RT Arabic:
2025-07-31@05:29:18 GMT

سياسة بايدن تجاه أوكرانيا تسير نحو الكارثة

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

سياسة بايدن تجاه أوكرانيا تسير نحو الكارثة

إن السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف في الأراضي الروسية يزيد من خطر التصعيد دون مساعدة القدرات الأوكرانية بشكل هادف. روبرت كلارك – ناشيونال إنترست

يواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) نقطة تحول مهمة في دعمه للدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا. فقد وافقت إدارة بايدن، بالتوافق مع العديد من حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، على استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف على الأراضي الروسية حول مدينة خاركوف الأوكرانية.

وجاء القرار بعد أشهر من طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علنا فكرة انضمام قوات الناتو إلى القتال في أوكرانيا. وبينما نفى البيت الأبيض هذا الاحتمال، أقر الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، بحتمية إرسال مدربين عسكريين في نهاية المطاف لتسريع عملية إعداد القوات الأوكرانية حديثة التجنيد للخطوط الأمامية. وتدقع تصريحاته وتصريحات ماكرون بالحرب إلى منطقة مجهولة، مما يخلق فرصا لتصعيد كبير في حين لا يساهمان إلا قليلا في قدرة أوكرانيا على تغيير الحقائق في ساحة المعركة.

إن تصريح بايدن باستخدام المعدات الأمريكية لضرب أهداف في روسيا بالقرب من خاركوف يكشف السياسة الأمريكية التي تعود إلى بداية الحرب الباردة - فبينما تم استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية لمهاجمة القوات السوفيتية والروسية، لم يُسمح لها مطلقا بضرب أهداف علانية داخل روسيا.

لقد أثبتت أوكرانيا بالفعل استعدادها لاستخدام ذخائرها بعيدة المدى لضرب أهداف تتعلق بوضع الدفاع النووي الروسي، مثل القاذفات الاستراتيجية النووية في قاعدة إنجلز الجوية في وقت سابق من الحرب ورادار الإنذار المبكر للدفاع النووي قبل بضعة أسابيع فقط. وهذا يخلق خطرا هائلا بأن تنظر موسكو إلى هذا التغيير في السياسة باعتباره المرحلة الأولى لتوسيع جدي للصراع يهدف لانهيار الدولة الروسية.

إن احتمال وجود مدربين تابعين للتحالف على الأرض يخلق وضعا مختلفا عالي المخاطر ومنخفض المكافأة. سيكون المدربون الأمريكيون والفرنسيون وغيرهم عرضة لضربات متعمدة أو عرضية من حملة الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية على مستوى البلاد والتي تستهدف البنية التحتية والأهداف العسكرية الأوكرانية بانتظام، ناهيك عن الخطر المباشر من المدفعية والدبابات والمشاة على المدربين المتمركزين بالقرب من الخطوط الأمامية.

وإذا قُتل هؤلاء المدربون في غارة جوية، فقد تختار الدولة الضحية إثبات أن الهجوم يشكل سببا لتفعيل المادة الخامسة من اتفاقية الدفاع المشترك لحلف شمال الأطلسي. وفي حين يمكن للدول الحليفة أن تختار رفض هذا الادعاء، إلا أن ذلك من شأنه أن يخلق أزمة داخل التحالف. وقد يؤدي ذلك إما إلى تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب أو إلى صدع كبير في علاقتنا مع الدول الحليفة.

ولسوء الحظ، فإن المخاطر التي تنطوي عليها لا تتوقف عند هذا الحد. ويتم عادة نشر المدربين والمستشارين، الذين غالبا ما يتم اختيارهم من قوات العمليات الخاصة، بالقرب من مناطق النزاع. وتتمثل مهمتهم في تعزيز قدرات القوات المحلية، وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة للمشاركة في القتال بفعالية. ومع ذلك، فإن هذا القرب من الخطوط الأمامية غالبا ما يطمس الخطوط الفاصلة بين التدريب والمشاركة القتالية المباشرة.

وفي أوكرانيا، لن يكون المدربون الأمريكيون مجرد مراقبين سلبيين. فقد شارك المؤلف المشارك جيسون بيردسلي شخصيا في تقديم المشورة والمساعدة للمهام خلال الاثنين والعشرين عاما التي قضاها في القوات المسلحة الأمريكية. وهم يشاركون بنشاط في قيادة وتوجيه القوات المحلية، ومن المحتمل أن يجدوا أنفسهم وسط سيناريوهات قتالية.

وتشير السابقة التاريخية لمهمة المشورة والمساعدة الأمريكية في فيتنام إلى أن إدارة بايدن سوف تسير نائمة نحو سيناريو يساهم في زحف المهمة إلى حرب شاملة. ويصبح التمييز بين تقديم المشورة والمساعدة والتدريب غير قابل للتمييز عن القتال.

وتسلط هذه التجارب الضوء على المخاطر التي سيواجهها المدربون الأمريكيون في أوكرانيا. حيث أن احتمال الاشتباك المباشر مع القوات الروسية، سواء كان مقصودا أو عرضيا، يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى. كما أن تصعيد الصراع لن يعرض حياة الأفراد الأمريكيين للخطر فحسب، بل سيخاطر أيضا بجر الولايات المتحدة إلى مواجهة أوسع مع روسيا.

تخلق التحولات في سياسة الرئيس بايدن وضعا ستجد فيه الإدارة صعوبة كبيرة في السيطرة على التصعيد في الأزمات. ووعد الرئيس بايدن الشعب الأمريكي بأنه لن يرسل قوات إلى الأرض في أوكرانيا. ولكن من المؤسف أن سياساته الحالية تعمل على إبطاء الولايات المتحدة نحو انتهاك تلك الوعود.

المصدر: ناشيونال إنترست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الاتحاد الأوروبي الاتحاد السوفييتي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جو بايدن حلف الناتو فلاديمير بوتين الولایات المتحدة فی أوکرانیا لضرب أهداف

إقرأ أيضاً:

ثمن التطبيع سياسة التجويع

 

لم يكن التطبيع مجرد توقيع على ورقة ولم تكن المؤتمرات والابتسامات والبيانات الرسمية سوى خنجر مسموم في خاصرة فلسطين، اليوم يتضح الثمن بوضوح فادح وسياسة التجويع التي يُمارسها الاحتلال على غزة ليست فقط من فعل الصهاينة بل من صمت المطبعين الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس .

كيف نتحدث عن سلامٍ مزعوم وأطفال غزة يموتون جوعًا بين الأنقاض كيف يمكن أن نُبرر هذا الصمت المريع ونخدع أنفسنا باسم المصالح والمفاوضات أي مصالح تُقدم على أرواح الرضع وأمعاء الأمهات الخاوية أي مبرر أخلاقي أو سياسي يُغطي على بشاعة أن تفتح أبوابك للمحتل وتُغلقها في وجه الجائعين .

التطبيع جريمة مكتملة الأركان وثمنه يُدفع من دماء وأحشاء وأعمار شعب لا يملك إلا الصبر والحجارة، اليوم نرى نتائجه بوضوح، فالاحتلال يشعر أنه مُحصن لأن خلفه عربًا لا يهددون ولا يضغطون بل يبررون ويُديرون ظهورهم ويوقعون على مذابح غزة بصمتهم .

سياسة التجويع سلاح أرخص من القنابل لكنه أشد فتكًا، يقتل ببطء، ينهك بعمق، يُحاصر الحياة ويحولها إلى جحيم وبدلًا من أن تكون الأمة في خندق غزة أصبحت غزة وحدها في وجه الجوع والطغيان والطعنات .

من يطبّع اليوم سيجد نفسه غدًا هدفًا لأن الجوع الذي صمتنا عنه لن يبقى في حدود غزة سيصل إلى كل بيت خذل فلسطين، لأن الجوع لا يرحم والمتواطئين لا يُغفر لهم في ذاكرة التاريخ.

اليوم لا مجال للحياد فإما أن تكون في صف الإنسان في صف الجائعين في صف أطفال يُصارعون الموت كل يوم بلا خبز ولا ماء وإما أن تكون في صف المحتل في صف الخذلان في صف من باعوا القضية بأوهام اتفاقيات ووعود جوفاء .

غزة تكشف الحقيقة تفضح الأقنعة تسقط الشعارات الرنانة التي طالما صدحت بها الأنظمة العربية وهي اليوم عاجزة حتى عن إصدار بيان واحد يحمل الكرامة، إن صمت الأنظمة جريمة وإن السكوت على سياسة التجويع مشاركة في المذبحة.

التطبيع ليس سلامًا إنه استسلام مطلق واختناق بطيء لفلسطين والقبول به يعني القبول بالموت البطيء لأمة بأكملها فليس الجوع في غزة صدفة وليس الحصار قدرًا بل نتيجة واضحة لمعادلة خيانة وتواطؤ وتشويه للوعي .

ما يحدث في غزة الآن هو اختبار حقيقي لكل من يدّعي الإنسانية والعدالة والعروبة، جوع غزة ليس مؤقتًا إنه رسالة دامغة بأن الكيان لا يعرف الرحمة ولا يفهم إلا منطق القوة والموقف والمواجهة .

فلتُسقط كل أوراق التوت عن تلك الأنظمة التي تُدير ظهرها لجوع غزة بينما تفرش السجاد الأحمر لمجرمي الحرب، لا تبرير ولا عذر ولا حياد أمام مشهد أمعاء خاوية وقلوب تصرخ وسماء تعج بصواريخ الاحتلال وأرض تئن من الحصار

غزة لن تسقط ما دام فيها من يقاتل بالجوع، وما دام فيها من يُشعل شمعة في قلب الظلام لكن عروشًا ستسقط يوم يُحاسب التاريخ وتُفتح دفاتر الصمت والخيانة والخذلان.

مقالات مشابهة

  • مركز أمريكي: العقوبات والحملة العسكرية الأمريكية يفشلان في وقف هجمات صنعاء
  • ثمن التطبيع سياسة التجويع
  • تقارير استخباراتية تتحدث عن استبدال «زيلينسكي».. موسكو تسيطر على بلدات جديدة في أوكرانيا
  • القوات المسلحة تستهدف بخمس طائرات مسيرة ثلاثة أهداف للعدو الإسرائيلي
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن تنفيذ ثلاث عمليات نوعية ضد أهداف إسرائيلية بطائرات مسيّرة
  • الداخلية تضبط سيارة ميكروباص تسير عكس الاتجاه فى الشرقية.. فيديو
  • الدفاع الروسية: السيطرة على بلدتين في دونيتسك وزابوريجيا
  • هآرتس: الطبقة السياسية في إسرائيل تسير خلف نتنياهو نحو الهاوية
  • مدرب مانشستر سيتي ينتقد الصمت العالمي تجاه الكارثة الإنسانية في غزة
  • مقتل سائق سيارة في هجوم أوكراني بطائرة مسيرة على بلدة سالسك بمقاطعة روستوف الروسية