هل السنة النبوية جزء من الوحي المُنَزَّلِ على النبي؟.. المفتي يوضح
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
أجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، عن سؤال يقول صاحبه: «زعم بعض الناس أن السنة النبوية المطهرة ليست وحيًا من قِبلِ الله تعالى؛ فهل هذا الكلام صحيحٌ؟».
وقال مفتي الجمهورية في إجباته على هذا التساؤل، إن «كل ما نطق به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس هو إلا وحيًا يوحيه الله تعالى إليه، فالسنة النبوية بذلك جزءٌ من الوحي المنزل على النبي المرسل صلى الله عليه وآله وسلم».
وأضاف المفتي، في فتوى له عبر موقع دار الإفتاء الرسمي، أن الله تعالى أنزل الوحيَ على نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، وتكفل بحفظه؛ فقال سبحانه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وأخبر سبحانه أن كل ما ينطق به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهو وحي يوحيه الله إليه؛ فقال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3-4]، فكانت السنة النبوية بذلك جزءًا من الوحي المُنَزَّلِ على النبي المرسل صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى آتاه السنة كما آتاه القرآن.
مصادر السنة النبويةوتابع: أن الإمام أحمد، وأبو داود، والمروزي روى في «السنة»، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»، وابن حبان، والطبراني، وغيرهم، من حديث المِقْدَام بن مَعْدِيكَرِب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، وفي لفظٍ: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمَا يَعْدِلُهُ»، وعنون له الحافظ ابن حبان بقوله: «ذكر الخبر المصرِّح بأن سنن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كلَّها عن الله، لامن تلقاء نفسه».
واستشهد بما قاله الإمام أبو محمد بن قُتيبة الدينوري في «تأويل مختلف الحديث»، والذ قال «ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يَعْلَم مِن حكم الله تعالى إلا ما علَّمه الله عز وجل، ولا كان الله تبارك وتعالى يُعَرِّفُه ذلك جملة، بل ينزله شيئًا بعد شيء؛ ويأتيه جبريل عليه السلام بالسُّنن، كما كان يأتيه بالقرآن، ولذلك قال: «أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، يعني من السُّنَنِ.
واختتم: بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فكل ما ينطقُ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس إلا وحيًا يوحيه الله تعالى إليه، فكانت السنة النبوية بذلك جزءًا من الوحي المُنَزَّل على النبي المرسل صلى الله عليه وآله وسلم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السنة السنة النبوية دار الإفتاء الرسول الله تعالى على النبی ن الله
إقرأ أيضاً:
أحلام حذر النبي من تفسيرها حتى لا تتحقق في الواقع.. هل تعرفها؟
تعد الأحلام من الأمور التي تؤرق الكثيرون ، ممن يسعون للبحث عن تفسير الحلم ويعني لهم الكثير، فتثير تلك المنامات المزعجة مخاوفهم بدرجة كبيرة ، خاصة وهناك أحلام حذر النبي من تفسيرها وهو ما يزيد اهتمام الناس ومن ثم أهمية معرفتها ، فلا أحد إلا وتعرض لحلم أو كابوس أو رؤيا ، وإن كنا نتذكر بعضها وننسى الكثير، ليظل السؤال عن أحلام حذر النبي من تفسيرها ، كأحد طرق الحماية من مصيدة ضحايا الكوابيس ، الذين تنغص الأحلام حياتهم خاصة الرؤى المنامية السيئة، فمن خلال معرفة أحلام حذر النبي من تفسيرها وامتثال هديه -صلى الله عليه وسلم - وتجنب تفسيرها فبهذا تكون النجاة من براثن الدجالين والمشعوذين.
ورد أن الإمام مالك كان يقول أتتلاعبون بتراث النبوة"، لأن من يفسر الرؤيا ينبغي أن يكون نبيا، فقد جاء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل ووجد السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها- تعبر رؤيا أحدهما، قال لها: «ليس هكذا يا عائشة»، و جاء عن الإمام مالك أنَّه قال: "لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيرًا أخبر به، وإن رأى غير ذلك فليقلْ خيرًا أو ليصمت"، فعلى الإنسان أن يكون على دراية بالتأويل حتَّى يعبر الرؤيا ويفسر الأحلام ، فإنَّ حكم تفسير الأحلام جائز إذا كان الإنسان على علم بها فقط.
وورد فيه أنه من الخطورة أن يستوضح صاحب الرؤيا أو يطلب تأويلها من أي أحد ؛ فقد تكون سبباً في هلاكه أو وقوع الضرر به ، فعليه ألا يسأل إلا من يثق بعلمه ودينه ، ولذلك قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( الرؤيا تقع على ما تعبر ، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها ، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً ) رواه الحاكم .
ورد أنه من الأمور التي جاء التنبيه عليها حرمة ما يقوم به بعض ضعاف النفوس من اختلاق بعض الرؤى والأحلام رغبةً في الإثارة أو التشويق ، فقد ورد الوعيد الشديد على ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( من تحلّم بحلم لم يره كُلِّّف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ) رواه البخاري ، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن من أفرى الفرى أن يُري عينيه في المنام ما لم ترى ) رواه أحمد .
وروى أبو سعيد الخدري ، في صحيح البخاري، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: - إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّها مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ.
حديث النبي عن أحلام حذر من تفسيرهاأخرج البخاري ومسلم عن أبو قتادة الحارث بن ربعي: سَمِعْتُ أبَا سَلَمَةَ يقولُ: لقَدْ كُنْتُ أرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ أبَا قَتَادَةَ يقولُ: وأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أحَدُكُمْ ما يُحِبُّ فلا يُحَدِّثْ به إلَّا مَن يُحِبُّ، وإذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا؛ فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ.
وأرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُسلمَ إلى ما يَحفَظُه اللهُ به ويَرْعاه مِن كلِّ ما يَتَعرَّضُ له مِن شَرٍّ في يَقَظتِه ومَنامِه، ومِن الصُّورِ التي يَأْتي فيها الشَّرُّ للإنسانِ أثناءَ مَنامِه: الأحْلامُ المُفزِعةُ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابعيُّ أبو سَلَمةَ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ أنَّه كان يَرَى الرُّؤيا، فتكونُ سَببًا في مرَضِه وألَمِه، ولعلَّها الأحلامُ الشَّيطانيَّةُ التي يصَوِّرُها الشَّيطانُ للإِنسانِ في أثناءِ نَومِه أشكالًا مختَلِفةً من الأشباحِ المُخيفةِ التي تؤذي النَّائِمَ، وتُثيرُ في نَفْسِه الآلامَ والمخاوِفَ، وتسَبِّبُ له القَلَقَ النَّفسيَّ، وظَلَّ على حالِه تلك حتى سمع من الصَّحابيِّ الجليلِ أبي قتادةَ الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه كان يقَعُ له في أحلامِه مِثلُ ما يحدُثُ لأبي سَلَمةَ، حتى أرشده النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أنَّ مَن رَأى رُؤيَا حَسَنةً مِمَّا يُحِبُّ أو يَراها له غيرُه، فتَكونُ بُشْرى بخيْرٍ أو ناهيةً عن شَرٍّ، «فلا يُحدِّثْ به إلَّا مَن يُحِبُّ»؛ لأنَّ الحبيبَ إنْ عَرَف خيْرًا قاله، وإنْ جَهِل أو شَكَّ سَكَت.
وورد في حديث النبي عن أحلام حذر من تفسيرها ، أن مَن رَأى ما يَكرَهُ -كالأحلامِ الشَّيطانيَّةِ- فعليه أنْ يَتعوَّذَ باللهِ مِن شَرِّ هذه الرُّؤيا، ومِن شَرِّ الشَّيطانِ؛ لأنَّه الذي يُخَيِّلُ له فيها، ثمَّ يَتفِلَ -أي يَبصُقَ- عن يَسارِه ثَلاثًا، استِقذارًا للشَّيطانِ واحتِقارًا له، كما يَفعَلُ الإنسانُ عندَ الشَّيءِ القَذِرِ يَراه، «ولا يُحدِّثْ بها أحدًا»؛ فإنه إنْ فَعَل ما أَرْشَد إليه الَّنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلنْ تَضُرَّه هذه الرُّؤيا المكروهةُ؛ لأنَّ ما ذُكِرَ مِنَ التَّعوُّذِ وغيرِه سَببٌ للسَّلامةِ من ذلك، وفي الحَديثِ: أنَّ في اتِّباعِ السُّنَّةِ النبَوِيَّةِ راحةً للنَّفسِ مِن وَساوِسِ الشَّيطانِ التي يُلْقِيها للإنسانِ في المنامِ، وفيه: النَّهيُ عن إخبارِ النَّاسِ بالحُلْمِ المفزِعِ.
حكم تفسير الأحلاموقال الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، إن من رأى خيرًا فالله يبشره ومن رأى شرا فالشيطان يخوفه" وذلك فى حديث البخاري عن النبي، منوهًا بأنه ليس هناك علم يسمى تفسير الأحلام .
وأشار إلى أن الكتاب المشهور عن تفسير الأحلام والمنسوب لابن سيرين "مكذوب" منوها أن هناك دراسات علمية تثبت بالدليل أنه منسوب لابن سيرين بالكذب كما أن هناك أحداث وقعت بعد وفاة ابن سيرين بـ600 سنة، ومن نسبوا هذا الكتاب له اختاروا اسم تابعي شهير ليروجوا به الكتاب.
وأضاف عطية، أن صلاة ركعتين ليلا تجنب الإنسان رؤية كوابيس تزعجه في المنام، مشددًا على أن هذا الدين هو دين اليقظة وليس دين المنام، مشددا على أن ملايين من الناس الآن يعملون في المنامات والاحلام، من أجل تحقيق مصالح شخصية.