في العاشر من أكتوبر أي بعد مرور 3 أيام فقط على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكدت صنعاء على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين جهوزية اليمن للمشاركة بالقصف الصاروخي وبالمسيرات وأي خيارات عسكرية أخرى إذا تدخلت أمريكا بشكل مباشر في العدوان على فلسطين ،

ووفقا لذلك فقد ارتبط قرار التدخل العسكري لصنعاء دعما ومساندة للشعب الفلسطيني بقرار التدخل الأمريكي المباشر إلى جانب العدو الإسرائيلي في عدوانه على غزة .

تدخل أمريكي

رغم تسخير جيش الاحتلال الإسرائيلي كافة إمكانياته العسكرية واستماتته اليائسة في شن عدوانه الإجرامي محاولا قلب معادلة العد العكسي لهزيمته النكراء التي تلقاها يوم ال 7 من إكتوبر ظل مسلسل هزائمه المتوالية مستمرا ..

وكانت تلك الهزائم كفيلة بكشف حقيقة ضعفه وهشاشته وحقيقة التورط والمشاركة الأمريكية في العدوان على غزة إلى جانبه ..

علاوة على تحول مطارات تل أبيب إلى مهابط لأسراب الطائرات الحاملة للقيادات الأمريكية التي وصلت لإعلان دعمها ومساندتها لإسرائيل وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي بايدن الذي أعلن وبكل وضوح أنه صهيوني.

جرائم إبادة جماعية

طيلة 25 يوما منذ ال 7 وحتى ال 31 من أكتوبر ارتكب العدو الإسرائيلي أبشع المجازر الإجرامية والإبادة الجماعية والدمار الشامل في قطاع غزة ..

ورغم الدعم والمساندة الأمريكية العسكرية والاقتصادية الكبيرة فقد فشلت واشنطن في فرض قواعد اشتباك جديدة وتوفير مظلة تمكين جيش الاحتلال من تحقيق أهداف عدوانه العسكري التي يأتي في مقدمتها هدف النيل من قدرات المقاومة الفلسطينية.

واجب ديني وإنساني

وإزاء استمرار كيان الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مجازره الوحشية وثبوت حقيقة الدعم والتدخل الأمريكي المباشر لجيش الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة .. لم يكن أمام صنعاء سوى الوفاء بوعد قائدها والقيام بواجبها الديني والأخلاقي والإنساني والوطني والاستجابة لمطالب الشعب اليمني ونجدة المظلومين في غزة.

تدخل عسكري يمني

ومن هنا جاء إعلان صنعاء في ال 31 من أكتوبر 2023م عن تنفيذ ثالث عملياتها العسكرية الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني وتأكيد استهداف قواتها المسلحة لأهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة بدفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنحة وعدد كبير من الطائراتِ المسيرة.

منع السفن الإسرائيلية

لم يقتصر موقف صنعاء الداعم للمقاومة والشعب الفلسطيني على ذلك وأعلنت القوات المسلحة اليمنية أنها لن تتردد في استهداف أي سفينة إسرائيلية في البحرِ الأحمرِ أو أيِّ مكان تطاله أيديها ابتداء من تاريخ ال14 من نوفمبر 2023م وأكدت ذلك في ال 19 من الشهر نفسه بتنفيذ أول عملية عسكرية لها في البحر الأحمر كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية "جلاكسي" واقتيادها إلى الساحل اليمني.

منع السفن من أي جنسية

ونتيجة لاستمرار كيان الاحتلال الإسرائيلي وبدعم ومساندة أمريكية في شن عدوانه الإجرامي وارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. أعلنت القواتِ المسلحة اليمنية في ال 9 من ديسمبر 2023م أن جميع السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت ، ستصبح هدفًا مشروعًا لها إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء.

وفي ال 14 من ديسمبر أكدت القوات المسلحة اليمنية قرار منعها لكافة السفن المتجهة موانئ إلى كيان الاحتلال بتنفيذ عملية عسكرية ضد سفينة حاويات "ميرسيك جبرلاتر" كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي .. تم استهدافها بطائرة مسيرة وكانت الإصابة مباشرة. استمرت عمليات القوات المسلحة في منع السفن المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي

وبلغ عدد السفن التي تم استهدافها خلال شهر ديسمبر 8 سفن حاويات .

استهداف 3 زوارق يمنية

رد على قرار صنعاء منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال الإسرائيلي من المرور عبر البحرِ الأحمر جاء أول رد عسكري أمريكي مباشر في ال 31 من ديسمبر باستهداف ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية ما أدى إلى استشهاد وفقدان عشرة أفراد من منتسبي القوات البحرية حسب بيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية .

عدوان أمريكي بريطاني على اليمن

وفي ال 11 من يناير أكدت واشنطن ولندن حقيقة دعمهما ومساندتهما لكيان الاحتلال الإسرائيلي واستمرار إجرامه في غزة بشنِّ عدوان غاشمٍ على الجمهورية اليمنية بثلاث وسبعين غارة، استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة وأدت الغارات إلى ارتقاء خمسة شهداء وإصابة ستة آخرين من أبناء القوات المسلحة اليمنية

وترافق العدوان الأمريكي البريطاني مع تهديدات صادرة عن الخارجية الأمريكية توعدت خلالها بمعاقبة من ساعدوا اليمن على شن هجمات ضد مصالحها وحلفائها".

رد يمني على العدوان

بعد أن كان ميدان معركة صنعاء مع العدو مقتصرا على استهداف مواقع العدو الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة وسفنه وكذا السفن المتجهة إليه من أي جنسية أصبحت القوات المسلحة اليمنية في ميدان مواجهة مباشرة مع العدو الأمريكي البريطاني

وفي بيان لها أعلنت القوات المسلحة اليمنية في ال15 من يناير أن كافة السفن والقطع الحربية الأمريكية والبريطانية المشاركة في العدوان على اليمن أصبحت أهدافا معادية ضمن بنك أهدافها .

وأكدت القوات المسلحة اليمنية أنَّ الردَّ على الاعتداءات الأمريكية والبريطانية قادم لا محالة، وأنَّ أي اعتداء جديد لن يبقى دون رد وعقاب.

كما أكدت أنها مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية وفرض قرار منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين العربي والأحمر حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

أعنف اشتباك ومواجهة بحرية

وفي ال 17 من يناير أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ قواتها البحرية أول عملية استهداف لسفينة ( جينكو بيكاردي) الأمريكية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة.

خلال شهر يناير فقط بلغ عدد السفن الأمريكية التي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن 7 سفن بينها مدمرتين إضافة إلى سفينة بريطانية .

وتجدر الإشارة هنا إلى أن القوات المسلحة اليمنية أعلنت في ال 24 من يناير عن خوضها أعنف معارك الاشتباك والمواجهة البحرية مع عدد من المدمرات والسفن الحربية الأمريكية في خليجِ عدن، وباب المندب أثناء قيام تلك السفن بتقديم الحماية لسفينتين تجاريتين أمريكيتين .. مؤكدة نجاحها في:

-إصابة سفينة حربية أمريكية إصابة مباشرة.

-إجبار السفينتين التجاريتين الأمريكيتين على التراجع والعودة.

-وصول عدد من صواريخنا البالستية إلى أهدافها رغم محاولة السفن الحربية اعتراضها.

وفي ال 4 من فبراير جدد طيران واشنطن ولندن عدوانه على اليمن مستهدفا أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء والحديدة وتعز والبيضاء وحجة وصعدة ب 48 غارة جوية .

معركة مواجهة مباشرة ومفتوحة

باتت المواجهة العسكرية في البحر الأحمر مباشرة مع القطع الحربية الأمريكية والبريطانية والقطع الحربية التابعة لدول أوروبية وأخذ مسار أحداث ووقائع معركة المواجهة اليمنية المباشرة مع من وصفتهم صنعاء بثلاثي الشر والعدوان مسار تطور دراماتيكي متصاعد

ولم تتوقف الجبهة اليمنية عند مستوى معين من المشاركة والفعل العسكري الداعم والمساند لغزة بل شهدت مراحل عدة من التوسيع والتطوير سواء على مسار القصف الصاروخي وبالمسيرات أو على مسار الحصار البحري لدرجة يمكن معها القول أنه لم يمر شهر 1 دون أن يكون هناك انتقال من مرحلة إلى أخرى وتطور جديد من مستوى أدنى إلى مستوى أعلى.

75 بيان انتصار عسكري يمني

كانت المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني ضد الاحتلال الإسرائيلي وداعميه الأمريكي والبريطاني هي الأكثر حسما وتأثيرا وإحراز للإنتصارات اليمنية وبشكل عام وطيلة سبعة أشهر من معارك المواجهة البحرية المباشرة والمفتوحة بين القوات المسلحة اليمنية والبوارج والمدمرات وحاملات الطائرات الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي وأخيرا في البحر الأبيض المتوسط أعلنت القوات المسلحة اليمنية 75 بيان انتصار عسكري .

27 تصريح اعتراف أمريكي بالهزيمة

بالمقابل تعددت تصريحات الاعتراف الأمريكي بالهزيمة والفشل والإخفاق العسكري في مواجهة هجمات القوات المسلحة اليمنية.

أبرز هذه الاعترافات كان إعلان البحرية الأمريكية عن انسحاب المدمرة "يو إس إس ميسون"، من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، بعد انتشارها لمدة 7 أشهر في المنطقة.

وفي تقرير لها قالت صحيفة ذا هيل الأمريكية: لقد تمكن اليمنيون من إبقاء أعظم قوة على مستوى العالم في مأزق طوال الجزء الأفضل من العام، دون نهاية في الأفق.

وكان ضباط في البحرية الأمريكية قد أدلوا طيلة الأسابيع والأشهر الماضية بتصريحات صريحة وصفوا فيها المواجهة مع اليمن بأنها “أكبر تحدٍّ للبحرية الأمريكية في التأريخ الحديث” مؤكّـدين أن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها القطع الحربية الأمريكية في البحر هجمات شبه يومية بالصواريخ البالستية.

وأقر الضباط الأمريكيون بأن الولايات المتحدة لا تستطيع لوحدها أن تواجه العمليات البحرية اليمنية، كما أقروا بعدم امتلاك الجيش الأمريكي أية معلومات استخباراتية عن طبيعة وحجم الترسانة العسكرية اليمنية.

وفي هذا السياق أكّـد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن اليمن يمتلك أسلحة تستطيع الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وأقر بأن ذلك يثير قلق الولايات المتحدة.

ومن على متن حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس أيزنهاور أكد قائدها كريس هيل في تحقيق لوكالة أسوشيتد برس تعرضهم لهجمات يمنية بشكل شبه يومي، وتحول المعركة البحرية إلى الأكثر كثافة منذ الحرب العالمية الثانية، ويوافقه الرأي قائد المدمرة يو إس إس لابون الذي أشار إلى أن هامش الخطأ بسيط والتأخير لثوانٍ في التصدي للصواريخ اليمنية قد يؤدي إلى نتائج مميتة.

وتحدث خبراء أمريكيون لموقع " Business Insider" بالقول : نحن مقبلون على فترة غير مستقرة في المستقبل المنظور و"الحوثيون" مستمرون في فرض شكل من أشكال السيطرة في البحر الأحمر وباب المندب ، ولا يوجد حل عسكري سهل للتحديات المختلفة التي يشكلها "الحوثيون" وسيتطلب الأمر عملية دبلوماسية سياسية طويلة المدى.

مسؤولون أمريكيون أيضا تحدثوا لموقع " Business Insider" بالقول : من غير المرجح أن تنتهي الهجمات من اليمن في وقت قريب، ونحن عالقون في مواجهة مكلفة وغير مستدامة.

وتحت عنوان : إخفاق بايدن في البحر الأحمر قد يضر بالاستعداد العسكري الأمريكي أكثر من حرب أوكرانيا" نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريرًا، ذكرت فيه أنه “ليس من المعتاد أن تتصدر مدمّـرة تابعة للبحرية الأمريكية عائدة من عملية نشر روتينية عناوين الأخبار الرئيسية، لكن عودة المدمّـرة يو إس إس كارني إلى الوطن كانت تستحق الاهتمام؛ لأَنَّ القوات البحرية الأمريكية تقاتل بوتيرة لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية”.

وأوضح التقرير أن “المدمّـرة يو إس إس كارني وصلت إلى ميناء فلوريدا مؤخّراً بعد انتشار استمر 235 يوماً، قضت جزءًا كبيرًا منه في مواجهة الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية”.

ونقل التقرير عن الأدميرال ليزا فرانشيتي، رئيسة عمليات البحرية الأمريكية، قولها: إن السفينة “خاضت 51 اشتباكًا في 6 أشهر”.

وأضافت: أنّ “آخر مرة اشتبكت فيها قواتنا البحرية مباشرة مع العدوّ بمثل هذه الدرجة، كانت في طريق العودة أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت حينها المدمّـرة يو إس إس هيو هادلي، مع سجل اشتباكها البالغ 23” مشيرة إلى أن ذلك كان في مايو 1945.

ونقل التقرير عن قائد المدمّـرة كارني قوله إن قواته لم تكن تملك سوى تسع ثوان أَو أكثر قليلًا للتعامل مع الهجمات اليمنية بالصواريخ المضادة للسفن.

وأوضح تقرير “وول ستريت جورنال” أنه “ليس لدى إدارة بايدن خطة واضحة للقضاء على التهديد الآن بعد أن فشل تحالفها البحري الدولي والضربات الجوية بشكل واضح”.

وتساءل التقرير: “هل سيخصص بايدن أموال الدفاع لإعادة ملء مخزونات الأسلحة الأمريكية؟، حَيثُ تعتمد المدمّـرات على صواريخ دقيقة متطورة لإسقاط الطائرات بدون طيار الرخيصة”.

وَأَضَـافَ أنه “على الرغم من كُـلّ الذعر من أن الحرب في أوكرانيا تستنزف ترسانات أمريكا، فَــإنَّ إخفاقات بايدن في الردع في البحر الأحمر يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بالاستعداد العسكري الأمريكي أكثر من سنوات من الحرب البرية في أُورُوبا الشرقية”.

وفي ال 15 من شهر يونيو الحالي نقل موقع أكسيوس عن تقرير استخباري أميركي: أن الولايات المتحدة وحلفاءها فشلوا في وقف الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن وأن البحرية الأميركية أنفقت حتى الآن مليار دولار على الذخائر لمواجهة الهجمات في البحر الأحمر دون أن تنجح في ذلك وبلغة الأرقام يقول التقرير أن 29 شركة كبيرة للشحن والطاقة غيرت مسار سفنها منذ بدء العمليات اليمنية في البحر الأحمر .

وأكد التقرير انخفاض معدل شحن الحاويات عبر البحر الأحمر بنسبة 90 % منذ منتصف فبراير 2024م وأشار التقرير إلى أن أقساط التأمين على العبور ارتفعت إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة في نفس الإطار الزمني .

ونقل التقرير عن باحث أمريكي قوله أنه برغم من الضربات الأمريكية والبريطانية ضد اليمن إلا أن مخزوناته من الأسلحة لا تبدو قريبة من النفاد .

وفي ال 17 من يونيو قالت مجلة "ريسبونسبل ستيت كرافت أن " الولايات المتحدة وبريطانيا عجزتا في ردع اليمن عن مواصلة عملياته الداعمة لغزة. وذكر تقرير للمجلة الأمريكية ، إنّه على الرغم من أنّ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شنّا في الآونة الأخيرة في 7 يونيو الحالي، 6 غارات جوية، استهدفت 4 منها مطار الحديدة اليمني وميناء الصليف البحري، في حين استهدفت اثنتان منطقة الثورة، إلا أنّ هذه الغارات لم تنجح في ردع القوات اليمنية، التي لا تزال تواصل إطلاق الصواريخ والمسيّرات على السفن التابعة لـ"إسرائيل".

لم تتوقف تصريحات الاعتراف الأمريكي بل ظلت مستمرة تؤكد صعوبةِ المواجهة البحرية مع القوات المسلحة اليمنية، وفشل الولايات المتحدة في تثبيت “ردع” يوقفُ الجبهة اليمنية المساندة لغزة، وتحول مساعي البيت الأبيض لحماية العدوّ الصهيوني من التهديد اليمني إلى ورطة تستنزف القدرات العسكرية الأمريكية بشكل أكبر من الجبهة الأوكرانية.

وكانت آخر تصريحات التعبير عن هستيريا القلق والارتباك الأمريكي عدد من التصريحات الصادرة خلال اليومين الماضيين أبرزها تصريح صادر عن البيت الأبيض وقبله تصريح لمنسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي جون كيربي جاء بعد ساعات على صدور بيان عن وزارة الخارجية الأمريكية وهو البيان الذي صدر بعد ساعات أيضاً من إيجاز القيادة الوسطى الأمريكية فماذا بعد؟!

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: أعلنت القوات المسلحة الیمنیة کیان الاحتلال الإسرائیلی الأمریکیة والبریطانیة المسلحة الیمنیة فی الحربیة الأمریکیة البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر السفن المتجهة الیمنیة فی ال الأمریکیة فی مباشرة مع منع السفن من ینایر قطاع غزة یو إس إس وفی ال إلى أن عدد من

إقرأ أيضاً:

انتصار إيران في حرب الـ12 يومًا: تفكك الردع الصهيوني وارتباك أمريكي يُعيد رسم خارطة المنطقة

يمانيون | تحليل
لم تكن حرب الأيام الاثني عشر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل مثّلت لحظة مفصلية قلبت قواعد الاشتباك في المنطقة، وأعادت رسم خريطة الردع والمواقف والتحالفات.

لقد خاضت طهران هذه الحرب من موقع الدفاع عن سيادتها، والتمسك بحقها في امتلاك قدراتها النووية والصاروخية، لكنها خرجت منها بتفوق لم يكن في الحسبان حتى لدى أشد المؤيدين لها، فيما خرج العدو الصهيوني مهزومًا على أكثر من مستوى، مهتزًّا في صورته، ومكشوفًا في قدراته، ومتصادمًا في داخله.

معركة بدأت بقرار صهيوني.. وانتهت بطلب أمريكي
اندلعت الحرب على خلفية سلسلة من التهديدات والتصعيدات، بلغت ذروتها بعملية عدوانية نفذها الكيان الصهيوني ضد منشآت إيرانية محددة، ظنًّا منه أن ضربة مفاجئة قد تربك القيادة الإيرانية وتجبرها على التراجع أو الصمت.

غير أن الرد الإيراني جاء على غير ما توقعت تل أبيب، إذ بادرت طهران بردّ صاروخي كثيف ودقيق طال عمق الأراضي المحتلة، وتسبب في شلل جزئي في منظومة الدفاع الجوي الصهيونية.

ولم تكد تمر 72 ساعة حتى اتضح أن “إسرائيل” لم تحسب حسابات المواجهة بدقة، وسرعان ما وجدت نفسها في موقع المتلقي لهجمات متواصلة أربكت منظومتها العسكرية، لتبدأ سلسلة اتصالات ووساطات عاجلة كان محورها واشنطن، التي سارعت لطلب التهدئة بعدما تلمّست حجم الكارثة التي تتدحرج في الميدان.

الأهداف تتساقط.. وفشل معلن للعدوان
ورغم الضربات المكثفة التي شنّها العدو الصهيوني خلال الأيام الأولى، إلا أنه لم ينجح في إصابة أي من المنشآت النووية الإيرانية الحساسة، ولا في إلحاق ضرر جدي بقدرات إيران الصاروخية.

كما أن معظم الهجمات الجوية لم تتجاوز الأهداف المحددة سلفًا من قبل الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية، وهي أهداف أقل من أن تُحدث تحولًا ميدانيًا أو معنويًا لصالح المعتدي.

وفي المقابل، نجحت إيران في توجيه صواريخها بدقة نحو قواعد عسكرية في النقب وأسدود، ومحطات كهرباء ورادارات جوية، بل إن صواريخ متطورة استطاعت أن تتجاوز الدفاعات وتصل إلى محيط تل أبيب، وهو ما اعتُبر اختراقًا غير مسبوق لكل ما بناه العدو من تحصينات خلال عقدين.

انهيار الردع الصهيوني .. عندما سقطت القبة
أكثر ما شكّل صدمة في الحرب هو سقوط وهم “القبة الحديدية” التي طالما روّج لها العدو باعتبارها حائط الدفاع الأول ضد أي تهديد صاروخي.

إذ تبيّن خلال الحرب أن هذه المنظومة، ومعها حيتس ومقلاع داوود، عاجزة عن اعتراض صواريخ متعددة الموجات والمسارات، خصوصًا تلك التي طوّرتها طهران في السنوات الأخيرة.

بل إن بعض الصواريخ الإيرانية تجاوزت مداها المعلن، وأصابت أهدافًا حساسة رغم إعلان العدو التصدي لها، ما يعني أن منظومات الحماية فشلت أمام ذكاء السلاح الإيراني.

الداخل الإيراني يزداد تماسكًا.. و”إسرائيل” تتشظى
واحدة من الرهانات الكبرى التي بني عليها العدوان كانت إمكانية إحداث شرخ داخلي في إيران، سواء من خلال الحرب السيبرانية أو عبر ضربات تستهدف شخصيات عسكرية أو علمية، لكن النتيجة جاءت معاكسة تمامًا.

ففي الوقت الذي تكشفت فيه عشرات الشبكات التجسسية داخل البلاد، واستطاعت الأجهزة الأمنية تطهيرها خلال الحرب، كانت شوارع إيران تشهد مظاهرات دعم وتأييد غير مسبوقة للقيادة.. لقد أعادت الحرب توحيد الداخل، ورفعت من منسوب الوعي الشعبي، وأكدت أن الشعوب التي تثق بقيادتها لا يمكن تطويعها بالحرب.

أما في الكيان الصهيوني، فقد تفجرت التناقضات بين المؤسسة العسكرية والسياسية، وتوالت التسريبات عن خلافات بين قادة جيش الاحتلال ومكتب نتنياهو، وسط ضغط شعبي ومظاهرات في القدس وتل أبيب طالبت بكشف أسباب الفشل والتخبط، في مشهد يعكس تفكك الجبهة الداخلية للعدو تحت وقع الصدمة.

واشنطن بين المراهنة والتراجع
ومن اللحظة الأولى، كان الموقف الأمريكي واضحًا في تقديم الغطاء الكامل للعدوان، سواء عبر الدعم اللوجستي أو المعلوماتي أو التغطية الدبلوماسية.. لكن مع تصاعد الضربات الإيرانية، بدأت واشنطن في تغيير لهجتها، ودفعت نحو وساطات إقليمية لإيقاف التصعيد.

تراجع الموقف الأمريكي بهذا الشكل المفاجئ، عكس حجم الارتباك في إدارة بايدن، التي وجدت نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما التورط في حرب شاملة يصعب ضبط نتائجها، أو الاعتراف بفشل الذراع الصهيونية في تنفيذ المهمة، وهو ما سيُحسب كضربة كبيرة لمصداقية الولايات المتحدة كراعٍ لأمن “إسرائيل”.

غزة في الخلفية.. والمشهد الإنساني الفاضح
ولم تكن الحرب على إيران معزولة عن المشهد الكلي في المنطقة، حيث واصل العدو ارتكاب المجازر اليومية بحق المدنيين في غزة، واستخدم مراكز توزيع المساعدات كوسيلة لاصطياد الجوعى، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 516 فلسطينيًا وجرح الآلاف.

وكانت هذه الجرائم تُبثّ مباشرة، في الوقت نفسه الذي كانت فيه إيران ترسل صواريخها إلى أهداف في العمق المحتل، ما عزز من مشروعية موقفها إقليميًا، ورفع من شعبيتها في الشارع العربي والإسلامي، ورسّخ صورة إيران كحليف صادق للقضية الفلسطينية لا يكتفي بالخطابات، بل يدفع ضريبة الموقف بالدم والقرار.

ختاماً :
لقد كانت حرب الـ12 يومًا بين إيران والكيان الصهيوني أكثر من مجرد معركة حدودية أو نزاع عابر. كانت معركة سيادة ومعادلة جديدة فُرضت بقوة الحق والسلاح معًا.

إيران لم تنتصر لأنها أقوى تقنيًا فقط، بل لأنها دخلت المعركة بقرار سيادي واعٍ، وإرادة داخلية موحدة، وقضية عادلة راسخة في وجدان شعبها وأمتها. خاضت الحرب بثقة، وخرجت منها أكثر تماسكًا، وأكثر احترامًا، وأكثر إصرارًا على المضي نحو الاستقلال التام.

وفي المقابل، خرج الكيان الصهيوني متصدّعًا، مكشوفًا، تائهاً بين فشل عسكري، وتمزق سياسي، وتآكل في الثقة الشعبية، وارتباك في حلفائه. خسر معركة كان يأمل أن تكون إعلانًا لانتصار كاسح، فتحولت إلى صفعة استراتيجية غير مسبوقة.

لقد انتهت هذه الجولة بانتصار إيراني، لكنها في الحقيقة بداية لمرحلة جديدة في الصراع، عنوانها: لا سيادة دون مقاومة، ولا أمن دون عدالة، ولا ردع دون إرادة.

مقالات مشابهة

  • "رويترز": سفن قرب مضيق هرمز تتظاهر بأنها "روسية" أو "صينية" لتفادي الهجمات
  • زعيم الحوثيين: باب المندب لا يزال مغلق أمام السفن الإسرائيلية
  • صنعاء تبحث سبل تسهيل وصول السفن وحاويات البضائع إلى ميناء الحديدة
  • انتصار إيران في حرب الـ12 يومًا: تفكك الردع الصهيوني وارتباك أمريكي يُعيد رسم خارطة المنطقة
  • مسؤول عسكري أمريكي كبير: الحوثيون مشكلة مستمرة للولايات المتحدة
  • مسؤول عسكري: من المرجح أن يمثل الحوثيون مشكلة مستمرة لأميركا
  • الحكومة اليمنية تطلق رسمياً نظام التأشيرة الإلكترونية بدعم أمريكي ودولي
  • مسؤول أمريكي: الحوثيون سيكونون مشكلة مستمرة للولايات المتحدة
  • مجلس الأمن القومي الإيراني: انتصارنا أجبر العدو على التراجع والقبول بالهزيمة
  • إيران: أجبرنا إسرائيل على الاعتراف بالهزيمة وسنرد على أي هجوم