلب إجراء مختلف الفحوصات ذات العلاقة.
في المستشفى نقّل الطبيب سماعة الكشف عن نبضات القلب في مواضع بصدر الشاب، لم يكترث كثيرًا لما ذكره من علامات مرضية، «وخزُ أعلى الصدر جهة اليسار، ينتقل أحيانًا إلى الجهة اليمنى، شعور بالتعب والإرهاق خلال الجري» خاصة بعد أن ذكر أنها المؤشرات نفسها التي عدّدها الذكاء الاصطناعي لمن هم مصابون بأمراض القلب.
اكتفى بجملة وحيدة: «طبيبك الـ«شات جي بي تي» لم يكن صادقًا معك»، حذره من اللجوء إليه في حالات كهذه دون وعي، توجه للوالد: «لدى ابنك حموضة زائدة بسبب تناول المشروبات الغازية التي يجب أن يتوقف عن تناولها، ولا وجع قلب ولا يحزنون».
وبالرغم من أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي، المستخدمة في العديد من المجالات الطبية، كمساعدة الأطباء على اكتشاف الأعراض المبكرة للأمراض، وسهولة تتبُع الأشعة لتحديد الأماكن المشتبه بها، إضافة إلى تطوير العلاجات، وتحسين إدارة السجلات، إلا أنه وحتى اليوم لا يمكن تخويل هذه التطبيقات لاتخاذ قرارات تشخيصية وعلاجية حاسمة تتعلق بمعالجة المريض.
خلف هذه التقنية تختبئ أيضًا وجوه سلبية، فمن شأن الاعتماد المُطلق عليها إضعاف مهارات الأطباء، وإيجاد هُوة واسعة بين المريض وطبيبه، التي من المفترض أن تضيق نتيجة توظيف مهارات التواصل الإنساني كوسيلة مجربة تدعم العلاج الدوائي.
لا غرو أن لجوء الأفراد خاصة المراهقين، ومن لا يملكون القدرة على تصميم أسئلة دقيقة ومحددة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كمرشد وموجه وطبيب قادر على حل جميع الإشكالات الصحية بلا منهج واضح أثبت - بحسب أطباء نفسيين - أنه وسيلةُ طيعة للإصابة بالعديد من الأمراض النفسية كالوساوس والقلق والاكتئاب.
إن الذكاء الاصطناعي لا يعدو أن يكون «فرعا من علوم الحاسوب يركز على تطوير أنظمة ومعدات وبرامج تحاكي القدرات الذهنية للبشر وفق خصائص معينة»، إنه ليس إنسانًا تحكمه الأحاسيس والعواطف وردات الفعل، ولا هو بقادر على الوصول إلى مناطق شعوره الأكثر عمقًا.
النقطة الأخيرة..
لا يمكن إنكار ما ستشهده تقنية الذكاء الاصطناعي من تطور هائل في مختلف مجالات الحياة، خاصة الطب والتعليم وما يتعلق بحل المعضلات العالمية كالتغير المناخي والأعمال، لكننا سنُنكر عليه دون شفقة أن يصنع لنا جيلًا مُضطربًا نفسيًا، خاملًا، أو كُتّابًا مُصطنعين لا يُفرقون بين السين من الشين، لن نسمح له بإضعاف مهاراتنا البشرية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تطبیقات الذکاء الاصطناعی فی المستشفى لا یمکن
إقرأ أيضاً:
قطر تطلق شركة متخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
أعلنت دولة قطر، اليوم الاثنين، عن إطلاق شركة "كاي" (Qai)، المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي، وتهدف إلى بناء منظومات رقمية متقدمة تدعم الابتكار، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأبدى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سعادته بإطلاق الشركة، وكتب على حسابه على منصة "إكس" إنها تعكس طموح الدولة في توطين التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها، وتطوير حلول رقمية داعمة لمسيرة التحديث والتطوير، وصولا إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز مهم للتكنولوجيا والابتكار".
وأضاف رئيس الوزراء القطري "أننا نعول على هذه الخطوة في دعم التنمية الشاملة لوطننا".
سعداء بإطلاق شركة كاي (Qai) الوطنية للذكاء الاصطناعي، التي تعكس طموح الدولة في توطين التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها، وتطوير حلول رقمية داعمة لمسيرة التحديث والتطوير، وصولاً إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز مهم للتكنولوجيا والابتكار. ونعوّل على هذه الخطوة في دعم التنمية الشاملة لوطننا.
— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) December 8, 2025
ويأتي إطلاق الشركة الجديدة ضمن التوجه الوطني لتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة، وتطوير بنية تحتية رقمية تواكب التحولات العالمية المتسارعة، بما يدعم مسيرة التنويع الاقتصادي في الدولة، تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، بحسب وكالة الأنباء القطرية ( قنا).
وتتبع شركة "كاي" (Qai) جهاز قطر للاستثمار، وتستفيد من انتشار استثمارات الجهاز في قطاعات متعددة في أنحاء العالم، إلى جانب نهجه الاستثماري طويل الأجل، علاوة على تعاونها الوثيق مع الأوساط العلمية والبحثية وصناع السياسات ومنظومة الابتكار في دولة قطر.
وتمكّن هذه الركائز الشركة من الاستفادة القصوى من منظومة الابتكار الوطنية، وتسريع تطوير واعتماد حلول ذكاء اصطناعي مسؤولة وعالية الأثر، وترسيخ مكانة دولة قطر كمركز تنافسي للذكاء الاصطناعي والصناعات المعتمدة على البيانات.
إعلانوستتولى شركة "كاي" تطوير وإدارة واستثمار منظومات وبنى تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي داخل دولة قطر وخارجها، على نحو يدعم مختلف القطاعات الحيوية بتقنيات ذكية آمنة وموثوقة.
كما ستعمل الشركة، بحسب "قنا"، على تمكين المؤسسات من الوصول إلى قدرات الحوسبة عالية الأداء، وتوفير شبكة متصلة من الأدوات والقدرات تتيح تدريب ونشر أنظمة ذكاء اصطناعي قابلة للتوسع وعالية الأثر في الأسواق المحلية والعالمية، بما يعزز الابتكار ويمنح الجهات القدرة على النمو واتخاذ القرار بثقة ووضوح.
وتنطلق "كاي" من قناعة راسخة بأن مستقبل الذكاء الاصطناعي يجب أن يوجه نحو ما يخدم الإنسان والمجتمعات.
وانطلاقا من هذا المبدأ تركز الشركة على تمكين الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات والمبتكرين والباحثين من بناء واستخدام حلول تعكس احتياجاتهم وقيمهم وتطلعاتهم.
كما ستعمل الشركة على استقطاب الكفاءات العالمية والباحثين المرموقين، وتعزيز التعاون مع مؤسسات بحثية دولية وشركات تكنولوجية عالمية ومستثمرين إستراتيجيين، بما يسهم في نقل المعرفة وبناء منظومة ابتكار متقدمة.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة "كاي" عبدالله بن حمد المسند إن العالم يشهد اليوم تحولا عميقا تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي ويمتد أثره إلى مختلف القطاعات، مضيفا أن مهمة الشركة
تتمثل في ضمان أن يتم هذا التحول بصورة مسؤولة، مع إبقاء الثقة ودور الإنسان في صميم هذا التحول.
وأكد المسند أن الشركة الجديدة تجسّد التزام قطر بوضع الإنسان والمجتمعات في قلب تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي"، مضيفا أن الشركة الجديدة ستعمل على بناء القدرات التي تتيح للحكومات والشركات والمبتكرين تطوير واعتماد حلول الذكاء الاصطناعي بثقة، كما ستشكل حلقة وصل موثوقة ضمن منظومة الذكاء الاصطناعي العالمية، بما يعزز ريادة المنطقة، ويرفع من تنافسية دولة قطر على الساحة الدولية".