تقرير: المستثمرون الأجانب يبتعدون عن إسرائيل ورأس المال المحلي بدأ في الهروب
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
إسرائيل – تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر في غزة في انخفاض حاد في الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل، فضلا عن بدء هروب رأس المال المحلي للخارج.
كما خرجت إسرائيل أيضا من قائمة الدول العشر الأوائل التي يهاجر إليها أصحاب الملايين لأول مرة منذ عدة عقود، وفقا لتقرير هجرة الثروات لعام 2024 الذي أصدرته شركة استشارات هجرة الاستثمار الدولية “هينلي آند بارتنرز” يوم الثلاثاء.
وأكدت شركة “هينلي آند بارتنرز” البريطانية المتخصصة في “برامج الهجرة والاستثمار الأكثر طلبا في العالم”، أن الحرب الحالية لم تشوه صورة إسرائيل كملاذ آمن لهذا النوع من المستثمرين الأجانب فحسب، بل تشكل أيضا تهديدا للنتائج الاقتصادية.
ويدفع الاقتصاد الإسرائيلي ثمنا باهظا بعد ثمانية أشهر من الحرب في قطاع غزة وعلى الحدود مع لبنان.
وتسببت الحرب المتواصلة في انخفاض حاد بنسبة 55.8% في الاستثمار الأجنبي المباشر في إسرائيل خلال الربع الأول من العام 2024.
وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 عانى الاستثمار الأجنبي المباشر في إسرائيل بالفعل من انخفاض بنسبة 50٪ وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي يوم الثلاثاء.
ومما يزيد من عزوف المستثمرين المتزايد هو أن 80% من الاستثمار يتركز في مجال التكنولوجيا الفائقة، حيث يوفر هذا القطاع وحده نصف صادرات إسرائيل التي تقدم نفسها على أنها “أمة الشركات الناشئة” بامتياز.
وعلقت شركة “إنتل” الأمريكية العمل في توسيع مصنع لإنتاج المعالجات الدقيقة في إسرائيل، والذي كان من المقرر أن يشكل أكبر استثمار أجنبي على الإطلاق في البلاد.
والعلامة الأخرى التي تضرب الاقتصاد الإسرائيلي هي الإسرائيليون أنفسهم الذين بدأوا بالبحث عن آفاق جديدة أكثر هدوءا خاصة في الولايات المتحدة حيث قفز حجم استثماراتهم المباشرة في الخارج بمقدار الربع في الربع الأول من هذا العام ليصل إلى 3.6 مليار دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف عدد مثل هذه العمليات التي يقوم بها الأجانب في إسرائيل.
وذكرت الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية “كالكاليست” أن ذلك يعد تحديا للسياسة الاقتصادية لحكومة بنيامين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب قومي متطرف يواجه عجزا كبيرا في الميزانية لتمويل حرب لا تزال مستمرة.
ويمكن أن تصل التكلفة الإجمالية للحرب إلى حوالي 67 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقا لتوقعات بنك إسرائيل.
المصدر: وسائل إعلام
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
تقرير: عناصر من طالبان يتسلحون بالقلم لكتابة مذكراتهم عن سنوات الحرب
كابول "أ ف ب": يستفيد عناصر من حركة طالبان التي استعادت السلطة في أفغانستان قبل سنوات، من الهدوء الذي ساد من جديد ليكتبوا مذكراتهم المرتبطة بالحرب، كوسيلة لسرد روايتهم الخاصة عن عشرين عاما من المواجهة مع الغربيين الذين يتهمونهم بتشويه "الواقع".
وكُتبت كتب كثيرة عن الحرب ضد الحركة المتشددة والانتصارات التي تتحدث عنها بمواجهة الغرب الذي فشل في منع استعادة طالبان السلطة في صيف عام 2021.
ويقول خالد زدران، العضو في شبكة حقاني المتهمة بارتكاب الكثير من الهجمات الدامية، والذي أصبح ناطقا باسم شرطة كابول، لوكالة فرانس برس "مهما كتب الأجانب عنا، فقد تجاهلوا إلى حد كبير حقيقة ما حدث لنا وأسباب اضطرارنا إلى القتال".
في كتابه الضخم الواقع في 600 صفحة، والذي صدر باللغة البشتونية في أبريل، يروي زدران أولى التوغلات الأميركية في ولاية خوست، مسقط رأسه في جنوب كابول، وطفولته المليئة بقصص "الفظائع"، ورغبته في الانضمام إلى طالبان باسم "حرية" بلاده.
ويوضح في كتابه "15 دقيقة" الذي استلهم عنوانه من هجوم مسيّرة أمريكية نجا منه بفارق ربع ساعة "كنتُ أشهد قصصا مروعة كل يوم، وأرى جثثا ممزقة على جانب الطريق".
ويقول نائب وزير الإعلام والثقافة مهاجر فرحي "يجب أن نذكر الحقائق: أمريكا، خلافا لادعاءاتها، ارتكبت أعمالا وحشية وهمجية ودمرت بلدنا بالقنابل، وقضت على البنية التحتية، وزرعت الفتنة .. بين الأمم".
في كتاب "ذكريات الجهاد، 20 عاما تحت الاحتلال"، يكتب فرحي أن طالبان حاولت التفاوض مع الولايات المتحدة على مصير أسامة بن لادن الذي أرادت واشنطن رأسه بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، على قوله.
"تنين" أمريكي
كان من الواضح أن "الأمريكيين خططوا مسبقا لاحتلال أفغانستان"، وفق فرحي الذي لا يؤمن بـ"الحرب على الإرهاب".
ويقول "في البداية، ظنّ الأفغان أن حادثا وقع على بُعد آلاف الكيلومترات من ديارهم في دولة غربية لن يؤثر عليهم .. ثم أدرك الجميع أن أبرياء في بلدنا سيُعاقَبون".
دارت حربٌ دامت عشرين عاما بين قوات طالبان وتحالف من 38 دولة عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة دعما للجمهورية الأفغانية.
وقضى عشرات آلاف الأفغان في المعارك والهجمات التي شنّتها طالبان، بالإضافة إلى ما يقرب من 6000 جندي أجنبي، من بينهم 2400 أمريكي.
يرى فرحي أن الحرب أتت نتيجة رغبة الغرب في "فرض ثقافته وأيديولوجيته على الدول الأخرى".
يمزج كتابه المُتاح بما لا يقل عن خمس لغات، بين ذكريات ميدانية وفصول من كتيبات تهاجم ما يصفه بأنه "تنين أميركي متعطش للدماء".
ويقول لوكالة فرانس برس إن الكتاب "يكشف حقائق لم تُروَ من قبل لأن وسائل الإعلام، وخصوصا الغربية، قدّمت صورة مغايرة للحرب".
وبحسب قوله، فإن المقاتلين المؤيدين لطالبان، وإن كانوا أقل تجهيزا بكثير، حققوا النصر بفضل وحدتهم وبعون الله.
جبهة جديدة
أصدرت حركة طالبان كتابات أخرى تتباهى فيها بمآثرها العسكرية وبما تعتبره إنجازات "الإمارة الإسلامية"، تماشيا مع السردية السائدة في أفغانستان اليوم.
لكنّ قليلا منها اتخذ شكل سير ذاتية تجذب جمهورا يرغب في فهم الحرب "من الداخل"، كما يقول خالد زدران.
وقد بيع كتابه الذي طُبع في ألفي نسخة، بسرعة كبيرة لدرجة أن ألف نسخة أخرى قيد الإعداد، بالإضافة إلى نسخة باللغة الدارية، وفق زدران.
تتناول العديد من فصول الكتاب قصة بوي بيرغدال، الجندي الأميركي الذي احتُجز رهينة لخمس سنوات. وتسرد هذه الفصول الرحلات الشاقة عبر جبال الحدود الأفغانية الباكستانية بحثا عن ملجأ جديد، ومحاولة إقناعه باعتناق الإسلام، وحبيبته في الولايات المتحدة.
لكن لا يُولى اهتمام يُذكر للمدنيين الذين يُقتلون في الهجمات، خصوصا الانتحارية، والتي نشرت الرعب في جميع أنحاء أفغانستان.